رياض الصالحين للنووي

104 | كتاب الفضائل | من رياض الصالحين | فضيلة الشيخ أد. #سامي_الصقير| 16 جمادى الآخرة 1446هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين. في باب - 00:00:00ضَ

بفضل قيام الليل وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة متفق عليه عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن ان لا يصوم منه ويصوم حتى نظن ان لا يفطر منه شيئا - 00:00:20ضَ

وكان لا تشاء ان تراه من الليل مصليا الا رأيته ولا نائما الا رأيته. رواه البخاري. وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اصلي احد عشرة ركعة يعني في الليل يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ احدكم خمسين اية قبل ان يرفع رأسه ويركع ركعتين - 00:00:40ضَ

قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الايمن حتى يأتيه المنادي للصلاة. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل مثنى مثنى يعني اثنتين اثنتين بحيث انه يسلم من كل - 00:01:00ضَ

ركعتين وينكر بواحدة. وتقدم الكلام على ذلك. ثم ذكر حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم. والمعنى انه - 00:01:20ضَ

كان يسرد الصوم حتى يقال لن يفطر. ثم يسرد الفطر حتى يقال لن يصوم. مراعاة للاحوال بدل هذا الحديث على فوائد منها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في عباداته يراعي الاحوال - 00:01:40ضَ

الازبال والمناسبات فقد يعرض للمفضول ما يجعله افضل من الفاضل. فالمشروع للانسان ان احرص على تنوع العبادات بحسب احوالها وبحسب ازمانها وبحسب مناسباتها ولا يلزم شيئا واحدا لانه اذا لزم شيئا واحدا فقد يمل ثم يدع هذه العبادة. فالتنوع - 00:02:00ضَ

في كونه يصوم تارة يسرد صوما ثم يسرد فطرا هذا من باب التنوع في العبادات. ومنها ايضا بيان بدعة ما احدث اخيرا او ما احدثه بعض الناس اخيرا من جدول محاسبة النفس. فيضع جدول - 00:02:30ضَ

اولا فيه هل صليت كذا؟ هل فعلت كذا؟ هل فعلت كذا؟ ثم يضع علامة او درجة. وهذا من البدع التي ما انزل الله تعالى بها من سلطان. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا الصحابة وهم احرص منا على الخير - 00:02:50ضَ

يكونوا بهذه المثابع فالمشروع للانسان ان يحرص على الخير. اما هذه المحاسبة الدقيقة فقد تخرج العبادة عن كونها عبادة الى انها عمل روتيني. لا يشعر الانسان حين اداء العبادة بانه يتعبد - 00:03:10ضَ

الله عز وجل وانما يؤدي وظيفة الزم نفسه بها. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وكما تقدم قد يعرضني المفضول ما يجعله افضل من الفاضل. فقد يرتب في جدوله انه يقرأ بعد صلاة العصر - 00:03:30ضَ

شيئا من القرآن او يتحفظ شيئا من العلم ثم يعرض ما هو افضل من ذلك كاتباع جنازة او نحو ذلك فحين اذ يترك هذا لهذا وهو تركه لما هو افضل منه. اما الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ففيه ان النبي صلى الله عليه - 00:03:50ضَ

كان يصلي من الليل احدى عشرة ركعة. وقد فصلت هذا في حديث اخر انه كان يصلي اربعا يعني في سلامين فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي اربعا يعني انه يستريح بين الاربع فلا تسأل عن - 00:04:10ضَ

حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا. وكان صلى الله عليه وسلم يطيل صلاته بالليل. حتى انها ذكرت رضي الله عنها ان قدر سجوده نحو خمسين اية. يعني من الايات الوسط التي ليست طوالا وليست قصارا - 00:04:30ضَ

وكان صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين بعد طلوع الفجر وهي راتبة الفجر. ثم يضطجع حتى يأتيه المنافق لاقام الصلاة. فدل هذا الحديث على فوائد منها مشروعية قيام الليل. ومنها ايضا مشروعية اطالة - 00:04:50ضَ

قيام الليل والمشروع ان تكون صلاته متناسبة. اذا اطال القيام اطال الركوع والسجود. واذا خفف القيام خفف الركوع والسجود كما في حديث البراء بن عازق رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كانت صلاته متناسبة - 00:05:10ضَ

كان قيامه فركوعه فاعتداله فسجوده فجلوسه قريبا من السواء. ومنها ايضا مشروعية صلاة ركعتين بعد طلوع الفجر. وهي راتبة الفجر وهي اكد السنن الرواتب. وهذه السنة اعني سنة الفجر سبق ان لها خصائص منها انها افضل الرواتب وانها خير من الدنيا - 00:05:30ضَ

وما فيها وان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها حضرا وسفرا بخلاف بقية الرواتب. وانه تخفيفها ويسن الاضطجاع بعدها. وان لها قراءة مخصوصة. ومنها ايضا مشروعية جاع بعد ركعتي الفجر. ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها كما في البخاري وغيره ان كنت مستيقظة حدثني - 00:06:00ضَ

يعني بعد ان نصلي ركعتي الفجر والا اضطجع. ومنها ايضا ان المشروع للامام الا يتقدم الى الصلاة وان لا يخرج من بيته الا عند وقت اقام الصلاة. كما كان ذلك هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فالمأمون - 00:06:30ضَ

مطلوب منه التبكير والحضور. لقول النبي عليه الصلاة والسلام تقدموا واتموا بي. فقوله تقدموا يعني بالحضور مبكرين ومكانا اي بان تتقدموا في الصفوف الاول. واما الامام فالذي عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لا يأتي الى المسجد عند ارادة الصلاة الا عند الاقامة. لكن اذا كان في - 00:06:50ضَ

بتقدم الامام مصلحة شرعية كما لو رأى توانيا وتكاسلا من المأمومين فاراد ان يشجعهم وينشطهم وصار يحضر مبكرا الى المسجد فهذه مصلحة شرعية. غرض صحيح وحينئذ له ان يتقدم لهذا الغرض الصحيح. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:07:20ضَ

- 00:07:50ضَ