Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
كتاب اللباس باب استحباب الثوب الابيض وجواز الاحمر والاخضر والاصفر والاسود وجوازه من قطن وكتان وشعر وصوف وغيرها الا الحرير قال الله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا. وقال تعالى وجعل لكم سرابيل تق - 00:00:20ضَ
وسرابيل تقيكم بأسكم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى كتاب اللباس. اللباس هو ما يستر به بدنا ويغطي به بدنا من قميص او ازار او رداء او عباءة او غير ذلك. والاصل في - 00:00:40ضَ
لباس الحل والاباحة. لقول الله عز وجل هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. وقال تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. بل انكر سبحانه وتعالى على من حرم ذلك بغير برهان - 00:01:00ضَ
فقال عز وجل قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق. الاية ثم ساق المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب قول الله عز وجل يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءا - 00:01:20ضَ
وريشة ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون. قوله عز وجل يا بني ادم بنو ادم هم ذريته. وادم عليه الصلاة والسلام هو الاب الاول للبشرية. خلقه الله عز وجل - 00:01:40ضَ
بيده من تراب فسواه بشرا سويا. واسجد له ملائكته وادخله الجنة ثم اهبطه منها. يا ابن ادم قد انزلنا عليكم اي اوجدنا لكم ورزقناكم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم - 00:02:00ضَ
هو كما تقدم ما يستر به الانسان بدلا. قد انزلنا عليكم لباسا يواري ان يغطي سوءاتكم اي ثوراتكم وريشا وهو لباس الزينة والجمال. ثم قال عز وجل ولباس التقوى ذلك خير - 00:02:20ضَ
يعني انه خير من اللباس الحسي. ذلك من ايات الله. فبين سبحانه وتعالى في هذه الاية انه من الله تعالى على عباده بانواع ثلاثة من الالبسة. نوعان حسيان احدهما لباس - 00:02:40ضَ
وهو ما يستر به الانسان عورته وسوءته. والثاني لباس جمال وزينة. ويسمى ويقال رياشا. واما النوع الثاني وهو اللباس المعنوي. وهو لباس التقوى. ولهذا قاله اللباس تقوى ذلك خير ولباس التقوى هو امتثال امر الله عز وجل بطاعته وعبادته وتوحيده والانقياد - 00:03:00ضَ
وهو خير من اللباسين السابقين لانه لا يبلى ولا يبيت بل يبقى وينتفع الانسان به في الدنيا والاخرة. كما قال عز وجل ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وقال تعالى - 00:03:30ضَ
ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. ذلك امر الله انزله اليكم. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته. ويعظمه له اجران. ذلك من ايات الله يعني ما انزله من الالبسة وغيرها من ايات الله الدالة على كمال - 00:03:50ضَ
ربوبيته والوهيته واسماعه وصفاته لعلهم يذكرون. اي لاجل ان يتذكروا والتذكر هو الاتعاظ والادكار والاعتبار. فهذه الاية الكريمة فيها دليل على مسائل منها اولا بيان منة الله عز وجل على عباده بانزال هذه الالبسة التي منها لباس ضروري ومنها لباس كمال - 00:04:10ضَ
وهو لباس الجمال والزينة. والنوع الثاني وهو اللباس التقوى. ومنها ايضا وجوب ستر العورة. وان الانسان يجب عليه ان يستر عورته. ويزيد على ذلك ايضا ان يلبس لباس الجمال والزينة - 00:04:40ضَ
في هذا امر الله عز وجل عباده بذلك فقال يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد اي عند كل صلاة. والزينة التي امر الله تعالى باخذها نوعان زينة واجبة وهي ستر العورة وزينة مستحبة وهي ما زاد على ذلك - 00:05:00ضَ
من لباس الجمال والكمال. ومنها ايضا مشروعية التنعم بنعم الله عز وجل. وان ذلك لا ينافي الزهد في الدنيا. لان الله عز وجل انما انزل هذه النعم وهذا اللباس لاجل ان - 00:05:20ضَ
ينتفع الناس به. فكون الانسان يتمتع بما احل الله له. وبما اباح له من الطيبات ومن الملاذ هذا لا ينافي الزهد والركون الى الدنيا. ومنها ايضا الترغيب والحث على تقوى الله تبارك - 00:05:40ضَ
وتعالى وتقوى الله عز وجل هي وصية الله سبحانه وتعالى لعباده الاولين والاخرين. كما قال عز وجل ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. وتقوى الله جماعها ان يقوم العبد - 00:06:00ضَ
بفعل اوامره واجتنا بنواهيه. وقيل في التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله. وقيل في التقوى هي ان لا يفقدك حيث امرك - 00:06:20ضَ
وان لا يجدك حيث نهاك. وقيل في التقوى خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى. واعمل كماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى. لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى. فعلى المرء ان يتقي - 00:06:40ضَ
الله عز وجل وان يخلص العبادة له. لان تقوى الله عز وجل تقتضي اخلاص العبادة له. وان الا يقصد بعبادته سوى وجه الله تبارك وتعالى والدار الاخرة. بحيث انه لا يفعل العبادات او - 00:07:00ضَ
لله تبارك وتعالى رياء وسمعة. فالمرائي عمله حابط وخاسر وهو وان تلبس او اتصف بهذا الوصف وهو الرياء والسمعة فهو في الحقيقة عار حسا كما انه عار معنى ولهذا قيل ثوب الرياء يشف عما تحته فاذا اكتسيت به فانك عاري. وفق الله الجميع لما يحب - 00:07:20ضَ
وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:50ضَ