بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في اخر سورة العنكبوت - 00:00:02
لئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فانى يؤفكون الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم. ولئن سألتهم من نزل من - 00:00:22
سماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعقلون هذه الايات بعد قوله جل وعلا وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم - 00:00:38
كنا قد تكلمنا على تلك الاية لكن قوله جل وعلا واياكم لم نشر اليها وان كانت واظحة فالله سبحانه وتعالى يخبر انه كم من دابة بل ليس هناك من دابة - 00:00:58
الا وهي لا تستطيع حمل رزقها بنفسها فلا تحمل رزقها وطعامها وشرابها معها حتى اذا جاعت تأكل منه لانها لا قدرة لها بذلك فمن الذي يرزقها؟ والله سبحانه وتعالى. بل ويرزقكم انتم - 00:01:14
يرزقكم انتم فهو يرزق هذه الدواب التي لا تحمل رزقها فمتى ما احتاجت الطعام وجدته ولو كانت في الصحراء البعيدة من الحياة من حياة الناس فتجد رزقها فالله هو الرزاق ذو القوة المتين. ويرزقكم ايضا انتم ايها الناس - 00:01:34
فهذا الرزق الذي تجدونه ليس بقوتكم وانما من الله بفضل الله جل وعلا سخر لكم هذه الارزاق وهيأ اسبابها والا فكم من الناس يكونون اقوى منكم اجسادا مثلا اقصد مثلا نحن في هذه البلاد كم من اناس اكثر منا عملا وحركة - 00:01:59
وسعيا ولكن لا يجدون من الرزق ما نجده نحن. فهذا من فضل الله وهو من رزق الله ومن تسخير الله فهو الرزاق ذو القوة المتين ولو شاء جل وعلا ان لا نجد شيئا نأكله لفعل فهو على كل شيء قدير. ولكنه جل وعلا - 00:02:25
وعدنا وتكفل لنا برزقنا فرزق ابن ادم يطلبه اشد طلبا له من الاجل رزقك يطلبك كما يطلبك اجلك فانت لن تفر من الاجل لابد ان يدركك. فرزقك كذلك يطلبك ولابد ان يدركك - 00:02:47
ثم قال جل وعلا ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ولان سألتهم الخطاب هنا مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد بهم كفار قريش ولئن سألت يا نبينا كفار قريش - 00:03:07
من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله لان هذا توحيد الربوبية هذه افعال الله الخلق خلق السماوات وخلق الارض وتسخير الشمس والقمر لمصالح العباد هذا فعل الله فهذا هو توحيد الربوبية - 00:03:22
كثيرا ما يأتي في القرآن ذكر توحيد الربوبية او تقريرهم بتوحيد الربوبية الذي يقرون به ليقرر ليقررهم بوجوب افراده جل وعلا بالعبادة. فما دمتم تقرون بربوبيته وانه الفاعل لذلك وجب ان تقروا بالوهيته وعبادته - 00:03:45
ذكر هذا نحو هذا ابن كثير رحمه الله قال وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الالهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك - 00:04:13
يعني الحديث الذي رواه مسلم من حديث ابن عباس قال كان المشركون يقولون لبيك لا شريك لك قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكفي يكفي خلاص قولوا لبيك لا شريك لك - 00:04:39
تكفي هذه التلبية ثم يقولون الا شريكا هو لك تملكه وما ملك يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت اذا هم يقرون بتوحيد الربوبية فلاحظ قال ولئن سألتهم من خلقهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر لا يقولن الله - 00:04:54
فانا يؤفكون كيف يصرفون عن الحق؟ ما دام يعلمون ويقرون بان الذي خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر هو الله هو الاله هو وهو القادر على كل شيء فكيف يصرفون عن افراده بالعبادة - 00:05:19
وعبادته وحده لا شريك له. كيف يجعلون له شريكا وهم يعلمون انه هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت وحده لا شريك له. فكذلك هو المعبود وحده لا شريك له يقول الطبري ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين بالله - 00:05:36
من خلق السماوات والارض فسواهن وسخر الشمس والقمر لعباده يجريان دائبين بمصالح خلق الله ليقولن الذي خلق ذلك وفعله الله طيب ادردوه بالعبادة وسخر الشمس والتسخير يأتي بمعنى التدليل الله دلل الشمس والقمر - 00:05:56
وجعلهما تجريان لمصالح العباد فتطلع الشمس وينتفع العباد بها مسخرة مدللة لذلك دائما وابدا وكذلك القمر سخره يخرج اول الشهر ضعيفا ثم لا يزال يكبر حتى يكون بدرا ثم يضعف - 00:06:22
من الذي سخر ذلك؟ هو الله فانى تؤفكون فانى تؤفقون يعني فان كما قال الطبري قال فان آآ الاية يقول فانى يؤفكون قال الطبري يؤفكون اي فانى يصرفون عن صنع ذلك - 00:06:46
فيعدلون عن اخلاص العبادة له عنا يصرفون عن عن صنع ذلك يعني من خلق السماوات صنعها؟ خلقها واوجدها وسخر الشمس والقمر فيعدلون عن اخلاص العبادة لله جل وعلا ويقول ابن كثير يقول تعالى مقررا انه لا اله الا هو لان المشركين الذين يعبدون معه غيرهم معترفون انهم - 00:07:10
مستقل بخلق السماوات والارض والشمس والقمر وتسخير الليل والنهار وانه الخالق الرازق لعباده ومقدر اجالهم اختلافها واختلاف ارزاقهم ففاوت بينهم فمنهم الغني والفقير وهو العليم بما يصلح كلا منهم ومن يستحق الغناء - 00:07:36
ممن يستحق الفقر فذكر انهم مستبد بخلق الاشياء المتفرد بتدبيرها فاذا كان الامر كذلك فلما يعبد غيره ولم يتوكل على غيره؟ فكما انه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته. وكثيرا - 00:07:58
ما يقرر تعالى مقام الالوهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية اذا الله جل وعلا يقررهم لانهم يقرون بهذا. فيقررهم بما يقرون به يقررهم بما ينكرونه وهو توحيد الالوهية. ثم قال الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده. وهو الذي - 00:08:18
يبسط الرزق ويوسع على بعض عباده فيجعله غنيا كثير المال ويقدر ومعنى يقدر يعني يضيق قال الطبري ويضيق فيقتر لمن يشاء منهم. فالله هو الذي يوسع الرزق على على بعض العباد جل وعلا - 00:08:42
لحكمة يعلمها لان من عباد الله من لا يصلح له الا الغنى يقدر ان يضيق ويقتل على بعض العباد فيجعل رزقهم قليلا وذلك ايضا لحكمة عظيمة فان من عباد الله من لا يصلحه الا الفقر - 00:09:01
كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ان الله بكل شيء عليم جل وعلا ان الله بكل شيء عليم قد احاط بكل شيء علما. فهو العليم جل وعلا في خلقه وتقديره وفي رزقه لعباده وفي جعل - 00:09:18
وفي بسط الرزق على بعضهم والتقصير على بعضهم كل ذلك بناء على علمه جل وعلى المحيط بكل شيء. وقال هنا ان الله بكل شيء عليم. وكل من الفاظ العموم لكن هذا التعبير هو الذي يجب على الانسان اذا اراد ان يعبر عن شمول علم الله جل وعلا لكل شيء. يقول والله بكل شيء عليم - 00:09:35
ولا يقول كما يقول بعضهم وستجده في بعض التفاسير والله عليم بكل معلوم. او والله بكل معلوم عليم. لا الله عليم بكل شيء. اطلق كما اطلق القرآن ثم قال جل وعلا ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها. لان سألت هؤلاء الكفار من الذي ينزل المطر - 00:10:00
من السماء من الذي ينزل الماء من السماء؟ وذلك بالمطر ثم يحيي به الارض فاحيا به الارض بعد من بعد موتها فهي نعم عظيمة اولا انزال الماء من اي جهة من السماء - 00:10:26
ليشمل الارض كلها ويعم الارض كلها ونعمة اخرى انه يوحي به الارض من بعد موتها. فاذا نزل هذا الماء على الارض اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج. وتكون قبل ذلك قاحلة صحراء - 00:10:46
مغبرة فينزل عليها الماء ثم تنبت النبات وتصبح مخضرة قال ليقولن الله الذي يفعل ذلك الذي ينزل الماء من السماء ويحيي به الارض بعد موتها هو الله يعترفون قال جل وعلا قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعقلون - 00:11:05
قل الحمد لله على جميع نعمه جل وعلا والحمد لله على ان اعترفوا وقامت عليهم الحجة من انفسهم يقرون بهذا بل اكثرهم لا يعقلون لا يفهمون عن الله مراده فكان الواجب عليهم - 00:11:31
ان على عقولهم ان تعقل هذا الامر وتفهمه المنفرد جل وعلا بالخلق وبانزال المطر من السماء وباحياء الارض من بعد موتها وانتم وتقرون به هو الله وانتم تقرون به فهو جل وعلا ايظا - 00:11:49
المنفرد بالالوهية والعبادة افلا تعقلون هذا وتفهمون اذا افردوه بالعبادة. واياكم ان تشركوا معه غيره. ثم قال جل وعلا وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون - 00:12:10
يقول جل وعلا وما هذه الدار؟ وما هذه الحياة الدنيا قال الطبري وما هذه الحياة التي يتمتع منها هؤلاء المشركون الالهو ولعب يقول الا تعليل النفوس بما يمتذ به. ثم هو منقض عن قريب. لا بقاء له - 00:12:30
ولا دوام ويقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا وزوالها وانقظائها وانها لا دوام لها وغاية ما فيها لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان اي الحياة الدائمة الحق - 00:12:54
الحياة الدائمة وهي الحق الذي لا الذي لا زوال لها ولا انقراء بل هي مستمرة ابد الاباد ويقول الشيخ السعدي وما هذه الحياة في الحقيقة الا له ولعب تلهو بها القلوب وتلعب بها الابدان - 00:13:19
بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات والشهوات الخالبة للقلوب يعني خلابة منظرها خلاب للقلوب يسحب القلوب اليها قال بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات والشهوات الخالدة للقلوب - 00:13:39
المعرضة الباهجة للعيون المعرضة يعني تعترض للعيون وتبهج العيون تنخدع بها. قال المعرضة الباهية للعيون الغافلة المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة ثم تزول سريعا وتنقضي جميعا ولم يحصل منها ولم يحصل منها محبها - 00:14:00
او لم يحصل منها محبها الا على الندم والحسرة والخسران واللهو كما يقول ابن عاشور قال هو كل ما يلهو به الناس اي يشتغلون به عن الامور المكدرة ويأمرون به اوقاتهم - 00:14:29
الخلية من الاعمال هذا هو الاصل واللعب ما يقصد به الهزل والانبساط. فهذه حقيقة الدنيا وهذا الاخبار عنها يقتضي عدم الاغترار بها وهو اخبر جل وعلا عنها وكانه يقول احذروا من ذلك - 00:14:47
اياكم والاغترار بهذه الدنيا. فحقيقته لا اب ولا هو وستنتهي بل ستحاسبون على ما عملتم فيها فلا تجعلوها اكبر همكم ولا تقولون انما هي حياتنا الدنيا بل استعينوا بها او بشيء مما فيها - 00:15:05
على امر الاخرة والا الحيوان والحياة الحقيقية الكاملة التي لا لهو ولا لعب فيها ولا نقص ولا انقضاء هي الدار الاخرة لان عندنا دنيا واخرى الدنيا والاخرة ضرتان فالدنيا من الدنو وهي هذه الحياة التي يعيشها الناس قبل موتهم - 00:15:27
والاخرة هي ما يكون في الاخرة حينما يستقر الناس حسب اعمالهم فمنهم من يستقر في الجنة فهذه هي الحياة الحقيقية لماذا لانها كاملة لا نقص بها لانها ابدية لا انقضاء ولا انقطاع لها - 00:15:56
لان فيها النظر الى وجه الله الكريم لان فيها ما اعده الله عز وجل من النعيم لعباده المؤمنين وهو ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:16:16
اما هذه الدنيا فحتى الغني كثير المال تجده مشغول القلب مهموم النفس اه كدرها دائما تمر المصائب والافات ما يكدر صفوها فهو اولا قد شقي في جمعها ثم بعد ذلك هو شقي في الخوف على ذهابها وزوالها - 00:16:29
فهذه موعظة عظيمة من الله سبحانه وتعالى لعباده عليهم ان يعقلوا ذلك ويعوه وان الدار الاخرة لهي الحيوان. اذا الحيوان هنا بمعنى الحياة وهذا قاله ابن قتيبة وابو عبيدة قالوا - 00:16:58
آآ الحيوان هنا بمعنى الحياة جعلوه مصدر مصدر بمعنى الحياة كالنزوان والغليان بمعنى النزو والغلو بمعنى النزو والغلي غلا يغلو غليانا فالحاصل ان الدار الاخرة هي الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت معها - 00:17:19
ولهذا قال قتادة حياة لا موت فيها لو كانوا يعلمون العلم الذي ينفعهم يعلمون العلم الذي ينفعهم بحيث انهم يتركون التمسك باللهو بهذه الحياة التي ليست الا لهوا ولعب ويقبلون على - 00:17:54
ما ينفعهم ويجعلهم بعد فضل الله يتبوأون الدار التي هي الحياة الحقيقية التي لا انقضاء لها. ثم قال جل وعلا فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم - 00:18:15
يشركون قال ابن كثير وقوله لو كانوا يعلمون اي لاثروا ما يبقى على ما يفنى. ثم اخبر تعالى عن المشركين عند الاضطراب ثم اخبر تعالى عن المشركين انهم عند الاضطرار - 00:18:35
يدعونه وحده لا شريك له. فهلا يكون هذا منهم دائما يعني يدعون الله وحده لا شريك له في الاضطرار وفي الرخاء والسعة فاذا نعم قال فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. كقوله تعالى - 00:18:53
واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم وقال ها هنا فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون نعم فاذا ركبوا في الفلك في السفينة وساروا في البحر واظطرب بهم البحر وهاج عليهم - 00:19:11
فايقنوا بالهلاك دعوا الله مخلصين له الدين دعوا دعوا الله امن يجيب المضطر اذا دعاه. رجعوا الى فطرتهم وزالت عنهم هذه الاوهام وهذه الظنون هذه العبادات للاشجار والاحجار والاصنام والاوثان - 00:19:37
فهم اذا وقعوا في الاضطرار دعوا الله مخلصين اي حالة كونهم مخلصين له في دعائهم معتقدين انه لا اله الا هو وانه لا ينقذهم مما هم فيه الا هو جل وعلا - 00:20:00
مخلصين له دينهم وعبادتهم فلما نجاهم من البر اذا هم مشركون لما نجاهم الى البر سلموا من الغرق ومن ان يموتوا في البحر اذا هم يشركون رجعوا الى الشرك فدعوا اللات والعزى - 00:20:16
ومنات ودعوا الاوثان والاصنام مع الله او دعا دعوا القبور واصحاب القبور فعند الشدة يرجعون الى التوحيد فكان الواجب عليهم ان يبقوا على ذلك في البر والبحر قال ابن كثير - 00:20:38
وقد ذكر محمد بن اسحاق عن عكرمة ابن ابي جهل رضي الله عنه انه لما فتح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مكة يعني عام الفتح ذهب فارا منها فر - 00:21:00
النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد الاسلام فلما ركب في البحر ليذهب الى الحبشة اضطربت بهم السفينة فقال اهلها يا قوم اخلصوا لربكم الدعاء فانه لا ينجي ها هنا الا هو. ها هذا هو معنى الاية - 00:21:12
قال اولئك المشركون الذين ركب معهم عكرمة في البحر قالوا يا ايها القوم ينادي بعضهم بعضا اخلصوا لربكم الدعاء فانه لا ينجي ها هنا الا هو سبحانه وتعالى ما تنجي اصنام ولا اوثان ولا غير ذلك - 00:21:30
فقال عكرمة والله ان كان هو لا ينجي في البحر غيره فانه لا ينجي ايضا غيره في في البر اللهم لك علي عهد لان خرجت لاذهبن فلاضعن يدي في يدي محمد - 00:21:47
فلاجدنه رؤوفا رحيما وكان كذلك فرجع واسلم وحسن اسلامه رضي الله عنه قد ذكر بعضهم بعض المفسرين المتأخرين اه وبعضهم ينسبها لمحمد رشيد رضا ذكر بعضهم انه ان رجلا خرج للحج - 00:22:04
وركب في سفينة من المغرب وهي مليئة بالحجاج وصارت في طريقها وكل ما مرت بلد حملت منه اناس فاتجهوا الى بيت الله فلما كانوا في البحر اظطرب بهم البحر هاج عليهم - 00:22:33
فصرخ الناس صار بعضهم ينادي يا عبد القادر الجيلاني يا فلان فغضب بعض الموحدين معهم فرفع يديه فقال يا الله اللهم لا تنجيهم واهلكهم جميعا فان المشركين الاولين يخلصون لك في - 00:22:56
في الضراء عند الاضطراب. وهؤلاء مشركون بك في الاضطرار وفي الرخاء والله المستعان. وعلى كل حال هذا حال كثير من عباد القبور تجده اذا وقع في الظرورة سواء في البحر او في غيره - 00:23:20
لجأ الى ينادي شيخه او الولي الفلاني او الميت الفلاني وينسى الله ولا ينجي من الضرورة ومن الكرب الا هو سبحانه وتعالى ينجي منها في الكرب وفي الرخاء في الاضطرار وفي حال الامن - 00:23:35
ثم قال جل وعلا ليكفروا بما اتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون. ليكفروا ليكفروا بما اتيناهم آآ وليتمتعوا وليتمتعوا فيها قراءتان قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ولي وليتمتعوا باسكان اللام وليتمتعوا فجعلوها لام الامر - 00:23:59
وقالوا هذا على سبيل التهديد والوعيد يتهددهم الله ويتوعدهم وليتمتعوا وان كانت على سبيل الامر لكن المراد به التهديد والوعيد فليتمتعوا فسوف يعلمون بعد ذلك العذاب الشديد وما يحل بهم من - 00:24:24
من النقمات ومن العذاب بسبب كفرهم ليكفروا بما اتيناهم وقرأ نافع ابو عمرو عاصم بكسر اللام وليتمتعوا بكسر الاموال يتمتع. جعلوها لا مكي التي تفيد التعليل والمعنى لكي يكفروا ولكي يتمتعوا - 00:24:46
لانه قال ليكفروا اذا هم يشركون لكي يكفروا بما اتيناهم من الحق وهو ما انزلناه على نبينا ولكي يتمتعوا في هذه الحياة التي هي له ولعب ولكن سوف يعلمون عاقبة - 00:25:14
تمتعهم وكفرهم واغترارهم في هذه الدنيا وعدم طاعتهم لله سبحانه وتعالى والاقبال على امره ثم قال جل وعلا اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم افبالباطل يؤمنون - 00:25:31
وبنعمة الله يكفرون هذا الاستفهام استفهام انكاري ينكر الله جل وعلا عليهم اولا يقررهم وينكر عليهم. فيقول الم نجعل حرما امنا يعني هذا المكان الذي انتم فيه وهي مكة جعلناه حرما - 00:25:57
حرمها الله واظهر تحريمها على يد ابراهيم وجعله امنا حتى الصيد فيه يأمن ويتخطف الناس من حولهم والقرى التي حول الحرم وحول مكة يتخطف الناس فيها يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا ولا يجدون هذا الامن - 00:26:18
الذي يجده هؤلاء المشرفون فكان الواجب عليهم ان يشكروا من انعم عليهم بهذا الحرم بان جعله حرما وبمن انعم عليهم بالامن بالامن والامان فيه وايضا انعم عليهم برغد العيش يأتيها رزقها رغدا من كل مكان - 00:26:41
والناس من حولها يتخطفون قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى ممتنا على قريش فيما احلهم من حرمه الذي جعله للناس سواء العاكف فيه والبادي ومن دخله كان امنا فهم في امر عظيم. والاعراب حولهم والاعراب حوله ينهب بعضهم بعضا. ويقتل بعضهم بعضا - 00:27:04
كما قال تعالى لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف ثم قال جل وعلا افبالباطل يؤمنون؟ والباطل هو الشرك وما هم فيه - 00:27:29
من الشرك بالله جل وعلا ومعصيته وبنعمة الله يكفرون بنعمة الله وهو الايمان بنبيه الايمان به وبنبيه واتباع نبيه بل يشمل كل النعم يشمل كل النعم فالنعمة هنا اسم جيش - 00:27:50
اسمه جنس هنا فتشمل نعمة الله وهي الايمان به وبرسوله وتشمل نعم الله التي احلها بهم. جعل مكة حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم انعم عليهم بالصحة والعافية والاموال والاولاد والزوجات - 00:28:13
الى غير ذلك فهي اسم جنس تشمل كل هذه الامور وبنعمة الله يكفرون اي يجحدون ولا يشكرون هذه النعمة. قال ابن كثير وقوله تعالى افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون. اي - 00:28:36
افكان شكرهم على هذه النعمة العظيمة ان اشرك به وعبدوا معه الاصنام والانداد وبدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار وكفروا بنبي الله وعبده ورسوله فكان اللائق بهم اخلاص العبادة لله والا يشركوا به شيئا وتصديق - 00:28:53
الرسول وتعظيمه وتصديق الرسول وتعظيمه وتوقيره فكذبوه وقاتلوه واخرجوه من اظهرهم ولهذا سلبهم الله ما كان انعم به عليهم وقتل من قتل منهم يوم بدر وقتل من قتل منهم ببدر وصارت الدولة لله ولرسوله وللمؤمنين ففتح الله على رسوله مكة وارغم الافهم - 00:29:16
اذل رقابهم ثم قال جل وعلا ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكافرين مر معنا مرارا ان هذا التعبير ومن اظلم - 00:29:44
استفهام بمعنى النفي والمراد به لا احد اظلم ممن افترى على الله كذبا وقد ورد بجملة امور في كتاب الله عز وجل كلها قال الله جل وعلا عنها ومن اظلم - 00:30:03
فاختلف العلماء في معنى ومن اظلم فمنهم من قال ومن اظلم يا اخي يعني لا احد اظلم منه فهم مستوون في الاظلمية فهم مستوون في الاظلمية من منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. ومن افترى على الله كذبا ومن كذب باياته - 00:30:19
مستوون في الاظلمية وقال بعضهم بل ومن اظلم منه في بابه في بابه وهذا هو الاظهر انه لا احد اظلم في باب الافتراء ممن افترى على الله الكذب ولا احد - 00:30:44
اظلموا في باب المنع ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه ولا احد اعظم في كتم الشهادة ممن كتم شهادة عنده من الله وهكذا وهو الصواب فلا احد اظلم ممن افترى على الله الكذب. فافتراء الكذب هو اختلاقه - 00:31:02
يفترون على الله الكذب يختلقون ويقولون له صاحبة له ولد. الملائكة بنات الله آآ الملأ آآ الاصنام تفعل وتشاركوا الله الى غير ذلك من ضلالاتهم وكذب او كذب وهم قد جمعوا بين الامرين فهم افتروا على الله واختلقوا كذبا ونسبوا اليه امورا كذبا باطلا وايضا كذبوا بالحق الذي - 00:31:21
دعا به النبي صلى الله عليه وسلم وهو القرآن وهو الاسلام كذبوا به فجمعوا بين سيئتين افتروا على الله الكذب وكذبوا بما جاءهم من الحق ثم قال اليس في جهنم مثوى للكافرين - 00:31:49
وهذا وان كان استفهام لكنه تقرير ان جهنم نار جهنم التي تتلظى نعوذ بالله مثوى يثوي فيها ويسكن فيها الكافرون فهو على سبيل التهديد والتخويف فهؤلاء الذين جمعوا بين هذه بين هاتين السيئتين من افتراء الكذب على الله وتكذيب الحق الذي جاء من عنده - 00:32:11
مثواهم ومآلهم ومسكنهم ومرجعهم الى نار جهنم وبئس المهاد وبئس المثوى لانها دار اعدها الله عذابا ونكالا وفيها من العذاب والاهوال والنكال ما لا يعلمه الا الله قال ابن كثير ومن اظلم - 00:32:37
ثم قال تعالى ومن اظلم من افترى على الله كذبا او كذب بالحق لما جاءوا اي لا احد اشد عقوبة ممن كذب ممن كذب على الله فقال ان الله اوحى اليه ولم يوحى اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله وهكذا لا احد لا احد - 00:33:00
اشد عقوبة ممن كذب بالحق لما جاءه. فالاول مفتري والثاني مكذب. ولهذا قال اليس في جهنم مثوى للكافرين وما ذكره ابن كثير هو نوع من انواع الافتراء على الله جل وعلا - 00:33:19
وهم كل وهم قد جمعوا بين هذه الامور كلها نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال جل وعلا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا الذين جاهدوا فينا قال ابن كثير يعني الرسول صلوات الله وسلامه عليه واصحابه واتباعه الى يوم الدين - 00:33:34
لنهدينهم سبلنا اي لننصرنهم لنبصرنهم سبلنا اي طرقنا في الدنيا والاخرة وقال الشوكاني الذين جاهدوا في شأن الذي جاهدوا فينا يعني جاهدوا في شأن الله بطلب مرضاته ورجاء ما عنده من الخير - 00:33:55
لنهدينهم سبلنا اي الطريق الموصل اي الطريقة الموصلة الينا وقال السعدي جاهدوا فينا وهم الذين هاجروا في سبيل الله وجاهدوا اعداءهم وبذلوا مجهودهم في اتباع مرضاته. وهذه والمتقاربة كلها حق - 00:34:17
فالقصد جاهدوا فينا يعني بذلوا جهدهم فينا في طاعة الله ما هي الثمرة لنهدينهم سبلنا لنهدينهم هداية التوفيق لان هداية الارشاد قد سبقت لانهم جاهدوا في الله على اي اساس جاهدوا - 00:34:36
جاهدوا على ما ارشدوا وعلموا وفهموا من الحق لكن هنا لنهدينهم هداية التوفيق لنوفقنهم الى سلوك الطريق الموصلة الينا او الطرق التي توصل الينا وان الله لمع المحسنين ان الله مع المحسنين - 00:34:56
الذين احسنوا لان هؤلاء الذين جاهدوا في الله هم من المحسنين والله مع المحسنين بالعون والنصر والهداية فالمعية هنا معية خاصة لان المعية معية الله لخلقه قسمة معية عامة فهو مع الجميع بعلمه واحاطته - 00:35:16
بصري وسمعي ومعية خاصة والاولى عامة لكل الخلق ومعي النوع الثاني معية خاصة وهي لا تكون الا للانبياء واتباع الانبياء كما هنا ان الله لمع المحسنين هادي خاصة بالمحسنين المؤمنين - 00:35:38
فهو معهم بعونه ونصره وتوفيقه وهدايته فالحاصل ان هذه الاية حث على المجاهدة في سبيل الله جاهدوا يا عباد الله وذلك بالاستقامة على التوحيد والحذر من الشرك واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان - 00:36:00
وحج البيت لمن اسطاع اليه سبيلا والاستقامة على امر الله وترك المعاصي والشهوات وابشروا واملوا خيرا فان ربكم شكور يشكر لعباده وغفور يغفر الذنب ورحيم وهو ذو الفضل العظيم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:36:22
وبهذا نكون قد انتهينا من سورة العنكبوت والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات - 00:36:51
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في اخر سورة العنكبوت - 00:00:02
لئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فانى يؤفكون الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم. ولئن سألتهم من نزل من - 00:00:22
سماء ماء فاحيا به الارض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعقلون هذه الايات بعد قوله جل وعلا وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم - 00:00:38
كنا قد تكلمنا على تلك الاية لكن قوله جل وعلا واياكم لم نشر اليها وان كانت واظحة فالله سبحانه وتعالى يخبر انه كم من دابة بل ليس هناك من دابة - 00:00:58
الا وهي لا تستطيع حمل رزقها بنفسها فلا تحمل رزقها وطعامها وشرابها معها حتى اذا جاعت تأكل منه لانها لا قدرة لها بذلك فمن الذي يرزقها؟ والله سبحانه وتعالى. بل ويرزقكم انتم - 00:01:14
يرزقكم انتم فهو يرزق هذه الدواب التي لا تحمل رزقها فمتى ما احتاجت الطعام وجدته ولو كانت في الصحراء البعيدة من الحياة من حياة الناس فتجد رزقها فالله هو الرزاق ذو القوة المتين. ويرزقكم ايضا انتم ايها الناس - 00:01:34
فهذا الرزق الذي تجدونه ليس بقوتكم وانما من الله بفضل الله جل وعلا سخر لكم هذه الارزاق وهيأ اسبابها والا فكم من الناس يكونون اقوى منكم اجسادا مثلا اقصد مثلا نحن في هذه البلاد كم من اناس اكثر منا عملا وحركة - 00:01:59
وسعيا ولكن لا يجدون من الرزق ما نجده نحن. فهذا من فضل الله وهو من رزق الله ومن تسخير الله فهو الرزاق ذو القوة المتين ولو شاء جل وعلا ان لا نجد شيئا نأكله لفعل فهو على كل شيء قدير. ولكنه جل وعلا - 00:02:25
وعدنا وتكفل لنا برزقنا فرزق ابن ادم يطلبه اشد طلبا له من الاجل رزقك يطلبك كما يطلبك اجلك فانت لن تفر من الاجل لابد ان يدركك. فرزقك كذلك يطلبك ولابد ان يدركك - 00:02:47
ثم قال جل وعلا ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ولان سألتهم الخطاب هنا مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد بهم كفار قريش ولئن سألت يا نبينا كفار قريش - 00:03:07
من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله لان هذا توحيد الربوبية هذه افعال الله الخلق خلق السماوات وخلق الارض وتسخير الشمس والقمر لمصالح العباد هذا فعل الله فهذا هو توحيد الربوبية - 00:03:22
كثيرا ما يأتي في القرآن ذكر توحيد الربوبية او تقريرهم بتوحيد الربوبية الذي يقرون به ليقرر ليقررهم بوجوب افراده جل وعلا بالعبادة. فما دمتم تقرون بربوبيته وانه الفاعل لذلك وجب ان تقروا بالوهيته وعبادته - 00:03:45
ذكر هذا نحو هذا ابن كثير رحمه الله قال وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الالهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية. وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك - 00:04:13
يعني الحديث الذي رواه مسلم من حديث ابن عباس قال كان المشركون يقولون لبيك لا شريك لك قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكفي يكفي خلاص قولوا لبيك لا شريك لك - 00:04:39
تكفي هذه التلبية ثم يقولون الا شريكا هو لك تملكه وما ملك يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت اذا هم يقرون بتوحيد الربوبية فلاحظ قال ولئن سألتهم من خلقهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر لا يقولن الله - 00:04:54
فانا يؤفكون كيف يصرفون عن الحق؟ ما دام يعلمون ويقرون بان الذي خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر هو الله هو الاله هو وهو القادر على كل شيء فكيف يصرفون عن افراده بالعبادة - 00:05:19
وعبادته وحده لا شريك له. كيف يجعلون له شريكا وهم يعلمون انه هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت وحده لا شريك له. فكذلك هو المعبود وحده لا شريك له يقول الطبري ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين بالله - 00:05:36
من خلق السماوات والارض فسواهن وسخر الشمس والقمر لعباده يجريان دائبين بمصالح خلق الله ليقولن الذي خلق ذلك وفعله الله طيب ادردوه بالعبادة وسخر الشمس والتسخير يأتي بمعنى التدليل الله دلل الشمس والقمر - 00:05:56
وجعلهما تجريان لمصالح العباد فتطلع الشمس وينتفع العباد بها مسخرة مدللة لذلك دائما وابدا وكذلك القمر سخره يخرج اول الشهر ضعيفا ثم لا يزال يكبر حتى يكون بدرا ثم يضعف - 00:06:22
من الذي سخر ذلك؟ هو الله فانى تؤفكون فانى تؤفقون يعني فان كما قال الطبري قال فان آآ الاية يقول فانى يؤفكون قال الطبري يؤفكون اي فانى يصرفون عن صنع ذلك - 00:06:46
فيعدلون عن اخلاص العبادة له عنا يصرفون عن عن صنع ذلك يعني من خلق السماوات صنعها؟ خلقها واوجدها وسخر الشمس والقمر فيعدلون عن اخلاص العبادة لله جل وعلا ويقول ابن كثير يقول تعالى مقررا انه لا اله الا هو لان المشركين الذين يعبدون معه غيرهم معترفون انهم - 00:07:10
مستقل بخلق السماوات والارض والشمس والقمر وتسخير الليل والنهار وانه الخالق الرازق لعباده ومقدر اجالهم اختلافها واختلاف ارزاقهم ففاوت بينهم فمنهم الغني والفقير وهو العليم بما يصلح كلا منهم ومن يستحق الغناء - 00:07:36
ممن يستحق الفقر فذكر انهم مستبد بخلق الاشياء المتفرد بتدبيرها فاذا كان الامر كذلك فلما يعبد غيره ولم يتوكل على غيره؟ فكما انه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته. وكثيرا - 00:07:58
ما يقرر تعالى مقام الالوهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية اذا الله جل وعلا يقررهم لانهم يقرون بهذا. فيقررهم بما يقرون به يقررهم بما ينكرونه وهو توحيد الالوهية. ثم قال الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده. وهو الذي - 00:08:18
يبسط الرزق ويوسع على بعض عباده فيجعله غنيا كثير المال ويقدر ومعنى يقدر يعني يضيق قال الطبري ويضيق فيقتر لمن يشاء منهم. فالله هو الذي يوسع الرزق على على بعض العباد جل وعلا - 00:08:42
لحكمة يعلمها لان من عباد الله من لا يصلح له الا الغنى يقدر ان يضيق ويقتل على بعض العباد فيجعل رزقهم قليلا وذلك ايضا لحكمة عظيمة فان من عباد الله من لا يصلحه الا الفقر - 00:09:01
كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ان الله بكل شيء عليم جل وعلا ان الله بكل شيء عليم قد احاط بكل شيء علما. فهو العليم جل وعلا في خلقه وتقديره وفي رزقه لعباده وفي جعل - 00:09:18
وفي بسط الرزق على بعضهم والتقصير على بعضهم كل ذلك بناء على علمه جل وعلى المحيط بكل شيء. وقال هنا ان الله بكل شيء عليم. وكل من الفاظ العموم لكن هذا التعبير هو الذي يجب على الانسان اذا اراد ان يعبر عن شمول علم الله جل وعلا لكل شيء. يقول والله بكل شيء عليم - 00:09:35
ولا يقول كما يقول بعضهم وستجده في بعض التفاسير والله عليم بكل معلوم. او والله بكل معلوم عليم. لا الله عليم بكل شيء. اطلق كما اطلق القرآن ثم قال جل وعلا ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها. لان سألت هؤلاء الكفار من الذي ينزل المطر - 00:10:00
من السماء من الذي ينزل الماء من السماء؟ وذلك بالمطر ثم يحيي به الارض فاحيا به الارض بعد من بعد موتها فهي نعم عظيمة اولا انزال الماء من اي جهة من السماء - 00:10:26
ليشمل الارض كلها ويعم الارض كلها ونعمة اخرى انه يوحي به الارض من بعد موتها. فاذا نزل هذا الماء على الارض اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج. وتكون قبل ذلك قاحلة صحراء - 00:10:46
مغبرة فينزل عليها الماء ثم تنبت النبات وتصبح مخضرة قال ليقولن الله الذي يفعل ذلك الذي ينزل الماء من السماء ويحيي به الارض بعد موتها هو الله يعترفون قال جل وعلا قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعقلون - 00:11:05
قل الحمد لله على جميع نعمه جل وعلا والحمد لله على ان اعترفوا وقامت عليهم الحجة من انفسهم يقرون بهذا بل اكثرهم لا يعقلون لا يفهمون عن الله مراده فكان الواجب عليهم - 00:11:31
ان على عقولهم ان تعقل هذا الامر وتفهمه المنفرد جل وعلا بالخلق وبانزال المطر من السماء وباحياء الارض من بعد موتها وانتم وتقرون به هو الله وانتم تقرون به فهو جل وعلا ايظا - 00:11:49
المنفرد بالالوهية والعبادة افلا تعقلون هذا وتفهمون اذا افردوه بالعبادة. واياكم ان تشركوا معه غيره. ثم قال جل وعلا وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون - 00:12:10
يقول جل وعلا وما هذه الدار؟ وما هذه الحياة الدنيا قال الطبري وما هذه الحياة التي يتمتع منها هؤلاء المشركون الالهو ولعب يقول الا تعليل النفوس بما يمتذ به. ثم هو منقض عن قريب. لا بقاء له - 00:12:30
ولا دوام ويقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا وزوالها وانقظائها وانها لا دوام لها وغاية ما فيها لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان اي الحياة الدائمة الحق - 00:12:54
الحياة الدائمة وهي الحق الذي لا الذي لا زوال لها ولا انقراء بل هي مستمرة ابد الاباد ويقول الشيخ السعدي وما هذه الحياة في الحقيقة الا له ولعب تلهو بها القلوب وتلعب بها الابدان - 00:13:19
بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات والشهوات الخالبة للقلوب يعني خلابة منظرها خلاب للقلوب يسحب القلوب اليها قال بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات والشهوات الخالدة للقلوب - 00:13:39
المعرضة الباهجة للعيون المعرضة يعني تعترض للعيون وتبهج العيون تنخدع بها. قال المعرضة الباهية للعيون الغافلة المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة ثم تزول سريعا وتنقضي جميعا ولم يحصل منها ولم يحصل منها محبها - 00:14:00
او لم يحصل منها محبها الا على الندم والحسرة والخسران واللهو كما يقول ابن عاشور قال هو كل ما يلهو به الناس اي يشتغلون به عن الامور المكدرة ويأمرون به اوقاتهم - 00:14:29
الخلية من الاعمال هذا هو الاصل واللعب ما يقصد به الهزل والانبساط. فهذه حقيقة الدنيا وهذا الاخبار عنها يقتضي عدم الاغترار بها وهو اخبر جل وعلا عنها وكانه يقول احذروا من ذلك - 00:14:47
اياكم والاغترار بهذه الدنيا. فحقيقته لا اب ولا هو وستنتهي بل ستحاسبون على ما عملتم فيها فلا تجعلوها اكبر همكم ولا تقولون انما هي حياتنا الدنيا بل استعينوا بها او بشيء مما فيها - 00:15:05
على امر الاخرة والا الحيوان والحياة الحقيقية الكاملة التي لا لهو ولا لعب فيها ولا نقص ولا انقضاء هي الدار الاخرة لان عندنا دنيا واخرى الدنيا والاخرة ضرتان فالدنيا من الدنو وهي هذه الحياة التي يعيشها الناس قبل موتهم - 00:15:27
والاخرة هي ما يكون في الاخرة حينما يستقر الناس حسب اعمالهم فمنهم من يستقر في الجنة فهذه هي الحياة الحقيقية لماذا لانها كاملة لا نقص بها لانها ابدية لا انقضاء ولا انقطاع لها - 00:15:56
لان فيها النظر الى وجه الله الكريم لان فيها ما اعده الله عز وجل من النعيم لعباده المؤمنين وهو ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:16:16
اما هذه الدنيا فحتى الغني كثير المال تجده مشغول القلب مهموم النفس اه كدرها دائما تمر المصائب والافات ما يكدر صفوها فهو اولا قد شقي في جمعها ثم بعد ذلك هو شقي في الخوف على ذهابها وزوالها - 00:16:29
فهذه موعظة عظيمة من الله سبحانه وتعالى لعباده عليهم ان يعقلوا ذلك ويعوه وان الدار الاخرة لهي الحيوان. اذا الحيوان هنا بمعنى الحياة وهذا قاله ابن قتيبة وابو عبيدة قالوا - 00:16:58
آآ الحيوان هنا بمعنى الحياة جعلوه مصدر مصدر بمعنى الحياة كالنزوان والغليان بمعنى النزو والغلو بمعنى النزو والغلي غلا يغلو غليانا فالحاصل ان الدار الاخرة هي الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقطاع ولا موت معها - 00:17:19
ولهذا قال قتادة حياة لا موت فيها لو كانوا يعلمون العلم الذي ينفعهم يعلمون العلم الذي ينفعهم بحيث انهم يتركون التمسك باللهو بهذه الحياة التي ليست الا لهوا ولعب ويقبلون على - 00:17:54
ما ينفعهم ويجعلهم بعد فضل الله يتبوأون الدار التي هي الحياة الحقيقية التي لا انقضاء لها. ثم قال جل وعلا فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم - 00:18:15
يشركون قال ابن كثير وقوله لو كانوا يعلمون اي لاثروا ما يبقى على ما يفنى. ثم اخبر تعالى عن المشركين عند الاضطراب ثم اخبر تعالى عن المشركين انهم عند الاضطرار - 00:18:35
يدعونه وحده لا شريك له. فهلا يكون هذا منهم دائما يعني يدعون الله وحده لا شريك له في الاضطرار وفي الرخاء والسعة فاذا نعم قال فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. كقوله تعالى - 00:18:53
واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم وقال ها هنا فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون نعم فاذا ركبوا في الفلك في السفينة وساروا في البحر واظطرب بهم البحر وهاج عليهم - 00:19:11
فايقنوا بالهلاك دعوا الله مخلصين له الدين دعوا دعوا الله امن يجيب المضطر اذا دعاه. رجعوا الى فطرتهم وزالت عنهم هذه الاوهام وهذه الظنون هذه العبادات للاشجار والاحجار والاصنام والاوثان - 00:19:37
فهم اذا وقعوا في الاضطرار دعوا الله مخلصين اي حالة كونهم مخلصين له في دعائهم معتقدين انه لا اله الا هو وانه لا ينقذهم مما هم فيه الا هو جل وعلا - 00:20:00
مخلصين له دينهم وعبادتهم فلما نجاهم من البر اذا هم مشركون لما نجاهم الى البر سلموا من الغرق ومن ان يموتوا في البحر اذا هم يشركون رجعوا الى الشرك فدعوا اللات والعزى - 00:20:16
ومنات ودعوا الاوثان والاصنام مع الله او دعا دعوا القبور واصحاب القبور فعند الشدة يرجعون الى التوحيد فكان الواجب عليهم ان يبقوا على ذلك في البر والبحر قال ابن كثير - 00:20:38
وقد ذكر محمد بن اسحاق عن عكرمة ابن ابي جهل رضي الله عنه انه لما فتح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مكة يعني عام الفتح ذهب فارا منها فر - 00:21:00
النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد الاسلام فلما ركب في البحر ليذهب الى الحبشة اضطربت بهم السفينة فقال اهلها يا قوم اخلصوا لربكم الدعاء فانه لا ينجي ها هنا الا هو. ها هذا هو معنى الاية - 00:21:12
قال اولئك المشركون الذين ركب معهم عكرمة في البحر قالوا يا ايها القوم ينادي بعضهم بعضا اخلصوا لربكم الدعاء فانه لا ينجي ها هنا الا هو سبحانه وتعالى ما تنجي اصنام ولا اوثان ولا غير ذلك - 00:21:30
فقال عكرمة والله ان كان هو لا ينجي في البحر غيره فانه لا ينجي ايضا غيره في في البر اللهم لك علي عهد لان خرجت لاذهبن فلاضعن يدي في يدي محمد - 00:21:47
فلاجدنه رؤوفا رحيما وكان كذلك فرجع واسلم وحسن اسلامه رضي الله عنه قد ذكر بعضهم بعض المفسرين المتأخرين اه وبعضهم ينسبها لمحمد رشيد رضا ذكر بعضهم انه ان رجلا خرج للحج - 00:22:04
وركب في سفينة من المغرب وهي مليئة بالحجاج وصارت في طريقها وكل ما مرت بلد حملت منه اناس فاتجهوا الى بيت الله فلما كانوا في البحر اظطرب بهم البحر هاج عليهم - 00:22:33
فصرخ الناس صار بعضهم ينادي يا عبد القادر الجيلاني يا فلان فغضب بعض الموحدين معهم فرفع يديه فقال يا الله اللهم لا تنجيهم واهلكهم جميعا فان المشركين الاولين يخلصون لك في - 00:22:56
في الضراء عند الاضطراب. وهؤلاء مشركون بك في الاضطرار وفي الرخاء والله المستعان. وعلى كل حال هذا حال كثير من عباد القبور تجده اذا وقع في الظرورة سواء في البحر او في غيره - 00:23:20
لجأ الى ينادي شيخه او الولي الفلاني او الميت الفلاني وينسى الله ولا ينجي من الضرورة ومن الكرب الا هو سبحانه وتعالى ينجي منها في الكرب وفي الرخاء في الاضطرار وفي حال الامن - 00:23:35
ثم قال جل وعلا ليكفروا بما اتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون. ليكفروا ليكفروا بما اتيناهم آآ وليتمتعوا وليتمتعوا فيها قراءتان قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ولي وليتمتعوا باسكان اللام وليتمتعوا فجعلوها لام الامر - 00:23:59
وقالوا هذا على سبيل التهديد والوعيد يتهددهم الله ويتوعدهم وليتمتعوا وان كانت على سبيل الامر لكن المراد به التهديد والوعيد فليتمتعوا فسوف يعلمون بعد ذلك العذاب الشديد وما يحل بهم من - 00:24:24
من النقمات ومن العذاب بسبب كفرهم ليكفروا بما اتيناهم وقرأ نافع ابو عمرو عاصم بكسر اللام وليتمتعوا بكسر الاموال يتمتع. جعلوها لا مكي التي تفيد التعليل والمعنى لكي يكفروا ولكي يتمتعوا - 00:24:46
لانه قال ليكفروا اذا هم يشركون لكي يكفروا بما اتيناهم من الحق وهو ما انزلناه على نبينا ولكي يتمتعوا في هذه الحياة التي هي له ولعب ولكن سوف يعلمون عاقبة - 00:25:14
تمتعهم وكفرهم واغترارهم في هذه الدنيا وعدم طاعتهم لله سبحانه وتعالى والاقبال على امره ثم قال جل وعلا اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم افبالباطل يؤمنون - 00:25:31
وبنعمة الله يكفرون هذا الاستفهام استفهام انكاري ينكر الله جل وعلا عليهم اولا يقررهم وينكر عليهم. فيقول الم نجعل حرما امنا يعني هذا المكان الذي انتم فيه وهي مكة جعلناه حرما - 00:25:57
حرمها الله واظهر تحريمها على يد ابراهيم وجعله امنا حتى الصيد فيه يأمن ويتخطف الناس من حولهم والقرى التي حول الحرم وحول مكة يتخطف الناس فيها يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا ولا يجدون هذا الامن - 00:26:18
الذي يجده هؤلاء المشرفون فكان الواجب عليهم ان يشكروا من انعم عليهم بهذا الحرم بان جعله حرما وبمن انعم عليهم بالامن بالامن والامان فيه وايضا انعم عليهم برغد العيش يأتيها رزقها رغدا من كل مكان - 00:26:41
والناس من حولها يتخطفون قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى ممتنا على قريش فيما احلهم من حرمه الذي جعله للناس سواء العاكف فيه والبادي ومن دخله كان امنا فهم في امر عظيم. والاعراب حولهم والاعراب حوله ينهب بعضهم بعضا. ويقتل بعضهم بعضا - 00:27:04
كما قال تعالى لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف ثم قال جل وعلا افبالباطل يؤمنون؟ والباطل هو الشرك وما هم فيه - 00:27:29
من الشرك بالله جل وعلا ومعصيته وبنعمة الله يكفرون بنعمة الله وهو الايمان بنبيه الايمان به وبنبيه واتباع نبيه بل يشمل كل النعم يشمل كل النعم فالنعمة هنا اسم جيش - 00:27:50
اسمه جنس هنا فتشمل نعمة الله وهي الايمان به وبرسوله وتشمل نعم الله التي احلها بهم. جعل مكة حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم انعم عليهم بالصحة والعافية والاموال والاولاد والزوجات - 00:28:13
الى غير ذلك فهي اسم جنس تشمل كل هذه الامور وبنعمة الله يكفرون اي يجحدون ولا يشكرون هذه النعمة. قال ابن كثير وقوله تعالى افبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون. اي - 00:28:36
افكان شكرهم على هذه النعمة العظيمة ان اشرك به وعبدوا معه الاصنام والانداد وبدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار وكفروا بنبي الله وعبده ورسوله فكان اللائق بهم اخلاص العبادة لله والا يشركوا به شيئا وتصديق - 00:28:53
الرسول وتعظيمه وتصديق الرسول وتعظيمه وتوقيره فكذبوه وقاتلوه واخرجوه من اظهرهم ولهذا سلبهم الله ما كان انعم به عليهم وقتل من قتل منهم يوم بدر وقتل من قتل منهم ببدر وصارت الدولة لله ولرسوله وللمؤمنين ففتح الله على رسوله مكة وارغم الافهم - 00:29:16
اذل رقابهم ثم قال جل وعلا ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكافرين مر معنا مرارا ان هذا التعبير ومن اظلم - 00:29:44
استفهام بمعنى النفي والمراد به لا احد اظلم ممن افترى على الله كذبا وقد ورد بجملة امور في كتاب الله عز وجل كلها قال الله جل وعلا عنها ومن اظلم - 00:30:03
فاختلف العلماء في معنى ومن اظلم فمنهم من قال ومن اظلم يا اخي يعني لا احد اظلم منه فهم مستوون في الاظلمية فهم مستوون في الاظلمية من منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. ومن افترى على الله كذبا ومن كذب باياته - 00:30:19
مستوون في الاظلمية وقال بعضهم بل ومن اظلم منه في بابه في بابه وهذا هو الاظهر انه لا احد اظلم في باب الافتراء ممن افترى على الله الكذب ولا احد - 00:30:44
اظلموا في باب المنع ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه ولا احد اعظم في كتم الشهادة ممن كتم شهادة عنده من الله وهكذا وهو الصواب فلا احد اظلم ممن افترى على الله الكذب. فافتراء الكذب هو اختلاقه - 00:31:02
يفترون على الله الكذب يختلقون ويقولون له صاحبة له ولد. الملائكة بنات الله آآ الملأ آآ الاصنام تفعل وتشاركوا الله الى غير ذلك من ضلالاتهم وكذب او كذب وهم قد جمعوا بين الامرين فهم افتروا على الله واختلقوا كذبا ونسبوا اليه امورا كذبا باطلا وايضا كذبوا بالحق الذي - 00:31:21
دعا به النبي صلى الله عليه وسلم وهو القرآن وهو الاسلام كذبوا به فجمعوا بين سيئتين افتروا على الله الكذب وكذبوا بما جاءهم من الحق ثم قال اليس في جهنم مثوى للكافرين - 00:31:49
وهذا وان كان استفهام لكنه تقرير ان جهنم نار جهنم التي تتلظى نعوذ بالله مثوى يثوي فيها ويسكن فيها الكافرون فهو على سبيل التهديد والتخويف فهؤلاء الذين جمعوا بين هذه بين هاتين السيئتين من افتراء الكذب على الله وتكذيب الحق الذي جاء من عنده - 00:32:11
مثواهم ومآلهم ومسكنهم ومرجعهم الى نار جهنم وبئس المهاد وبئس المثوى لانها دار اعدها الله عذابا ونكالا وفيها من العذاب والاهوال والنكال ما لا يعلمه الا الله قال ابن كثير ومن اظلم - 00:32:37
ثم قال تعالى ومن اظلم من افترى على الله كذبا او كذب بالحق لما جاءوا اي لا احد اشد عقوبة ممن كذب ممن كذب على الله فقال ان الله اوحى اليه ولم يوحى اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله وهكذا لا احد لا احد - 00:33:00
اشد عقوبة ممن كذب بالحق لما جاءه. فالاول مفتري والثاني مكذب. ولهذا قال اليس في جهنم مثوى للكافرين وما ذكره ابن كثير هو نوع من انواع الافتراء على الله جل وعلا - 00:33:19
وهم كل وهم قد جمعوا بين هذه الامور كلها نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال جل وعلا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا الذين جاهدوا فينا قال ابن كثير يعني الرسول صلوات الله وسلامه عليه واصحابه واتباعه الى يوم الدين - 00:33:34
لنهدينهم سبلنا اي لننصرنهم لنبصرنهم سبلنا اي طرقنا في الدنيا والاخرة وقال الشوكاني الذين جاهدوا في شأن الذي جاهدوا فينا يعني جاهدوا في شأن الله بطلب مرضاته ورجاء ما عنده من الخير - 00:33:55
لنهدينهم سبلنا اي الطريق الموصل اي الطريقة الموصلة الينا وقال السعدي جاهدوا فينا وهم الذين هاجروا في سبيل الله وجاهدوا اعداءهم وبذلوا مجهودهم في اتباع مرضاته. وهذه والمتقاربة كلها حق - 00:34:17
فالقصد جاهدوا فينا يعني بذلوا جهدهم فينا في طاعة الله ما هي الثمرة لنهدينهم سبلنا لنهدينهم هداية التوفيق لان هداية الارشاد قد سبقت لانهم جاهدوا في الله على اي اساس جاهدوا - 00:34:36
جاهدوا على ما ارشدوا وعلموا وفهموا من الحق لكن هنا لنهدينهم هداية التوفيق لنوفقنهم الى سلوك الطريق الموصلة الينا او الطرق التي توصل الينا وان الله لمع المحسنين ان الله مع المحسنين - 00:34:56
الذين احسنوا لان هؤلاء الذين جاهدوا في الله هم من المحسنين والله مع المحسنين بالعون والنصر والهداية فالمعية هنا معية خاصة لان المعية معية الله لخلقه قسمة معية عامة فهو مع الجميع بعلمه واحاطته - 00:35:16
بصري وسمعي ومعية خاصة والاولى عامة لكل الخلق ومعي النوع الثاني معية خاصة وهي لا تكون الا للانبياء واتباع الانبياء كما هنا ان الله لمع المحسنين هادي خاصة بالمحسنين المؤمنين - 00:35:38
فهو معهم بعونه ونصره وتوفيقه وهدايته فالحاصل ان هذه الاية حث على المجاهدة في سبيل الله جاهدوا يا عباد الله وذلك بالاستقامة على التوحيد والحذر من الشرك واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان - 00:36:00
وحج البيت لمن اسطاع اليه سبيلا والاستقامة على امر الله وترك المعاصي والشهوات وابشروا واملوا خيرا فان ربكم شكور يشكر لعباده وغفور يغفر الذنب ورحيم وهو ذو الفضل العظيم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:36:22
وبهذا نكون قد انتهينا من سورة العنكبوت والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات - 00:36:51