التعليق على الوابل الصيب | عبد المحسن القاسم
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى والمقصود ان الله عز وجل قد امد العبد في هذه المدة اليسيرة بالجنود والعدد والامداد - 00:00:01ضَ
وبين له بماذا يحرز نفسه من عدوه وبماذا يستفك نفسه اذا اسره وقد روى الامام احمد رضي الله عنه والترمذي من حديث الحارث الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:00:22ضَ
ان الله سبحانه وتعالى امر يحيى ابن زكريا صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات ان يعمل بها ويأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها. وانه كاد ان يبطئ بها فقال له عيسى عليه السلام ان الله تعالى امرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها - 00:00:39ضَ
فاما ان تأمرهم واما ان امرهم فقال يحيى اخشى ان سبقتني بها ان يخسف بي او يعذب فجمع يحيى الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف فقال ان الله تبارك وتعالى امرني بخمس كلمات ان اعملهن وامركم ان تعملوا بهن - 00:01:03ضَ
اوله اولهن ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فان مثل من اشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له بذهب او ورق فقال له هذا هذه داري وهذا عملي. فاعمل وادي الي - 00:01:26ضَ
فكان يعمل ويؤدي الى غير سيده. فايكم يرضى ان يكون عبده كذلك وان الله امركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت - 00:01:46ضَ
وامركم بالصيام فان مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب او فكلهم يعجب او يعجبه ريحه وان ريح الصائم اطيب عند الله تعالى من ريح المسك - 00:02:04ضَ
وامركم بالصدقة فان مثل ذلك مثل رجل اسره العدو فاوثق يده الى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال انا افتدي منكم بالقليل والكثير. ففدى نفسه منهم وامركم ان تذكروا الله تعالى - 00:02:21ضَ
فان مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في اثره صراعا حتى اذا اتى على حصن حصين فاحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله تعالى - 00:02:38ضَ
قال النبي صلى الله عليه وسلم وانا امركم بخمس الله امرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع - 00:02:53ضَ
ومن ادعى دعوى الجاهلية فانه من جفا جهنم فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح - 00:03:12ضَ
فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح العظيم الشأن الذي ينبغي لكل مسلم حفظه وتعقله ما ينجي من الشيطان وما يحصل للعبد به الفوز والنجاة في دنياه واخراه - 00:03:32ضَ
فذكر مثل الموحد والمشرك فالموحد كمن عبد كمن عمل لسيده في داره وادى لسيده ما استعمله فيه والمشرك كمن استعمله سيده في داره فكان يعمل ويؤدي خراجه وعمله الى غير سيده. فهكذا المشرك يعمل لغير الله تعالى - 00:03:47ضَ
الا في دار الله تعالى ويتقرب الى عدو الله تعالى بنعم الله تعالى عليه ومعلوم ان العبد من بني ادم لو كان له مملوك كذلك لكان امقت المماليك عنده. وكان اشد شيء غضبا عليه - 00:04:07ضَ
وطردا له وابعادا. وهو مخلوق مثله كلاهما في نعمة غيرهما. فكيف برب العالمين الذي الذي ما بالعبد من نعمة فمنه وحده لا شريك له ولا يأتي بالحسنات الا هو. ولا ولا يصرف السيئات الا هو. وهو وهو وحده المنفرد بخلق عبده ورحمته وتدبيره ورزقه - 00:04:23ضَ
ومعافاته وقضاء حوائجه فكيف يليق به مع هذا ان يعدل به غيره في الحب والخوف والرجاء والحلف والنذر والمعاملة في حب غيره كما يحبه او اكثر. ويخاف غيره ويرجوه كما يخافه او اكثر - 00:04:47ضَ
وشواهد احوالهم بل واقوالهم واعمالهم ناطقة بانهم يحبون اندادهم من الاحياء والاموات ويخافونهم ويعاملونهم ويطلبون رضاهم ويهربون من سخطهم اعظم مما يحبون الله تعالى ويخافونه ويرجونه قبول من سخطه وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل. قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:05:06ضَ
والظلم عند الله عز وجل يوم القيامة له دواوين ثلاثة ديوان لا يغفر لا يغفر الله منه شيئا. وهو الشرك به فان الله تعالى لا يغفر ان يشرك به وديوان لا يترك لا يترك الله تعالى منه شيئا. المقصود الديون اني قسم - 00:05:38ضَ
ايوة وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئا. وهو ظلم العباد بعضهم بعضا فان الله تعالى يستوفيه كله. هم وديوان لا يعبأ الله به شيئا وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز وجل - 00:05:59ضَ
فان هذا الديوان اخف الدواوين واسرعها محوا فانه يمحى بالتوبة والاستغفار والحسنات فانه يمحى بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة نحو ذلك بخلاف ديوان الشرك فانه لا يمحى الا بالتوحيد - 00:06:19ضَ
وديوان المظالم لا يمحى الا بالخروج منها الى اربابها واستحلالهم منها ولما كان الشرك اعظم الدواوين الثلاثة عند الله عز وجل حرم الجنة على اهله فلا يدخل الجنة فلا يدخل الجنة نفس مشركة - 00:06:40ضَ
وانما يدخلها اهل التوحيد فان التوحيد هو مفتاح بابها فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابها وكذلك ان اتى بمفتاح لا اسنان له لم يمكن الفتح به واسنان هذا واسنان هذا المفتاح هي - 00:06:59ضَ
الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وبر الوالدين فاي عبد اتخذ في هذه الدار مفتاحا صالحا من التوحيد وركب فيه اسنانا من الاوامر جاء يوم القيامة الى باب الجنة. ومعه مفتاح الذي لا تفتح الا به - 00:07:18ضَ
فلم يعيقه عن الفتح عائق اللهم الا ان تكون له ذنوب وخطايا واوزار لم يذهب عنه اثرها في هذه الدار بالتوبة والاستغفار فانه يحبس عن الجنة حتى يتطهر منها وان لم وان لم يطهره الموقف واهواله وشدائده وان لم - 00:07:43ضَ
وان لم يطهره الموقف واهواله وشدائده فلا بد من دخول النار ليخرج خبثه فيها. ويتطهر من ذنوبه ووسخه ثم يخرج منها فيدخل الجنة. فانها دار الطيبين لا يدخلها الا طيب - 00:08:03ضَ
قال الله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة وقال تعالى وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين - 00:08:20ضَ
تعقب دخولها على الطيب بحرف الفاء الذي يؤذن بانه سبب للدخول اي بسبب طيب كم قيل لكم ادخلوها. واما النار الله اعلم وصلى الله على سيدنا محمد - 00:08:41ضَ