آيات وتفسير - سورة النساء - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد رحمه الله
(11) تفسير الآيات 166 إلى - 169 | الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
Transcription
اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه - 00:00:00ضَ
والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ان الذين كفوا وصدوا عن سبيل الله قروا ضلالا بعيدا ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا - 00:00:33ضَ
وكان ذلك على الله يسيرا الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد بعد التنديد باليهود وسياق صور من جرائمهم مع انبياء الله ورسله والثناء على المؤمنين من اهل الكتاب الذين سارعوا الى تصديق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:13ضَ
واستقاموا على شرائع الاسلام وبيان ما اعد الله لهم من الاجر العظيم والثواب الجليل وبعد اعلان ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بدعا من الرسل وان صفة الوحي الذي وان صفة الوحي الذي انزل عليه صلى الله عليه وسلم - 00:01:43ضَ
كصيفة الوحي الذي انزله الله على نوح وسائر النبيين وخص بالذكر منهم من يعلن اهل الكتاب انهم يؤمنون بهم من النبيين نبه تبارك وتعالى هنا الى ان محمدا صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة الى شهادة اليهود له بانه رسول الله - 00:02:09ضَ
نبه تبارك وتعالى هنا الى ان محمدا صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة الى شهادة اليهود له بانه رسول الله بل تكفيه شهادة الله له وشهادة الملائكة المكرمين وكفى بالله شهيدا. وفي هذا مواساة كافية شافية لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:35ضَ
مما يلقاه من تعنت اليهود وسفاهتهم وسؤالهم كتابا ينزل عليهم من السماء موجها لاشخاصهم ليعترفوا ويشهدوا بان محمدا رسول صلى الله عليه وسلم وفي قوله تبارك وتعالى انزله بعلمه اي انزل عليك القرآن العظيم - 00:03:04ضَ
الذي يعلم السر في السماوات والارض ويعلم من يستحق ان ينال هذا الشرف العظيم ومن هو اهل ان ينزل عليه الكتاب من السماء والله وحده هو الذي يعلم حيث يجعل رسالته كما قال عز وجل. واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى - 00:03:28ضَ
مثل ما اوتي رسول الله الله اعلم حيث يجعل رسالته. وكما قال عز وجل ام يقولون افترى قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله. وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين - 00:03:50ضَ
فان لم يستجيبوا لكم اعلموا ان ما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو فهل انتم مسلمون ولا شك ان قوله تبارك وتعالى انزله بعلمه يتضمن الثناء العظيم على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:10ضَ
وانه خيرة الله من خلقه. وصفيه من عباده المتأهل لان ينزل الله عليه هذا الكتاب العظيم والذكر الحكيم كما يتضمن ان القرآن فيه علم الله الذي اراد ان يطلع العباد عليه من البينات - 00:04:32ضَ
والهدى والفرقان وما يحبه الله ويرضاه وما يكرهه ويبغضه وما فيه من العلم بالغيوب من الماضي والحاضر والمستقبل وما فيه من ذكر صفاته العلى واسمائه الحسنى التي لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل. الا ان يعلمه الله عز وجل بها - 00:04:52ضَ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسير قوله عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة اولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم - 00:05:17ضَ
ان الدين عند الله الاسلام فصل وكذلك قوله لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا فان شهادته بما انزل اليه هي شهادته بان الله انزله منه - 00:05:35ضَ
وانه انزله بعلمه فما فيه من الخبر هو خبر عن علم الله. ليس خبرا عن من دونه. وهذا كقوله فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا انما انزل بعلم الله وليس معنى مجرد كونه انزله انه معلوم له - 00:05:57ضَ
انه هو معلوم له فان جميع الاشياء معلومة له. وليس في ذلك ما يدل على انها حق لكن المعنى انزله فيه علمه كما يقال فلان يتكلم بعلم ويقول بعلم فهو سبحانه انزله بعلمه. كما قال قل انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض - 00:06:17ضَ
ولم يقل تكلم به بعلمه لان ذلك لا يتضمن نزوله الى الارض. فاذا قال انزله بعلمه تضمن ان القرآن المنزل الى الارض فيه علم الله كما قال فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم - 00:06:40ضَ
وذلك يتضمن انه كلام الله نفسه منه نزل ولم ينزل من عند غيره. لان غير الله لا يعلم ما في نفس الله من العلم ونفس هي ذاته المقدسة الا ان يعلمه الله بذلك. كما قال المسيح عليه السلام تعلم ما في نفسي؟ ولا اعلم ما في - 00:06:57ضَ
انك انت علام الغيوب. وقالت الملائكة لا علم لنا الا ما علمتنا. وقال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقال فلا يظهر على غيبه احدا. الا من ارتضى من رسول فغيبه الذي اختص به - 00:07:17ضَ
لا يظهر عليه احدا الا من ارتضى من رسول. والملائكة لا يعلمون غيب الرب الذي اختص به. واما ما اظهره لعباده فان يعلمه من شاء وما تتحدث به الملائكة فقد تسترق الشياطين بعضه لكن هذا ليس من غيبه وعلم نفسه الذي - 00:07:37ضَ
بل هذا قد اظهر عليه من شاء من خلقه. وهو سبحانه قال لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه. فشهد انه انزله بعلمه بالايات والبراهين التي تدل على انه كلامه. وان الرسول صادق - 00:07:57ضَ
وكذلك قال في هود فاتوا بعشر سور مثله مفتريات. وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين. لما تحداهم بالاتيان بمثله في قوله فليأتوا بحديث مثله. ثم تحداهم ان يأتوا بعشر سور مثله. فعجزوا عن عن ذا وذاك - 00:08:17ضَ
فعجزوا عن ذا وذاك. ثم تحداهم ان يأتوا بصورة مثله فعجزوا فان الخلائق لا يمكنهم ان يأتوا بمثل ولا بسورة مثله. واذا كان الخلق كلهم عاجزين عن الاتيان بصورة مثله ومحمد منهم علم ان - 00:08:37ضَ
انه منزل من الله نزله بعلمه. لم ينزله بعلم مخلوق فما فيه من الخبر فهو خبر عن علم الله. وقوله قل له الذي يعلم السر في السماوات والارض. لان فيه من الاسرار التي لا يعلمها الا الله. ما يدل على ان الله انزل - 00:08:57ضَ
ذكره ذلك يستدل به تارة على انه حق منزل من الله لكن تضمن من الاخبار عن اسرار السماوات والارض الدنيا والاولين والاخرين وسر الغيب ما لا يعلمه الا الله. فمن هنا يستدل بصدق اخباره انه من الله - 00:09:17ضَ
فمن هنا نستدل بصدق اخباره انه من الله. واذا ثبت انه انزله بعلمه بعلمه تعالى استد بذلك على ان خبره حق واذا كان خبرا بعلم الله فما فيه من الخبر يستدل به عن الانبياء واممهم وتارة عن يوم القيامة وما فيها - 00:09:37ضَ
الخبر الذي يستدل به لابد ان نعلم صحته والخبر الذي يستدل به لابد ان نعلم صحته من غير جهته وذلك كاخباره بالمستقبلات فوقعت كما اخبر وكاخباره بالامم الماضية بما يوافق ما عند اهل الكتاب من غير تعلم منهم - 00:10:00ضَ
واخباره بامور هي سر عند اصحابها كما قال واذا سر النبي الى بعض ازواجه حديثا الى قوله نبأني يا العليم الخبير. فقوله انزله الذي يعلم السر في السماوات والارض. استدلال باخباره. ولهذا ذكره تكذيبا - 00:10:21ضَ
من قال هو افك افترى واعانه عليه قوم اخرون. وقوله انزله استدلال على انه حق وان الخبر الذي فيه عن الله حق ولهذا ذكر ذلك بعد ثبوت التحدي وظهور عجز الخلق عن الاتيان بمثله. انتهى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:10:41ضَ
وقوله تبارك وتعالى ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا. زيادة تقرير وتأكيد لسلوك اليهود الشنيع حيث يكفرون بالله ويصدون غيرهم عن سبيل الله. ووسمهم بانهم قد جاروا عن قصد الطريق جورا شديدا - 00:11:04ضَ
لا يلتفتون الى داعي الهدى ولا يستجيبون للنداء الحق قال ابن جرير رحمه الله القول في تأويل قوله ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا قال ابو جعفر - 00:11:28ضَ
يعني بذلك جل ثناؤه ان الذين جحدوا يا محمد نبوتك بعد علمهم بها من اهل الكتاب الذين اقتصت عليك وانكروا ان يكون الله جل ثناؤه اوحى اليك كتابا. وصدوا عن سبيل الله. يعني عن الدين الذي بعثك الله به - 00:11:44ضَ
الى خلقه وهو الاسلام. وكان صدهم عنه قيلهم للناس الذين يسألونهم عن محمد من اهل الشرك ما صفة محمد في كتابنا وادعائهم انهم انهم عهد اليهم ان النبوة لا تكون الا في ولد هارون ومن ذرية داوود - 00:12:04ضَ
وما اشبه ذلك من الامور التي كانوا يثبطون الناس بها عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتصديق به وبما جاء من عند وقوله قد ضلوا ضلالا بعيدا. يعني قد جاروا عن قصد الطريق جورا شديدا وزالوا عن المحجة. وانما يعني جل - 00:12:24ضَ
ثناؤه بجورهم عن المحجة وضلالهم عنها اخطائهم دين الله الذي ارتضاه لعباده وابتعث به يقول من جحد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وصد عما بعث به من الملة من قبل منه فقد ضل - 00:12:44ضَ
فذهب عن الدين الذي هو دين الله. الذي ابتعث به انبيائه ضلالا بعيدا. انتهى كلام ابن جرير رحمه الله. وقوله تبارك تعالى ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا وكان ذلك - 00:13:04ضَ
على الله يسيرا هو اخبار منه عز وجل عن حكمه في الكافرين باياته وكتابه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الظالمين لانفسهم بجحودهم دين الله وبصدهم عن سبيل الله وقد اجرموا - 00:13:24ضَ
في حق انفسهم وقد اجرموا في حق انفسهم حيث سلكوا بها طريق الضلال. واجرموا في حق عباد الله حيث ردوهم عن دين الله حسدا للعرب. وبغيا على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وقد علم الله عز وجل - 00:13:44ضَ
ان هؤلاء مستمرون على كفرهم وظلمهم الى ان يموتوا. علم الله عز وجل ان هؤلاء مستمرون على كفرهم وظلمهم الى ان يموتوا فقضى الله تبارك وتعالى لذلك فقضى الله تبارك وتعالى لذلك بانه - 00:14:04ضَ
لم يكن ليعفو عنهم. بل لا بد من عقوبتهم بلا جهنم. وفضحهم على رؤوس الخلائق يوم القيامة. وان الله تبارك وتعالى يخذلهم فلا يوفقهم ولا يسددهم ولا يعينهم ولا يؤيدهم بل يكلهم الى انفسهم فلا - 00:14:24ضَ
الا الطريق الذي يوصلهم الى نار جهنم حيث يكبهم فيها ابدا. لا يتحولون منها ولا يموتون في بل كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب وذلك سهل على الله - 00:14:44ضَ
اه يسير والى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد - 00:15:04ضَ