اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا - 00:00:00ضَ

ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا ان ذلك بان منهم قسيسين ورهبان وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق - 00:00:31ضَ

يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخل لنا ربنا مع القوم الصالحين فاثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار - 00:01:15ضَ

خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد بعد ان وبخ الله تبارك وتعالى من اتخذ معبودا غير الله الحي القيوم - 00:01:51ضَ

وانكر على من فعل ذلك اشد الانكار واشار الى ان من عبد غير الله فقد عبد من لا يملك لعابيه ضرا ولا نفعا واعرض عن عبادة النافع الضار الحي القيوم السميع العليم - 00:02:26ضَ

واعلن عز وجل ان سبب ضلال الكثير من الناس هو الغلو في الدين واتباع اهواء الضالين شرع هنا في تأكيد ما انطوت عليه نفوس اليهود والمشركين والنصارى نحو المسلمين شرع هنا في تأكيد من طوت عليه نفوس اليهود والمشركين والنصارى نحو المسلمين. وان اشد الناس على الاطلاق - 00:02:41ضَ

اطلاق عداوة للمؤمنين هم اليهود وان الوثنيين الذين لم يتبعوا كتابا ولم ينقادوا لرسول من رسل الله. صلى الله عليه وسلم. يشاركون اليهود في نفس هذه الدار من العداوة للذين امنوا ان العداوة للذين امنوا وان النصارى هم اقرب الطوائف الثلاث لينا - 00:03:09ضَ

وان النصارى هم اقرب الطوائف الثلاث لينا واملا في قبول الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه واقل تعنتا. والمقصود من ذلك رسم الطريق للدعاء. والمقصود من ذلك رسم الطريق للدعاة الى الله عز وجل - 00:03:32ضَ

بتعريفهم بنفوس المدعوين. حتى يكونوا على بصيرة فيما يستقبلونه في دعوة هؤلاء الطوائف. ولا شك ان معرفة الداعية بنفوس المدعوين ذو اثر ذو اثر كبير. ولا شك ان معرفة الداعية بنفوس المدعوين ذو اثر كبير في اسباب نجاح الدعاة في دعوتهم الى الله عز وجل. وفي ذلك يقول - 00:03:52ضَ

تبارك وتعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى اي ان قصدت ان تعرف من اشد الناس عداوة للمؤمنين. وتتبعت احوال الطوائف طرا واحط بما - 00:04:19ضَ

خبرا واجتهدت في تعرف احوالهم الظاهرة والباطنة. وسعيت في تطلب ما عندهم من الامور البارزة والكامنة لتجدن اشد الناس عداوة للمؤمنين اليهود والذين اشركوا ولتجدن النصارى اقرب من اليهود والمشركين قبولا للحق - 00:04:44ضَ

ولا شك ان الذين استجابوا للاسلام من النصارى لا شك ان الذين استجابوا للاسلام من النصارى كانوا اكثر من اليهود والمشركين بكثير. وليس هذا مدحا للذين قالوا انا نصارى من حيث كونهم - 00:05:05ضَ

النصارى وهم يقولون ان الله هو المسيح ابن مريم. وما داموا يقولون ان الله ثالث ثلاثة. والمعلوم ان المدح في الجملة يقتضي كون كل واحد من افراد هذه الجملة ممدوحا - 00:05:19ضَ

والمعلوم ان المدح في الجملة لا يقتضي كون كل واحد من افراد هذه الجملة ممدوحا بل انما ينصرف المدح لمن يستحقها ومنهم وقد اشار الله تبارك وتعالى الى ذلك. حيث يقول في بيان سبب كون النصارى اقرب مودة للذين امنوا - 00:05:34ضَ

ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين. وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق - 00:05:53ضَ

ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين. وقوله عز وجل ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا ليس ثناء على كل قسيس او راهب. وليس مدحا لهذين الوصفين انما الثناء على من كان قسيسا او راهبا ثم عرف ان دين محمد صلى الله عليه وسلم هو الدين الحق - 00:06:11ضَ

وانه دين الاسلام وان من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. فسارع الى الدخول في الاسلام. واستمسك بشرائعه ولذلك لا يوصف احد لا يوصف احد من هؤلاء بعد الدخول في الاسلام بانه قسيس او راهب. كما لا يوصف اليهودي - 00:06:37ضَ

او النصراني اذا دخل في الاسلام بانه يهودي او نصراني. والقسيس والقسوة القسيس. والقس والقس والقس هو رئيس النصارى في العلم والدين. واصله في اللغة تتبع الشيء وطلبه. قال رؤبة ابن العجاج يصف نساء عفيفات - 00:06:57ضَ

لا يتتبعن النمائم. يصبحن عن قص الاذى غوافلا. ويقال تقصست اصواتهم بالليل اي تسمعتها. والرهبان عراة وهو من كان من النصارى يتعبد في الصوامع ولا يخالط الناس من الرهبانية والتراهم وهو التعبد في الصوامع مع - 00:07:17ضَ

هل النساء وقد ابتدع النصارى الترهب وشددوا على انفسهم فيه. كما قال عز وجل ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها لابتغاء رضوان الله. فما رعوها حق رعايتها. وقوله تعالى الا ابتغاء رضوان الله استثناء منقطع. اي لم نفرضها - 00:07:37ضَ

لكنهم ابتدعوها من قبل انفسهم. اجتهادا منهم في طلب مرضات الله. فصاروا كمن اجهد نفسه في السير وانبت فلا ارض انقطع ولا ظهرا ابقى. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه - 00:07:57ضَ

كل ما ينهى عن التشدد والتنطع في الدين. ويأمر بالرفق وبالتيسير. وقد ثبت ان النجاشي ثبت. ان النجاشي لما سمع القرآن من جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه بكى وفاضت عينه من الدمع. حتى اخضرت لحيته وبكت اساقفته حتى - 00:08:17ضَ

مصاحفهم فقد قال ابن اسحاق في السيرة النبوية حدثني محمد بن مسلم الزهري عن ابي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن ام سلمة بنت ابي امية ابن المغيرة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت - 00:08:37ضَ

لما نزلنا ارض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي امننا على ديننا وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه. فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا بينهم ان يبعثوا الى النجاشي فينا رجلين - 00:08:56ضَ

جلدين وان يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من اعجب ما يأتيه منها الادم. فجمعوا له ادما كثيرا. ولم يتركوا من بطارقته بطريقا الا اهدوا له هدية - 00:09:12ضَ

ثم بعثوا بذلك عبدالله بن ابي ربيعة. وعمرو بن العاص وامروهما بامرهم. وقالوا لهما ادفعا الى كل بطريق هدية قبل ان تكلم النجاشي فيه. ثم قدما الى النجاشي هداياه. ثم قدمها الى النجاشي هداياه. ثم سلاه ان يسلمه - 00:09:28ضَ

اليكما قبل ان يكلمهما قالت فخرجا حتى قدما على النجاشي. خرجا حتى قدم على النجاشي ونحن عنده بخير دار عند خير جار. فلم يبقى من بطارقته بطريق الا دفع اليه هديته قبل ان يكلم النجاشي. وقال لكل بطريق منهم انه قد ضوى الى بلد الملك - 00:09:48ضَ

منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاؤوا بدين مبتدع وجاؤوا بدين مبتدع لا نحن ولا انتم وقد بعثنا الى الملك فيهم اشراف قومهم ليردهم اليهم. فاذا كلمنا الملك فيهم فاشيروا - 00:10:10ضَ

بان يسلمهم الينا ولا يكلمهم. فان قومهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم. فقالوا لهما نعم. ثم انهما قدما هدايا الى النجاشي فقبلها منهما. ثم كلماه فقال له ايها الملك - 00:10:30ضَ

انه قد ضوى الى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا انت. وقد بعثنا اليك فيهم اشراف قومهم من ابائهم واعمامهم وعشائرهم لتردهم اليهم فهم اعلى بهم عينا - 00:10:46ضَ

واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت ولم يكن شيء ابغض الى عبد الله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص من ان يسمع كلام النجاشي قال وقالت بطارقته حوله صدق ايها الملك - 00:11:06ضَ

قومهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليه. فاسلمهم اليهم فليردهم الى بلادهم وقومهم. قالت فغضب النجاشي ثم قال لا الله! اذا لا اسلمهم اليهما ولا يكاد قوم جاوروني. ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي - 00:11:22ضَ

حتى ادعوهم فاسألهم عما يقول هذان في امرهم. فان كان فان كانوا كما يقولان اسلمتهم اليهما. ورددتهم الى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما واحسنت جوارهم ما جاوروني. قال ثم ارسل الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه - 00:11:42ضَ

وسلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا. ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل اذا جئتموه؟ قالوا نقول والله ما علمنا. وما به نبينا صلى الله عليه وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن. فلما جاءوا وقد دعا النجاشي اساقفته فنشروا مصاحفهم حوله - 00:12:02ضَ

سألهم فقال لهم ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في دين ولا في دين احد من هذه الملل. قالت فكان الذي كلمه جعفر بن ابي طالب فقال له ايها الملك - 00:12:24ضَ

كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الارحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه. فدعانا الى الله لنوحده ونعبده. ونخلع ما كنا نعبد نحن واباؤنا من الحجارة والاوثان - 00:12:39ضَ

امرنا بصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار. والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم وقذف المحصنات. وامرنا ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا - 00:13:09ضَ

وامرنا ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وامرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قالت فعدد عليه امور وصدقناه وامنا به واتبعناه على ما جاء به من الله فعبد فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا - 00:13:27ضَ

وحرمنا ما حرم علينا واحللنا ما احل لنا. فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا الى عبادة الاوثان من عبادة الله تعالى. وان نستحل من الخبائث. فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا - 00:13:48ضَ

وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا الى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا الا نظلم اعندك ايها الملك؟ قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت فقال له جعفر نعم. فقال له - 00:14:08ضَ

فاقرأه علي قالت فقرأ عليه صدرا من عين صاد قالت فبكى والله النجاشي حتى اخضرت لحيته. وبكت اساقفته حتى اخضلوا مصاحفه. حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فلا والله لا اسلمهم اليكما ولا - 00:14:28ضَ

لا يكادون الى اخر الحديث. وبكاء النجاشي واساقفته لما سمعوا ما انزل الى الرسول صلى الله عليه وسلم مما تفسر؟ مما تفسر به هذه الاية؟ وبكاء النجاشي واساقفته. لما سمعوا ما انزل الى الرسول صلى الله عليه وسلم مما تفسر به - 00:14:56ضَ

هذه الايات وان كانت هذه الايات مدنية وقصة النجاشي واساقفتي كانت قبل الهجرة. اذ لا مانع يمنع من صدقها عليهم ووصفها لحالهم وحال امثالهم ممن اشار الله عز وجل اليهم في كتابه الكريم حيث يقول ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى - 00:15:16ضَ

عليهم يخرون للاذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للاذقان يا ويزيدهم خشوعا. ومعنى قوله تبارك وتعالى وما لنا لا نؤمن بالله وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق - 00:15:36ضَ

ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين. اي واي شيء يحول بيننا وبين الاقرار بوحدانية الله؟ وبما انزل وبما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن. ونرجو ان يحشرنا ربنا يوم القيامة مع الصالحين. ويلحق - 00:15:56ضَ

ويلحق منازلنا بمنازلهم في الفردوس الاعلى. ومعنى فاثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها وذلك فجزاء المحسنين والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم. كيف جزاهم الله باحسانهم في اقوالهم وافعالهم - 00:16:16ضَ

تجري من تحتها الانهار. لا يخرجون منها ولا يتحولون عنها. لان هذا هو جزاء المحسنين. اما من بالله وكذبوا باياته فهم اصحاب النار المخلدون فيها الملازمون لها جزاء كفرهم وتكذيبهم وما ربك بظلام للعبيد. والى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى والسلام - 00:16:36ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد - 00:17:06ضَ