تفسير سورة البقرة

109- تفسير سورة البقرة - الآية ( 165) - فضيلة الشيخ أد #سامي_الصقير- 19 جمادى الأولى 1446هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحب والذين امنوا اشد حبا لله. ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا. وان الله شديد العذاب. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين - 00:00:01ضَ

بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم. وما هم بخارجين من النار. احسنتم. طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله - 00:00:31ضَ

وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد. يقول الله عز وجل ومن الناس من من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله قوله ومن الناس من هنا - 00:00:57ضَ

للتبعيظ اي بعض الناس او فريق من الناس وقوله من يتخذ من هنا الثانية اسم موصول يعني الذي يتخذ ومعنى يتخذ ان يجعل وقوله يتخذ جاءت لفظ الافراد ولم يقل ومن الناس من يتخذون - 00:01:17ضَ

مراعاة لمعنى من من يتخذ من دون الله اندادا. وقول من دون الله يعني مع الله او غير الله اندادا جمع ند وهو الشبيه والمثيل والنظير ومعنى الاية ان من الناس من يجعل مع الله عز وجل - 00:01:43ضَ

اشباها ونظراء وامثالا من الاصنام والمعبودات بحيث انهم يسوونهم مع الله عز وجل المحبة والعبادة والتعظيم كما قال الله عز وجل وجعلوا لله شركاء ولما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت - 00:02:07ضَ

قال اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده وفي حديث ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي الذنب اعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك - 00:02:36ضَ

فهو سبحانه وتعالى الذي اوجدك من العدم وامدك بالنعم وهيأ لك العقل والفهم يقول يحبونهم كحب الله. يحبونهم صفة لقوله اندادا ويصح ان تكون حال يعني حال كونهم يحبونهم اي يحبون تلك الانداد ويعظمونها كحب الله عز وجل - 00:02:51ضَ

وقل كحب الله الكاف هنا للتشبيه بمعنى مثل اي مثل حب الله عز وجل ثم قال والذين امنوا اشد اشد حبا لله هذه الجملة اعتراضية بين الجملة السابقة وبين قوله ولو يرى الذين ظلموا - 00:03:16ضَ

وقال والذين امنوا اشد اشد اسمه تفضيل يقتضي ان هناك مفظلا ومفضلا عليه المفظل هو حب الله عز وجل هو فالمفضل حب الذين امنوا لله والمفظل عليه فيه قولان سيأتي بيانهما. اذا اشد افعل التفضيل - 00:03:43ضَ

تقتضي ان او يقتضي ان هناك مفظلا ومفظلا عليه المفضل هو حب الذين امنوا لله حب الذين امنوا لله عز وجل واما المفضل عليه ففيه قولان القول الاول ان المعنى ان الذين امنوا اشد حبا ان الذين امنوا اشد حبا لله من محبة - 00:04:10ضَ

لالهتهم الذين امنوا اشد حبا لله من اصحاب الانداد لاندادهم هذا المعنى الاول بالنسبة للمفضل عليه والمعنى الثاني ان حب هؤلاء ان حب هؤلاء لله عز النعم. المعنى الثاني ان الذين امنوا ان الذين امنوا اشد اشد حبا لله - 00:04:42ضَ

من هؤلاء المشركين لله اذا المفضل عليه فيه قولان القول الاول والذين امنوا اشد حبا لله المعنى ان الذين امنوا اشد حبا لله من من هؤلاء في اصنامهم يعني الذين امنوا حبهم لله اشد من حب هؤلاء المشركين لاصنامهم - 00:05:11ضَ

والمعنى الثاني ان الذين امنوا اشد حبا لله من هؤلاء المشركين لله مؤمن ومشرك تقول حب المؤمن لله اعظم من حب هؤلاء لله عز وجل وذلك ووجه ذلك ان محبة المؤمنين خالصة - 00:05:40ضَ

ومحبة هؤلاء شركوا فيها وهذا المعنى الاخير اعني ان المعنى الذين امنوا اشد حبا لله من محبة اهل الانداد لله هو الذي اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم - 00:06:00ضَ

والمحبة تنقسم الى اقسام محبة متعلقة بالله ومحبة متعلقة بغير الله ومحبة الاشخاص بعضهم لبعض تأمل وهو المحبة المتعلقة بالله عز وجل فهي ثلاثة انواع النوع الاول محبة الله عز وجل وهي التي تستلزم الذل - 00:06:20ضَ

والخضوع والتعظيم والاجلال بحيث يقوم في قلبه من تعظيم الله تعالى ومن محبته ما يقتضي امتثال امره واجتناب ناهيه وهذه خاصة بالله عز وجل وصرفها لغير الله شرك اكبر والنوع الثاني من المحبة المتعلقة بالله محبة في الله ولله - 00:06:55ضَ

بان يكون سبب المحبة هو الله عز وجل كأن تحب شخصا لله لطاعته لله او ان تحب زمنا فيما جعل الله تعالى فيه من الفضل او مكانا لما جعل الله تعالى فيه من الفضل - 00:07:24ضَ

او شخصا كمحبة الانبياء والصالحين ونحو ذلك فهذا ايضا لا بأس به وهو جائز بل هو من الامور المشروعة لانك تحب ما ايش؟ ما يحبه الله عز وجل النوع الثالث - 00:07:41ضَ

محبة مع الله كمحبة المشركين لالهتهم فانهم يحبون الله لكن يحبون الهتهم اعظم من محبتهم لله وهذا ايضا من الشرك الاكبر بانهم اشركوا مع الله غيره اذا المحبة المتعلقة بالله عز وجل ثلاثة انواع - 00:08:01ضَ

انه الاول محبة الله الخالصة التي تستلزم الذل والخضوع والانقياد بحيث يقوم في قلبه من التعظيم والاجلال ما يجعله يمتثل اوامره ويجتنب نواهيه وهذه المحبة التي من لوازمها التعظيم والاجلال والانقياد - 00:08:26ضَ

خاصة بالله فصرفها لغيره النوع الثاني من المحبة المتعلقة بالله محبة في الله ولله وهذه ايضا جائزة سواء سواء كان اه نعم كمحبة الازمان والاماكن والاشخاص لان الله عز وجل جعل فيها صفة محبوبة - 00:08:49ضَ

فلا فلا حرج في ذلك. ولهذا قال النبي صلى الله ولهذا مثلا في قول النبي عليه الصلاة والسلام والله انك لاحب البقاع الى الله اذن المحبة في الله ولله هذه من الامور المشروعة. بل هي من اوثق عرى - 00:09:17ضَ

الايمان القسم الثالث محبة مع الله يعني يشرك مع الله تعالى غيره في المحبة هذا شرك اكبر القسم الثاني من اقسام المحبة المحبة المتعلقة بغير الله وهي ايضا انواع النوع الاول - 00:09:36ضَ

ان تكون المحبة محبة اجلال وتعظيم واحترام لا عبادة ان تكون المحبة محبة اجلال وتعظيم لا عبادة كمحبة الولد لوالده والتلميذ لمعلمه ونحو ذلك فهذه جائزة الثاني النوع الثاني محبة اشفاق ورحمة - 00:10:02ضَ

كمحبة الصبيان والصغار والضعفاء والمساكين هذه محبة لكن هذه المحبة ليست محبة تعظيم واجلال وانما هي محبة ماذا استشفاق ورأسه ورحمة الثالث النوع الثالث من المحبة المتعلقة بغير الله عز وجل محبة طبيعية - 00:10:34ضَ

محبة طبيعية كمحبة الطعام او نوع من والشراب والنكاح واللباس. فهذا مما تقتضيه الطبيعة والجبلة فلا حكم له اذا المحبة المتعلقة بغير الله ايضا ثلاثة انواع. محبة اجلال وتعظيم. لكن ليست لعبادة - 00:10:59ضَ

محبة الولد لوالده والتلميذ لمعلمه والرعية لامامهم ونحو ذلك الثاني محبة اشفاق الصبيان الله عز وجل القلوب على رحمتهم والاشفاق. ومحبتهم ايضا فهل هذي المحبة يعني فهل هذه المحبة تنافي التوحيد؟ لا - 00:11:23ضَ

محبة اشفاق ورحمة ومحبة اشفاق ورحمة واحسان كذلك ايضا محبة الفقراء والضعفاء والمساكين القسم الثالث او النوع الثالث بالاصح محبة طبيعية تقتضيها الطبيعة والجبلة كمحبة الطعام والشراب بعض الناس يحب هذا النوع من الطعام - 00:11:49ضَ

الاخر او يحب هذا النوع من الشراب دون الاخر. او يحب هذا النوع من اللباس دون الاخر فهذا ايضا لا حكم له لانه مما تقتضيه الطبيعة والجبلة القسم الثالث محبة الاشخاص يعني المحبة المتعلقة بالاشخاص - 00:12:14ضَ

وهي ايضا ثلاثة انواع النوع الاول المحبة الخالصة المحبة الخالصة بان يحبه لله وفي الله وهذي ايضا من الامور المشروعة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من من ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان - 00:12:38ضَ

ثم ذكر قال وان يحب المرء لا يحبه الا لله والنوع الثاني المحبة المشتركة وهي ان يحب الشخص لله ولمصلحة دنيوية وهذا نقص بالتوحيد بمعنى انه لم يحبه لله وانما احبه لغرض - 00:13:06ضَ

دنيوي وان كان يعني وين كان لا تقدح في التوحيد قدحا لكنها تقدح في اخلاصه في المحبة والقسم الثالث والنوع الثالث المحبة الدنيوية. يعني ان يحب الشخص لمصلحة دنيوية محضة - 00:13:32ضَ

هذه نقص بالتوحيد لان لان المشروع ان يحب الشخص لماذا لله عز وجل وهنا احبه لهوى في نفسه وهذه المحبة يعني المحبة الدنيوية ان يحبه لمصلحة دنيوية هي في الغالب التي توقع اصحابها في الكفر والفسوق والعصيان - 00:13:52ضَ

كما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الغالب المحبة التي توقع في الكفر والفسوق والعصيان هي المحبة الدنيوية المحضة ان يحب الشخص ها في اي شيء لمصلحة دنيوية فقط - 00:14:18ضَ

ثم قال عز وجل آآ نعم ثم قال سبحانه وتعالى والذين امنوا اشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا هنا عاطفة وقوله ولو يرى وفي قراءة ولو ترى ولو ترى - 00:14:37ضَ

سيكون الخطاب فيها للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل من يتأتى خطابه وهنا ولو يرى الرؤية هنا بصرية اي ولو تبصر ايها المخاطب الذين ظلموا وقولوا الذين ظلموا ولا مسبق لنا ان الظلم في اللغة بمعنى - 00:14:58ضَ

ايش النقص قال الله تعالى كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا واما شرعا فهو نقص كل ذي حق حقه واعظم الظلم والظلم ايضا نوعان ظلم يتعلق بالله عز وجل - 00:15:22ضَ

وظلم وظلم يتعلق بالعباد وان شئت فقل ظلم النفس وظلم الغير وظلم النفس اعظمه الشرك ان الشرك ظلم عظيم وظلم الغير يدور على امور ثلاثة بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام - 00:15:45ضَ

ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون البدل جملة اذ يرون هذه بدل وهي بدل اشتمال. اذ يرون نعم ولو يرى الذين ظلموا واذ يرون العذاب العقوبة ان القوة لله جميعا - 00:16:10ضَ

ان القوة لله وقولوا ان القوة لله اللام في قول لله للاختصاص اي ان القوة الكاملة يختص بها الله بها الله عز وجل وقولوا ان القوة سبق لنا ان القوة - 00:16:26ضَ

وصف يتمكن به من الفعل بلا ضعف وان القدرة وصف يتمكن به من الفعل بلا عجز الذي يقابل القوة الضعف والذي يقابل القدرة العجز اذا الفرق بين القوة والقدرة من وجهين. الوجه الاول - 00:16:48ضَ

ان القوة وصف يتمكن بها الفاعل من الفعل بلا ضعف واما القدرة فهي وصف يتمكن بها الفاعل من الفعل بلا عجز ثانيا ان القدرة ان القوة اعم لانه يوصف بها ذو الشعور وغير ذو الشعور - 00:17:16ضَ

واما القدرة فلا يوصف بها الا ما كان له شعور فتقول مثلا جدار قوي سيارة قوية وتقول انسان قوي ولكن لا تقل لا تقولوا جدار قادر ها وسيارة قادرة لانه ليس لها - 00:17:43ضَ

شعور لكن يصح ان تقول انسان قوي انسان قادر فما كان له شعور يوصف بالقدرة وما ليس له شعور يوصف بماذا القوة ولا يصاب بالقدرة. اذا نقول القوة القوة اعم - 00:18:09ضَ

لانه يوصف بها من كان له شعور ومن لم يكن له شعور بخلاف القدرة فلا يوصف بها الا ما كان له شعور نعم ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب - 00:18:32ضَ

وان الله شديد العذاب. يعني شديد العقوبة سبحانه وتعالى وانما يكون شديد العقوبة في من عصاه ولهذا قال الله عز وجل فيومئذ لا يعذب لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد - 00:18:48ضَ

ان شاء الله تعالى الكلام على اه فوائدها بعد العجلة بعد التبرع للبنت الله اكبر - 00:19:09ضَ