بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم الدرس السابع. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ليبين للناس ما نزل اليهم من ربهم - 00:00:00
الصلاة والسلام على نبينا محمد من بلغ عن ربه البلاغ المبين وبين لهم الحق غاية التبيين حتى ترك امته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا من كان من الهالكين - 00:00:21
اما بعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونواصل معكم الحديث في موضوع الاحاديث القدسية فعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:39
قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم هذا حديث عظيم يرسم للمسلم الطريق الصحيح في اداء العمل وذلك بان يكون عملا خالصا - 00:01:00
وذلك بان يكون عملا صالحا خالصا لوجه الله ليس فيه شائبة شرك ظاهر ولا خفي ويبين خطورة الشرك وانه لا يقبل معه عمل لان الله تعالى لا يقبل الا ما كان خالصا لوجهه الكريم - 00:01:22
ومن قصد بعمله مع الله غيره فهذا هو الشرك في النية وهو الرياء المذموم الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة وتوعد الله المرائي بقوله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون - 00:01:42
الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون والرياء من صفات المنافقين. قال تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا - 00:02:05
وقوله تعالى في هذا الحديث انا اغنى الشركاء عن الشرك معناه انه لما كان المرائي قاصدا بعمله الله تعالى وقاصدا معه غيره كان قد جعل لله شريكا في النية الله تعالى هو الغني على الاطلاق - 00:02:28
وجميع الخلق محتاجون اليه فلا يليق بكرمه وغناه التام ان يقبل العمل الذي جعل معه شريك فيه لغناه التام عن ذلك لغناه التام عن ذلك ولكماله المطلق والشرك تنقص لكماله - 00:02:49
لان فيه مساواة مساواة المخلوق بالخالق والناقص الفقير بالكامل الغني وقوله تعالى انا اغنى الشركاء ليس هو من باب التفضيل بمعنى ان الشركاء اغنياء وهو اكثر منهم غنى بل هو الغني وحده - 00:03:11
والشركاء كلهم فقراء محتاجون اليه وقد تقع المفاضلة بين الشيئين وان كان احدهما لا فضل فيه لقوله تعالى الله خير عما يشركون وقوله تعالى اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا - 00:03:33
ومعنى قوله تعالى من عمل عملا اشرك معي فيه غيري اي من قصد بعمله احدا معي تركته وشركه اي لم اقبل منه ذلك العمل وفي رواية عند ابن ماجة وغيره فانا منه بريء - 00:03:57
وهو للذي اشرك ومعناه بطلان ذلك العمل وتعثيم ذلك العامل وتوعده قال الامام الحافظ ابن رجب رحمه الله واعلم ان العمل لغير الله اقسام فتارة يكون رياء محضا فلا يراد به سوى مراة المخلوقين لغرض دنيوي - 00:04:15
كحال المنافقين في صلاتهم كما قال تعالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس وكذلك وصف الله الكفار بالرياء في قوله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس - 00:04:41
وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة او الحج او غيرهما من الاعمال الظاهرة والتي يتعدى نفعها فان الاخلاص فيها عزيز - 00:04:59
وهذا العمل لا يشك مسلم انه حابط وان صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء. فان شاركه من اصله النصوص الصحيحة تدل على بطلانه وذكر منها هذا الحديث الذي نحن بصدد شرحه - 00:05:17
وحديث شداد ابن اوس مرفوعة من صلى يرائي فقد اشرك ومن صام يرائي فقد اشرك ومن تصدق يرائي فقد اشرك وان الله عز وجل يقول انا خير قسيم لمن اشرك بي - 00:05:40
فمن اشرك بي شيئا فان جدة عمله قليله وكثيره لشريكه الذي اشرك به انا عنه غني رواه احمد وحديث الظحاك ابن قيس مرفوعا ان الله عز وجل يقول انا خير شريك - 00:05:57
فمن اشرك فمن اشرك معي شريكا فهو لشريكي يا ايها الناس اخلصوا اعمالكم لله عز وجل فان الله لا يقبل من الاعمال الا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله والرحم فانه للرحم وليس لله منه شيء - 00:06:16
ولا تقول هذا لله ولوجوهكم فانه لوجوهكم وليس لله منه شيء رواه البزار وابن مردويه والبيهقي بسند قال المنذري لا بأس به وحديث ابي امامة الباهلي ان رجلا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:36
فقال يا رسول الله ارأيت رجلا يلتمس الاجر والذكر ارأيت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له فاعادها عليه ثلاث مرات يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له - 00:06:58
ثم قال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه رواه ابو داوود والنسائي بسند جيد ثم قال ابن رجب رحمه الله واما ان كان اصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء - 00:07:19
فان كان خاطرا ودفعه فلا يضره بغير خلاف وان استرسل معه فهل فهل يحبط عمله او لا يضره ذلك ويجازى على اصل نيته في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف حكاه الامام احمد وابن جرير - 00:07:38
ورجح ان عمله لا يبطل بذلك وانه يجازى بنيته الاولى وهو مروي عن الحسن البصري وغيره ثم قال ابن رجب فاما اذا عمل العمل لله خالصا ثم القى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين - 00:07:57
ففرح بفظل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره وفي هذا المعنى جاء حديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه - 00:08:15
فقال تلك عاجل بشرى المؤمن رواه مسلم والى الحلقة القادمة باذن الله نستكمل معكم الحديث في موضوع اخر والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:08:31
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم الدرس السابع. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ليبين للناس ما نزل اليهم من ربهم - 00:00:00
الصلاة والسلام على نبينا محمد من بلغ عن ربه البلاغ المبين وبين لهم الحق غاية التبيين حتى ترك امته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا من كان من الهالكين - 00:00:21
اما بعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونواصل معكم الحديث في موضوع الاحاديث القدسية فعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:39
قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم هذا حديث عظيم يرسم للمسلم الطريق الصحيح في اداء العمل وذلك بان يكون عملا خالصا - 00:01:00
وذلك بان يكون عملا صالحا خالصا لوجه الله ليس فيه شائبة شرك ظاهر ولا خفي ويبين خطورة الشرك وانه لا يقبل معه عمل لان الله تعالى لا يقبل الا ما كان خالصا لوجهه الكريم - 00:01:22
ومن قصد بعمله مع الله غيره فهذا هو الشرك في النية وهو الرياء المذموم الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة وتوعد الله المرائي بقوله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون - 00:01:42
الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون والرياء من صفات المنافقين. قال تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا - 00:02:05
وقوله تعالى في هذا الحديث انا اغنى الشركاء عن الشرك معناه انه لما كان المرائي قاصدا بعمله الله تعالى وقاصدا معه غيره كان قد جعل لله شريكا في النية الله تعالى هو الغني على الاطلاق - 00:02:28
وجميع الخلق محتاجون اليه فلا يليق بكرمه وغناه التام ان يقبل العمل الذي جعل معه شريك فيه لغناه التام عن ذلك لغناه التام عن ذلك ولكماله المطلق والشرك تنقص لكماله - 00:02:49
لان فيه مساواة مساواة المخلوق بالخالق والناقص الفقير بالكامل الغني وقوله تعالى انا اغنى الشركاء ليس هو من باب التفضيل بمعنى ان الشركاء اغنياء وهو اكثر منهم غنى بل هو الغني وحده - 00:03:11
والشركاء كلهم فقراء محتاجون اليه وقد تقع المفاضلة بين الشيئين وان كان احدهما لا فضل فيه لقوله تعالى الله خير عما يشركون وقوله تعالى اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا - 00:03:33
ومعنى قوله تعالى من عمل عملا اشرك معي فيه غيري اي من قصد بعمله احدا معي تركته وشركه اي لم اقبل منه ذلك العمل وفي رواية عند ابن ماجة وغيره فانا منه بريء - 00:03:57
وهو للذي اشرك ومعناه بطلان ذلك العمل وتعثيم ذلك العامل وتوعده قال الامام الحافظ ابن رجب رحمه الله واعلم ان العمل لغير الله اقسام فتارة يكون رياء محضا فلا يراد به سوى مراة المخلوقين لغرض دنيوي - 00:04:15
كحال المنافقين في صلاتهم كما قال تعالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس وكذلك وصف الله الكفار بالرياء في قوله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس - 00:04:41
وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة او الحج او غيرهما من الاعمال الظاهرة والتي يتعدى نفعها فان الاخلاص فيها عزيز - 00:04:59
وهذا العمل لا يشك مسلم انه حابط وان صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء. فان شاركه من اصله النصوص الصحيحة تدل على بطلانه وذكر منها هذا الحديث الذي نحن بصدد شرحه - 00:05:17
وحديث شداد ابن اوس مرفوعة من صلى يرائي فقد اشرك ومن صام يرائي فقد اشرك ومن تصدق يرائي فقد اشرك وان الله عز وجل يقول انا خير قسيم لمن اشرك بي - 00:05:40
فمن اشرك بي شيئا فان جدة عمله قليله وكثيره لشريكه الذي اشرك به انا عنه غني رواه احمد وحديث الظحاك ابن قيس مرفوعا ان الله عز وجل يقول انا خير شريك - 00:05:57
فمن اشرك فمن اشرك معي شريكا فهو لشريكي يا ايها الناس اخلصوا اعمالكم لله عز وجل فان الله لا يقبل من الاعمال الا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله والرحم فانه للرحم وليس لله منه شيء - 00:06:16
ولا تقول هذا لله ولوجوهكم فانه لوجوهكم وليس لله منه شيء رواه البزار وابن مردويه والبيهقي بسند قال المنذري لا بأس به وحديث ابي امامة الباهلي ان رجلا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:36
فقال يا رسول الله ارأيت رجلا يلتمس الاجر والذكر ارأيت رجلا غزا يلتمس الاجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له فاعادها عليه ثلاث مرات يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له - 00:06:58
ثم قال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه رواه ابو داوود والنسائي بسند جيد ثم قال ابن رجب رحمه الله واما ان كان اصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء - 00:07:19
فان كان خاطرا ودفعه فلا يضره بغير خلاف وان استرسل معه فهل فهل يحبط عمله او لا يضره ذلك ويجازى على اصل نيته في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف حكاه الامام احمد وابن جرير - 00:07:38
ورجح ان عمله لا يبطل بذلك وانه يجازى بنيته الاولى وهو مروي عن الحسن البصري وغيره ثم قال ابن رجب فاما اذا عمل العمل لله خالصا ثم القى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين - 00:07:57
ففرح بفظل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره وفي هذا المعنى جاء حديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه - 00:08:15
فقال تلك عاجل بشرى المؤمن رواه مسلم والى الحلقة القادمة باذن الله نستكمل معكم الحديث في موضوع اخر والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:08:31