اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا - 00:00:00ضَ

والله هو السميع العليم. قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل لعن الذين كفروا من بني اسرائيل اسرائيل على لسان داوود - 00:00:31ضَ

عيسى ابن مريم ذلك بما كانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتقين - 00:01:23ضَ

خذوهم اولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد بعد ان اقام عز وجل الدليل القاطع والبرهان الساطع على ان عيسى عليه السلام رسول من رسل الله. كسائر - 00:02:16ضَ

سيد المرسلين عليهم الصلاة والسلام وقد اقسم عز وجل على كفر من قال ان الله هو المسيح ابن مريم. وعلى كفر من قال ان الله ثالث ثلاثة. وبين المذهب الحق في المسيح عليه السلام. وامه الصديقة مريم العذراء البتول رضي الله عنها. شرع هنا في توبيخ - 00:02:43ضَ

وتبكيت شرع هنا في توبيخ وتبكيت من اتخذ معبودا غير الله الحي القيوم وانكر على من فعل ذلك اشد الانكار مشيرا الى ان من عبد غير الله فقد عبد من لا يملك لعابديه ضرا ولا نفعا - 00:03:07ضَ

واعرض عن عبادة نافع الضار للحي القيوم السميع العليم. واعلن عز وجل ان سبب ضلال الكثير من الناس والغلو في الدين اعلن عز وجل ان سبب ضلال الكثير من الناس هو الغلو في الدين واتباع - 00:03:27ضَ

الضالين وفي ذلك يقول قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم قال ابن جرير رحمه الله قال ابو جعفر وهذا ايضا احتجاج من الله تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم - 00:03:48ضَ

على النصارى القائلين في المسيح ما وصف من قيلهم فيه قبل. يقول تعالى ذكره لمحمد صلى الله عليه وسلم. قل يا محمد لهؤلاء الكفرة من النصارى الزاعمين ان المسيح ربهم والقائلين ان الله ثالث ثلاثة اتعبدون - 00:04:08ضَ

سوى الله الذي يملك ضراكم ونفعكم وهو الذي خلقكم ورزقكم وهو يحييكم ويميتكم شيئا لا يملك لكم ضرا ولا نافعة يخبرهم تعالى ذكره ان المسيح الذي زعم من زعم من النصارى انه اله. والذي زعم من زعم منهم انه لله ابن - 00:04:28ضَ

لا يملك لهم ضرا يدفع عنهم ان احله الله بهم. ولا نفعا يجلبه اليهم ان لم يقضه الله لهم. يقول تعالى ذكره فكيف يكون ربا والها. من كانت هذه صفته بل الرب المعبود الذي بيده كل كل شيء. والقادر على كل شيء. فاياه فاعبد - 00:04:49ضَ

واخلصوا له العبادة دون غيره من العجزة. الذين لا ينفعونكم ولا يضرون. واما قوله والله هو السميع العليم فانه يعني تعالى ذكره بذلك والله هو السميع لاستغفارهم لو استغفروه من قيلهم من قيلهم ما اخبر عنهم انهم يقولونه في المسيح - 00:05:09ضَ

ولغير ذلك من منطقهم ومنطق خلقه العليم بتوبتهم لو تابوا منه وبغير ذلك من امورهم انتهى كلام ابن جرير وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية يقول تعالى منكرا على من عبد غيره من الاصنام والانداد والاوثان ومبينا له انها لا تستحق - 00:05:29ضَ

شيئا من الالهية. فقال تعالى قل اي يا محمد لهؤلاء العابدين غير الله من سائر فرق بني ادم. ودخل في ذلك النصارى وغيرهم اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا اي لا يقدر على دفع ضر عنكم ولا ايصال نفع - 00:05:54ضَ

والله هو السميع العليم. اي السميع لاقوال عباده. العليم بكل شيء. فلما عدلتم عنه الى عبادة جماد لا اسمعوا ولا يبصر ولا يعلم شيئا ولا يملك ضرا ولا نفعا لغيره ولا لنفسه انتهى - 00:06:14ضَ

وقوله تبارك وتعالى قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا. وضلوا عن سواء السبيل. بيان لسبب ضلال الكثير من - 00:06:31ضَ

بيان لسبب ضلال الكثير من الناس وهو الغلو في الدين واتباع اهواء الضالين هو مجاوزة الحد والاطراء. وقد ذكرت في تفسير قوله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم. في الاية الواحدة - 00:06:47ضَ

سبعين بعد المئة من سورة النساء ان المخاطب بهذا الخطاب اولا وبالذات هم النصارى الذين غلوا في المسيح وجعلوه الها وابن وقالوا الله ثالث ثلاثة وانما جاء الخطاب عاما لليهود والنصارى. لان اليهود لعنهم الله. قالوا على الله - 00:07:07ضَ

غير الحق. فزعموا ان العزير هو ابن الله سبحانه ان يكون له ولد. وقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تطروني كما اطرت النصارى ابن - 00:07:27ضَ

فانما انا عبده فقولوا عبد الله ورسوله. قال الفخر الرازي رحمه الله في تفسير قوله تعالى قل يا اهل الكتاب اشتغلوا في دينكم غير الحق اعلم انه تعالى لما تكلم اولا على اباطيل اليهود ثم تكلم ثانيا على اباطيل النصارى واقام الدليل - 00:07:47ضَ

على بطلانها وفسادها. فعند ذلك خاطب مجموع الفريقين بهذا الخطاب. فقال يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق والغلو نقيض التقصير. ومعناه الخروج عن الحاد. وذلك لان الحق وذلك. لان الحق بين طرفي - 00:08:09ضَ

والتفريط ودين الله بين الغلو والتقصير. وقوله غير الحق صفة لمصدر. وقوله غير الحق صفة المصدر. اي لا في دينكم غلوا غير الحق. اي غلوا باطلا. لان الغلو في الدين نوعان. لان الغلو في الدين نوعان. غلو حق - 00:08:30ضَ

وهو ان يبالغ في تقريره وتأكيده وغلو باطل وهو ان يتكلم في تقرير الشبه واخفاء الدلائل. انتهى. وقال ابن رحمه الله في تفسير قوله عز وجل قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق اي الاية اي لا تجاوزوا الحد - 00:08:51ضَ

في اتباع الحق ولا تطروا من امرتم بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه عن حيز النبوة. الى مقام الالهية كما صنعتم في وهو نبي من الانبياء فجعلتموه الها من دون الله. وما ذاك الاقتداء لاقتدائكم بشيوخكم. شيوخ الضلال - 00:09:11ضَ

الذين هم سلفكم ممن ظل قديما واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. اي وخرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال الى طريق الغواية والضلال انتهى. وفي قوله عز وجل لا تغلوا في دينكم ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل. واضلوا - 00:09:31ضَ

كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. تحذير من الغلو في الدين. ومن اتباع اهواء الضالين المضلين. وقد اكد وقد اكد الله تبارك وتعالى ضلال شيوخ هؤلاء المنحرفين. حيث وصف مذاهبهم بانها - 00:09:51ضَ

وانهم قد انغمسوا في الضلال قديما وبانهم اضلوا كثيرا من الناس وابعدوهم عن مناهج المرسلين وبانهم قد انحرفوا عن طريق الرشاد ومنهج السعادة والاستقامة والسداد والاهواء جمع هوى. وقد ذكر غير واحد - 00:10:11ضَ

من اهل العلم ان الشرع لم يذكر الهوى الا مقرونا بالذم. كقوله تبارك وتعالى ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. وكقوله عز وجل ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى. فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها - 00:10:31ضَ

واتبع هواه فترضى. وكقوله تعالى ارأيت من اتخذ الهه هوى واضله الله على علم. وختم على سمعه وقلبه. وجعل على بصره غشاوة. فمن يهديه من بعد الله. افلا تذكرون وكقوله عز وجل وما ينطق عن الهوى. وكقوله عز وجل واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان - 00:10:51ضَ

هي المأوى. وقوله تبارك وتعالى وقوله تبارك وتعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيرا منهم - 00:11:18ضَ

يتولون الذين كفروا. لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم. وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء. ولكن كثيرا منهم فاسقون. تقريع للمنافقين تقريع - 00:11:38ضَ

للمنافقين الذين يوالون اعضاء الله واعداء المرسلين بزيادة تأكيد سوء سلوك من بني اسرائيل حتى استحقوا ان يلعنوا على لسان رسولين كريمين من رسل بني اسرائيل وهما داوود وعيسى عليهما السلام وبيان للسبب الذي لعنوا من اجله. وهو انهم عصاة معتدون - 00:11:58ضَ

لا يتناهون عن منكر وقع بينهم ولا يغارون اذا انتهكت حرمات الله. ومن كان هذا سلوكه فبئس هذا السلوك ومع بشاعة هذه الجرائم الصادرة عنهم المسببة للعنهم فانهم يتولون اولياء الشيطان - 00:12:28ضَ

قاد الاوثان من المشركين ويعادون اولياء الرحمن واهل القرآن. فهل يحتاج من عنده ادنى مسكت من عقل الى دليل على عجاجهم وانحرافهم اوضح من هذا الدليل. وقد استحقوا بسلوكهم هذا غضب الله وسخطه ومقته. وجلبوا - 00:12:48ضَ

الخلود في نار الجحيم. ومن كان صادقا في دعوى الايمان بالله ورسوله وكتابه. ومن كان صادقا في دعوى الايمان بالله ورسوله لن يتخذ المشركين الوثنيين الذين لا ينتمون لكتاب ولا يؤمنون برسول اولياء. فكيف يليق بعاقل ان - 00:13:08ضَ

يتولى من يوالي الوثنيين ويعادي الموحدين. وقد لفت الله تبارك وتعالى انتباه عباده في هذا المقام الكريم. من كتابه العظيم الى امور. منها ان الانسان بعمله لا بنسبه لفت الله تبارك وتعالى انتباه عباده في هذا المقام الكريم من كتابه العظيم الى امور منها ان الانسان - 00:13:28ضَ

عمله لا بنسبه. حيث ان بني اسرائيل وهم من سلالة الانبياء العظام. ابراهيم واسحاق ويعقوب قد كفر من ثم انكفر وقد اكد الله تبارك وتعالى هذه الحقيقة في غير موضع من كتابه الكريم. حيث يقول في حق خليله ابراهيم عليه السلام وباركنا عليه وعلى - 00:13:54ضَ

اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين. وكما قال عز وجل ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في النبوة والكتاب فمنهم مهتدين وكثير منهم فاسقون ومنها ومنها انه اذا فشت المعاصي ومن - 00:14:15ضَ

انه اذا فشت المعاصي في قوم ولم يتناهوا عن المنكر حلت عليهم لعنة الله. ومنها سوء سلوك الكثير من بني اسرائيل في ماضيه وحاضرين ومنها سوء سلوك الكثير من بني اسرائيل في ماضيهم وحاضرهم. ففي الماضي لعنهم داوود ثم عيسى. ففي الماضي لعنهم داود - 00:14:35ضَ

ثم عيسى عليهما السلام وفي الحاضر يبصر وفي الحاضر يبصر من له بصر سوء سلوكهم حيث واللون الوثنيين اولياء الشيطان ويعادون المسلمين عباد الرحمن. حيث يقول عز وجل في هذا المقام تراك - 00:14:58ضَ

كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء. ولكن كثيرا منهم فاسقون. نسأل الله عز وجل باسماء - 00:15:18ضَ

الحسنى وصفاته العلى ان يسلك بنا صراطه المستقيم وان يختم لنا بخاتمة السعادة انه جواد كريم رؤوف رحيم. وبهذا تم تفسير الجزء السادس من القرآن الكريم والحمد لله رب العالمين - 00:15:38ضَ

الى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد - 00:15:58ضَ