رياض الصالحين للنووي

105 | كتاب الفضائل | من رياض الصالحين | فضيلة الشيخ أد. #سامي_الصقير| 17 جمادى الآخرة 1446هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب فضله - 00:00:00ضَ

قيام الليل وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على احدى عشرة ركعة يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. ثم يصلي ثلاثا. فقلت يا رسول الله - 00:00:20ضَ

اتنام قبل ان توتر فقال يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى عائشة رضي الله عنها انها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره - 00:00:40ضَ

على احدى عشرة ركعة وهذا الكلام من عائشة وقع جوابا بسؤال فانها سئلت عن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة - 00:01:00ضَ

ثم بينت ذلك فقال كان يصلي اربعا. وظاهره انه يسردها لكن عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى. يدل على انه يفصل بينهما بسلام. كان يصلي اربعا فلا تسأل عن - 00:01:20ضَ

قصدهن وطورهن وقولها رضي الله عنها فلا تسأل عن حسنهن وطولهن يحتمل ان المراد اني لا استطيع ان اصف حسنهن وطولهن. ويحتمل ان المراد انك ايها السائل لن تستطيع ان تفعل كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام - 00:01:40ضَ

من حسن صلاته وطولها. ويحتمل ان المعنى فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ان حسنهن وطولهن امر معلوم وقولها رضي الله عنها فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. الحسن يكون في الكيفية والصفة والطول يكون في الكمية - 00:02:00ضَ

فمثلا لو اطال الركوع لكن رفع رأسه فهذا حسن من حيث الكمية لكنه ليس حسنا من حيث الصفة والكيفية لانه منهي عن ذلك. وكذلك ايضا لو سجد واطال السجود لكن افترش - 00:02:23ضَ

فهذا حسن من حيث الكمية وليس حسنا من حيث الكيفية. وعلى هذا فقولها فلا تسأل عن حسنها اي انه يحسن الصلاة كمية وكيفية. قالت ثم يصلي اربعا اي انه يفصل بين الارض - 00:02:43ضَ

الاول والاربع الثانية بفاصل. ولهذا سميت صلاة التراويح تراويحا لانهم كانوا بين كل اربع. قالت ثم يصلي ثلاثا. وظاهرها وظاهره انه يصليها سردا. يعني لا يفصل بينها بسلام. فيصلي الاولى ثم الثانية ثم الثالثة. وهذه احدى الصفات كما سيأتي - 00:03:03ضَ

ثم قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله تنام قبل ان توتر. هذه الجملة تحتمل معنيين. المعنى الاول كيف تنام قبل ان توتر وربما طلع عليك الفجر قبل ان تدرك الوتر. والمعنى الثاني كيف تنام - 00:03:32ضَ

ثم تقوم وتوتر وانت قد انتقض وضوءك بالنوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عيني تنامين ولا ينام قلبي. يعني انه في الباطن صلى الله عليه وسلم لا ينام يشعر بنفسه ويحس بنفسه لو احدث - 00:03:52ضَ

اما ظاهرا الاحساس الظاهري فانه ينام وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم انه تنام عيناه ولا ينام قلبه ومعنى تنام عيناه ولا ينام قلبه انه باطن ان يدرك ويشعر بنفسه اما ظاهرا بمعنى انه لا يرى نورا ولا يحس بالناس فهذا في الظاهر. فدل هذا الحديث - 00:04:12ضَ

على مسائل منها اولا مشروعية قيام الليل. وان ذلك من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ومنها مشروعية قيام رمضان بقولها ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة. وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في قيام - 00:04:37ضَ

فقال من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قيام رمضان صلاة التراويح وظاهر الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على احدى عشرة ركعة. لكن في حديث عائشة وفي حديث ابن عباس - 00:04:57ضَ

انه احيانا كان يصلي ثلاث عشرة ركعة. فمن العلماء من قال انه كان يفعل هذا تارة وهذا ومنهم من قال انه كان لا يزيد على احدى عشرة ركعة لكن الركعتان الزائدتان اما ان يكون - 00:05:18ضَ

المراد بهما الركعتين اللتين يفتتح بهما قيام الليل او راتبة الفجر ومنها ايضا مشروعية اطالة قيام الليل. فان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطيل كان يصلي اربعا فلا تسأل الحسن - 00:05:38ضَ

وطولهن ثم يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. ومنها ايضا جواز او مشروعية الايتام الثلاث والايتار بالثلاث له صفتان الصفة الاولى ان يفصل بسلام. بمعنى ان يصلي ركعتين ثم - 00:05:57ضَ

سلم ثم يصلي ركعة. والصفة الثانية ان يسردها سردا. وهذا هو ظاهر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جاء صريحا في حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح - 00:06:17ضَ

والكافرون والصمد يسردهن سردا لا يجلس الا في اخرهم. فهذا صريح في انه صلى الله عليه وسلم كان يسرد الثلاث وهكذا ظاهر حديثه عائشة رضي الله عنها لكن يجوز الفصل كما تقدم. ومنها - 00:06:37ضَ

ايضا ان من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم انه تنام عيناه ولا ينام قلبه. وعلى هذا فلو احدث عليه الصلاة والسلام اثناء نومه فانه يشعر بنفسه. وهذا يدل على ان المدار على الاحسان - 00:06:57ضَ

وان الانسان ما دام متمكنا من نفسه يعني لو نام نوما يسيرا وكان متمكنا من نفسه بحيث ان لو خرج منه شيء لشعر به ولا احس به فان وضوءه لا ينتقض - 00:07:17ضَ

ويدل لذلك ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا ينتظرون العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى تخفق رؤوسهم ثم يقومون ويصلون ولا يتوضأون. وهذا يدل على ان النوم اليسير الذي لا يزول به الشعور - 00:07:35ضَ

والاحساس بحيث ان الانسان لو خرج منه شيء لا احس به فانه لا ينقض الوضوء. واما اذا زال الشعور والاحساس بحيث لا يدري اخرج منه شيء او لا فانه ينتقض وضوءه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم العين - 00:07:55ضَ

بكاء السهم فاذا نامت العينان استطلقا الوكاء. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:15ضَ