Baheth

اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابي رياض الصالحين في باب اداب المجلس والجليس. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله - 00:00:00ضَ

عليه وسلم من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل ان يكون من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الا غفر له ما كان في مجلسه ذلك. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح - 00:00:20ضَ

عن ابي برزة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول باخرة اذا اراد ان يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. فقال رجل يا رسول الله انك لتقول قولا ما كنت تقول فيما مضى - 00:00:39ضَ

قال ذلك كفارة لما يكون في المجلس. رواه ابو داوود ورواه الحاكم ابو عبد الله في المستدرك من رواية عائشة رضي الله عنها. وقال صحيح بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:59ضَ

من جلس مجلسا وهذا عام في جميع المجالس من مجالس العلم والوعظ وغيرها بل غيرها من باب اولى فكثر فيه لغطه. اللغط هو في الاصل ارتفاع الاصوات والظجيج. والمراد به هنا - 00:01:19ضَ

انه تكلم بما فيه اثم ومعصية. ما لم يكن ذلك غيبة او نميمة. فان هذا لا تكفره هذه الكفارة فقال اي في اخر مجلسه سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت - 00:01:39ضَ

استغفرك واتوب اليك. قول سبحانك اي تنزيها لك يا الله عن كل ما لا يليق بجلالك عظمتك والله عز وجل ينزه عن امور ثلاثة. الامر الاول عن صفات النقص مطلق - 00:01:59ضَ

فينزه عن العجز والظلم والسنة والنوم والجهل وغيرها. لانه سبحانه وتعالى كامل في جميع والامر الثاني مما ينزه سبحانه وتعالى عنه ينزه عن النقص في صفات كماله. فعلمه كامل وحياته كاملة وقدرته كاملة الى غير ذلك. الامر الثالث مما ينزه عنه عن مماثلة المخلوقين - 00:02:19ضَ

فهو سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال عز وجل فلا تضربوا لله الامثال. فلا يجوز ان نمثل ان الله عز وجل بخلقه او ان نمثل صفاته بصفات خلقه. لان ذلك تنقص لله تبارك وتعالى. ولهذا قال - 00:02:49ضَ

الشاعر الكامل بالناقص يجعله ناقصا وقوله استغفرك واتوب اليك. استغفرك اي اطلب منك المغفرة المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه. واتوب اليك اي ارجع اليك. والتوبة هي الرجوع الى الله تعالى - 00:03:09ضَ

من معصيته الى طاعته. والفرق بين التوبة وبين الاستغفار من وجهين احدهما ان التوبة اعم من وجه. هي اعم من الاستغفار من وجه. ووجه ذلك ان التوبة تتعلق بامر ماض وحاضر ومستقبل. فتتعلق بالامر الماظي لان من شرط صحة - 00:03:39ضَ

توبة الندم على ما مضى. وتتعلق بامر مستقبل لان من شرط صحة التوبة العزم على الا يعود الى ذلك في المستقبل وتتعلق بامر حاضر لان من شرط صحة التوبة ان يقلع عن الذنب. بخلاف - 00:04:09ضَ

استغفار فان الاستغفار يتعلق بامر ماض فالانسان يستغفر عما وقع منه لا عما لم يقع منه الامر الثاني مما يفترقان فيه ان الانسان قد يستغفر ولا يتوب. فلا تلازم بين التوبة والاستغفار - 00:04:29ضَ

فيلزم من التوبة الاستغفار. ولا يلزم من الاستغفار التوبة. لان الانسان قد يذنب ويستغفر ولكن لا يتوب هذا الحديث يدل على فوائد منها اولا مشروعية هذا الذكر عند القيام من المجلس ليكون كفارة - 00:04:49ضَ

له بما حصل في مجلسه من اللغط ومن الاثم. ومنها ايضا ان هذا مشروط بما اذا لم يرتكب كبيرة من غيبة او نميمة لان الكبائر لا تكفر الا بالتوبة. الى الله تعالى. ومنها ايضا انه ينبغي - 00:05:09ضَ

الانسان ان يتحفظ في مجالسه. والا يقول الا حقا وصدقا وخيرا. وان يدع عنه ما فيه الاثم او ما كان لغوا مما لا فائدة فيه لانه اما مضيعة للوقت واما وقوع في الاثم. وليعلم - 00:05:29ضَ

انه لا يجوز للانسان ان يتكلم في مجالسه بما فيه اثم وما يكون محرما اعتمادا على هذه الكفارة فان بعض الناس قد يقول انا اتكلم بما اشاء من كلام ثم اقول هذه الكفارة وهذا خطأ - 00:05:49ضَ

لانه لا يجوز للمرء ان يرتكب ما كان مخالفة اعتمادا على ما شرع فيه من الكفارة فمثلا اذا اراد الانسان ان يؤدي النسك من حج او عمرة. لا يجوز له ان يرتكب محظورات الاحرام من حلق الشعر - 00:06:09ضَ

وتقديم الظهر ولبس المخيط والطيب ونحو ذلك اعتمادا على ان فيها كفارة. فيقول مثلا سافعل المحظور واكفر سأترك الواجب الفلاني واكفر ونحو ذلك. كذلك ايضا في مثل هذا لا يجوز للانسان ان - 00:06:29ضَ

افعل ما يكون معصية اعتمادا على ما شرع فيه من الكفارة. ولذلك الحدود شرعت كفارات ومع لا يجوز للانسان ان يقدم على القذف او الزنا او السرقة او نحو ذلك اعتمادا على ان ما شرع عقوبة لها - 00:06:49ضَ

يكون كفارة له عند الله عز وجل. اذا فالقاعدة انه لا يجوز للانسان ان يرتكب ما فيه المخالفة اعتمادا على ما شرع في ذلك الذنب من الكفارة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:09ضَ

- 00:07:29ضَ