Transcription
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديهم من مشايخه ولجميع المسلمين امين. دخل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب فضل الزهد في - 00:00:00ضَ
والحث على التقلل منها وفضل الفقر قال الله تعالى انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس - 00:00:20ضَ
ذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب فضل الزهد في الدنيا في على التقلل منها الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة فالزاهد يدع كل ما لا ينفعه عند الله عز وجل - 00:00:44ضَ
واما الورع فهو ترك ما يضر في الاخرة ولهذا كان الزهد اكمل من الورع لان الورع يأتي المباحات التي لا تضره. والزاهد لا يأتي الا ما ينفعه والزهد في الدنيا هو الا يتبع الانسان نفسه شيئا من الدنيا. فلا يطلب الدنيا لاجل الدنيا وانما - 00:01:07ضَ
تطلب الدنيا لتكون عونا وسلما الى الله عز وجل. فلا يطلب المال لاجل المال. ولكن يطلب المال ليكون عونا له على طاعة الله تعالى. فلا يتعلق قلبه بشيء من الدنيا - 00:01:32ضَ
وليس المعنى ان الانسان لا يطلب الدنيا مطلقا بل يطلب الدنيا. ولكن لا يتعلق قلبه بها. لان من الناس لمن يطلب الدنيا والدنيا ليست في يده ولكنها في قلبه قد اشغلته والهته عن طاعة الله تعالى - 00:01:49ضَ
والانسان متى زهد في الدنيا فانه يستفيد فوائد منها الراحة النفسية والاطمئنان في قلبه فان قلبه يكون مطمئنا. ومنها ايضا ان ذلك اعون على طاعة الله تعالى ومنها ايضا انه ينال محبة الله عز وجل - 00:02:09ضَ
ولهذا لما جاء رجل كما في حديث سهل بن سعد ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله - 00:02:33ضَ
وازهد فيما في ايدي الناس يحبك الناس. فازهد في الدنيا اي لا تعلق قلبك بها. بل خذ من الدنيا ما يكون وسيلة الى طاعة الله عز وجل. وعونا على ذلك. وازهد - 00:02:53ضَ
وازهد فيما في ايدي الناس. اي لا تعلق قلبك فيما في ايدي الناس. لا بتطلع ولا باستشراف ولا ابي تعريض واعظم من ذلك السؤال لان الناس اذا عرفوا منك هذا الامر اي انك تعرض او انك تسأل فانهم يكرهونك. فانهم وان - 00:03:10ضَ
اعطوك مرة لن يعطوك المرة الثانية. بل تكون منبوذا عندهم. ولذلك علق قلبك بالله عز وجل في كل ما تفعل وفي كل ما تذر. وسل الله عز وجل من فظله. كما قيل لا تسألن بني ادم حاجة - 00:03:35ضَ
وسل الذي ابوابه لا تحجب. الله يغضب ان تركت سؤاله. وبني ادم حين يسأل يغضب. ثم ساق المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب. الاية الاولى قول الله عز وجل انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء - 00:03:55ضَ
انما مثل اي شبأ الحياة الدنيا بسرعة زوالها وفنائها كما ان انزلناه من السماء فاختلط به الارض يعني كمطر انزلناه من السماء فنبت بامر الله بسبب هذا المطر النبات في الارض - 00:04:15ضَ
مما يأكل الناس من الحبوب والثمار ومما تأكل الانعام من الحشيش والكلى. مما يأكل الناس والانعام حتى فاذا اخذت الارض زخرفها وازينت يعني ان ان الارض ازدانت وصارت بهجة للناظرين تسر من نظر - 00:04:34ضَ
اليها بسبب حسنها وجمالها وبهائها حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها يعني انهم قادرون على حصادها انبتت هذه الارض اتاها امرنا ليلا او نهارا. اتاها امرنا ايقظ ايقظ الله عز وجل بهلاكها - 00:04:54ضَ
بصواعق او بريح باردة او بغرق او نحو ذلك اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها سيرناها حصيدا كأن لم تغن بالامس حصيدا يعني كالثمر والزرع الذي حصد. فيكون هشيما بسبب ما حصل له من التلف. كأن لم تغن بالامس - 00:05:18ضَ
كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون. كذلك نفصل الايات اي نبين ونظهر الايات والحجج لقوم تتفكرون يعني يعملون افكارهم وعقولهم ويتدبرون ويتفكرون في ايات الله عز وجل. ثم قال عز وجل والله - 00:05:43ضَ
يدعو الى دار السلام. الله تعالى يدعو عباده الى جنته. بتوحيده وطاعته. فهو سبحانه وتعالى دعا عباده الى الجنة التي عرضها السماوات والارض. وثمن ذلك توحيده سبحانه وتعالى وعبادته. والله يدعو الى - 00:06:03ضَ
السلام ويهدي من يشاء ان يوفق من يشاء سبحانه وتعالى ممن اناب اليه كما قال عز وجل ويهدي اليه من اناب. ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم. يعني الى طريق واضح بين لا اعوجاج فيه - 00:06:23ضَ
فهذه الاية فيها بيان سرعة زوال الدنيا وفنائها. وان الدنيا مهما طال عمر الانسان فيه فانها سوف تزول عنك. ومنها ايضا الحث على الزهد في الدنيا. لان العاقل اذا علم ان هذه - 00:06:43ضَ
اما ان تذهب عنه واما ان يذهب عنها فانه يزهد فيها. ومنها ايضا الحث على طاعة الله تعالى وان الله عز وجل بين لعباده الصراط المستقيم الموصل الى جنته جنات النعيم وذلك بعبادته - 00:07:03ضَ
لان الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه وليوحدوه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فعلى العبد ان اقوم بما خلق لاجله. وما هيأه الله تعالى له وهو طاعته وعبادته. نسأل الله عز وجل ان - 00:07:23ضَ
يهدينا واياكم الصراط المستقيم. وان يجنبنا طرق اصحاب الجحيم. وان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل. انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:07:43ضَ