Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين نقل الحظر النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب - 00:00:00ضَ
الجمع بين الخوف والرجاء اعلم ان المختار للعبد في حال صحته ان يكون خائفا راجيا يكون خوفه ورجاءه سواء المرض الرجاء قواعد الشرع والنصوص الكتاب وسنته وغير ذلك متظاهرة على ذلك - 00:00:18ضَ
قال الله تعالى ولا يأمن فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون قال تعالى انه لا يأس لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب الجمع بين الخوف والرجاء - 00:00:38ضَ
لما ذكر المؤلف رحمه الله في الابواب السابقة باب الخوف ثم اعقبه بباب الرجاء وكان الانسان قد يغلب احدهما على الاخر فقد يغلب جانب الخوف فييأس من روح الله ويقنط من رحمة الله - 00:00:55ضَ
وقد يغلب جانب الرجاء فيأمن من مكر الله وذكر في هذا الباب الجمع بين الخوف والرجاء وان الانسان يكون خائفا راجيا قال الامام احمد رحمه الله ينبغي ان يكون خوفه ورجائه واحدا - 00:01:13ضَ
فايهما غلب هلك صاحبه. فيجمع بينهما فيكون خائفا راجيا بان الخوف مانع والرجاء دافع الخوف مانع من المخالفة. لان الانسان اذا علم قدرة الله تعالى وعقابه وعذابه. فان هذا يمنعك - 00:01:34ضَ
من المخالفات والرجاء دافع الى الاعمال الصالحة فيطمع بفضل الله تعالى وسعة رحمته ومغفرته ثم ذكر المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب الاية الاولى قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون - 00:01:57ضَ
قوله افأمنوا مكر الله الضمير هنا عائد على اهل القرى الذين قال الله عز وجل فيهم اذا امن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون فقوله افأمنوا مكر الله اي استدراجه واملاءه وامهاله للعبد - 00:02:22ضَ
ينعم عليه ومع ذلك فانه يعصيه فلا يأمن مكر الله. يعني كيف يأمن الانسان مكر الله تعالى واستدراجه وامهاله للعبد فانه لا يفعل ذلك الا القوم الخاسرون. اي القوم الهالكون - 00:02:42ضَ
والمراد بالخسارة هنا الخسارة التامة الكاملة وهي خسارة النفس وهي اعظم خسارة. قال الله عز وجل قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين - 00:03:01ضَ
ففي هذه الاية الكريمة دليل على تحريم الامن من مكر الله تعالى وانه من اعظم الذنوب بل من كبائر الذنوب. ولهذا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن - 00:03:20ضَ
الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله وبه ايضا دليل على جواز وصف الله عز وجل بالمكر على سبيل المقابلة. اي في مقابلة يفعلوا ذلك - 00:03:37ضَ
قال الله تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وقال عز وجل ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون وفي هذه ايضا الاية الكريمة انه ينبغي للعبد ان لا يأمن من مكر الله عز وجل - 00:03:56ضَ
والناس بالنسبة للامن من مكر الله عز وجل على احوال الحالة الاولى ان يصدر الامن من مكر الله من كافر او منافق. فهذا كافر في الاصل بل كفره اعظم مما حصل منه - 00:04:17ضَ
والحال الثانية ان يصدر الامن من مكر الله من مسلم. ويكون سببه تعلق قلبه بغير الله تعالى واستبعاد عذاب الله والامن من مكر الله. فهذا والعياذ بالله كفر لانه تكذيب بنصوص الوعيد - 00:04:35ضَ
التي اخبر الله تعالى بها في كتابه واخبر بها رسوله صلى الله عليه وسلم في خطابه فاذا كان الامن من مكر الله متمكنا من قلبه. بحيث انه يأمن مكر الله ويأمن عذابه ويدفعه - 00:04:55ضَ
الى ترك العمل الذي هو احد اركان الايمان فهذا والعياذ بالله كفر بالله والحال الثالثة ان يصدر الامن من مكر الله من مسلم ويكون سببه يكون سببه غفلة القلب واعراضه وليس في مأمن من مكر الله ولكنه بسبب غفلته واعراضه يأمن من مكر الله عز وجل - 00:05:13ضَ
فهذا كبيرة من كبائر الذنوب كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فذكر منها الامن من مكر الله اما الاية الثانية فهي قوله تبارك وتعالى ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون - 00:05:41ضَ
لا تيأسوا اليأس هو قطع الرجاء والامل واستبعاد الفرج من رح الله اي من رحمته. اي كيف يستبعد الانسان رحمة الله عز وجل مع ان عز وجل قد وسعت كل شيء - 00:06:05ضَ
فهذا معنى اليأس من روح الله ان الانسان يستبعد الفرج ويقطع رجاءه وامله بالله اذا حصل منه ذنوب او اذا حصل منه مرض يستبعد ان الله تعالى يشفيه من هذا المرض ونحو ذلك - 00:06:25ضَ
واليأس من روح الله ايضا من كبائر الذنوب وذلك لانه يتضمن ثلاثة محاذير المحظور الاول ان فيه سوء ظن بالله عز وجل والواجب على المؤمن ان يحسن ظنه بالله تعالى. فاذا عمل العمل الصالح احسن الظن ان الله تعالى يتقبل - 00:06:43ضَ
عملا اذا تاب الى الله يحسن الظن ان الله تعالى يقبل توبته ويمحو حوبته اذا دعا الله تعالى الظن بالله ان الله تعالى يستجيب دعاءه وانه سبحانه وتعالى قد قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب - 00:07:07ضَ
اجيب دعوة الداع اذا دعان. ايضا اذا كان مريضا وسأل الله عز وجل الشفاء يحسن الظن بالله. ان الله تعالى يشفيه من هذا المرض اذا كان فقيرا يدعو الله تعالى فيحسن الظن بالله ان الله تعالى يرزقه وانه يغنيه من فظله - 00:07:27ضَ
ثانيا الوجه الثاني من من اوجه تحريم اليأس من روح الله ان فيه تنقصا وطعنا في قدرة الله تعالى. والله تعالى على كل شيء قدير. وثالثا ان فيه تنقصا وطعنا في رحمة الله. والله تعالى قد وسع - 00:07:46ضَ
رحمته كل شيء. ولهذا قال الله تعالى فلا تيأسوا من روح الله يعني من رحمته انه لا ييأس من روح الله القوم الكافرون اي الجاحدون المعرضون الذين انكروا قدرة الله تعالى وانكروا سعة رحمته وفضله - 00:08:06ضَ
والحاصل انه ينبغي للعبد ان يكون في سيره الى الله تعالى جامعا بين الخوف والرجاء. لان الخوف يردعه يمنعه من المخالفة والرجاء يحثه ويدفعه الى العمل طلب رحمة الله تعالى واحسانه وفضله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:27ضَ