السير إلى الله والدار الآخرة

(1) السير إلى الله والدار الآخرة - محمد بن سعيد ابن طوق المري

محمد ابن طوق المري

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فان القلوب مفتقرة الى تعاهد وتربية واصلاح وذلك انها اذا استقامت استقامت للانسان احواله وصلحت اعماله - 00:00:01ضَ

ما حصل له من الانشراح واللذة والسرور والحياة الطيبة ما لا يقادر قدره ولا يحاط بوصفه قال صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت - 00:00:25ضَ

فسد الجسد كله الا وهي القلب انظر الى اطول قسم في القرآن في سورة الشمس قال تعالى والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والليل اذا يغشاها والسماء وما بناها والارض - 00:00:42ضَ

وما طحاها ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها هذا المقسم به احد عشر شيئا لا اطول من هذا القسم في القرآن ما المقسم عليه قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها المقسم عليه هنا ليس حقيقة ايمانية فحسب - 00:01:01ضَ

بل هي غاية عظمى حرية بان تجعلها همك في حياتك وهي تزكية النفس علم التزكية علم عظيم ينبغي ان توديه عنايتك والوقوف معه تعظيم لما عظمه الله تعالى يكفيك في بيان فضله قوله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون - 00:01:23ضَ

الا من اتى الله بقلب سليم القلب السليم هو الذي لا ينفعك عند الله غيره وهو الذي تنجو به عند الله ثم هو محل نظر الله تعالى. قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم - 00:01:44ضَ

ومع هذا الفضل العظيم فله ثماره اليانعة التي يجتنيها من اخذه بحقه وعمل به من ذوق حلاوة الايمان ولذة الطاعة وانشراح الصدر. ولا تزال كذلك تترقى في هذه المقامات حتى تصل الى اعلى - 00:02:03ضَ

ما مقامات الدين ان تعبد الله كانك تراه ولاهميته تجد ان التصنيف فيه قد بدأ مبكرا اما استقلالا كما الف الامام احمد كتاب الزهد او ضمن كتب الحديث المسندة كما فعل البخاري في جامعه الصحيح حيث عقد كتاب الرقاق - 00:02:22ضَ

لكن مع هذه الاهمية فكثير من الناس بل من النخب قد قصروا في امان القلوب لماذا قال الله تعالى ثلة من الاولين وقليل من الاخرين لماذا اهل السبق قريب في الآخرين - 00:02:44ضَ

بان منزلة السبق الى الله تعالى لا تنال بمجرد العمل الظاهر وانما تنال باعمال القلوب وكثير من الناس قصروا في تأهل قلوبهم واصلاحها حتى ان الواحد منهم تمر عليه الايام - 00:03:06ضَ

بل يمر عليهم اسبوع بعد الاسبوع وما دمعت عينه من خشية الله الم يعني الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون - 00:03:21ضَ

لكن لا تيأس ماذا بعدها اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها فالذي يحيي الارض بعد موتها قادر على ان يحيي القلوب ويوقظها من غفلتها تزكية النفس شأنها عظيم وعلى العبد الا يكون غافلا عنها في زحمة اعماله ولو كانت اعمالا علمية او اعمال دعوية - 00:03:38ضَ

بل ينبغي ان يبذل طاقته كلها وقواه كلها في تزكية نفسه واصلاح قلبه تحقيق العبودية لله جل جلاله. فالسير الى الله سير القلوب. انظر الى اسم هذه المنظومة التي هي محل مدارستنا - 00:04:03ضَ

منظومة السير الى الله والدار الاخرة. ما الذي ذكره الشيخ فيها ذكر اعمالا قلبية الاخلاص والرجاء خوف المحبة ذكر اعمالا قلبية منظومة السير الى الله. اذا السير الى الله هو سير القلوب - 00:04:20ضَ

والجوارح انها تبع نعم اه تفضل الشيخ نسمع الابيات محمد اللهم اغفر لنا وهم الذين وهم الذين هم الذي يتقربون الى مع رقية احسنتم بارك الله فيكم. جزاكم الله خيرا - 00:04:35ضَ

قال رحمه الله سائد الذين تجنبوا سبل الردى وتيمموا لمنازل الرضوان بدأ الناظم رحمه الله في بيان قاعدة السير الى الله التي عليها مدار السعادة وهي امران تجنب سبل الهلاك - 00:06:12ضَ

وذلك بالتنزه عن معاصي والسيئات والثاني ما يحقق للعبد رضوان الله تعالى الاول تخل من الاوصاف الرذيلة والثاني تحل بالاوصاف الكاملة ومنها ما سيذكره هنا من صفات السائرين الى الله تعالى - 00:06:33ضَ

قال فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم متشرعين بسرعة الايمان من صفاتهم انهم اخلصوا في عبادتهم لله تعالى فلم يقصدوا بعبادتهم الا وجه الله وقد قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. حنفاء - 00:06:57ضَ

وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم ينفق ومجاهد. فالعاني متعلم العلم ان يقال عالم وقد قيل - 00:07:18ضَ

والمنفق تصدق ليقال زواج وقد قيل. والمجاهد جاهد ليقال شجاع. وقد قيل فهؤلاء اول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة نسأل الله العافية حديث قد قيل بعيد ليقال ادهش كل عاقل ذاك المعال - 00:07:37ضَ

وبقدر اخلاصك تكون قوتك في العبادة وقوتك في طلب العلم اذا اخلص العبد لله وهبه الله قوة لا تدرك بالاسباب الظاهرة اعمل لوجه واحد يكفيك كل الاوجه واما يعين على تحقيق الاخلاص - 00:07:57ضَ

كثرة سؤال الله الاخلاص في حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال يا ايها الناس اتقوا هذا الشرك فانه اخفى من دبيب النمل. فقال له من شاء الله ان يقول وكيف نتقيه - 00:08:18ضَ

وهو اخفى من دبيب النعل يا رسول الله قال قولوا اللهم انا نعوذ بك من ان نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك كلمة لا نعلمه انظر كيف ارشدهم الى الدعاء لان قلوبنا ليست بايدينا - 00:08:37ضَ

قلوبنا بيد الله. القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فعليك بالدعاء. وكان من دعاء عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اللهم اجعل عملي كله صالحا. واجعله لوجهك خالصا. ولا تجعل لاحد فيه شيئا - 00:08:53ضَ

مما يعين على تحقيق الاخلاص ان تأمل ان تعلم ان العمل بلا اخلاص مردود فالعمل كما يقول ابن الجوزي سورة والاخلاص روح اذا لم تخلص فلا تتعب لو قطعت سائر المنازل - 00:09:12ضَ

لم تكن حاجا الا بشهود الموقف يقول لو ان رجلا نزل بمزدلفة وبات بمنى وطاف الافاضة. لكنه ما وقف بعرفة. هل حج هذا لم يحج فكذلك من يعمل بانواع الطاعات لكن - 00:09:31ضَ

بغير اخلاص هذا يتعب نفسه قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركت وشركه الشرك بؤس وهو شر عاقبة - 00:09:52ضَ

والله اغنى الشركاء قاطبة قال صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله - 00:10:10ضَ

قال الرياء وثام الحديث في ذكر مجازاتهم ان الله تعالى يقول لهم يوم القيامة اذا جزي الناس باعمالهم يقول لهم اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء - 00:10:22ضَ

والنية تجعل لوجه الله خالصة ان البناء بدون الاصل لم يقوم ومن يكن ليقول الناس ليقول الناس يطلبه اخسر بصفقته في موقف الندم. وانبه يبتغي الدنيا فليس له يوم يوم القيامة من حظ ولا قسم - 00:10:42ضَ

العمل بلا اخلاص هباء انظر الى عبدالله بن جدعان كان من الكرماء الاجواد يصل الرحم ويعين المسكين. كانت له جفنة عظيمة يستظل بها من عظمها يأكل منها الراكب على بعيره - 00:11:01ضَ

وجعل مناديا ينادي على ظهر الكعبة ان هلموا الى جفنة ابن جدعان فقال امية ابن ابي الصلت في ذلك له داع بمكة مسمع واخر فوق كعبتها ينادي الى ردح من الشيزا ماء لباب البر يلبك بالشهاد. ومع هذا كله ثبت - 00:11:18ضَ

في صحيح مسلم عن عيسى رضي الله عنها انها سألت النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه - 00:11:40ضَ

قال لا انه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين فالعمل بلا اخلاص طاقة مهدرة وجهود مبعثرة حاتم الطائي مضرب المثل في الكرم كان يقول لزوجه اذا ما صنعت الزاد فالتمسي له اكيلا - 00:11:54ضَ

فاني لست اكله وحدي اخا طارقا او جار بيت فانني اخاف مذمات الاحاديث من بعدي ولما قالت له زوجه اهلكت ما لنا؟ قال وقائلة اهلكت بالجود ما لنا ونفسك حتى ضر نفسك جودها. فقلت دعيني انما تلك عادتي لكل كريم عادة يستعيدها. كان - 00:12:19ضَ

حاتم الطائي اذا جن الليل يوعظ الى غلامه ان يوقد النار في يفاع من الارض. لينظر اليها من اضل الطريق ويأوي الى منزله ويقول لغلامه اوقد فان الليل ليل قروا - 00:12:43ضَ

والريح يا موقن ريح سروا ان لا يرى نارك من يمر ان جلبت طيفا فانت حر وما اتاه احد فرده خائبا كان يقول قدوري بصحراء منصوبة وما ينبح الكلب اضيافه. وان لم اجد لنزيلي قرن قطعت له بعض اطرافها - 00:12:59ضَ

ومع هذا كله قال علي ابنه للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ان ابي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا وكذا يعني ا نافعه ذلك وقال صلى الله عليه وسلم - 00:13:22ضَ

ان اباك اراد امرا فادركه يعني اراد الذكر وشعر حاتم الطائي يشهد بهذا هو الذي يقول سماوية يخاطب زوجة اماوية ان المال غاد ورائحه ويبقى من من ويبقى من المال الاحاديث والذكر - 00:13:40ضَ

كل ذلك لن ينفعه لم ينفعه لانه لم يكن لله وانما اراد الذكر والشهرة والمحمدة في قلوب الخلق وحصل له ذلك لكنه لم ينتفع بعمله مما يعين على تحقيق الاخلاص - 00:14:02ضَ

الحرص على عبادات الخفاء والنظر في احوال السلف في ذلك قال الحسن البصري ان كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به جاره وان كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير - 00:14:16ضَ

وما يشعر به الناس. وان كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده زوار. وما يشعرون به ولقد ادركنا اقواما ما كان على ظهر الارض من عمل يقدرون على ان يعملوه في سر - 00:14:32ضَ

سيكون علانية ابدا وقد قال الزبير بن العوام رضي الله عنه من استطاع منكم ان تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل وكان ابو وائل الشقيق ابن سلمة اذا صلى في بيته - 00:14:48ضَ

ينشدون سيدا لو جعلت له الدنيا على ان يفعله احد يراه ما فعله وهذا من مبارك حينما خرج في غزو بلاد الروم فالتقى المسلمون بالعدو خرج علج من العدو يطلب المبارزة ويجول بين الصفين - 00:15:05ضَ

فخرج له رجل من المسلمين فما امهله العلج ان قتله وخرج الثاني فقتله العلم. وخرج الثالث فقتله فخرج له ابن مبارك تصاوره ثم قتل العلج وهو مستخف يخفي وجهه فاجتمع عليه الناس ينظرون من هو الذي يعني قتل هذا العلج الذي اذى المسلمين - 00:15:23ضَ

فجعل يغطي وجهه بكمه حتى جاء احدهم فرفع كمه عن وجهه فاذا هو عبدالله بن المبارك فقال له ابن مبارك وانت ممن يشنع علينا يعني انه سخط عليه فعله وهذا رجل مسلم - 00:15:47ضَ

كان في جيش مسلمة بن عبدالملك وقد حاصر مسلمة حصنا من حصون الكفار الناس للدخول من نقب هناك فتحة في الحصن ما دخله احد ثم انه جاء رجل من عرض الجيش - 00:16:04ضَ

فدخله ففتحه الله عليهم فنادى مسلمة اين صاحب النقب فما جاء احد ونادى اين صاحب النقل فما خرج اليه احد وقال اني عزمت عليه ان يأتي فلما كان الليل اتى رجل - 00:16:20ضَ

برثامه وقال صاحب النقب يأخذ عليكم ثلاثا الا تجعلوا اسمه في صحيفة الى الخليفة والا تأمروا له بشيء والا تسألوه ممن هو وقال مسلمة ذلك له فقال الرجل ثم ذهب - 00:16:40ضَ

فكان المسلمة لا يصلي صلاة بعد ذلك الا قال اللهم احشرني مع صاحب النار هكذا كانوا سلف اذا مر الزمان بذكرهم وقف الزمان لهم مجلا مكبرا اذا ليست العبرة بالشهرة - 00:17:05ضَ

العبرة بحالك مع الله الصحابة الذين توفي عنهم النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من مئة الف كما قال السيوطي والعد لا يحصره توفي عما يزيد عشر الف الف اي عما يزيد على مئة الف - 00:17:25ضَ

منهم من هم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الاعلى من الجنة ومع ذلك لا يعرفهم منا احد ما ذكره ابن ادبر في استيعاب في معرفة الاصحاب. ولا ذكرهم الاثير في اسد الغابة في معرفة الصحابة. ولا ذكره ابن حجر حتى في الاصابة في تمييز - 00:17:42ضَ

كتابه اجمع الكتب المؤلفة في اسماء الصحابة واشملها واوسعها. مع ذلك التراجم التي فيه لا تصل الى ثلاثة عشر الفا وليسوا كلهم من الصحابة. القسم الثالث في المخضرمين والقسم الرابع في من ذكر من الصحابة على وجه الغلط والسهو - 00:18:01ضَ

هم يعني اكثر من مئة الف والذين ذكروا في في الكتب لا يبلغون شيئا لا يبلغون الا شيئا يسيرا من هذا العدد. ومع ذلك فمنهم مع النبي منهم من هو مع النبي صلى الله عليه وسلم. في الفردوس الاعلى ومع ذلك لا يعرفهم احد - 00:18:20ضَ

ليست العبرة بالشهرة كانوا يفرون من الشهرة قال ابراهيم ابن ادهم ما صدق الله عبد احب الشهرة وقال بشر ابن الحائط لا يجد حلاوة الاخرة رجل يحب ان يعرفه الناس - 00:18:39ضَ

وقال ايوب ما صدق الله عبد الا سره الا يشعر بمكانه وهذا الامام الشافعي يقول وددت ان الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على الا ينسب الي منه شيء والامام احمد يقول طوبى لمن اخمل الله ذكره - 00:18:56ضَ

واخبار السلف في ذلك مستفيضة لكن هنا مسألة ايثار الخمول والرغبة عن الشهرة ليس معناها ان يترك الانسان تعليم العلم والدعوة الى الله فليس لاحد اكرمه الله بالعلم ان يقعد في بيته ويترك الدعوة الى الله ويترك نشر الخير ويقول كان السلف يستترون باموالهم وكانوا لا يحبون الظهور - 00:19:15ضَ

ليس ذلك لاحد. هذا قول من لم يعرف احوالهم. فانهم كانوا مع ما تقدم من عظيم احوالهم في الاخلاص ابذل الناس للعلم وكانوا يجلسون في مجالسهم وينشرون الخير ويعلمون العلم - 00:19:43ضَ

فهذا هو التعامل الصحيح مع هذه الاثار قال رحمه الله وهم الذين بنوا منازل سيرهم بين الرجا والخوف للديان الخوف والرجاء للمؤمن كالجناحين للطائر يطير بهما في سماء العبودية وانظر الى الى اقترانهما في القرآن - 00:19:57ضَ

امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة هذا الخوف ويرجو رحمة ربه هذا الرجاء انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا هذا الرجاء ورهب هذا الخوف اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته. ويخافون عذابه - 00:20:26ضَ

في جميع منازل سيرهم بين الخوف والرجاء ينظرون الى تقصيرهم يحدث ذلك له الخوف من الله وينظرون الى عظيم فضله سبحانه وتعالى يحدث ذلك لهم الرجاء وكلما ازداد العبد ايمانا - 00:20:51ضَ

ازداد رجاؤه وازداد حوفه قال بكر بن عبدالله المزاني لو ان مناديا ينادي من السماء انه لا يدخل الجنة منكم الا رجل واحد قال لكان ينبغي لكل انسان ان يلتمس ان يكون هو ذلك الواحد - 00:21:14ضَ

في عظيم رجائه قال ولو ان مناديا ينادي من السماء انه لا يدخل النار منكم الا رجل واحد لكان ينبغي لكل انسان ان يفرق ان يكون هو ذلك الواحد. عظيم خوفه - 00:21:34ضَ

وكيف لا يرجو العبد ربه الذي وسعت رحمته كل شيء ورحمته وسعت كل شيء قال سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. لاحظ - 00:21:50ضَ

خافهم الى نفسه هم المسرفون للمعاصي. ومع ذلك اضافهم الى نفسه ونهاهم عن القنوط من رحمة الله واخبرهم انه يغفر جميع الذنوب بل قال الله تعالى في الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم - 00:22:08ضَ

وقالوا ان الله ثانيا ثلاثة قال الله تعالى فيهم افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم وقال في اصحاب الاخدود ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا لهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق - 00:22:23ضَ

قال ثم لم يتوبوا قال الحسن البصري انظروا الى هذا الكرم والجود قتلوا اولياءه وهو يدعوهم الى التوبة والمغفرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة التي كانت تسعى - 00:22:40ضَ

تطلب ولدها اذا وجدت صبيا في السبي اخذته وضمته الى صدرها والصقته في بطنها وارضعته قال فيها اه قال للصحابة فيها اترون هذه طارحة ولدها في النار وهي تقدر على الا تطرحه - 00:22:55ضَ

قال صلى الله عليه وسلم الله ارحم بعباده من هذه بولدها فهذه الادلة يحمل العبد على ان يعظم رجاءه وتبعث قلب العبد على الاخبار على الله تعالى وتبسط الامل امام العبد بسعة رحمة الله تعالى فيتوب - 00:23:10ضَ

ويحسن العمل مهما كانت ذنوبه وكم غر الشيطان من اقوام بوسوسته لهم يقول انك منافق بانك تثوب وترجع الى معصيتك تخرج الى الناس بثوب الاحسان وانت تخفي من اعمالك السيئة من امالك السيئة ما الله مطلع عليه - 00:23:34ضَ

وهذا وسواس من الشيطان. فالعبد ما دام راجيا عفو ربه طامعا في مغفرته وهو على خير عظيم ما دام تسره حسناته وتسوءه سيئته فهو مؤمن. المؤمن من سرته حسنته وساءته سيئته. فينبغي على العبد الا يحمله الذنب وان تكرر اليأس والقنوط بل عليه ان يتوب - 00:23:53ضَ

وان يقلع عن الذنب وان يعزم على الا يعود. وهو بندمه وتوبته واقباله على الله عز وجل. ليس بمنافق وقد كان السلف يعظمون رجائهم انظر الى قول قتادة رحمه الله في قوله تعالى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى - 00:24:18ضَ

قال قتادة يا رب ان كان هذا حلمك لرجل قال انا ربكم الاعلى فكيف يكون حلمك بعبد يسجد لك ويقول سبحان ربي الاعلى وقال سفيان الثوري ما احب ان حسابي جعل الى والدي - 00:24:40ضَ

ربي خير لي من والدي وقد مرض اعرابي فقيل له انك تموت فقال واين اذهب؟ قالوا الى الله عز وجل قال فما كراهتي ان اذهب الى من لا ارى الخير الا منه - 00:25:02ضَ

وينبغي للعبد ان يقرن الى الرجاء الخوف الخوف والرجاء كجناحي الطائر اذا اعتدلا استطاع الطيران واذا اختل واحد منهما سقط والخوف من المقامات العلية وهو من لوازم الايمان وخافوني ان كنتم مؤمنين على قدر ايمان العبد - 00:25:20ضَ

يكون خوفه وترحل الخوف من القلب علامة ترهل الايمان قال الله تعالى في وصف اهل الايمان انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اخافت وفزعت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:25:40ضَ

وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول كيف انعم وقد التقى مصاحب القرن القرن وحنى جبهته واصغى سمعه ينتظر ان يؤمر ان ينفخ فينفخ وقال المسلمون فكيف نقول يا رسول الله؟ - 00:25:58ضَ

قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا وقال عبد الله ابن الشخير اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء وهكذا كان الصحابة - 00:26:16ضَ

كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه اذا قام الى الصلاة كأنه عود من خشية الله وخوفه عمر رضي الله عنه يسمع نشيده من اخر الصفوف وهو يصلي بالناس يقرأ انما اشكو بثي وحزني الى الله - 00:26:34ضَ

عثمان رضي الله عنه كان اذا وقف على قبر يبكي حتى تبتل لحيته ابن عباس رضي الله عنهما كان تحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية - 00:26:48ضَ

فلما اتى على قوله ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. جعل يرددها ويبكي حتى هكذا كانوا وهكذا كان الصالحون بعدهم كما قال ابن مبارك اذا ما الليل اظلم كابدوه - 00:27:04ضَ

فيسفر عنهم وهم ركوع اطار الخوف نومهم فقاموا واهل الامن في الدنيا هجوع. هذا حالهم هذا حالهم مع اجتهادهم يعني كانوا يجتهدون في العمل ويعظمنا الخوف من الله فينبغي ان يعرض احدنا نفسه على حالهم - 00:27:21ضَ

وان ينظر في تقصيره لانه يصل الى شيء من احوالهم وهذا الخوف زمان لهم يوم الفزع الاكبر كما قال تعالى في الحديث القدسي وعزتي لا اجمع لعبدي امنين ولا خوفين - 00:27:42ضَ

ان هو امنني في الدنيا اخفته يوم اجمع عبادي وان هو خافني في الدنيا امنته يوم اجمع عبادي وقد ضمن الله الجنة لمن خافه من اهل الايمان. قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان - 00:27:58ضَ

وقال تعالى وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب. خشية خوف مقرون بعلم لعظمة من يخشى وكمال سلطانه وهم الذين ملأ الاله قلوبهم بوداده ومحبة الرحمن - 00:28:14ضَ

هذه منزلة المحبة وهي التي تنافس فيها المتنافسون وذهب اهلها بشرف الدنيا والاخرة المحبة تعلق القلب بالله جل جلاله ومن هذا التألق تنشأ جميع الاعمال الصالحة فهي بمنزلة الرأس للطائر - 00:28:40ضَ

المحبة رح الاعمال. متى خال القلب منها كان كالجسد الذي لا روح فيه وقد امتحن الله كل من ادعى محبته بهذه الاية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم - 00:28:59ضَ

الصادق في محبته لله برهان صدقه طاعته لله واتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخالص المحبة هو الود هم الذين ملأ الاله قلوبهم بوداده ومحبة الرحمن وقد كان حكيم بن حزاب رضي الله عنه - 00:29:13ضَ

يقول وهو يطوف بالبيت لا اله الا الله نعم الرب ونعم الاله احبه واخشاه ويكررها ومن احب شيئا اكثر من ذكره وعلامة حب الله دوام ذكره ولذلك اتبع منزلة المحبة - 00:29:32ضَ

بقوله وهم الذين قد اكثروا من ذكره في السر والاعلان والاحيان وسنبدأ بهذا البيت ان شاء الله في المجلس القادم الله اليكم وبارك فيكم. جزاكم الله خيرا. سبحانك اللهم وبحمدك - 00:29:51ضَ

اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:30:05ضَ