شرح كتاب التوحيد (شرح الحرم ١٤٢٩ - ١٤٣٠) | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه. قال المصنف رحمه الله تعالى كتاب التوحيد وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا - 00:00:00ضَ
طاغوت وقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. وقوله قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا. وقوله هو عبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من اراد - 00:00:20ضَ
ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم به شيئا وبالوالدين احسانا الى قوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه - 00:00:40ضَ
تعالى عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد جعل الله قلت الله ورسوله اعلم. قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله ان لا - 00:01:00ضَ
معذب من لا يشرك به شيئا. قلت يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا. فنطق بها معاذ تأثما. اخرجه وفي الصحيحين اخرجه في الصحيحين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. واشهد ان لا اله - 00:01:20ضَ
لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحابته وسلم تسليما كثيرا وبعد. قال قال رحمه الله تعالى كتاب التوحيد. التوحيد المقصود به - 00:01:40ضَ
اخلاق العبادة لله جل وعلا. وان تكون العبادة لواحد هو الله جل وعلا. وهذا الامر هو الذي خلق الناس من اجلي. حتى يكونوا عبيدا لله جل وعلا. وهو الذي جاء في الرسل من دعوة - 00:02:00ضَ
اليه من اولهم الى اخره. لهذا قول جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين دين له الدين وما امروا يعني الذين من قبلنا ونحن الا بهذا يعبد الله مخلصين له الدين. العبادة هي امتثال امر الله جل وعلا واجتناب نهيه. وامره - 00:02:20ضَ
نهيه ومن مقتضى ربوبيته لانه الرب جل وعلا المالك المتصرف فلا بد ان يأمر عبادة وينهاهم. فاذا امتثلوا امره واجتنبوا نهيه فقد اطاعوه. ولكن الامر والنهي الذي يكون من الله جل وعلا لا بد من معرفته - 00:02:50ضَ
ومعرفته لا تكون الا بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولهذا اجمع العلماء على ان العبادة هي ما امر الله جل وعلا به ونهى عنه. وانها تتوقف على ذلك هو انه لا يجوز للعبد ان يقدم على امر يتعبد الله به الا اذا - 00:03:20ضَ
بما انه مأمور به من الله جل وعلا. وهذا معنى قولهم العبادة توقيفية يوقف معها على النص. وهو امر واضح لا خفاء فيه. العبادة التي يقبلها الله جل وعلا على لابد ان يتوافر فيها شروط ثلاثة. الشرط الاول ان يكون العابد مؤمن - 00:03:50ضَ
قال الله جل وعلا ومن يعمل من الصالحات من ذكر انثى وهو مؤمن. الشرط الثاني ان يكون العمل خالصا لله جل وعلا ولا يكون فيه شيء لمقاصد الدنيا او للمخلوقين لان الله جل وعلا - 00:04:20ضَ
امر بعبادته وحده واخبر انه هو الاله الحق. فقال جل وعلا قل انما انا بشر مثلك يوحى الي انما الهكم اله واحد. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. فقوله جل وعلا قل انما انا بشر مثلكم. يأمركم - 00:04:40ضَ
جل وعلا ان يخبر الناس بانه مخلوق من ذكر وانثى وانه مثلهم ولكن الله فظله وخصه بالوحي الذي يوحيه اليه وهو امره ونهيه. الذي بابلاغ الناس فمن امتثل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فانه يكون - 00:05:10ضَ
مطيعة لله موحدا لله جل وعلا. ومن اعرض عنه فانه يكون سرد عن ربه اما لعبادة الشيطان او عبادة هواه وعبادة الدنيا. وهذا مبدأ الشقاء والانسان خلق اما للسعادة او للشكوة. ولابد لانه خلق ليبقى. غير ان الله - 00:05:40ضَ
جل وعلا بحكمته جعل هذه الدار الدنيا دار عمل فيقدم فيها العمل الذي يستحق به الجنة او يخلد به في النار ولا يكون ذلك الا بعمله ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والمقصود - 00:06:10ضَ
ان الاساس الذي يبنى عليه العمل هو الاخلاص. ان يخلص الانسان عبادته لله جل وعلا واي عمل دخله دخلته الشرك فانه يكون مردود. لانه كما ثبت في صحيح مسلم ان الله جل وعلا يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري - 00:06:40ضَ
تركته وشركه يعني انه يترك العمل للشريك الذي قصد به ذلك فالعبد يجب ان يكون عبدا لله وحده. ولا يجوز ان تتوازعه مظاهر الدنيا يكون مرة عبدا لله ومرة عبدا لهواه. ومرة عبدا للدنيا وما اشبه ذلك - 00:07:10ضَ
والعبودية ليس معناها ان الانسان يعتقد ان هذا الذي عمل من اجله انه يخلق او يرزق او يحيي او يميت او انه يدبر مع الله جل وعلا ليس ذلك شرطا - 00:07:40ضَ
وانما اذا صرف الانسان بعض عمله لغير الله جل وعلا فقد وقع في الشرك الاتجاه الى غير الله جل وعلا بالدعاء او بطلب البركات عندما يقع الانسان في شدة وما - 00:08:00ضَ
ذلك يجعل بينه وبين ربه واسطة يدعو تلك الواسطة ويبتهل اليها ويدعوها بان تتوسط له عند الله هذا هو اصل الشرك. الذي طرأ على الخليقة كلها فان الله جل وعلا خلق عباده حنفا كما ثبت في صحيح في صحيح البخاري عن ابن عباس ان الناس كانوا - 00:08:20ضَ
نادى ادم عشرة قرون على الاخلاص والتوحيد. ثم طرأ عليهم الشرك بعد ذلك اه بعد طلوع الشرك ارسل الله جل وعلا نوح عليه السلام فهو اول رسول ارسل الى اهل الارض - 00:08:50ضَ
رسالة جاءت بعد الاختلال وبعد الانحراف عن عبادة الله جل وعلا. وهكذا كانت الرسالات كلما انحرف الناس الى غير عبادة الله جل وعلا يرسل اليهم رسولا يذكرهم ويدعوهم الى الانقياد الى الله واخلاص العمل له. فان ابوا وكذبوا الرسول اهلكهم الله - 00:09:10ضَ
الله جل وعلا عاجلا ثم يعذبهم في الاخرة بالنار. نسأل الله العافية ذكر ان طرق الشرك كان سببه في الظاهر حب الصالحين. لانه يقول كان فيهم رجال يقتدون بهم. ويهتدون بعلمهم. يقتدون بعملهم ويهتدون بعلمهم. فماتوا - 00:09:40ضَ
في زمن متقارب فاسف عليهم اسفا شديد. فاتى اليهم ابليس بصورة ناصح وقال لهم لو صورتم صورهم ونصبتموها في مجالسهم التي كانوا يجلسونها فاذا رأيتم صورهم تذكرتم افعالهم فاجتهدتم كاجتهادهم. فاستحسنوا هذا الامر وفعلوه. فبقوا وقتا - 00:10:10ضَ
على هذا المنوال اذا رأوهم تذكروهم فاجتهدوا وعملوا حتى مات اولئك الذين عرفوا السبب وجاء من بعدهم ونسي العلم يعني نسي السبب الذي من اجله فاتى الشيطان اليهم وقال اباؤكم ما صوروا هذه الصور الا لالتماس البركة منها - 00:10:40ضَ
وجعلها شفعاء عند الله. ففعلوا ذلك. فارسل الله جل وعلا اليهم نوح عليه السلام وبقي يدعوهم الف سنة. الا خمسين عاما الى التوحيد. وبعضهم يوصي بعضا بالتمسك بالشرك. كما قال جل وعلا قال نوح الرب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده - 00:11:10ضَ
الا خسارا ومكروا مكرمكم بارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا لا يرؤس ويعوق ونثرا. كل هذه اسماء اولئك الرجال الصالحين. ويسوع ويسعى ويغوث ونثر تمسكوا بهذه الواسطة التي يدعونها الى الله جل وعلا. وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن والد - 00:11:40ضَ
ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرى. فبقوا على هذا الشرك حتى اهلكهم الله جل وعلا النشء الجديد كله من ذرية نوح عليه السلام. وهلك الخلق كلهم ولهذا هو ابو البشر الثاني. كل من على وجه الارض اليوم هم من ذرية نوح عليه السلام - 00:12:10ضَ
اما الذين كانوا معه في السفينة فانهم لم يعقبوا كما قال جل وعلا وجعلنا ذريته الباقي ثم نشأت الامم وصار الشرك يتعاقب يتعاقب فيهم يتعاقبون عليه فيرسل الله جل وعلا لكل امة رسول كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله - 00:12:40ضَ
واجتنبوا الطاغوت. فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. الى ان ختم الله جل وعلا رسله بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. فهو خاتم الرسل ورسالته خاتمة الرسالات وعلى امته تقوم الساعة. وتنتهي الدنيا - 00:13:10ضَ
ولهذا جعلها الله جل وعلا جامعة عامة شاملة لامور للامور التي يحتاج اليها ولا تحتاج الى نبي يأتي يجدد للناس الشرع وتكفل الله جل بحفظها بحفظ القرآن الذي هو دستور هذه الامة التي - 00:13:40ضَ
يرجعون اليه. فقال جل وعلا انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فتولاه بحفظه جل وعلا ولم يكن حفظه الى الخلق. ولهذا لو حاول مبطل ان يغير اية من كتاب الله - 00:14:10ضَ
جل وعلا ما استطاع. لان المسلمين كلهم او جلهم يحفظون كتاب الله. حتى الاولاد الصغار لو غير فيه حرف واحد لعلموا ان هذا باطل وانه مغير. فهذا من حفظ الله - 00:14:30ضَ
وعلا لهذا الدين الذي جعله خاتما للاديان كلها. ثم ان الرسول صلى الله عليه يسلم حرصا الحرص الشديد على هداية امته صلوات الله وسلامه عليه. فبين لهم كل ما يحتاجون اليه واعظم ما بينه امور التوحيد امور العبادة وكذلك - 00:14:50ضَ
اعظم ما حذر منه ونهى عنه ضد التوحيد الذي هو الشرك. فلابد ان يكون الامر واضحا جليا وانما اعراض الانسان عن الواجب عليه يجعله جاهلا بهذه الواضحة الجلية واعراض الانسان يكون تقصيرا منه. يحاسب عليه. ولهذا - 00:15:20ضَ
اذا تأمل الانسان كتاب الله جل وعلا وجده من اوله الى اخره يدعو الى هذا الاصل العظيم الذي هو اخلاق العبادة لله جل وعلا. اما ان يكون ذلك صريحا جليا او - 00:15:50ضَ
يكون يعني الايات تكون في جزاء اهله وما اعد الله لهم او كن في ذكر ضده وجزاء اهل الشرك وعقابهم وما فعل بهم في الدنيا وما سيفعل بهم في الاخرة. فالقرآن كله في هذا او انه في اوصاف الله جل وعلا - 00:16:10ضَ
حتى يعتقد المسلم العقيدة الصحيحة. لان الله جل وعلا غيب لا حد يطلع عليه ويشاهده تعالى وتقدس ان في الاخرة اما في الدنيا فان الله جل وعلا غيب ولا يمكن ان يوصل الى معرفته جل وعلا الا عن طريق الخبر الذي يأتي عنه - 00:16:40ضَ
او عن طريق فعله. الذي هو خلقه للاشياء. وقد جعل ذلك واظحا واخبر جل وعلا انه سيبينه للخلق حتى يعرف الامر جليا. سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. فلهذا الامر ذكر المؤلف ان هذا - 00:17:10ضَ
عين على كل انسان. يجب عليه ان يتعرف على ذلك ويعمل به. فقال وقول الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون في هذه الاية صراحة ان الجن متعبدون ومكلفون - 00:17:40ضَ
فهم عباد لله جل وعلا. وخلقهم لعبادته. وكذلك الانس قولي عبادة الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون لان الله جل وعلا هو الغني بذاته عن كل ما سواه. فاخبر جل وعلا انه - 00:18:10ضَ
خلقهم وبين ان الامر الثاني الذي خلقوا له انه لازم لهم يجب على ان يفعلوه وهو العبادة. فجعل فعل العبادة العبادة اليهم. بعدما اخبر انه فعل الاول الذي هو الخلق. والخالق هو الذي يجب ان يعبد. ويتجه اليه في - 00:18:40ضَ
قل لي ما يحتاجه العبد لان مقتضى الربوبية انه يرد عبده بما في امور الدنيا والاخرة. وهذا هو الواقع. فالله سخر لنا ما في الارض وما في السماء حتى نكون عبيدا لله جل وعلا حقا. فاذا وجدت العبادة منا خالصة لله جل وعلا - 00:19:10ضَ
فسوف نكون سعداء في الدنيا وفي الاخرة. اما اذا اعرضنا عن ذلك فسوف يكون الشقاء ملازما لمن اعرض عن هذا. والشقاء مبدأه عن عبادة الله جل وعلا. فانه يشقى في الدنيا اولا قبل شطائه في - 00:19:40ضَ
من عذاب السرمدي لان الله جل وعلا يقول ان الابرار لفي نعيم. وان الفجار في جحيم في الابرار البر هو المطيع المخلص. والفاجر هو الذي خرج عن الطاعة. خرج عن طاعة - 00:20:10ضَ
الله جل وعلا ويكون في نعيم في دوره الثلاث التي يتقلب فيها فان الانسان خلق في بطن امه ثم يخرج الى هذه الدنيا الواسعة قد هيأ له كل ما يحتاج اليه. سخر له ما في السماوات والارض - 00:20:32ضَ
حتى يؤدي عبادة الله جل وعلا على الوجه المطلوب فان كان على هذا المنوال وفعل ذلك فانه يكون مطمئنا في نفسه يكون سعيد البال مرتاحا اما اذا اعرض عن عبادة الله فانه يكون تقيا - 00:21:02ضَ
ولهذا اذا تأمل الانسان واقع الناس يجد كثيرا منهم يسأم هذه الدنيا يسأم هذه ويملوها. وربما قتل نفسه. ربما تعجل الموت. يزعم انه يرتاح من هذه الدنيا. والواقع انه ينتقل من شقا الى ما هو اعظم منه. اختلاف المؤمن - 00:21:27ضَ
فان المؤمن مطمئن مطمئن بالله قلبه راض عن ربه لامره مستسلما لقضائه. فان اصابه خير شكر. وان اصاب ضراء صبر وحمد الله كن يزداد خيرا من خير الا ما هو خير. فاذا انتهى اجله وان - 00:21:57ضَ
ايامه نزلت عليه ملائكة الله تبشره وتطمئنه وتقول له ابشر باليوم الذي يسرك ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. وهذا - 00:22:31ضَ
يكون وهو على فراشه بين اهله تخاطبه الملائكة قابل يسمعه بل ويشاهده ايضا. والحاضرون عنده لا يشعرون بشيء من ذلك. تقول لهم ابشر لا تخف مما امامك. ولا تحزن على ما تخلفه. فانك - 00:23:01ضَ
تنتقل من دار الى اخرى. فاذا يكون الموت بالنسبة اليه ولادة جديدة يمتثل بها الى سعادة اعظم من سعادته في الدنيا. ولهذا جاء في الاثر ان القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار. والقبر اسم لما بعد الموت سواء قبر الانسان - 00:23:31ضَ
او لم يجبر سواء دفن في الارض او اكلته السباع والطيور مزقته الرياح او القي في البحر او احترق او غير ذلك. لا بد ان يلاقي السؤال ويلاقي او الاذان. وهذا امر لا بد من ملاقاته. فلا يجوز للانسان ان يتناساه - 00:24:01ضَ
او يغفل عنه. لانه سوف يعايشه. ولا يجوز ان تشفيه هذه الدنيا وتلهيه عن ذلك. يجب لمن يتذكر ذلك تماما وهو ليس بعيد. قريب جدا. نهايته نهاية الامر ان تنتهي هذه الانفاس وهذا لا احد يشك فيه. ولكن الغفلة والتعلق بالدنيا - 00:24:31ضَ
قد يشغل الانسان عن ذلك فيهجم عليه الموت وهو على غفلة. فتكثر الحسرات اكثر تكثر تعظم الندامة وهو لا يجدي شيء تحسر والندامة نوع من العذاب الذي يعاقب به الانسان نسأل الله - 00:25:01ضَ
ثم ان ما بعد القبر اعظم نعيما للمؤمن فاشد ما يلاقيه المؤمن الموت سكرات الموت. وما بعده اسهل كلما امتثل من حالة الى اخرى تكون بالنسبة اليه افضل واحسن واتم واكمل - 00:25:21ضَ
حتى يستتر في جنات النعيم. التي يكون فيها ملك من الملوك. ملائكة الرب جل وعلا تدخل عليه من كل باب. يقولون سلام عليكم بما صبرتم. فنعم عقبى الدار وفيها الشيء الذي لا يستطيع مخلوق ان يصفه. لانه امر - 00:25:51ضَ
غير معلوم لنا. وانما نعرف اوصافه بالتقريب فقط. وحقيقته من الامور الغيبية التي لا يعلم تأويلها الا الله. واذا عايشها الانسان عرف ذلك. قبل ذلك لا يعرفه. وانما هي امر تقريبية. ولهذا يقول الله يقول الله جل وعلا - 00:26:20ضَ
لا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. واعلى قرة العين فيها واعظمها مشاهدة الرب جل وعلا والتنعم بالنظر اليه هذا اعلى نعيم الجنة. والناس يختلفون في هذا كاختلافهم في الدنيا في عبادة الله ومعرفته - 00:26:50ضَ
من كان بالله عارفا وله مخلصا فانه يرى ربه بكرة وعشيا اما اذا كان مقصرا فقد يكون تكون رؤيته مرة واحدة وقد تكون اكثر من ذلك. هذا نوع النوع الثاني لمن يشقى - 00:27:18ضَ
فعذابه لا يطاق نسأل الله العافية من كفر بالله جل وعلا فهو في النار لا يموت فيها ولا يحيى. كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. هذا هو العذاب الحقيقي. ليس عذاب الدنيا. لان عذاب الدنيا ينقطع - 00:27:48ضَ
اذا مات الانسان انتهى تعذيبه اما الاخرة فعذاب الله لا يشبه عذاب الخلق. لانه جل وعلا على كل شيء قدير وهو الجبار جل وعلا المتكبر. الذي لا يعجزه شيء. ولهذا يجعل الانسان - 00:28:13ضَ
مستمر الحياة للعذاب نسأل الله العافية الامر فظيع جدا وعظيم جدا فكيف يليق بالعاقل ان ينسى هذه الامور؟ وقد حثنا رسول صلوات الله وسلامه عليه. على تذكر ذلك فقال لا تنسوا العظيمتين الجنة والنار - 00:28:37ضَ
لا يجوز ان ننساهما. لا يجوز ان نغفل عنهما. فهم الله عظيمتان. لا تنسوا العظيمتين الجنة والنار. لان المصير اليهما ما في مكان ثالث اما ان يكون الانسان الى الجنة او النار. وهذه الدنيا منقضية بسرعة - 00:29:02ضَ
بسرعة لهذا لو تحضر انسانا مثلا عند الموت وتسأله عن تصوره ويخبرك عن الواقع لاخبرك ان حياته هذه اللحظة وان الذي مضى مسلم ما كأنه وجد وكذلك الانسان نفسه تذكر الماضي الماظي فاصبح كانه احلام مر وانتهى وانقظى - 00:29:27ضَ
وهذا يجعل الانسان يجتهد. لان حقيقة الامر هو سعادتك الذي التي انت فيها نجتهد فيها في اكتساب العمل الصالح والعمل لا يكون صالحا الا اذا كان موافقا لسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو الشرط الثالث - 00:29:57ضَ
لقبول العمل. قلنا الشرط الاول ان يكون العامل مؤمن. لان الكافر عمله حابط. والثاني ان يكون العمل خالصا لوجه الله. والثالث ان يكون العمل موافقا لسنة المصطفى صلوات الله والسلام عليه بهذه الامور يحرص الانسان عليها غاية الحرص. والكتاب هذا الذي بدأنا به كل - 00:30:22ضَ
في هذا الموضوع كله في قضية الاخلاص وقضية كون العمل موافقا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو امر مهم جدا. ليست القضية كون الانسان يكثر العمل. المهم ان يكون العمل خالص لله جل وعلا وان يكون صواب. على الحق وان كان - 00:30:52ضَ
قليلا فان هذا هو النافع. ولهذا من مات على الاخلاص من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة ولا اله الا الله هي التي وضعت ليكون الدين لله وحده - 00:31:22ضَ
لان قولك لا اله الا الله فلا نفي تنفي ان يكون لك من تتألم تتألمه وتعبده غير الله. فاذا تحقق الانسان هذه الكلمة وعمل بحقيقتها فانه يكون عبدا لله حقيقة. ويكون عمله مقبولا عند الله جل وعلا - 00:31:46ضَ
وان كان قليل النظر الى الحقيقة ليس الى الكمية والكثرة. وانما الى حقيقة الامر والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهتمون بهذا غاية الاهتمام. فكثيرا ما كان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:32:16ضَ
يأتي احدهم اليه ويقول يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فيذكر لهم صلى الله عليه وسلم الامور التي تجب على كل احد. فيقول تعبد الله لا - 00:32:38ضَ
به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت فقط هذه الامور الامور الخمسة خمسة امور وهي ليست صعبة بل سهلة وميسورة ولكن على من يسره الله سهلة على من يسرها الله جل وعلا عليه. فتعبد الله لا تشركوا به شيئا. ومعلوم ان - 00:32:58ضَ
عبادة الله جل وعلا تقتضي ان يكون الانسان عالما بما يتعبد به يعرفه. اما اذا كان يتعبد بشيء لا يعرفه يوشك انه يجهل ويقع في الخطأ. فلهذا صار العلم فرض فرض - 00:33:28ضَ
كونك تعلم كيف تعبد ربك فرض عين عليك اذا قصرت فيه فانت مؤاخذ يحاسبك الله جل وعلا على ذلك. ولا تجوز ما يجوز للمسلم ان تكون الدنيا اكثر اهتماما ما من عنده من امر دينه. هذا لا يجوز. يجب ان يكون كفة الدين ارجح - 00:33:48ضَ
والاهتمامه بدينه اعظم من اهتمامه بدنياه. ولو اننا ابصرنا هذا الامر وعملنا به حقيقة لكنا سعداء في الدنيا والاخرة. ولنصرن على الاعداء وصرنا بيدنا ملكهم والتصرف فيه. فان الله ينصر المؤمنين وهو حق عليه. وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وهذا الحق احقه هو - 00:34:18ضَ
جل وعلا على نفسه تكفل به اما اذا اعرض الانسان عن عبادة الله جل وعلا ومعرفته والعلم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فانه يكون مستحقا لعقاب الله جل وعلا. فان شاء عذبه - 00:34:58ضَ
واشاعتك ولكن يتخلف نصر الله جل وعلا. ويجب ان نعتبر بما حصل صلوات الله وسلامه عليه. مع انه افضل الخلق. وقد وعده الله جل وعلا بالامداد بالملائكة في غزوة احد واخبر انه سيأتيهم مدد من الملائكة - 00:35:18ضَ
ثلاثة الاف ثم قالوا خمسة الاف مسومين ثلاثة منزلين من عند ربهم ولكن بشرط الصبر بشرط الصبر والثبات وعدم الفشل وعدم مخالفة الامر. فلما حصلت مخالفة مخالفة واحدة فقط. فانه صلوات الله وسلامه عليه. لما رتب الصحابة - 00:35:47ضَ
وضع سبعين منهم في مكان معين. وامر وامر عليهم اميرا. وقال لهم لا افرحوا هذا المكان حتى ارسل اليكم. ولو رأيتم الطير يخطبنا. فحصل النسك هزم العدو وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين يتبعون العدو ويقتلون فيه - 00:36:17ضَ
ويأخذون ما خلفوه من الاموال. فلما شاهد اولئك الذين امروا ثبات في مكانهم هذا الامر تركوا مكانهم وذهبوا ليأخذوا من الغنائم ونهاهم اميرهم فلم ينتفع. عند ذلك تخلف النصر الذي وعد الله جل وعلا - 00:36:47ضَ
وجاء العدو من الخلف وحصل ما حصل. قتل من الصحابة سبعين وجرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصلت الهزيمة بسبب هذه المخالفة. فكيف اذا كثرت المخالفات؟ كيف اذا ترك الامر - 00:37:17ضَ
كيف اذا كانت الامور التي هي عماد دين الله جل وعلا بل اساسه خلل عند ذلك يتوقع المسلمون ويريدون النصر وهم بهذه المثابة. هذا بعيد النسر يحتاج الى طاعة. والى ثبات على الامر. والى رجوعه الى الله جل وعلا - 00:37:37ضَ
المقصود ان العبادة تقتضي معرفة الامر الذي به لابد ان نعرفه نتعرف عليه. ولهذا قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون لا يمكن الانسان يعبد وهو لا يعرف كيف يعبد. اذا كانت العبادة عن النظر نظر الاخرين - 00:38:07ضَ
ينظر اليهم فيتعبد مثل ما يتعبدون. فهي ليست عن علم. بل عن تقليد والتقليد ليس علما. وهذا نقص في الانسان في الواقع. نقص في المسلم يجب ان يتلافاه بالتعلم بمعرفة امر الله جل وعلا. وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:38:37ضَ
وقوله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قلنا انه يدل على ان الجن مكلفين فهم عباد لله جل وعلا. والجن امم كبني ادم. وفيه المؤمن وفيهم الفاسق وفيهم الكافر. ويختلف هل الجن اولاد ابليس؟ او انه - 00:39:07ضَ
خلق اخر وابليس منهم قد قال الله جل وعلا وكان من الجن ففسق عن امر ربه. قوله من الجن الجن اخذوا من الاجتنان. يعني انهم يستترون عن اعين الرائي الناس - 00:39:37ضَ
والشيطان منهم واولاده اختلف هل يكون فيه مسلم او انهم كلهم شياطين والجن امة من غير ذريته. هذا قول وقول الثاني ان الجن اولاده. فمن اسلم وامن فهو مؤمن وله الجزاء يوم يقوم الناس لرب العالمين - 00:39:57ضَ
جزاء الذي يكون مثل جزاء بني ادم. ومن كفر فهو معذب في النار. وقد قال الله جل وعلا في النار اخبر انه سيملؤها من الجنة والناس. وانه حق عليه ذلك جل وعلا. لانه - 00:40:27ضَ
وعد به ووعده صدق لابد من وقوعه. لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. فجهنم موعودة بملئها من هؤلاء وهؤلاء. وهم ايضا يكلفون بعبادة الله ورسولهم. الذي ارسل هو رسول صلوات الله وسلامه عليه فانه ارسل الى الجن والانس عموما. وقد اخبر الله جل وعلا انه - 00:40:47ضَ
جاءت جاءت وفود من الجن واستمعت الى قراءته فرجعت بالانذار الى قومه وان صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن. فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين الى اخر الايات. كذلك قوله جل وعلا قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن الى اخره - 00:41:21ضَ
الايات واخبر جل وعلا انه اذا كان يوم القيامة ان كل قبيل يعود باللوم على الاخر والانس هؤلاء يشتكون هؤلاء الى الله وهؤلاء - 00:41:51ضَ