بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:02
اما بعد فالحديث عما يقوله من عليه دين عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان مكاتبا جاءه فقال اني قد عجزت عن مكاتبتي فاعني قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:19
لو كان عليك مثل جبل صير دينا اداه الله عنك قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك. رواه الترمذي قوله ان مكاتبا جاءه اي عبدا اراد لنفسه العتق بالمكاتبة. قال الله تعالى والذين يبتغون الكتاب مما - 00:00:42
ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا والمكاتبة ان يتفق العبد مع سيده ان يعطيه كل شهر مثلا مبلغا معينا من المال لمدة معينة فاذا وفى بالمبلغ عتق بهذه المكاتبة - 00:01:07
قال ان مكاتبا جاءه فقال اني عجزت عن كتابتي فاعني. اي عجزت عن المال الذي كاتبت سيدي عليه فاعني يساعدني على هذا الامر قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:29
لو كان عليك مثل جبل صير دينا اداه الله عنك اي لو كان عليك دين كبير اداه الله عنك ويسر لك امر سداده وهذا فيه ان الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة - 00:01:48
وهذا خير كم نفرط فيه؟ احيانا يأتي المحتاج وحاجته شديدة فتصرفه بان تقول له ما عندي شيء او تعطيه شيئا يسيرا لا يسد حاجته ويغفل في هذا الموطن عن دلالته الى هذا الدعاء العظيم كما صنع علي رضي الله عنه - 00:02:07
وما يدريك قد تدله على هذا الدعاء وهو لا يعلمه فيكون فرجا له بل هو الفرج وربما كان خيرا له مما لو اعطيته المال الذي جاء يسأله قوله اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك - 00:02:29
هذا فيه خضوع العبد وافتقاره الى الله والتجاؤه اليه وحده اكفني بحلالك عن حرامك اي اجعل ما احلنته لي كافيا لي بحيث لا اتعدى ولا اتجاوز الى امر حرمته علي - 00:02:49
فيطلب من الله عز وجل ان يرزقه القناعة والرضا والكفاية بما احله الله تبارك وتعالى لعباده من الرزق وان يجنبه الحرام وسبله بعض الناس اذا ضاقت به الامور وكثرت عليه الديون قد يلجأ الى بعض الامور المحرمة - 00:03:07
وقد تقدم في تعود النبي صلى الله عليه وسلم من المغرم قال ان الرجل اذا غرم حدث فكذب ووعد فاخلف وهذا حرام وقد ايضا تمتد يده الى اخذ حقوق للناس او الاعتداء على اموالهم - 00:03:29
فهذه الدعوة في هذا المقام بطلب ان يكفيه بحلاله عن حرامه من اطيب وانفع ما يكون لينال القناعة والرضا وليحصل التيسير والفرج وقوله واغنني بفضلك عمن سواك هذا فيه الافتقار الى الله عز وجل وسؤاله سبحانه ان يغنيه من واسع فضله - 00:03:48
بحيث لا يحتاج الى احد سواه والله يقول يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وهذا فيه ان العبد ينبغي ان يكون مفوضا امره الى الله - 00:04:13
معتمدا عليه وحده مستعينا به متوكلا في جميع اموره عليه. وكفى به سبحانه وكيلا ولابد مع الدعاء من بذل السبب والسعي الجاد لسداد الدين والعزم الصادق على الوفاء به والمبادرة الى - 00:04:31
في اقرب وقت يتهيأ السداد والحذر الشديد من المماطلة والتسويف فان من كان كذلك فحري به الا يعان. اما من حمل في قلبه هم الدين وكانت له نية صادقة وعزم اكيد على ادائه اعانه الله وادى عنه دينه - 00:04:50
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اخذ اموال الناس يريد ادائها ادى الله عنه ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله - 00:05:15
وروى الامام احمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد كانت له نية في اداء دينه الا كان له من الله عون - 00:05:32
وروى النسائي عن ميمونة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من احد يدان دينا فعلم الله منه انه يريد قضاءه الا اداه الله عنه في الدنيا - 00:05:46
فان صدق العبد في عزمه وصلحت نيته تيسرت اموره واتاه الله باليسر والفرج من حيث لا يحتسب. ومن صح توكله على الله تكفل الله بعونه وسدد امره وقضى دينه روى البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:04
انه ذكر رجلا من بني اسرائيل سأل بعض بني اسرائيل ان يسلفه الف دينار فقال ائتني بالشهداء اشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فاتني بالكفيل فقال كفى بالله كفيلا. قال صدقت - 00:06:29
فدفعها اليه على اجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للاجل الذي اجله فلم يجد مركبا فاخذ خشبة فنقرها فادخل فيها الف دينار وصحيفة منه الى صاحبه. ثم زجج موضعها اي سوى موضع النقر واصلحه. ثم اتى بها الى البحر - 00:06:48
فقال اللهم انك تعلم اني كنت تسلفت فلانا الف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك واني جاهدت ان اجد مركبا ابعث اليه الذي له فلم اقدر - 00:07:19
واني استودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج الى بلده فخرج الرجل الذي كان اسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله - 00:07:42
فاذا بالخشبة التي فيها المال فاخذها لاهله حطبا فلما نشرها اي قطعها بالمنشار وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان اسلفه فاتى بالالف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لاتيك بمالك. فما وجدت مركبا قبل الذي اتيت فيه - 00:08:02
قال هل كنت بعثت الي بشيء قال اخبرك اني لم اجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال فان الله قد ادى عنك الذي بعثته في الخشبة فانصرف بالالف دينار راشدا - 00:08:29
فهذه قصة عجيبة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل من بني اسرائيل صادق النية حريصا اشد الحرص على سداد الدين وقضائه لنتعظ بها ونعتبر ولنعلم كمال قدرة الله وتمام عونه وحسن كفايته لعبده اذا احسن الالتجاء اليه - 00:08:47
وصدق في الاعتماد عليه وتأمل كمال التوفيق حيث لم تقع هذه الخشبة المشتملة على المال الا في يد صاحبها فتبارك الله العليم القدير ولا ينبغي للمسلم ان يستهين بامر الدين. او يقلل من شأنه او يتهاون في سداده - 00:09:12
فقد ورد في السنة احاديث عديدة تفيد خطورة ذلك وتدل على ان نفس المؤمن معلقة بالدين وان الميت محبوس بدينه حتى يقضى عنه روى الامام احمد عن سعد ابن الاطول رضي الله عنه قال مات اخي - 00:09:34
وترك ثلاث مئة دينار. وترك فيه ولدا صغارا فاردت ان انفق عليه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخاك محبوس بدينه فاذهب فاقض عنه قال فذهبت فقضيت عنه ثم جئت فقلت يا رسول الله قد قضيت عنه ولم يبق الا امرأة - 00:09:54
تدعي دينارين وليست لها بينة قال اعطها فانها صدقة وروى ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس المؤمن معلقة ما كان - 00:10:18
اعليه دين ولهذا فان الواجب على المسلم اذا كان عليه دين ان يبادر الى سداده قبل ان يبغته الموت فتحبس نفسه بدينه ويكون مرتهنا به واذا لم يكن عليه دين فليحمد الله على العافية - 00:10:37
وليتحاشى الاستدانة ما لم يكن لها حاجة داعية او ضرورة ملحة ليسلم من هم الدين وليرح نفسه من عواقبه وليكن في امنة من مقبته ففي المسند من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:10:57
لا تخيفوا انفسكم بعد امنها. قالوا وما ذلك يا رسول الله؟ قال الدين اي لا تسارعوا الى الدين فتخيفوا انفسكم من توابعه وعواقبه ومن الدعوات العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث من اوى الى فراشه على المحافظة عليها والعناية بها - 00:11:20
ولها تعلق بقظاء الدين ما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رظي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا اذا اخذنا مضجعنا ان نقول - 00:11:46
اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى. ومنزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم انت الاول فليس قبلك شيء - 00:12:02
وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عنا الدين واغننا من الفقر ورواه ابو داوود بلفظ اقظ عني الدين واغنني من الفقر - 00:12:24
قوله اقض عنا الدين اي ادي عنا حقوق الله وحقوق العباد من جميع الانواع وهذا فيه تبري الانسان من الحول والقوة وانه لا حول ولا قوة له الا بالله العظيم - 00:12:44
وقوله واغننا من الفقر الغنى هو عدم الحاجة والفقر خلو ذات اليد والفقير هو من وجد بعض كفايته او لم يجد شيئا اصلا ومن المعلوم ان الدين والفقر كلاهما هم عظيم - 00:13:00
قد يؤرق الانسان ويمنعه من النوم فاذا لجأ العبد الى الله وطلب منه سبحانه مده وعونه متوسلا اليه بتلك التوسلات العظيمة فان نفسه عندئذ تسكن وتطمئن وقلبه يرتاح ويهدأ لانه وكل امره الى من بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض - 00:13:18
ولجأ الى من امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وكيف لا يطمئن القلب وقد تعلق بمن هذا شأنه. واسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير - 00:13:44
انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:02
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:02
اما بعد فالحديث عما يقوله من عليه دين عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان مكاتبا جاءه فقال اني قد عجزت عن مكاتبتي فاعني قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:19
لو كان عليك مثل جبل صير دينا اداه الله عنك قال قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك. رواه الترمذي قوله ان مكاتبا جاءه اي عبدا اراد لنفسه العتق بالمكاتبة. قال الله تعالى والذين يبتغون الكتاب مما - 00:00:42
ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا والمكاتبة ان يتفق العبد مع سيده ان يعطيه كل شهر مثلا مبلغا معينا من المال لمدة معينة فاذا وفى بالمبلغ عتق بهذه المكاتبة - 00:01:07
قال ان مكاتبا جاءه فقال اني عجزت عن كتابتي فاعني. اي عجزت عن المال الذي كاتبت سيدي عليه فاعني يساعدني على هذا الامر قال الا اعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:29
لو كان عليك مثل جبل صير دينا اداه الله عنك اي لو كان عليك دين كبير اداه الله عنك ويسر لك امر سداده وهذا فيه ان الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة - 00:01:48
وهذا خير كم نفرط فيه؟ احيانا يأتي المحتاج وحاجته شديدة فتصرفه بان تقول له ما عندي شيء او تعطيه شيئا يسيرا لا يسد حاجته ويغفل في هذا الموطن عن دلالته الى هذا الدعاء العظيم كما صنع علي رضي الله عنه - 00:02:07
وما يدريك قد تدله على هذا الدعاء وهو لا يعلمه فيكون فرجا له بل هو الفرج وربما كان خيرا له مما لو اعطيته المال الذي جاء يسأله قوله اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك - 00:02:29
هذا فيه خضوع العبد وافتقاره الى الله والتجاؤه اليه وحده اكفني بحلالك عن حرامك اي اجعل ما احلنته لي كافيا لي بحيث لا اتعدى ولا اتجاوز الى امر حرمته علي - 00:02:49
فيطلب من الله عز وجل ان يرزقه القناعة والرضا والكفاية بما احله الله تبارك وتعالى لعباده من الرزق وان يجنبه الحرام وسبله بعض الناس اذا ضاقت به الامور وكثرت عليه الديون قد يلجأ الى بعض الامور المحرمة - 00:03:07
وقد تقدم في تعود النبي صلى الله عليه وسلم من المغرم قال ان الرجل اذا غرم حدث فكذب ووعد فاخلف وهذا حرام وقد ايضا تمتد يده الى اخذ حقوق للناس او الاعتداء على اموالهم - 00:03:29
فهذه الدعوة في هذا المقام بطلب ان يكفيه بحلاله عن حرامه من اطيب وانفع ما يكون لينال القناعة والرضا وليحصل التيسير والفرج وقوله واغنني بفضلك عمن سواك هذا فيه الافتقار الى الله عز وجل وسؤاله سبحانه ان يغنيه من واسع فضله - 00:03:48
بحيث لا يحتاج الى احد سواه والله يقول يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وهذا فيه ان العبد ينبغي ان يكون مفوضا امره الى الله - 00:04:13
معتمدا عليه وحده مستعينا به متوكلا في جميع اموره عليه. وكفى به سبحانه وكيلا ولابد مع الدعاء من بذل السبب والسعي الجاد لسداد الدين والعزم الصادق على الوفاء به والمبادرة الى - 00:04:31
في اقرب وقت يتهيأ السداد والحذر الشديد من المماطلة والتسويف فان من كان كذلك فحري به الا يعان. اما من حمل في قلبه هم الدين وكانت له نية صادقة وعزم اكيد على ادائه اعانه الله وادى عنه دينه - 00:04:50
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اخذ اموال الناس يريد ادائها ادى الله عنه ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله - 00:05:15
وروى الامام احمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد كانت له نية في اداء دينه الا كان له من الله عون - 00:05:32
وروى النسائي عن ميمونة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من احد يدان دينا فعلم الله منه انه يريد قضاءه الا اداه الله عنه في الدنيا - 00:05:46
فان صدق العبد في عزمه وصلحت نيته تيسرت اموره واتاه الله باليسر والفرج من حيث لا يحتسب. ومن صح توكله على الله تكفل الله بعونه وسدد امره وقضى دينه روى البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:04
انه ذكر رجلا من بني اسرائيل سأل بعض بني اسرائيل ان يسلفه الف دينار فقال ائتني بالشهداء اشهدهم فقال كفى بالله شهيدا قال فاتني بالكفيل فقال كفى بالله كفيلا. قال صدقت - 00:06:29
فدفعها اليه على اجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للاجل الذي اجله فلم يجد مركبا فاخذ خشبة فنقرها فادخل فيها الف دينار وصحيفة منه الى صاحبه. ثم زجج موضعها اي سوى موضع النقر واصلحه. ثم اتى بها الى البحر - 00:06:48
فقال اللهم انك تعلم اني كنت تسلفت فلانا الف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك واني جاهدت ان اجد مركبا ابعث اليه الذي له فلم اقدر - 00:07:19
واني استودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج الى بلده فخرج الرجل الذي كان اسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله - 00:07:42
فاذا بالخشبة التي فيها المال فاخذها لاهله حطبا فلما نشرها اي قطعها بالمنشار وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان اسلفه فاتى بالالف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لاتيك بمالك. فما وجدت مركبا قبل الذي اتيت فيه - 00:08:02
قال هل كنت بعثت الي بشيء قال اخبرك اني لم اجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال فان الله قد ادى عنك الذي بعثته في الخشبة فانصرف بالالف دينار راشدا - 00:08:29
فهذه قصة عجيبة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل من بني اسرائيل صادق النية حريصا اشد الحرص على سداد الدين وقضائه لنتعظ بها ونعتبر ولنعلم كمال قدرة الله وتمام عونه وحسن كفايته لعبده اذا احسن الالتجاء اليه - 00:08:47
وصدق في الاعتماد عليه وتأمل كمال التوفيق حيث لم تقع هذه الخشبة المشتملة على المال الا في يد صاحبها فتبارك الله العليم القدير ولا ينبغي للمسلم ان يستهين بامر الدين. او يقلل من شأنه او يتهاون في سداده - 00:09:12
فقد ورد في السنة احاديث عديدة تفيد خطورة ذلك وتدل على ان نفس المؤمن معلقة بالدين وان الميت محبوس بدينه حتى يقضى عنه روى الامام احمد عن سعد ابن الاطول رضي الله عنه قال مات اخي - 00:09:34
وترك ثلاث مئة دينار. وترك فيه ولدا صغارا فاردت ان انفق عليه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخاك محبوس بدينه فاذهب فاقض عنه قال فذهبت فقضيت عنه ثم جئت فقلت يا رسول الله قد قضيت عنه ولم يبق الا امرأة - 00:09:54
تدعي دينارين وليست لها بينة قال اعطها فانها صدقة وروى ايضا من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس المؤمن معلقة ما كان - 00:10:18
اعليه دين ولهذا فان الواجب على المسلم اذا كان عليه دين ان يبادر الى سداده قبل ان يبغته الموت فتحبس نفسه بدينه ويكون مرتهنا به واذا لم يكن عليه دين فليحمد الله على العافية - 00:10:37
وليتحاشى الاستدانة ما لم يكن لها حاجة داعية او ضرورة ملحة ليسلم من هم الدين وليرح نفسه من عواقبه وليكن في امنة من مقبته ففي المسند من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:10:57
لا تخيفوا انفسكم بعد امنها. قالوا وما ذلك يا رسول الله؟ قال الدين اي لا تسارعوا الى الدين فتخيفوا انفسكم من توابعه وعواقبه ومن الدعوات العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث من اوى الى فراشه على المحافظة عليها والعناية بها - 00:11:20
ولها تعلق بقظاء الدين ما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رظي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا اذا اخذنا مضجعنا ان نقول - 00:11:46
اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى. ومنزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم انت الاول فليس قبلك شيء - 00:12:02
وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عنا الدين واغننا من الفقر ورواه ابو داوود بلفظ اقظ عني الدين واغنني من الفقر - 00:12:24
قوله اقض عنا الدين اي ادي عنا حقوق الله وحقوق العباد من جميع الانواع وهذا فيه تبري الانسان من الحول والقوة وانه لا حول ولا قوة له الا بالله العظيم - 00:12:44
وقوله واغننا من الفقر الغنى هو عدم الحاجة والفقر خلو ذات اليد والفقير هو من وجد بعض كفايته او لم يجد شيئا اصلا ومن المعلوم ان الدين والفقر كلاهما هم عظيم - 00:13:00
قد يؤرق الانسان ويمنعه من النوم فاذا لجأ العبد الى الله وطلب منه سبحانه مده وعونه متوسلا اليه بتلك التوسلات العظيمة فان نفسه عندئذ تسكن وتطمئن وقلبه يرتاح ويهدأ لانه وكل امره الى من بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض - 00:13:18
ولجأ الى من امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وكيف لا يطمئن القلب وقد تعلق بمن هذا شأنه. واسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير - 00:13:44
انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:02