رياض الصالحين للنووي

11 - شرح رياض الصالحين ( باب الرجاء ) 2 ربيع الآخرة 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين نقل الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب الرجاء وعن عبد الله بن عمرو بن عاص رضي الله عنه - 00:00:00ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم صلى الله عليه وسلم ربي انهن ظن كثيرا من الناس فمن فمن فمن فانه مني وقال عيسى وقال عيسى صلى الله عليه وسلم ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. فرفعوا - 00:00:20ضَ

فرفع يده وقال اللهم امتي امتي وبكى. فقال الله تعالى يا جبريل اذهب الى محمد وربك اعلم فسله ما يبكيك فاتاه جبريل؟ فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو اعلم. فقال الله تعالى يا جبريل اذهب الى محمد - 00:00:42ضَ

فقل انا سنرضيك في امتك ولا نسوؤك. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم تلى قول الله تعالى في إبراهيم عليه الصلاة والسلام ربي - 00:01:02ضَ

انهن اضللن كثيرا من الناس. فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم. قالوا ربي انهن هاي الاصنام اظللنا كثيرا من الناس اي كنا سببا في ظلال كثير من الناس. وذلك بالفتنة بعبادة هذه - 00:01:22ضَ

الاصنام ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني على شرعتي وملتي فانه مني اذا كان موافقا لي في سلعتي ومنهاجي فانه مني ومن عصاني اي خالف امري ولم يتبع شرعي فان - 00:01:42ضَ

انك غفور رحيم مغفرة ورحمة توفقه الى التوبة النصوح. ومن ثم تغفر له. اما ان يبقى على شركه فان الله تعالى لا يغفر الشرك. كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:02:02ضَ

قول الله تعالى عن عيسى عليه الصلاة والسلام ان تعذبهم ان تعذبهم اي بما اقترفوا وما فعلوا من الذنوب والمعاصي ان تعذبهم فانهم عبادك هذه العبودية عبودية عامة. فاذا حصل منهم ما يوجب العذاب فان الله تعالى يعاملهم بعدله - 00:02:24ضَ

وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. وان تغفر لهم اي فيما دون الشرك. او ان تغفر لهم بعد التوبة الى الله عز وجل فانك انت العزيز الحكيم. اي ذو عزة وحكمة - 00:02:49ضَ

ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال اللهم امتي امتي. وبكى عليه الصلاة والسلام. وقوله اللهم امتي امتي اي ارحم امتي وجد عليها بالفضل والاحسان كما جدت بالفضل والاحسان على الامم السابقة. فقال الله تعالى - 00:03:08ضَ

يا جبريل اذهب الى محمد وهو وسله ما يبكيه وهو اعلم سبحانه وتعالى. فذهب جبريل عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم فقال ان الله تعالى قال لي اذهب الى محمد فسله ما يبكيه فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:28ضَ

ما يبكيك؟ فقال الله تعالى اخبر محمدا بانا سنرظيه في امته ولا نسوءه. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا بيان شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم على امته وخوفه عليها. وهذا - 00:03:48ضَ

من اوصافه التي وصفه الله تعالى بها في قوله عز وجل لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. وفيه ايضا دليل على التحذير من عبادة غير الله عز - 00:04:08ضَ

وجل من الاصنام وغيرها. وانها سبب لضلال كثير من الخلق. فاكثر الخلق في ظلال كما قال تعالى وما الناس ولو حرصت بمؤمنين. ومنها ايضا ان من تاب الى الله تعالى واناب اليه فانه سبحانه وتعالى يغفر - 00:04:28ضَ

ذنبه ولو كان شركا. اما ما اما اذا لم يتب من ذلك فان كان ما ما اقترفه فان كان الذي اقترفه شركا اكبر فان الله تعالى لا يغفره لقوله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:04:48ضَ

وفيه ايضا دليل على ان من قرأ او تلى القرآن مستشهدا به لا تاليا فانه لا تلزمه الاستعاذة. لان الرسول عليه الصلاة والسلام لما تلى الايتين لم يقل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:05:08ضَ

بل تلاهما من غير استعاذة. فهناك فرق بين من يريد بالقرآن الاستدلال وبين من يريد به التلاوة فاذا كان يريد التلاوة فانه يشرع له ان يستعيذ. لقوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:05:28ضَ

واما من يريد الاستدلال او الاحتجاج او الموعظة او التذكير فانه لا يلزمه ذلك. وفي في ايضا دليل على مشروعية رفع اليدين عند الدعاء. لان الرسول عليه الصلاة والسلام رفع يديه وقال اللهم - 00:05:48ضَ

امتي امتي ورفع اليدين عند الدعاء من اسباب اجابة الدعاء. ولهذا لما ذكر النبي صلى الله الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي - 00:06:08ضَ

الحرام قال النبي عليه الصلاة والسلام فانى يستجاب له؟ فذكر من اسباب اجابة الدعاء قال يمد يديه الى السماء وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربكم حيي كريم يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يموت - 00:06:28ضَ

ان يردهما صفرا يعني خاليتين. وفيه ايضا دليل على فضيلة هذه الامة. وان الله تعالى اعطاها وما اعطى الامم بل وزيادة على ذلك. ولهذا قال الله تعالى اذهب الى محمد واخبره انا سنرضيه ولا نسوءه - 00:06:48ضَ

وقد ارضاه الله تعالى من وجوه متعددة. اولا ان الله تعالى جعل اجر هذه الامة مضاعفا بخلاف من قبلها ومنها ايضا ان هذه ان هذه الامة هي خير الامم. فهم فهم الاخرون السابقون - 00:07:08ضَ

يوم القيامة ومنها ايضا ان الله تعالى خص هذه الامة بخصائص ليست لغيرها كما في حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء - 00:07:28ضَ

قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر. وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا. واحلت لي الغنائم واعطي الشفاعة الى غير ذلك من الخصائص التي خص الله تعالى بها هذه الامة وفظلها على كثير ممن خلق تفضيلا - 00:07:47ضَ

وفي هذا الحديث ايضا دليل على بيان سعة رحمة الله تعالى ومغفرته لعباده. وانه مهما حصل من العبد من الذنوب ومهما اقترف من الاثام والمعاصي والخطايا فان رحمة الله عز وجل اعظم. فلا - 00:08:07ضَ

اعظمه ذنب فعلى هذا ينبغي للانسان ان يعظم رجاءه بالله تعالى وان يحسن ظنه بالله والله تعالى عند حسن ظنه بعبده. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:27ضَ