Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. نقل الحافظ النووي رحمه الله تعالى رياض الصالحين في باب فضل الرجاء - 00:00:00ضَ
قال الله تعالى اخبرنا عبده الصالح وافيض امري الى الله ان الله بصير بالعباد وقاه الله سيئات ما مكروا بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب فضل الرجاء - 00:00:16ضَ
الرجاء هو معرفة القلب وطمعه برحمة الله عز وجل وسعة فضله وجوده واحسانه وذلك بان يتعرض العبد بفظل الله تعالى بالقول والفعل اما بالفعل فبالاعمال الصالحة التي يتقرب بها الى الله تعالى - 00:00:29ضَ
فان الله تعالى اذا تقرب العبد اليه عليه برحمته وفضله وجوده وعطائه واحسانه واما بالقول فبسؤال الله تعالى ان يسأل الله تعالى ان يغفر له ان يسأل الله تعالى ان يرزقه ان يسأل الله تعالى من فضله. واسألوا الله من فضله - 00:00:53ضَ
فاذا تعرض العبد فضل الله تعالى وكرمه وجوده واحسانه فان الله تعالى يجود عليه فهو عز وجل اكرم الاكرمين واجود الاجودين ثم ذكر المؤلف رحمه الله الاية في هذا الباب - 00:01:16ضَ
قال الله تعالى عن العبد الصالح يعني مؤمن ال فرعون وقوله عن العبد الصالح الصالح هو القائم بحقوق الله وحقوق عباده قال الله تعالى عنه وافوض امري الى الله افوض امري امر هنا مفرد مضاف فيشمل جميع الامور. يعني اعتمد على الله واتوكل عليه في جميع - 00:01:35ضَ
من شؤوني وفي جميع اموري وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد وهذه الجملة تعليل للجملة قبلها. اي لان الله تعالى بصير بالعباد اي عليم باحوالهم على شؤونهم لا تخفى عليه خافية. فهو سبحانه وتعالى يعلم ما تسر نفوسهم ما يظهرون وما يبطنون - 00:02:04ضَ
فلذلك فوض امره الى الله ثم كانت النتيجة فوقاه الله سيئات ما مكروا. وقاه الله اي حماه وحفظه ورعاه. ووقاه الله سيئات ما مكروا يعني مكرهم السيء والمكر هو التوصل الى الايقاع بالخصم بطرق خفية - 00:02:32ضَ
فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب ففي هذه الاية دليل على فوائد منها اولا ان المؤمن يلجأ الى الله تعالى عند الشدائد. فعندما تحصل له الشدائد فانه لا ملجأ له ولا منجى من الله الا اليه. فيتوكل عليهم ويعتمد عليه - 00:02:54ضَ
وفيه ايضا دليل على بيان فضيلة هذا العبد الصالح الذي فوض امره الى الله تعالى وفيه ايضا دليل على ان من شأن المؤمن ان يتوكل على الله تعالى في جميع اموره - 00:03:19ضَ
والتوكل على الله هو صدق الاعتماد عليه في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله وفعل الاسباب فلا بد في التوكل من امرين الامر الاول ان يفوض العبد امره الى الله تعالى - 00:03:35ضَ
والامر الثاني ان يفعل الاسباب التي تجلب له الخير او تدفع عنه الشر فمن اعتمد على الله تعالى وحده دون فعل السبب فقد طعن في حكمة الله تعالى لان الله عز وجل جعل لكل شيء سببا - 00:03:53ضَ
ومن اعتمد على السبب وحده ولم يتوكل على الله ولم يفوض امره اليه فقد طعن في كفاية الله تعالى. فلابد للعبد ان يجمع بين الامرين. فمثلا لو ان شخصا يطلب الرزق من الله. لابد ان يفعل السبب لطلب الرزق من - 00:04:13ضَ
والكسب اذا اراد ان يرزقه الله ذرية لابد ان يفعل السبب من النكاح. اما ان يقول اللهم ارزقني ذرية وهو لم يفعل السبب فهذا تواكل وليس توكلا وفيه ايضا دليل على بيان مكر اعداء الله - 00:04:33ضَ
لاتباع هذا الدين وان كل من تبع هذا الدين فانه سيجد من المكر والخديعة ومحاولة الايقاف بشتى الوسائل وهكذا فعلوا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين - 00:04:53ضَ
وفيه ايضا دليل على بيان سعة علم الله تعالى واحاطته بكل شيء وهذا اعني معرفة سعة علم الله يوجب للعبد ان يراقب الله تعالى وان لا يفقده حيث امره والا يجده حيث نهاه - 00:05:21ضَ
وفيه ايضا دليل على اثبات العبودية لله عز وجل العامة. لقوله ان الله بصير بالعباد وذلك ان العبودية ثلاثة انواع عبودية عامة تشمل جميع الخلق من مؤمن وكافر وبر وفاجر. قال الله تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا - 00:05:41ضَ
ومعنا هذه العبودية ان جميع الخلق خاضع لله. لا يخرج عن حكمته وعن تدبيره والنوع الثاني عبودية خاصة. وهي لمن اتبع دينه واستقام على شريعته ومنه قول الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا - 00:06:08ضَ
والنوع الثالث عبودية اخص وهي عبودية الرسل فان عبودية الرسل هي اخص انواع العبودية. ولذلك كان اعظم وصف للرسول صلى الله عليه وسلم هو وصفه بالعبودية وقد ذكر الله تعالى وصفه بالعبودية في اعلى المقامات في مقام الاسراء - 00:06:30ضَ
سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام في مقام انزال القرآن تبارك الذي نزل الفرقان على عبده في مقام الدفاع عنه وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبد - 00:06:55ضَ
فاعظم وصف يكون للعبد هو ان يكون عبدا لله عز وجل. ولذلك في التشهد يقدم وصف العبودية على وصف الرسالة فتقول واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ولا تقول رسوله وعبده. وذلك لامرين - 00:07:09ضَ
الامر الاول ان وصف العبودية سابق على وصف الرسالة. فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان يكون رسولا كان عبدا لله وثانيا انه بتحقيق هذا الوصف اعني العبودية بتحقيق اعلى مقاماتها اصطفاه الله تعالى وجعله - 00:07:29ضَ
رسولا نبيا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:51ضَ