حلية طالب العلم الشيخ د عبدالحكيم العجلان
10 حلية طالب العلم ( كيفية الطلب والتلقي ) الشيخ د عبدالحكيم العجلان
Transcription
نعم. نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا وبعد. في هذا الفصل الثامن كيفية الطلب والتلقي السادس عشر ومراتبه. من لم يتقن الاصول ابن الاصول. ذهب عنه جملة ازدحام العلم في السمع مودة الفهم. وعليه فلابد من التأصيل والتأسيس لكل فصل مختصر - 00:00:00ضَ
قال الله تعالى فقال الذين كفروا لولا نزل عليهم القرآن جملة واحدة كذلك وان يثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. يقول الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة. بعد ان - 00:00:30ضَ
ذكر ادابا ينبغي لطالب العلم ان يتحلى بها حلية في نفسه وتكميلا لخصاله التي آآ يذهب بها ويجيء وتكون باذن الله جل وعلا حاملة له على الفضل دالة له على تحصيل العلم معينة له على هذا - 00:01:10ضَ
الطريق وتحصيل او السير في ذلك السبيل. اه ذكر الفصل الثاني في مسائل اخص في طريقة تلقي العلم كيفية الطلب والتلقي ولا شك انه لما كان العلم عظيما كبيرا جليلا فانه لا - 00:01:30ضَ
هو ان اخذه يأتي فيه بدون ان يكون على صراط مستقيم وعلى طريق منضبط وعلى سنة معلومة معروفة ولاجل ذلك فانه لا بد لطالب العلم اذا اراد ان يتعلم العلم فكما - 00:01:50ضَ
انه يتعلم العلم فانه لا بد ان ان يسلك الطريق ويتعلم الطريق التي بها يحصل العلم ان يتعلم الطريقة التي يحصل بها العلم. وذلك انه لكل شيء باب. فمن لم يأتي الشيء من بابه حرمه. ولم يصل فيه - 00:02:10ضَ
وهنا المؤلف رحمه الله تعالى استهل هذا الكلام بجمل من كلام السلف عظيمة في الدلالة على هذا المقصود مقتصرا عليه لاغناءه عن كثير من الكلام في هذا المعنى فقال من لم يتقن - 00:02:30ضَ
حرم الوصول. فالوصول الى باب العلم. وآآ تحصيل لوائه. وآآ الوصول الى غاياته لا يحصل ذلك الا بمن اتقن الاصول. والوصول هي بداية العلم. ومتونه التي قررها اهل العلم في انه لا يأتي سالك يسلك هذا العلم الا ويأتي على تلك المتون وتلك الاصول. ولذلك - 00:02:50ضَ
اذا اردت ان تستبين هذا السبيل واردت ان تتيقن هذا الطريق فالحظ بنفسك في سير من سبقك من ائمة العلم على اختلاف مذاهبهم. واماكنهم واعصارهم. فانك لا تكاد تجد سيرة من تلكم السير ولا احدا ذكر بالعلم الا واخذ العلم على هذه الطريقة لا غير - 00:03:20ضَ
اخذ العلم عن الاشياخ متدرجا في العلم محافظا للاصول بادئا باهم المتون متنقلا درجة درجة ومرتبة مرتبة. ولذلك قال من رام العلم جملة ذهب عنه جملة يعني لما قرر في الجملة الاولى ان تحصيل العلم بالاصول متدرجا حتى يصل الطالب العلم الى الغاية - 00:03:50ضَ
فانه من سلك طريقا اخرى. ولو ظن من نفسه قدرة او معرفة او اوتي فهما لم يؤته من فانه ولا شك اذا رام العلم جملة فانه يذهب عنه جملة. وهذا امر يكاد يكون كالمقطوع - 00:04:20ضَ
فان العلم جعله الله جل وعلا شيئا عزيزا. لانه علم بالله وعلم بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولو كان كل من طلبه اخذه وحصله لكان ذلك شيئا آآ شيئا - 00:04:40ضَ
لكن الله جل وعلا جعل له من القدر والمكانة انه لا يحصله الا من طلبه بحقه. وحقه ان ان يصبر الطالب فيه وان يأخذه متدرجا آآ اصلا اصل ومتنا متنا ويأخذ صغار العلم قبل كباره واصوله - 00:05:00ضَ
قبل فروعه متونه قبل آآ دقائقه وتفصيلاته. ولذلك قال ازدحام العلم في مظلة الفهم وهذه الجملة الثالثة ايضا تفيد معنى ثالثا. وهو انه لما ذكر ان الاصول مهمة في التحصيل اول الطلب وانها طريق الوصول. ثم انه من غام العلم جملة ذهب عنه جملة ولم يحصله منه شيء - 00:05:20ضَ
ان يبين ان يبين مسألة ثالثة. وهو انه من طلب العلم على هذا النحو فانه يوشك ان يجني من ذلك خلاف مقصوده بان يحصل له شيء من الغيب ودخول في الشكوك وحصول في اه اه الضلال في الطريق وعظم استباق - 00:05:50ضَ
كانت السبيل فهذا كالتوضيح لما سبق وكالتحذير لهذا السالك ان يطلب العلم على غير طريقه او ان يأخذه هو على غير سبيله. ثم لما قرر هذه المسائل فانه بين القسط الثاني وهو انه لابد في - 00:06:10ضَ
العلم من التلقي وانه لا ينفرد الطالب بالتحصيل. حتى ولو اخذه درجة درجة او مرتبة مرتبة او فنا ومتنا متنا فانه لا يكون ذلك الا بان يكون له شيخ يبين له الطريق ويوضح له المعالم - 00:06:30ضَ
ويفسر له المسائل ويعينه على التلقي ويبعد عنه ما يمكن ان يكون غير فهم صحيح او اعين الى حصول الاشكال له في تحصيله ودراسته لتلك المسائل. ثم اراد ان يبين ذلك - 00:06:50ضَ
بالدليل من كتاب الله جل وعلا فان الله سبحانه وتعالى قال وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزل الله تنزيلا. فجعل الله جل وعلا كتابه آآ شيئا يأتي الى الناس شيئا فشيئا ما اية فاية - 00:07:10ضَ
بحسب ما احتاجوا اليه حتى لا يكون ذلك سببا للتكثير عليهم وحصول الضلال عليهم فاذا كان ذلك في كتاب الله جل جل وعلا ليحصل به تمام الفهم وحصول كمال النظر فان هذا ما العلم الا فهم - 00:07:30ضَ
في كتاب الله جل وعلا فكان خير الطريق اخذه على ذلك السبيل الذي جعله الله جل وعلا لكتابه حينما نزله على نبيه صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال الله جل وعلا وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك - 00:07:50ضَ
فلنثبت به فؤادك وغتناه ترتيلا. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المؤيد المعان الذي اه جعله الله جل وعلا صفيه من خلقه في جعله رسول ربه وخاتم رسله ومع ذلك جعل - 00:08:10ضَ
الله جل وعلا انزال القرآن عليه شيئا فشيئا تثبيتا لقلبه فغيره من باب اولى. ثم قال الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. وحق التلاوة يعني من معاني ذلك عدم الاستعجال فيه. وعدم اخذه - 00:08:30ضَ
بالهد وعدم التؤدة والتأمل الحامل على التأمل والتفكر والتدبر. فكل ذلك دال على ما ذكرناه. نعم ثانيا عدم استمرار المكونات لا تلتقي بالمختصر الى اخر من الموجب. والضوابط العلمية. جمع النفس - 00:08:50ضَ
نعم رحمه الله الا يجد الطالب في التعليم بالعلمين. قدم تعليم العربية والشعر والاسلام. ثم ينتمي الى القرآن بان العوائد لا تساعد على هذا. وان نقدم دراسة القرآن الكريم وحفظ ولد ما دام في الحجر - 00:09:20ضَ
فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط انا من اهل العلم ان يدرسوا مستقنع مقنعهم بالخلافة المذهبي تغري بخلاف عالي ولا وهكذا تفعل التشويش. نعم. اه ذكر المؤلف رحمه الله تعالى كالمنهاج لطالب العلم - 00:09:50ضَ
في اه التلقي او في الطلب وذلك بحفظ مختصر فيه. وهذا ينبغي لطالب العلم لان حفظ المختصر في اي علم من العلوم داع الى جمع المسائل في الباب ومعرفتها. واحاطته باصول ذلك الباب. ولو كان ذلك المختصر صغيرا ولو كان - 00:10:20ضَ
اخيرا فاستحضار الطالب للمسائل جملة التي تتعلق بذلك الباب من ايسر الطرق المسائل وزيادة التفقه وتقوية الملكة في ذلك. ثمان اخذه لهذا المختصر يكون بضبط على شيخ متقن بان يبين له العبارات ويوضح له المشكلات يفسر له المصطلحات حتى يكون ذلك - 00:10:40ضَ
ذلك على معنى صحيح. ثم قال عدم الاشتغال بالمطولات وتفريق المصنفات قبل الظبط والاتقان لاصله. هذه المسألة لم يكن السلف كثيرا ينبهون عليها لان ذلك ليس ليس بوارد البتة بل لم يكن الطلاب الا على طريقة - 00:11:10ضَ
واحدة في اه الاقتصار على الاصول وحفظ المتون وعدم الانشغال بتفريق المسائل ودقائقها. لكنه في هذا الوقت الذي ربما يشتغل فيه صغار الطلبة بدقائق المسائل قبل وصولها ما احتاج الى كثرة التنبيه واعادة التوجيه الى اهمية - 00:11:30ضَ
انتباهي لذلكم السبيل. ولذلك قال بعد هذا لا تنتقلوا من مختصر الى اخر بلا موجب فهذا من باب الضجر. ولذلك ستجد ان كثيرا من الطلاب يبدأ ويكثر ويكثر من الدقائق والتفاصيل ثم لا تراه يذهب عليه وقت يسير حتى ينتقل - 00:11:50ضَ
الى اه درس اخر او ينتقل الى متن اخر وهكذا مما يدل على عدم اه اخذه للعلم على طريقه ومما يوحي بحصول الضجر في سبيله الذي هو اه اصل او سبب للانقطاع عن العلم. اما اذا كان لذلك موجب من الموجب - 00:12:10ضَ
انه يحتاج الى ما هو اقل من هذا او افاده الشيخ بحاجته الى ما هو اتم له من ذلك المصنف او اكثر اعتمادا عليه فهذا له باب اخر يكون مأذونا له فيه. ثم قال اقتناص الفوائد والضوابط العلمية. لابد في - 00:12:30ضَ
الطلب ان يكون الانسان يقطن بعض الفوائد والفرائد التي يحتاجها فتكون سلوة له في العلم. ولذلك الف في هذا بعض اهل العلم مؤلفات حفزا للطلاب على تلك الفوائد والفرائض. ولان العلم لا يأتي في كل لحظة يحتاجها. بل يعرض للانسان احيانا من المسائل ما لو - 00:12:50ضَ
في وقت واغادها لم يجدها. ولذلك كان الامام البخاري رحمه الله تعالى ربما قام في الليلة الواحدة اكثر من عشرين مرة يوقد السراج ويكتب الفائدة التي تعن له في باله يخشى ذهابها وفواتها. فلذلك كلما عن - 00:13:10ضَ
معنى او بان له وجه ان يقيد ذلك. وقد يتبين لبعض الطلاب ما لا يتبين للاشياخ. لكنه هنا ينبغي له ان يقيده حتى لا يفوت عليه. ولا ينبغي له ايضا ان ينطلق منه قبل ان يحرره. لانه - 00:13:30ضَ
وربما ينقدح في ذهن الطالب ما يظنه ظابطا صحيحا او او مسألة وجيهة وهي ابعد ما تكون عن دليل او اكثر مخالفة للنص وقول اهل العلم. فلذلك ينبغي ان يحتاط الطالب في ضبط هذه الفرائض وهذه الانقداحات - 00:13:50ضَ
بان يضبطها ويدونها ثم يعرضها ويحققها حتى يتبين له صحتها فيكون بذلك قد اكتمل له الامر ثم قال جمع النفس للطلب والترقي فيه والاهتمام والتحرق للتحصيل. يعني لا يكون الانسان اه ذواقا في كل يوم له - 00:14:10ضَ
وفي كل يوم له درس وفي كل يوم له وجهة. اليوم آآ يدرس الفقه. وغدا يدرس العقيدة. واخر ينتقل الى غير ذلك. فان هذا ولا شك من قواطع الطلب. وينبغي للانسان ان اه اذا اقبل على هذا الباب لم ينقطع. واذا ولى وجهه تلقاء اه - 00:14:30ضَ
لواء العلم لم يلتفت ولم ينصرف ولم يأتي اليه شيء اه يثني عزيمته وينكث اه قوته ويذهب اقدامه على هذا الباب. فان من كانت هذه حاله يعني في العزيمة والثبات يوشك ان يوفق - 00:14:50ضَ
ومن لا فلاه ولذلك كان السلف ربما اتوا الى المجلس الذي فيه الالاف ممن يحضرون مجلس التحديث فيقول اتظن ان هؤلاء يكونوا محدثين؟ قال لا ولا عشر معشارهم. وهذا ليس فيه ان الواحد - 00:15:10ضَ
آآ يفت في عضده يقول بانني لن اكون طالب علم او عالما لكن هذا محفز للطالب ان يكون اكثر اهتماما وان يكون هو باذن الله جل وعلا من يحمل ذلك اللواء. ثم ذكر ما يتعلق ببعض الطرق التي يتعلم بها. فذكر طريق - 00:15:30ضَ
اتى ابني العربي في آآ الاهتمام بعلوم الالة كالعربية والشعر التي تقوم اللسان الذي هو اصل العلم ولا شك ان هذا معنى صحيح لكن لما ضعفت الهمم وكانت عائدات الناس ان يكون ابتداء الصغار والتلاميذ والابناء في الاقبال على كتاب الله جل وعلا - 00:15:50ضَ
لان هذا يحصل به امرين اولا يحصل به حفظ كتاب الله جل وعلا كما يحصل به ايضا تقويم اللسان ايضا توسيع المدارك فيحصل بذلك من الفوائد شيء كثير. ولذلك ما ذكره آآ ابن خلدون آآ رحمه الله تعالى على البداء - 00:16:10ضَ
القرآن ونحوه اتموا اولى لكن لا شك ان حاجة طالب العلم الى تقويم لسانه في العربية والشعر ونحو ذلك حاجة ماسة وان اللحن لدى طالب العلم آآ يزري به فان كان جليا فلا شك انه يوشك الا يوثق بعلمه - 00:16:30ضَ
ان كان خفيا فمن ذا الذي يسلم من هذه آآ المرتبة؟ آآ ثم اراد ان يبين ان طالب العلم ينبغي ان يسلك طريقا مستقيما فلا يخلط بين علمين فاكثر. بل آآ يأخذ كل فن مستقلا آآ شيئا فشيء. ومرتبة فمرتبة. واذا وجدت طريق - 00:16:50ضَ
اخرى اه بان يكون لكل علم قسطه وقدره فهذا ايضا مما قد تتباين فيه الوجهات وتختلف فيه المدارس وانتم تعلمون ان انه في مثل هذه الاوقات تتلقى العلوم اه لكل اه مرحلة اه انواعا من العلوم مرتبة مقصطة فيكون ذلك ايضا - 00:17:10ضَ
مناسبة ثم آآ ذكر آآ شيئا من التدرج عند الحنابلة في البداية بالزاد ثم المقنع ثم المغني وهذه درجة رفيعة اه لا يبلغها الطالب الا بعد ان يقطع اشواطا اه كثيرة وكذلك يوجد في اه اه المذاهب على اختلافها وكل طالب درس - 00:17:30ضَ
على هذا المذهب او ذاك لا لا يختلف الحال فانها كلها طرق للتعلم والترقي واما اه وليست طرق تعصبي والتقليد وينتقل منها الى فهم الدليل ثم بعد ذلك ربما انتقل الى مسألة الخلاف والترجيح والوصول الى - 00:17:50ضَ
المغاد وهذه آآ مهمة طالب العلم اذا واصل الطريق وسلك هذا السبيل. نعم. آآ نقف عند هذا الحد والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد - 00:18:10ضَ