Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ان الصفا والمروة من شعائر الله. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. ان الذين يكتمون ما - 00:00:00ضَ
انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله. اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوا - 00:00:26ضَ
عليهم وانا التواب الرحيم. احسنت بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين - 00:00:54ضَ
اما بعد يقول الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم - 00:01:12ضَ
هذه الاية الكريمة بنزولها سبب وقد تعددت الروايات في ذلك ولكن خلاصتها انهم اعني الانصار ان الانصار كانوا يهلون بصنمين على الصفا والمروة فلما اسلموا تحرجوا ان يطوفوا ان يطوفوا بهما لانهم كانوا يهلون لهما في الجاهلية - 00:01:28ضَ
فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فانزل الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله وقوله ان الصفا والمروة الصفا والمروة جبلان يقعان شرقي الكعبة عن يمين الحجر عن يمين الحجر الاسود - 00:01:57ضَ
وهو جبل ابي قبيس والمروة عن يسار الحجر الاسود وهو جبل قعيقعان وهما الجبلان اللذان كانت تتردد بينهما هاجر ام اسماعيل عليه السلام في القصة المعروفة وقوله من شعائر الله - 00:02:20ضَ
من هنا للتبعيض اي بعض شعائر الله وشعائر جمع وشعائر الله جمع شعيرة والشعيرة اعلام الدين اعلام الدين الظاهرة او العلامة الظاهرة شعائر الله هي اعلام دينه الظاهرة من صلاة وحج وعمرة وجهاد وغير ذلك - 00:02:45ضَ
فهي التي امر الله تعالى بتعظيمها في في قوله. والبدن جعلناها لكم من شعائر الله وقال عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ومعنى قول ان الصفا والمروة من شعائر الله اي ان الصفا والمروة والتطوف بهما من معالم الدين الظاهرة - 00:03:16ضَ
التي شرعها الله عز وجل لعباده في الحج والعمرة ولهذا سيأتي انهما ركن من اركان الحج والعمرة قال فمن حج البيت او اعتمر الفاء هنا يحتمل ان تكون استئنافية ويحتمل ان تكون للتفريغ - 00:03:40ضَ
كيف يتفرع على ذلك من حج من شرطية وحج وحج فعل الشرط وجوابه فلا جناح وقوله فمن حج الحج في اللغة بمعنى القصد وقيل قصد امر معظم. ليس مجرد القصد وانما هو قصد امر معظم - 00:04:00ضَ
واما شرعا فهو التعبد لله عز وجل بقصد مكة لاداء نسك على صفة مخصوصة وقول فمن حج البيت هنا في البيت للعهد الذهني وهو البيت المعروف المعهود وهو الكعبة شرفها الله - 00:04:27ضَ
قال او اعتمر او هنا عاطفة بالتنويع اي سواء حج او اعتمر والعمرة في اللغة بمعنى الزيارة واما شرعا فهي زيارة البيت الحرام لاداء نسك مخصوص ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن ممن اراد الحج او العمرة - 00:04:49ضَ
قال فلا جناح عليه ان يطوف بهما. فلا جناح الجملة هنا جواب الشرط وقرنت بالفاء جواب الشرط من وقرنت بالفاء لان الجملة اسمية والقاعدة في هذا ان جواب الشرط اذا لم يصلح ان يكون جوابا فانه يقرن - 00:05:24ضَ
كما قال ابن مالك رحمه الله واقرن بثاء حتما جوابا لو جعل شرطا لئن او غيرها لم ينجعل وقر بي فاء يعني وجوبا واقرن بيفا حتما جوابا لو جعل شرطا لي ان او غيرها لم ينجعل - 00:05:50ضَ
وقد جمعت المواضع التي يجب ان يقرن فيها جواب الشرط في قول ناظم اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلا وبالتنفيس قال فلا جناح عليهما. فلا جناح ان يطوف بهما. ولا هنا في ولا جناح نافية للجنس - 00:06:09ضَ
جناح اسمها فلا جناح وخبرها المصدر المؤول في قوله ان يطوف بهما يعني في التطوف بهما وقول فلا جناح عليه ان يطوف حصرها اصل يطوف يتطوف لكن قلبت التاء ثم ادغمت في الطاء - 00:06:35ضَ
فهمتم؟ اصل يتطوف. اصل يتطوف اصلها يتطوف لكن ادغمت التاء قطة ثم ادغمت الطاء اضرمت التاء في طاء صارت ايش واحدة فصارت يطوف طيب فلا جناح عليه ان يطوف بهما - 00:07:07ضَ
يعني بين الصفا والمروة قال ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم من تطوع من هنا ايضا شرطية تطوعا فعل الشرط وجوابه فان الله شاكر عليم وقرنت وقل ان جواب الشرط بالفاء لان الجملة اسمية - 00:07:35ضَ
وقوله فلا جنى عليه ان يتطوع التطوع فعل الطاعة التطوع فعل الطاعة مطلقا سواء كانت واجبة ام مستحبة وسواء وسواء كانت فعلا للمأمور ام تركا للمحظور لانها في مقابل المعصية - 00:07:59ضَ
التطوع فعل الطاعة وكما ان العمل يكون طاعة فكما ان عمل الخير او العمل الصالح يكون طاعة فترك العمل المحرم ايضا يكون يكون طاعته ولكن غلب استعمال التطوع فيما ليس بواجب - 00:08:22ضَ
فيما ليس بواجب. اذا التطوع فعل الطاعة مطلقا لكن غلب استعماله في كل طاعة غير واجبة ومن هذا قول الله عز وجل الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم - 00:08:46ضَ
ومنه ايضا حديث الاعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فلما اخبره به اركان الاسلام من صلاة وزكاة وصيام قال هل علي غيرها قال لا الا ان تتطوع التطوع هنا - 00:09:07ضَ
المراد به ما ليس بواجب ويطلق التطوع يطلق التطوع على الانقياد والخضوع لحكم الله عز وجل الكوني كما في قول الله عز وجل ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها. قال - 00:09:28ضَ
اتينا طائعين يقول فمن ومن تطوع خيرا من تطوع خيرا خيرا فيها او في اعرابها ثلاثة اوجه الوجه الاول ان تكون منصوبة بنزع الخافض يعني تطوع بخير فمن تطوع خيرا اي تطوع بخير - 00:09:54ضَ
وهذا يرد في اللغة ومنه قول الشاعر تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي اذا حرام يقول تمرون الديار اي تمرون بالديار هذا وجه. الوجه الثاني ان تكون ومن تطوع خيرا منصوبة على انها صفة - 00:10:18ضَ
بمصدر محذوف والتقدير فمن تطوع تطوعا خيرا والوجه الثالث ان تكون مفعولا لاجله ومن تطوع خيرا اي من تطوع لاجل الخير وكلاها وكلها صحيحة ومعنى قوله ومن تطوع خيرا اي من فعل الطاعة - 00:10:42ضَ
مخلصا لله عز وجل من حج او عمرة او غيرها فهو خير له قال فان الله شاكر عليم شاكر اي انه سبحانه وتعالى يشكر ويثيب ويعطي العطاء الجزيل لمن عمل صالحا - 00:11:06ضَ
لمن تطوع وعمل صالحا فان الله شاكر عليم وهو سبحانه وتعالى يثيب على يثيب عباده على الاعمال بل يضاعفها. قال الله تعالى من ذا الذي يغرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة - 00:11:29ضَ
وقال تعالى ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الحسنات والسيئات ثم قال فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة - 00:11:49ضَ
ومن هم بسيئة ومن هم بها وعملها كتبها الله عنده عشر حسنات طيب ومن الله شاكر عليم عليم اي ذو علم واسع محيط قد احاط علمه سبحانه وتعالى بكل شيء جملة وتفصيلا - 00:12:10ضَ
كما قال الله تعالى وسع كل شيء علما وقال تعالى وان الله قد احاط بكل شيء علما والعلم كما تقدم ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما مطابقا لا يستفاد من هذه الاية الكريمة فوائد منها اولا - 00:12:33ضَ
ان الصفا والمروة من شعائر الله واعلام دينه الظاهرة بقوله من شعائر الله ومنها ايضا مشروعية الحج والعمرة لقول فمن حج البيت او اعتمر اما الحج فهو ركن من اركان - 00:12:58ضَ
الاسلام بالنص والاجماع واما العمرة ففيها خلاف بين العلماء على اقوال ثلاثة منهم من قال انها واجبة مطلقا ومنهم من قال انها سنة مطلقا ومنهم من قال انها واجبة لغير المكي - 00:13:25ضَ
في غير المكي وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال لان المقصود من العمرة الطواف لان اهم مقصود في العمرة هو الطواف وهذا متحقق لاهل مكة انهم اذا دخلوا المسجد - 00:13:45ضَ
طافوا به ولكن اظهروا الاقوال انها واجبة ان العمرة واجبة وقول الشيخ رحمه الله ان ان المقصود من العمرة الطواف قد يقال ان فيه نظرا لان العمرة لها ثلاثة اركان احرام - 00:14:02ضَ
وطواف وسعي فكما ان الطواف مقصود فالسعي ايضا مقصود وكل دليل يدل على وجوب الحج فهو دليل على وجوب العمرة نأخذه من عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم وان العمرة حج اصغر - 00:14:22ضَ
واذا كانت العمرة حجا اصغر اذا كل دليل يدل على وجوب الحج فهو دال على وجوب العمرة ولله على الناس حج البيت يشمل الحج الاكبر والاصغر. وقال لي على ابن امية اصنع في عمرتك ما انت صانع - 00:14:43ضَ
في حجك طيب ويستفاد من الاية الكريمة انه لا يشرع التطوع السعي بين الصفا والمروة استقلالا اي من غير نسك انه لا يشرع التطوع انه لا يشرع التطوع بالسعي من غير نسك - 00:15:02ضَ
في قوله فمن حج البيت او اعتمر من حج او اعتمر جعل او قيد التطوف بهما فيما اذا كان حاجا او معتمرا وعلى هذا فلو ان شخصا اراد ان يتطوع بالسعي. يعني طاف بالبيت سبعة اشواط وقال اطوف بالصفا والمروة سبعة اشواط - 00:15:24ضَ
الجهة اليسرى نقول لا يشرع تجد بعض الجهال في جهله يذهب اذا شهد المطاف زحام الصفا والمروة خفيف ويذهب يتطوع بين الصفا والمروة فهذا الفعل نقول ليس من الامور المشروعة - 00:15:48ضَ
اذا التطوع السعي بين الصفا والمروة لا يشرع الا في حج او عمرة ومنها ايضا مشروعية السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة بقول فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه بهما - 00:16:10ضَ
وهما على القول الراجح ركنان من اركان الحج والعمرة الحج له اربعة اركان احرام الاحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة اركان الحج اربعة الاحرام وهو نية الدخول في النسك والطواف والسعي وش بعد؟ والوقوف بعرفة. والعمرة - 00:16:33ضَ
لها ثلاثة اركان. الاحرام والطواف والسعي اذن السعي بين الصفا والمروة ركن. ولواء وقد دل على ذلك ايضا السنة في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب عليكم - 00:17:01ضَ
والسعي فاسعوا ومنها ايضا ان المشروع في السعي البداءة بالصفا قبل المروة في قوله ان الصفا والمروة فقدمه ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما اتى الصفا لما دنا من الصفا قرأ ان الصفا والمروة من شعائر الله ابدأ بما بدأ بما - 00:17:17ضَ
بدأ الله به وعلى هذا فلو بدأ بالمروة فان هذا الشوط لا يحتسب له لو بدأ بالمروة فان هذا الشوط لا يحتسب له فلو فرض ان شخصا ذهب الى المسعى - 00:17:41ضَ
ثم ذهب الى المروة وكبر ودعا ثم مضى الى الصفا وسعى سبعة اشواط ونقول بقي عليك كم؟ شوط فالشوط الذي ابتدأه لا يحتسب له ويبدأ بالصفا فيكون مبدأه بالصفا ومنتهاه - 00:17:58ضَ
المروة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ابدأ بما بدأ الله به. ومنها ايضا من فوائد هذه الاية الكريمة الترغيب في التطوع والازدياد من الخير سواء كان حجا ام عمرة ام صياما ام صلاة ام غيره - 00:18:23ضَ
الترغيب في التطوع والاستزادة من الخير والعمل الصالح في قوله ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم فينبغي للمؤمن ان يحرص على التزود من الخير من الطاعات واعلم ان من حكمة الله عز وجل - 00:18:45ضَ
ان شرع لكل عبادة من جنسها تطوع كل عبادة شرع الله عز وجل من جنسها تطوعا الا الاعتكاف. الاعتكاف لا يجب بئس الشرع لكن الطهارة منها واجب ومستحب الصلاة الصيام الصدقة الحج العمرة - 00:19:08ضَ
وانما شرع الله عز وجل التطوع بحكم منها اولا ان هذه التطوعات تكون سببا لرفعة لزيادة الحسنات لزيادة الحسنات قال الله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات فهي تزيد الحسنات وتكفر السيئات - 00:19:33ضَ
ومنها ايضا انها سبب في زيادة الايمان لان الايمان يزيد بالطاعة وينقص من معصية ومنها ايضا انها ترقع وتكمل ما يحصل في الفرض من الخلل ان هذه التطوعات تكمل ما يحصل في في الفرائض من الخلل - 00:19:58ضَ
ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما يحاسب عليه المرء هي الصلاة فان صلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب وخسر ثم يقول الله عز وجل انظروا هل لعبدي - 00:20:26ضَ
من تطوع وهكذا بقية الاعمال ومنها ايضا ان هذه التطوعات سبب لنيل محبة الله عز وجل كما قال الله تعالى في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي - 00:20:45ضَ
مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها - 00:21:04ضَ
ومنها ايضا ان هذه ان الانسان اذا حافظ على هذه التطوعات وحرص عليها ثم حيل بينه وبينها كتب الله له اجرها قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد - 00:21:21ضَ
او سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما ومنها ايضا ان هذه التطوعات سبب لزوال الشدة وانفراج الهم وزوال الكرب الانسان فاذا حصل للانسان هم او غم او كربة فرج الله تعالى - 00:21:39ضَ
هذه الامور بالتطوع فيعرفه الله تعالى ويخفف عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ومنها ايضا انها سبب لوقاية الانسان من الفتن - 00:22:07ضَ
الانسان من الفتن لان الاعمال الصالحة كثرتها سبب للوقاية من الفتن قال النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال فتنا بادروا بالاعمال فتنة ومنها ايضا من فوائد هذا هذه الاية الكريمة ان الخير - 00:22:29ضَ
كل الخير في طاعة الله والشر كل الشر في معصيته. لقوله ومن تطوع خيرا ومنها ايضا اثبات صفة الشكر لله عز وجل وانه سبحانه وتعالى يشكر من اطاعه ويثيبه اكثر من عمله - 00:22:49ضَ
بقول فان الله شاكر عليم ومنها ايضا اثبات صفة العلم لله عز وجل فان الله شاكر عليم ومن قوله ان الله شاكر عليم. بيان رحمة الله عز وجل بعباده وعن اي عمل يعمله العبد - 00:23:13ضَ
مما يقربه الى الله تعالى فلن يضيع ولن يضيع ولن ولن ينقص اجره لانه سبحانه وتعالى وصف نفسه بانه ايش؟ شاكر واذا كان شاكرا فكل عمل تعمله من قليل او كثير - 00:23:35ضَ
دقيق او جليل فان الله تعالى يثيبك عليه والله اعلم ها ما اتت الشاكر هذا بناء اذا قلنا انها اسم لكنه ليس هنا وصف ليس اسما - 00:23:57ضَ