Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في - 00:00:00ضَ
رياض الصالحين باب اداب السلام عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يسلم الراكب على ماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير متفق عليه. وفي رواية للبخاري والصغير على الكبير. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله - 00:00:20ضَ
كان باب اداب السلام. اي لاداب المتعلقة بالبادئ بالسلام وهو المسلم. من حيث المبادرة ثم ذكر الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليسلم الصغير - 00:00:40ضَ
على الكبير المراد بالصغير هنا الصغير سنا. وذلك عند التفاوت في السن فان الصغير سنا هو الذي يبادر بالسلام. فان تساويا سنا فالمراد الصغير من حيث القدر. والمرجع اذا قوله ليسلم الصغير المراد بالصغير هنا الصغير سنا عند التساوي والتقارب في السن واما اذا - 00:01:00ضَ
لا تساويا فالمراد بذلك الصغير من حيث الرتبة والمكانة. لان الحق للكبير. قال والراكب على الماشي. اي راكب على الدابة او السيارة ونحوها على الماشي. وذلك لان الراكب اعلى من الماشي. فرب - 00:01:30ضَ
كما تعاظم في نفسه لانه اعلى. ولهذا شرع للانسان المسافر وغيره اذا علا نشذا يعني مرتفعا ان يكبر اشارة الى عظم الله عز وجل بانه قد يتعاظم في نفسه. قال والماشي - 00:01:50ضَ
على القاعد لان الماشي متجاوز والقاعد متجاوز. فهو كالداخل على القوم قليل على الكثير يعني اذا مر جماعة وهم قرينون على جماعة كثيرين فان القليل يسلم على الكثير لان الجماعة لها فضل ولها مزية. فهذا الحديث يدل على فوائد منها اولا مشروعية السلام - 00:02:10ضَ
عند التلاقي وان المشموع للمسلمين اذا لقي بعضهم بعضا ان يسلموا على بعض بان هذا مما يجذب المحبة والمودة بينهم. ومنها ايضا اعتبار الكبر. وان كبر السن معتبر في الشريعة - 00:02:40ضَ
الاسلامية ولهذا يقدم الاكبر في الامامة اذا تساويا من حيث القراءة ومن حيث السنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله. فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة. فان كانوا في السنة سواء - 00:03:00ضَ
اكبرهم سنا وفي رواية فاقدمهم سلما يعني اسلاما. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما لك بن الحويرث اذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكبركم. ومنها ايضا اعتبار كثرة الجمع - 00:03:20ضَ
كثرة الجمع امر معتبر في الشريعة الاسلامية. ولهذا كانت صلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة بل ان الاجتماع على الخير وعلى الذكر وعلى الدعاء سبب لاجابته ولهذا - 00:03:40ضَ
الله عز وجل ملائكته باهل الموقف في يوم عرفة ويقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا اشهدكم اني قد غفرت لهم. ومنها ايضا ان المشروع للانسان ان يراعي رتب الناس ومقاماتهم - 00:04:00ضَ
فالناس لهم منازل ولهم مقامات ولهم رتب. فينبغي ان يعطي كل ذي حق حقه. ولهذا في حديث عائشة رضي الله عنها عنها قالت امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم. وقال صلى الله عليه - 00:04:20ضَ
وسلم اقيلوا ذوي الهيئات يعني ذوي الجاه والمنزلة اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم الا في الحدود منها ايضا انه ينبغي للانسان كلما عظم مقامه ومكانته وجاهه ان يتواضع لله عز ولعباد الله لان تواضعه سبب في زيادة رفعته. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من - 00:04:40ضَ
تواضع لله رفعه. اي تواضع لله ولاحكامه. وتواضع لعباد الله لاجل الله. لا رياء ولا سمعة ولا لاجل ان يثنى عليه ويقال هذا رجل متواضع. فالمشروع هو التواضع. فاذا من الله عز وجل عليك - 00:05:10ضَ
مكانة ومقام ومرتبة وفضيلة فانه ينبغي لك ان تتواضع لكن تتواضع تواضعا لا يكون فيه فيه مذلة واهانة لان الانسان مطلوب منه ان يعز نفسه. والا يذل نفسه ويهينها امام الناس - 00:05:30ضَ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:05:50ضَ