التعليق على الوابل الصيب | عبد المحسن القاسم

09 | التعليق على الوابل الصيب | للشيخ د. عبد المحسن القاسم

عبدالمحسن القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله الامين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فلما ان بلي العبد بما بلي به اعين بالعساكر والعدد والحصون وقيل له - 00:00:01ضَ

قاتل عدوك وجاهده. يعني اللي هو بسم الله الرحمن الرحيم يقصد يعني الشيطان والهوى والنفس. نعم. وقيل له قاتل عدوك وجاهده هذه الجنود خذ منها ما شئت. وهذه العدد البس منها ما شئت - 00:00:21ضَ

وهذه الحصون تحصن منها بما بأي حصن شئت. ورابط الى الموت فالامر قريب ومدة الرباط يسيرة جدا فكأنك بالملك الاعظم وقد ارسل اليك رسله فنقلوك الى داره واسترحت من هذا الجهاد. وفرق - 00:00:37ضَ

بينك وبين عدوك واطلقت في دار الكرامة تتقلب فيها كيف شئت. وسجن عدوك في اصعب الحبوس وانت تراه. فالسجن الذي كان يريد ان يودعك فيه قد ادخله واغلقت عليه ابوابه وايس من الخروج والفرج. وانت فيما اشتهت نفسك وقرت عينك جزاء - 00:00:57ضَ

على صبرك في تلك المدة اليسيرة ولزومك الثغرة للرباط. وما كانت الا ساعة ثم انقضت وكأن الشدة لم تكن. فان ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله تعالى كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا - 00:01:17ضَ

لا ساعة من نهار وقوله عز وجل كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها. وقوله عز وجل قال كم لبث في الارض عدد سنين. قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسأل العادين. قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون - 00:01:37ضَ

وقوله عز وجل يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا. يتخافتون بينهم ان لبثتم الا عشرا. نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثلهم طريقة ان لبثتم الا يوما. وخطب النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه يوما فلما كانت الشمس على رؤوس الجبال - 00:01:57ضَ

الجبال وذلك عند الغروب قال انه لم يبق من الدنيا فيما مضى الا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه. فليتأمل من العاقل الناصح لنفسه هذا الحديث وليعلم يعني يدل على قصر الدنيا او الشخص يستعين على مجاهدة نفسه - 00:02:20ضَ

صبرا الشهوات لم يبقى من الدنيا الا شيء يسير مثل اخر العصر حتى تغيب الشمس. نعم. فليتأمل العاقل الناصح لنفسه هذا الحديث وليعلم اي شيء حصل له من هذا الوقت الذي بقي من الدنيا باسرها. ليعلم انه في غرور واضغاث احلام - 00:02:40ضَ

وانه قد باع سعادة الابد والنعيم المقيم بحظ خسيس لا يساوي شيئا ولو طلب الله تعالى والدار الاخرة لاعطاه ذلك الحظ هنيئا موفرا واكمل منه. كما في بعض الاثار ابن ادم بع الدنيا بالاخرة تربحهما جميعا. ولا تبع الاخرة بالدنيا تخسرهما جميعا. الحياة الدنيا - 00:03:01ضَ

الاخرة الا المتاع. فما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع. وقال قل متاع الدنيا قليل لا له ولعب والاخر خير وابقى. نعم وقال بعض السلف ابن ادم انت محتاج الى نصيبك من الدنيا وانت الى نصيبك من الاخرة احوج - 00:03:28ضَ

فان بدأت بنصيب بنصيب بنصيبك من الدنيا. اضعت نصيبك من الاخرة وكنت من نصيب الدنيا على خطر. وان بدأت بدأت بنصيبك من الاخرة فزت بنصيبك من الدنيا فانتظمته انتظاما وكان عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه يقول في خطبته - 00:03:53ضَ

ايها الناس انكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى وان لكم معادا يجمعكم الله عز وجل فيه للحكم فيكم. والفصل بينكم فخاب وشقي عبد اخرجه الله عز وجل من رحمته التي وسعت كل شيء - 00:04:17ضَ

وجنته التي عرضها السماوات والارض. وانما يكون الامان غدا لمن خاف الله تعالى واتقى وباع قليلا بكثير ثانيا بباق والشقاوة بسعادة. الا ترون انكم في اسباب الهالكين؟ وسيخلفكم بعدكم الباقون - 00:04:34ضَ

الا ترون انكم في يوم في كل يوم تشيعون غاديا الى الله ورائحا قد قضى نحبه وانقطع امله فتضعونه في في صدع من الارض غير موسد ولا ممهد قد خلع الاسلاب وفارق الاحباب وواجه الحساب. الله المستعان نعم - 00:04:53ضَ

الله اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد - 00:05:13ضَ