بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في - 00:00:07

فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون من اجل قتل قابيل اخاه اعلمنا بني اسرائيل - 00:00:38

ان من قتل نفسا بغير سبب من قصاص او افساد في الارض بالكفر او الحراب فكأنما قتل الناس جميعا لانه لا فرق عنده بين البريء والجاني ومن امتنع عن قتل نفس حرمها الله تعالى معتقدا - 00:01:10

حرمة قتلها ولم يقتل فكأنما احيا الناس جميعا. لان لان صنيعه فيه سلامتهم جميعا ولقد جاءت رسلنا الى بني اسرائيل بالحجج الواضحة والبراهين الجليل ومع هذا فان كثيرا منهم متجاوزون لحدود الله بارتكاب المعاصي - 00:01:37

ومخالفة رسلهم هذه الاية الكريمة قد جاءت بعد قصة قتل احد ابني ادم لاخيه. فربنا جل جلاله بين للناس الحكم لجميع بني ادم من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل كتبنا بمعنى فرضنا واوجبنا - 00:02:08

على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض وهنا ذكر بني اسرائيل فيه مزيد العناية وان الله سبحانه وتعالى قد انزل عليهم التوراة فيها الهداية وفيها العلم ولكنهم خالفوا - 00:02:34

وفي هذا تحذير للمؤمنين في اذا ساروا على طريقتهم انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض اي لا تقتل النفس الا اذا قتلت او فساد في الارض او كالفساد في الارض في الحرابة - 00:02:56

ونحوها او الكفر او اشاعة فساد في الارض فساد عظيم فكأنما قتل الناس جميعا لان الله قد حرم بني قد حرم قتل النفس المؤمنة الا بالحق فمن فعل هذا فقد انتهك هذه الحرمة - 00:03:15

وفيه يعني عظم الوزر ووزر قتل النفس المؤمنة وزر شديد كبير يقابلها ان من لم يقتل النفس وانه حرمها او احياها فاجره عظيم فكأنما قتل الناس جميعا. وانظر الينا نحن جميعا ابناء ادم - 00:03:33

وكذلك هذه النفس التي تقتل قد يحصل منها خير كثير وذرية تتبع ذرية لما ذكر ربنا هذه الجريمة قال ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. والقاعدة تقول تحريم قتل النفس المؤمنة احياء لها - 00:03:56

ولذلك لما يحصل قتل محرم يجب على الناس جميعا ليس فقط على اهل العلم ان ينكروا القتلى وان يحذروا من القتل ثم ختمت هذه الاية الكريمة بقوله تعالى ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات فربنا جل جلاله ارسل الرسل وانزل الكتب - 00:04:18

واقام الحجة ولذلك ينبغي على طالب العلم في هذه الدنيا ان يسعى لمرضاة الله تعالى وان يبلغ للناس دينهم وان يكون حجة لله على الناس يوم القيامة ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون - 00:04:40

كثير من الناس والعياذ بالله يتجاوز الحد والانسان لا يحق له ان يتجاوز الحد الذي حده الله له. لان مجاوزة الحد من الطغيان ثم قال تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا - 00:05:06

او يصلب او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم ما عاقبة الذين يحاربون الله ورسوله ويبارزونه بالعداوة والافساد في الارض بالقتل واخذ الاموال - 00:05:33

وقطع الطريق الا ان يقتل من غير صلب او يقتل مع الصلب على خشبة ونحوها او تقطع يد احدهم اليمنى مع الرجل اليسرى ثم ان عاد قطعت يده اليسرى ورجله اليمنى - 00:06:01

او يغرب في البلاد فذلك العقاب لهم فضيحة في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم نعم ايها الاخوة ربنا حينما ذكر جريمة القتل وبين ان الله سبحانه وتعالى بين خطورتها - 00:06:20

وبين الاجر العظيم والثواب الكريم على من حرم قتل النفس المؤمنة ربنا بين جريمة من الجرائم وفيها قتل وارهاب للناس. قال انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله. المحاربة هي المخالفة والمحادة والمضادة - 00:06:36

اذا يحذر الانسان من كل مخالفة ومن كل مضاد فاي مجلس تجلسه للمعصية؟ وتمكث فيه فانت مضاد فاحذر يا اخي الكريم من المعاصي فانها راح غائرة مهلكة قال انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله باعتبار ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بالرسالة عن الله تعالى فمن خالف امر الله فقد - 00:06:57

الف رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اطاع الله فقد اطاع الله تعالى ويسعون في الارض فسادا. هذا اخافة الناس وقطع الطريق وسلب اموال الناس وعدم يعني تخويف الناس هذا من الفساد في - 00:07:26

ارض ان يقتل حكمها يقتل وهنا يقتل يعني جاءت مشددة ان يقتلوا فردا فردا وطريقة القتل فيها شدة لاجل ان يرهب ولاجل ان يعني يخاف غيرهم من هذا كما انهم فعلوا بالناس او يصلبوا الصلب حينما يوضعون على خشبة ويعلقون - 00:07:43

حتى يكونوا عبرة لمن اعتبر او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف تقطع اليد اليمنى وتقطع اليد اليسرى وهكذا اليد اليمنى والرجل اليسرى. واذا عاد تقطع اليد اليسرى مع الرجل اليمنى - 00:08:10

من خلاف او ينفى من الارض اذا رأى الامام الشرعي العادل ان المصلحة في ذلك فهو تهجيرهم ذلك لهم خزي في الدنيا اي خزي وعار ومذلة كما انهم قد خالفوا امر الله تعالى ووقعوا في محرم علانية فان الله يفضحهم ويخزيهم - 00:08:29

ولهم في الاخرة عذاب عظيم. هؤلاء اذا لم يتوبوا مع هذا العذاب الكبير في الدنيا لهم عذاب عظيم في الاخرة ثم قال تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم - 00:08:54

الا الذين تابوا من هؤلاء المحاربين من قبل قدرتكم يا اولي الامر عليهم فاعلموا ان الله غفور لهم بعد التوبة ورحيم بهم ومن رحمته بهم اسقاط العقاب عنهم. وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى. فشريعتنا مبنية على الرحمة والتخفيف - 00:09:13

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون يا ايها الذين امنوا اتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه واطلبوا القرب منهم باداء ما امركم به والبعد عما نهاكم عنه - 00:09:35

وجاهدوا الكفار ابتغاء مرضاته لعلكم تنالوا تنالون ما تطلبونه وتجنبون ما ترهبونه اذا قمتم بذلك جميع ايات القرآن ايها الاخوة هي خزائن الله في الارض وهذه الاية من الايات التي ينبغي ان يتذكرها الانسان كل يوم - 00:09:59

وان يعتبر بها في كل عمل نعمله فربنا الجليل العظيم يندب عباده المؤمنين قائلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله اي عموما في فعل الطاعات وترك المحرمات وان يجعل الانسان بينه وبين عذاب الله تعالى وقاية - 00:10:25

وابتغوا اليه الوسيلة الوسيلة هي يعني ما يتوسل به الانسان الى شيء ويتحصل به الى شيء اي عمل صالح يعمله الانسان يجعله وسيلة وهو القرب والحظوة التي يجعلها الانسان يديه. يعني الامور القلبية في الحب والخوف والرجاء والتوكل على الله سبحانه وتعالى - 00:10:45

وكذلك الاعمال البدنية كالزكاة والحج والاعمال المشتركة كالصلاة يجعلها الانسان وسيلة وقربة يريد بها وجه الله وما عند الله تعالى وربنا قال وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا. واحسن كما احسن الله اليك. كلما اردت ان تحسن - 00:11:13

تذكر ان الله احسانك واياك ان تمن على احد واياك ان تحاسب احدا انك قد انفقت عليه او اكرمته مهما كان. وربنا قال واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين - 00:11:36

الكثير من الناس والعياذ بالله تعالى يقع في الفساد ولا يبالي في فساده بالاية ايها الاخوة عظيمة يا ايها الذين امنوا وانتبه الى انها قد قدمت تنبيها بالايمان باعتبار ان من امور الايمان ان الانسان يفعل هكذا - 00:11:54

فهذا تنبيه عظيم اتقوا الله ان يجعل الانسان التقوى هدفه وديدنه وكل فعل وكل ترك وكل امر مباح يطلب ان يجعله وقاية له من عذاب الله تعالى وابتغوا اليه الوسيلة. اي ان الانسان يطلب الوسيلة والقرب الى الله تعالى في اعماله. يستحضر النية في هذا - 00:12:10

وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون شوف لما ذكر مجاهدة النفس في هذا ذكر مجاهدة الكفار. وفيه الماح على ان من لم يجاهد نفسه وهواه لن يستطيع ان يؤدي الجهاد الذي يريده الله - 00:12:38

وايضا ذكر ربنا امر الجهاد لانه من اعظم القرب فالجهاد في سبيل الله تعالى لا ينقطع ولا يتوقف نحن الان نبعد عن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم المسافة الكبيرة جدا جدا جدا. ما الذي اوصلنا الى هنا؟ الفتوح التي فتحها المسلمون - 00:12:51

ولذلك ابو ايوب الانصاري وصل هذا المكان ووصل الى ما هو ابعد من هذا المكان وكذلك التابعون فهؤلاء الذين بذلوا ما بذلوا من جهد وجهاد حقهم يجب ان يحفظ وان يحافظ على بلاد المسلمين - 00:13:14

وان تقام هذه الشعيرة لماذا؟ قال وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون. اي رجاء ان ينال الانسان الفلاح فالفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب. وهو النعيم الذي لا ينفد ابدا - 00:13:29

ثم قال تعالى ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم ان الذين كفروا بالله وبرسله لو قدر ان لكل منهم - 00:13:52

ملجمة في الارض جميعا ومثله معه فقدموه ليفكوا انفسهم من عذاب الله يوم القيامة ما قبل منه ذلك الفداء ولهم عذاب موجع في الدنيا بعض الناس يرتكب شيئا ثم يستطيع عن طريق المنصب او المال ان يدفع ذلك عن نفسه. اما في الاخرة فلا - 00:14:17

وربنا لما ذكر في الاية الخامسة في الاية الخامسة والثلاثين الاعمال القلبية والاعمال البدنية والمجاهدة وانما ينفع الانسان عند ربه ما يكون بداخله لا ما يكون من خارجه المال الذي تدفعه وهو خارج عنك - 00:14:41

ولا تبتغي به وجه الله لا تنتفع منه فاذا ماذا يراد الاعمال القلبية التي تقرب الانسان الى ربه؟ فلما ذكرها ذكر ان الشيء الخارج عن الانسان لا ينفع الانسان ثم ذكر ربنا جل جلاله مصير اولئك الذين توحدوا في المعاصي في هذه الدنيا - 00:15:03

فهؤلاء لو ان الدنيا تكون ملكا لهم لقدموها ليتخلصوا. وهي ليست ملكا لهم. لا تكون لهم ولا يقبل منهم ما يقدمونهم ولا يؤخذ منهم فدية ولا يقبل منهم شفاعة ابدا وهذا فيه دلالة - 00:15:25

على شدة العذاب واذا ربنا قال ولهم عذاب اليم اي لهم عذاب موجع فالانسان لما يقرأ الايات يعني يستفتر الانسان خطورة هذا الامر من فوائد الايات حرمة النفس البشرية وان من صانها واحياها فكأنما فعل ذلك بجميع البشر - 00:15:42

وان من اتلف نفسا بشرية او اذاها من غير حق فكأنما فعل ذلك بالناس جميعا. اذا قتل النفس امر قد حرم قد عظم الله وزره وقد عظم الله اجره لمن عمل باحياء النفوس - 00:16:08

وان تجعل من هدفك في الحياة احياء النفوس بتحريم قتلها وبمحافظة عليها والمدافعة عنها وبتذكير الناس بخطورة الامر عقوبة الذين يحاربون الله ورسوله ممن يفسدون بالقتل وانتهاب الاموال وقطع الطرق هي القتل بلا صلب - 00:16:25

او مع الصلب او قطع الاطراف من خلاف او بتغريبهم من البلاد وهذا على حسب ما صدر منهم اي على حسب ما صدر منهم من الاعمال تنوع العقوبة توبة المفسدين من المحاربين وقاطعي الطريق قبل قدرة السلطان عليهم توجب العفو - 00:16:47

تمت الصفحة بحمد الله تعالى نصيحتي ايها الاخوة ان نجعل ايات القرآن خزائن وندخل هذه الخزائن فنعلم ما فيها. كما قال سفيان ابن عيينة ايات القرآن خزائن الله في الارض - 00:17:10

فاذا دخلت خزانة فلا تخرج منها حتى تعلم ما فيها اوصينا بالاية يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. اي دائما حينما تفعل عملا تعمل عملا فعلا او تركن او احسانا - 00:17:29

استذكر انك تتقرب به الى الله وانك تجعله وسيلة للوصول الى مرضاة الله ومحبته والقرب منه وفي هذا اشارة الى صلاح القلب واصلاحه ومن الكتب النفيسة التي الفت في هذا - 00:17:49

كتاب اعمال القلوب للدكتور خالد السبت هذا الكتاب هو مهم جدا ولو انك اكتفيت بهذا الكتاب عن اعمال قلوب يكفيك وبودي من كل مسلم ان يشتري رزقة من الكتاب او يحصل عليه - 00:18:05

بطريقة شرعية من اجل ان ينتفع منه ويجعله هدفه وديدنه يقرأ فيه فان هذا الكتاب فيه ابداع وابتكار انا من الناس لا استغني عنه وارجع اليه كثيرا وجعلته وسيلة لنفسه فيما بيني وبين ربي لاصلح سيري الى الله تعالى - 00:18:26

هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:18:49