بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:01
اما بعد فالحديث عما يقوله من لبس ثوبا جديدا السنة في حق من لبس ثوبا جديدا ان يحمد الله الذي كساه اياه ويسره له وان يدعوه سبحانه ان يرزقه خير هذا الكساء ويعيذه من شره - 00:00:18
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استجد ثوبا سماه باسمه اما قميصا او عمامة ثم يقول اللهم لك الحمد انت كسوتني - 00:00:41
اسألك من خيره وخير ما صنع له واعوذ بك من شره وشر ما صنع له رواه ابو داوود والترمذي قوله اذا استجد ثوبا سماه باسمه اي لبس ثوبا جديدا سماه باسمه اي يقول اللهم اني اسألك خير هذا الثوب او خير هذه العمامة او خير هذا القميص - 00:00:59
ونحو ذلك قوله اللهم لك الحمد انت كسوتني يستشعر منة الله عليه حامدا له سبحانه ان كساه هذا الثوب وهو من نعم الله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم - 00:01:24
وفي الحديث القدسي كلكم راع الا من كسوته فاستكسوني اكسكم قوله اسألك من خيره وخير ما صنع له من اعظم خيره انه يستر عورة الانسان ويواري سوأته ويجمل هيئته ويحسن مظهره - 00:01:48
قال الله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا قوله واعوذ بك من شره وشر ما صنع له من شره ان يلبس على وجه الاشر والكبر والتعالي - 00:02:10
ولهذا فان من لا يزين باطنه بتقوى الله جل وعلا لا تنفعه الزينة الظاهرة ولهذا قال جل وعلا ولباس التقوى ذلك خير ما يقوله اذا رأى على صاحبه ثوبا جديدا - 00:02:27
عن ام خالد بنت خالد بن سعيد رضي الله عنها قالت اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي وعلي قميص اصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سنة - 00:02:45
قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت العب بخاتم النبوة فزبرني ابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابلي واخلفي - 00:03:03
ثم ابلي واخلفي ثم ابلي واخلفي. رواه البخاري هذا من لطف النبي عليه الصلاة والسلام وطيب معاشرته راطنها بالحبشية لانها كانت مع والديها في الحبشة. وتعلمت قليلا من لسانهم فانسها النبي صلى الله عليه وسلم. وقال لها بالحبش - 00:03:20
سنة سنة اي حسنة حسنة فمن السنة اذا لبس الصغير ثوبا جديدا ان يلاطف وان يشاد بجمال ثوبه وحسنه وطيبه. يقال ثوبك جميل لباسك حسن. ونحو ذلك ملاطفة له ومؤانسة - 00:03:44
وجاء في رواية عند الحاكم قال فراطنها بالحبشية اي اتى بهذه الكلمة مؤنسا لها لانها عندها بعض الكلمات تعرفها من اللغة الحبشية وهذا ايضا فيه ان اللهجات الدارجة عند الناس او اللغات اذا لقيت شخصا فحدثته بكلمة او كلمتين من لغته او - 00:04:03
ولهجته على سبيل المؤانسة له ترى لها اثرا عليه وجاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كساها ذلك الثوب والبسها اياه فعن ام خالد رضي الله عنها قالت اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة - 00:04:30
فقال من ترون النكس هذه؟ فسكت القوم قال ائتوني بام خالد فاوتي بها تحمل فاخذ الخميصة بيده فالبسها وقال املي واخلقي وكان فيها علم اخضر او اصفر فقال يا ام خالد هذا سناه - 00:04:55
وسنة بالحبشية حسن رواه البخاري قالت فذهبت العب بخاتم النبوة فزبرني ابي اي زجرني ونهاني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا موضع الشاهد - 00:05:18
قبلي واخلفي ثم ابلي واخلفي ثم ابلي واخلفي امر بالابلاء اي البسي الى ان يصير خلقا باليا ثم اكتسي خلفه بعد بلائه والمراد اي تعيشين عمرا يبلى فيه الثوب ثم تكتسين غيره - 00:05:40
ثم ايضا تبلينه وتكتسينا غيره ثم ثوبا اخر تبلينه وتكتسين غيره وهذا التكرار فيه دعاء لها بطول العمر على خير وطاعة لله سبحانه ولهذا عاشت عمرا رضي الله عنها وارضاها - 00:06:00
وعن ابي نظرة قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا لبس احدهم ثوبا جديدا قيل له تبلي ويخلف الله تعالى رواه ابو داوود تبلي هذا فيه دعاء له بان يبقيه الله - 00:06:20
ويبلى الثوب ويخلفه الله خيرا منه وهذا دعاء له بطول العمر وبالبقاء حتى يبلى الثوب من طول لبس صاحبه له وبعد بلائه يخلفه الله عز وجل عنه خيرا منه هذا وان من نعم الله العظيمة على عباده - 00:06:36
نعمة اللباس بانواعه المختلفة واصنافه العديدة يقول الله تعالى مذكرا بهذه النعمة والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين - 00:06:57
والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون - 00:07:22
فبين جل وعلا في هذه الايات العظيمة نعمته على عباده بان جعل لهم سرابيل وهي القمصان ونحوها من ثياب القطن والكتان والصوف يتقون بها الحر والبرد ويتجملون بها ويسترون بها عوراتهم - 00:07:47
فلا ريب ان اللباس نعمة عظيمة ومنة كبيرة يجب على عبد الله المؤمن ان يقوم بشكرها وان يستعملها في طاعة الله ورضوانه وما يقرب اليه وان يحذر اشد الحذر من مخالفة امر الله في اللباس في صفته ونوعه وشروطه وضوابطه وادابه التي جاءت بها الشريعة - 00:08:09
وليحذر المسلم بهذا الباب من كيد الشيطان ومكره وطرقه الخفية لصد الانسان عن الحق في هذا الباب وايقاعه في انواع من المخالفات فقد بين الله تعالى ان عداوة الشيطان للانسان في هذا الامر وغيره قديما - 00:08:34
وذكر سبحانه في القرآن احتيال الشيطان على الابوين ووسوسته لهما ليبدي لهما ما وري عنهما من سوء ودخل عليهما في هذا الامر من طرق خفية وظهر لهما بصورة الناصح الامين - 00:08:55
وحلف لهما على ذلك ودلاهما بغرور اي انزلهما على رتبتهما العلية التي هي البعد عن المعصية الى الوقوع فيها يقول الله تعالى ويا ادم اسكن انت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما - 00:09:14
ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما بوري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكون ملكين. او تكون من الخالدين - 00:09:33
وقاسمهما اني لك ما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاق الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة. وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين - 00:09:52
قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فتداركهما الله برحمته ومن عليهما بعفوه فغفر لهما ذلك كما قال سبحانه وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى - 00:10:15
هذا وابليس مستمر في طغيانه غير مقلع عن عصيانه. حريص اشد الحرص على اغواء الذرية كما اغوى الابوين ولهذا اتجه الخطاب في هذا السياق الكريم الى الذرية للحذر من هذا المضل الفتان. من ان يفتنهم بالوسوسة كما فعل مع الابوين - 00:10:38
قال الله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون فذكرهم سبحانه بما من عليهم ويسر لهم من اللباس الباطن والظاهر - 00:11:03
فاللباس الباطن هو تقوى الله. وهو يستمر مع العبد ولا يبلى ولا يبيت ما حافظ عليه العبد وهو جمال للقلب والروح واللباس الظاهر هو الذي يستر به المسلم عورته ويواري به سوءته ويكون جمالا له - 00:11:24
ثم قال سبحانه بعد تذكيره بهذه النعمة موجها الخطاب للذرية يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهم ما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون - 00:11:44
فحذر سبحانه الذرية من ان يفعل بهم الشيطان كما فعل بابيهم بان يزين لهم المعصية ويرغبهم فيها واخبر سبحانه ان هذا العدو يراهم من حيث لا يرونه قال مالك بن دينار ان عدوا يراك. ولا تراه لشديد المؤنة الا من عصم الله - 00:12:09
واذا كان هذا العدو قد تمكن ببالغ كيده وتوالي وسوسته ان يخرج الابوين من الجنة فلا ان يتمكن من ايصال شيء من هذه الوساوس الى الذرية من باب اولى وبهذه اللفتة القوية حذر تعالى بني ادم منه بالاحتراز الدائم من كيده ووسوسته - 00:12:34
وختم سبحانه الاية بقوله انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون اما المؤمنون فليس له سلطان عليهم انما سلطانه على الذين يتولونه. والذين هم به مشركون ولهذا فبقدر ضعف الايمان في الانسان يكون نفوذ الشيطان اليه - 00:12:57
ثم انه تبارك وتعالى خاطب بني ادم خطابا اخر في هذا السياق له تعلق باللباس فقال سبحانه يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين - 00:13:21
ولهذه الاية وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل عند الصلاة. ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد والطيب لانه من الزينة والسواك لانه من تمام ذلك واسأل الله عز وجل - 00:13:41
ان يوفقنا اجمعين لكل خير انه سميع قريب مجيب والى لقاء اخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:00
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:01
اما بعد فالحديث عما يقوله من لبس ثوبا جديدا السنة في حق من لبس ثوبا جديدا ان يحمد الله الذي كساه اياه ويسره له وان يدعوه سبحانه ان يرزقه خير هذا الكساء ويعيذه من شره - 00:00:18
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استجد ثوبا سماه باسمه اما قميصا او عمامة ثم يقول اللهم لك الحمد انت كسوتني - 00:00:41
اسألك من خيره وخير ما صنع له واعوذ بك من شره وشر ما صنع له رواه ابو داوود والترمذي قوله اذا استجد ثوبا سماه باسمه اي لبس ثوبا جديدا سماه باسمه اي يقول اللهم اني اسألك خير هذا الثوب او خير هذه العمامة او خير هذا القميص - 00:00:59
ونحو ذلك قوله اللهم لك الحمد انت كسوتني يستشعر منة الله عليه حامدا له سبحانه ان كساه هذا الثوب وهو من نعم الله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم - 00:01:24
وفي الحديث القدسي كلكم راع الا من كسوته فاستكسوني اكسكم قوله اسألك من خيره وخير ما صنع له من اعظم خيره انه يستر عورة الانسان ويواري سوأته ويجمل هيئته ويحسن مظهره - 00:01:48
قال الله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا قوله واعوذ بك من شره وشر ما صنع له من شره ان يلبس على وجه الاشر والكبر والتعالي - 00:02:10
ولهذا فان من لا يزين باطنه بتقوى الله جل وعلا لا تنفعه الزينة الظاهرة ولهذا قال جل وعلا ولباس التقوى ذلك خير ما يقوله اذا رأى على صاحبه ثوبا جديدا - 00:02:27
عن ام خالد بنت خالد بن سعيد رضي الله عنها قالت اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي وعلي قميص اصفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سنة - 00:02:45
قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت العب بخاتم النبوة فزبرني ابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابلي واخلفي - 00:03:03
ثم ابلي واخلفي ثم ابلي واخلفي. رواه البخاري هذا من لطف النبي عليه الصلاة والسلام وطيب معاشرته راطنها بالحبشية لانها كانت مع والديها في الحبشة. وتعلمت قليلا من لسانهم فانسها النبي صلى الله عليه وسلم. وقال لها بالحبش - 00:03:20
سنة سنة اي حسنة حسنة فمن السنة اذا لبس الصغير ثوبا جديدا ان يلاطف وان يشاد بجمال ثوبه وحسنه وطيبه. يقال ثوبك جميل لباسك حسن. ونحو ذلك ملاطفة له ومؤانسة - 00:03:44
وجاء في رواية عند الحاكم قال فراطنها بالحبشية اي اتى بهذه الكلمة مؤنسا لها لانها عندها بعض الكلمات تعرفها من اللغة الحبشية وهذا ايضا فيه ان اللهجات الدارجة عند الناس او اللغات اذا لقيت شخصا فحدثته بكلمة او كلمتين من لغته او - 00:04:03
ولهجته على سبيل المؤانسة له ترى لها اثرا عليه وجاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كساها ذلك الثوب والبسها اياه فعن ام خالد رضي الله عنها قالت اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة - 00:04:30
فقال من ترون النكس هذه؟ فسكت القوم قال ائتوني بام خالد فاوتي بها تحمل فاخذ الخميصة بيده فالبسها وقال املي واخلقي وكان فيها علم اخضر او اصفر فقال يا ام خالد هذا سناه - 00:04:55
وسنة بالحبشية حسن رواه البخاري قالت فذهبت العب بخاتم النبوة فزبرني ابي اي زجرني ونهاني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا موضع الشاهد - 00:05:18
قبلي واخلفي ثم ابلي واخلفي ثم ابلي واخلفي امر بالابلاء اي البسي الى ان يصير خلقا باليا ثم اكتسي خلفه بعد بلائه والمراد اي تعيشين عمرا يبلى فيه الثوب ثم تكتسين غيره - 00:05:40
ثم ايضا تبلينه وتكتسينا غيره ثم ثوبا اخر تبلينه وتكتسين غيره وهذا التكرار فيه دعاء لها بطول العمر على خير وطاعة لله سبحانه ولهذا عاشت عمرا رضي الله عنها وارضاها - 00:06:00
وعن ابي نظرة قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا لبس احدهم ثوبا جديدا قيل له تبلي ويخلف الله تعالى رواه ابو داوود تبلي هذا فيه دعاء له بان يبقيه الله - 00:06:20
ويبلى الثوب ويخلفه الله خيرا منه وهذا دعاء له بطول العمر وبالبقاء حتى يبلى الثوب من طول لبس صاحبه له وبعد بلائه يخلفه الله عز وجل عنه خيرا منه هذا وان من نعم الله العظيمة على عباده - 00:06:36
نعمة اللباس بانواعه المختلفة واصنافه العديدة يقول الله تعالى مذكرا بهذه النعمة والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين - 00:06:57
والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون - 00:07:22
فبين جل وعلا في هذه الايات العظيمة نعمته على عباده بان جعل لهم سرابيل وهي القمصان ونحوها من ثياب القطن والكتان والصوف يتقون بها الحر والبرد ويتجملون بها ويسترون بها عوراتهم - 00:07:47
فلا ريب ان اللباس نعمة عظيمة ومنة كبيرة يجب على عبد الله المؤمن ان يقوم بشكرها وان يستعملها في طاعة الله ورضوانه وما يقرب اليه وان يحذر اشد الحذر من مخالفة امر الله في اللباس في صفته ونوعه وشروطه وضوابطه وادابه التي جاءت بها الشريعة - 00:08:09
وليحذر المسلم بهذا الباب من كيد الشيطان ومكره وطرقه الخفية لصد الانسان عن الحق في هذا الباب وايقاعه في انواع من المخالفات فقد بين الله تعالى ان عداوة الشيطان للانسان في هذا الامر وغيره قديما - 00:08:34
وذكر سبحانه في القرآن احتيال الشيطان على الابوين ووسوسته لهما ليبدي لهما ما وري عنهما من سوء ودخل عليهما في هذا الامر من طرق خفية وظهر لهما بصورة الناصح الامين - 00:08:55
وحلف لهما على ذلك ودلاهما بغرور اي انزلهما على رتبتهما العلية التي هي البعد عن المعصية الى الوقوع فيها يقول الله تعالى ويا ادم اسكن انت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما - 00:09:14
ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما بوري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكون ملكين. او تكون من الخالدين - 00:09:33
وقاسمهما اني لك ما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاق الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة. وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين - 00:09:52
قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فتداركهما الله برحمته ومن عليهما بعفوه فغفر لهما ذلك كما قال سبحانه وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى - 00:10:15
هذا وابليس مستمر في طغيانه غير مقلع عن عصيانه. حريص اشد الحرص على اغواء الذرية كما اغوى الابوين ولهذا اتجه الخطاب في هذا السياق الكريم الى الذرية للحذر من هذا المضل الفتان. من ان يفتنهم بالوسوسة كما فعل مع الابوين - 00:10:38
قال الله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون فذكرهم سبحانه بما من عليهم ويسر لهم من اللباس الباطن والظاهر - 00:11:03
فاللباس الباطن هو تقوى الله. وهو يستمر مع العبد ولا يبلى ولا يبيت ما حافظ عليه العبد وهو جمال للقلب والروح واللباس الظاهر هو الذي يستر به المسلم عورته ويواري به سوءته ويكون جمالا له - 00:11:24
ثم قال سبحانه بعد تذكيره بهذه النعمة موجها الخطاب للذرية يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهم ما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون - 00:11:44
فحذر سبحانه الذرية من ان يفعل بهم الشيطان كما فعل بابيهم بان يزين لهم المعصية ويرغبهم فيها واخبر سبحانه ان هذا العدو يراهم من حيث لا يرونه قال مالك بن دينار ان عدوا يراك. ولا تراه لشديد المؤنة الا من عصم الله - 00:12:09
واذا كان هذا العدو قد تمكن ببالغ كيده وتوالي وسوسته ان يخرج الابوين من الجنة فلا ان يتمكن من ايصال شيء من هذه الوساوس الى الذرية من باب اولى وبهذه اللفتة القوية حذر تعالى بني ادم منه بالاحتراز الدائم من كيده ووسوسته - 00:12:34
وختم سبحانه الاية بقوله انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون اما المؤمنون فليس له سلطان عليهم انما سلطانه على الذين يتولونه. والذين هم به مشركون ولهذا فبقدر ضعف الايمان في الانسان يكون نفوذ الشيطان اليه - 00:12:57
ثم انه تبارك وتعالى خاطب بني ادم خطابا اخر في هذا السياق له تعلق باللباس فقال سبحانه يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين - 00:13:21
ولهذه الاية وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل عند الصلاة. ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد والطيب لانه من الزينة والسواك لانه من تمام ذلك واسأل الله عز وجل - 00:13:41
ان يوفقنا اجمعين لكل خير انه سميع قريب مجيب والى لقاء اخر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:00