شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - الشيخ د ناصر العقل

12 شرح العقيدة الطحاوية ( الإستدلال بأسماء الله وصفاته على وحدانيته ) - د ناصر العقل

ناصر العقل

الثالث تفضل ينتفع بها الا ببيانها فهو سبحانه قد بينها غاية البيان بطرق ثلاثة ايها البصل والعقل اما السمع فبسمع اياته المتلوة المبينة لما عرفنا لما عرفنا اياه من صفات كماله كلها. طبعا نذكركم بان الحديث الان يتعلق بيان طرق شهادة - 00:00:00ضَ

شهادة الله لنفسه انه تعالى لا اله الا هو سبحانه. بيان الطرق التي آآ اقام الله بها الحجة او بين بها انه تعالى شهد لنفسه انه لا اله الا هو سبحانه. فذكر من هذه الطرق السمع. نعم - 00:00:36ضَ

اما السمع فبسمع اياته المتلوة المبينة لما عرفنا اياه من صفات كماله كلها. الوحدانية وغيرها غاية البيان لا كما يزعمه الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة ومعطلة بعض الصفات من دعوة - 00:00:56ضَ

احتمالات توقع في الحيرة تنافي البيان الذي وصف الله به كتابه العزيز ورسوله الكريم. كما قال قال تعالى حاء ميم والكتاب المبين. الف لام راء تلك ايات الكتاب المبين. الف لام - 00:01:16ضَ

وتلك ايات الكتاب وقرآن مبين. هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين. وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعل انهم يتفكرون. وكذلك السنة تأتي مبينة او مقررة لما دل عليه القرآن. لم يحوجنا ربنا - 00:01:36ضَ

سبحانه وتعالى الى رأي فلان ولا الى ذوق فلان ووجده في اصول ديننا. ولهذا نجد من خالف الكتاب والسنة مختلفين مضطربين. بل قد قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت - 00:02:06ضَ

نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فلا يحتاج في تكميله الى امر خارج عن الكتاب والسنة والى هذا المعنى اشار الشيخ ابو جعفر الطحاوي رحمه الله فيما يأتي من كلامه بقول - 00:02:26ضَ

لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. واما اياته العيالية الخلقية فالنظر فيها يشير هنا الى الى البصر. لانه قال في في اول الكلام بثلاث بطرق ثلاثة السمع والبصر - 00:02:46ضَ

طريق العقل فانتهى من مسألة طريق السمع والان انتقل الى الثانية وهي البصر. نعم. واما اياته ثنية خلقية فالنظر فيها والاستدلال بها يدل على ما تدل عليه اياته القولية السمعية - 00:03:16ضَ

العقل يجمع. انتهى انتهت هذه. بل الان بدأ بالثالثة وهي دلالة العقد نعم. والعقل يجمع بين هذه وهذا فيجزم بصحة ما جاءت به الرسل. فتتفق شهادة السمع والبصر والعقل والفطرة. فهو سبحانه لكمال عدله ورحمته واحسانه وحكمته ومحبته للعذر - 00:03:36ضَ

واقامة الحجة لم يبعث نبيا الا ومعه اية تدل على صدقه فيما اخبر به. قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر - 00:04:03ضَ

وقال تعالى قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم وقال تعالى فان فقد كلم رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير. وقال تعالى الله الذي انزل ان الكتاب بالحق والميزان. حتى ان من اخفى ايات حتى ان من اخفى ايات الرسل ايات هود - 00:04:33ضَ

ان حتى قال له قومه يا هود ما جئتنا ببينة ومع هذا فبينته من اوضح البينات لمن وفقه الله لتدبرها. وقد اشار اليها بقوله اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من - 00:05:03ضَ

من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم. فهذا من اعظم الايات ان رجلا واحدا يخاطب امة - 00:05:23ضَ

عظيمة بهذا الخطاب غير جزع ولا فزع ولا خوار. بل هو واثق بما قاله. جازم به اشهد الله اولا على برائته من دينهم وما هم عليه. اشهاد واثق به معتمد عليه. معلم لقوم - 00:05:43ضَ

انه وليه وناصره وغير مسلط لهم عليه. ثم اشهدهم اشهاد مجاهر لهم بالمخالفة انه بريء من دينهم والهتهم التي يوالون عليها ويعادون عليها ويبذلون دماءهم واموالهم في نصرتهم لها ثم اكد ذلك ذلك عليهم بالاستهانة بهم. واحتقارهم وازدرائهم. ولو يجتمعون - 00:06:03ضَ

كلهم على كيده وشفاء غيظهم منه. ثم يعاجلونه ولا يمهلونه. ثم قرر دعوتهم احسن تقيا وبين ان ربه تعالى ان ربه تعالى وربهم الذي نواصيهم بيده هو وليه ووكيله القائم بنصره وتأييده وانه على صراط مستقيم. فلا يخذل من توكل عليه واقر به. ولا - 00:06:33ضَ

يشمت به اعداءه. فاي اية وبرهان احسن من ايات الانبياء عليهم السلام. وبراهينهم وادلتهم وهي شهادة من الله سبحانه لهم بينها لعباده غاية البيان. ومن اسمائه تعالى مؤمن وهو في احد التفسيرين المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم - 00:07:03ضَ

فانه لا بد ان يري العباد من الايات الافقية والنفسية ما يبين لهم ان الوحي الذي بلغته رسله حق. قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. المقصود بالايات - 00:07:33ضَ

الافقية هي ايات الافاق اللي هي الايات الكونية. ايات الله الظاهرة التي ترى وتسمع وتلمس التي تدركها الحواس. الايات او البراهيم والمخلوقات التي تدركها الحواس هي ايات الله الافقية. اما الايات النفسية فهي ايات الله في - 00:07:53ضَ

ينبغي ان يتأمل نفسه سواء في عقله وفي روحه او في جسده. فالانسان فيه من ايات الله باهرات والدلائل القاطعة على عظمة الله سبحانه وتعالى وتكبيره والهيته وربوبيته ما يكفي الانسان لو نظر نفسه لو ولو نظر في نفسه. نعم. قال تعالى - 00:08:13ضَ

فيهما اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. اي القرآن فانه هو المتقدم وفي قوله قل ارأيتم ان كان من عند الله ثم قال او لم يكف بربك انه على كل شيء شهيد - 00:08:36ضَ

فشهد سبحانه لرسوله بقوله انما جاء به حق ووعد ان يري العباد من اياته الفعلية خلقية ما يشهد بذلك ايضا. ثم ذكر ما هو اعظم من ذلك كله واجل. وهو شهادته سبحانه - 00:08:56ضَ

على كل شيء فان من اسمائه الشهيد الذي لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له عليم بتفاصيله. وهذا استدلال باسمائه وصفاته من المعاني الشهيد. من معاني الشهيد - 00:09:16ضَ

بسم الله تعالى واسماء الله تعالى كلها لها معاني الكمال بمعنى ان اسماء الله تعالى لا يوقف عند الفاظها بل لالفاظها معاني عظمى تستنبط منها فمثلا من معاني الشهيد الشاهد الذي يشهد الامور في علمه سبحانه وتعالى وبسمعه وبصره - 00:09:36ضَ

فالله عالم سميع بصير. وهذه شهادة للاشياء بالعلم والسمع والبصر. كما ان الله شهيد ايضا لاشهاده الخلق على ما يشهد به من الحق. كما انه ايضا شهيد باقامة ما تقوم به الحجة وباقامة ما تقوم به الشهادة. وشهيد بمعنى ايضا مؤمن اي ان الله سبحانه - 00:09:56ضَ

تعالى يشهد بالحق للحق. يشهد بالحق للحق. نعم. وهذا استدلال باسمائه وصفاته والاول استدلال بقوله وكلماته واستدلال بالايات الافقية والنفسية استدلال بافعاله مخلوقاته الاستشهاد بمثل المؤمن والشهيد استدلال باسماء الله وصفاته. والاستدلال بالسمع - 00:10:26ضَ

والبصر والعقل والمخلوقات المنظورة وغير المنظورة وبالنفس كذلك استدلال بقول الله وكلماته. الاستدلال بقول الله تعالى بسم الله بالقرآن والرحم. وكذلك منه الكلمات والاستدلال بالايات المألوفقية التي هي ايات الكون. ايات المخلوقات والنفسية التي هي - 00:10:56ضَ

الله في نفس الانسان. كما قال الله تعالى وفي انفسكم افلا تبصرون؟ وكذلك بافعال الله تعالى اي بما يحدث في هذا الكون من افعال الله تعالى التي تدل على عظمته سبحانه وكذلك المخلوقات. نعم. فان قلت كيف - 00:11:16ضَ

فيستدل باسمائه وصفاته فان الاستدلال بذلك لا يعهد في الاصطلاح. فالجواب ان الله تعالى قد في الفطر التي لم تتنجس من جحود والتعطيل ولا بالتشبيه والتمثيل انه سبحانه الكامل في - 00:11:36ضَ

وصفاته وانه الموصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسله. وما خفي عن الخلق من كمال اعظم واعظم مما عرفوه منه. الان الشارح وهذا الكلام لابن القيم كما تعرفون نحن منذ اه عدة مقاطع في كلام ابن القيم في مدارس السالكين من قول احيانا بايجاز واحيانا بحذافيره - 00:11:56ضَ

والمقاطع بكاملها. فالكلام هنا اراد ان يبين فيه معنى ان الله هو المؤمن والشهيد. وان هذا المعنى لا يمكن ان الا باثبات وحدانية الله تعالى من خلال ما ذكر. لان اذا قمنا بان من اسماء الله - 00:12:26ضَ

ومن اسماء الله الشهيد مثلا فالله سبحانه وتعالى ليس بحاجة بان يؤمن بغيره ولا ان يشهد بامر بغير خلقه. لان كل المخلوقات بحاجة الى ان تؤمن بما هو اعظم منها - 00:12:46ضَ

اليس كذلك؟ كل المخلوقات تميل وتنزع بفطرتها السليمة او بغريزتها التي خلقها الله عليها كلها تميل الى ان تؤمن بما هو اعظم واكمل. فاذا كان الله هو المؤمن فلا يمكن ان يؤمن بما هو اعظم منه واكمل لانه لا اعظم ولا - 00:13:06ضَ

اكمل من الله فلا بد ان يكون معنى المؤمن الذي يضع التصديق والايمان في مخلوقاته لنفسه سبحانه. وكذلك الشيء وهذا ما اراد ان يكرره ابن القيم في هذه المقاطع. نعم. ومن كماله المقدس شهادته على كل - 00:13:26ضَ

كل شيء واطلاعه عليه. بحيث لا يغيب عنه ذرة في السماوات ولا في الارض باطنا وظاهرا. ومن هذا شأنه كيف ومن هذا شأنه كيف يليق بالعباد ان يشركوا به وان يعبدوا غيره ويجعلوا - 00:13:46ضَ

معه الها اخر وكيف يليق بكماله ان يقر من يكذب عليه اعظم الكذب. ويخبر عنه بخلاف ما الامر عليه ثم ينصره ثم ينصره على ذلك ويؤيده. ويعلي شأنه ويجيب فدعوته ويهلك عدوه ويظهر على يديه من الايات والبراهين ما يعجز عن مثل ما يعجز عن - 00:14:06ضَ

قوى البشر وهو مع ذلك كاذب عليه مفتري. ومعلوم ان شهادته سبحانه على كل شيء وقدرته وحكمته وعزته وكماله المقدس وكماله المقدس يأبى ذلك. ومن جوز ذلك فهو من ابعد الناس عن معرفته. والقرآن مملوء من هذه الطريق. وهي طريق الخواص يستدل - 00:14:36ضَ

المقصود بها دائما يطلقها ابن القيم رحمه الله وبعض ائمة السلف المتأخرين يقصدون بها خاص المؤمنين الذين كمل ايمانهم مع فقه في الدين وعلمه. او من الذين عندهم رسوخ في العلم مع قوة الايمان وقوة اليقين. هؤلاء هم الذين - 00:15:06ضَ

من مسائل الدين وفقه الاسلام ما لا يدركه عامة الناس ولا حتى كثير من طلاب العلم. فالخواص هم اجتمع فيهم صفات الايمان مع صفات الفقه في الدين. وليس المقصود به آآ به مفهوم الخواص عند الصوفية - 00:15:26ضَ

او الخواص عند اصحاب الاهواء او المصطلحات الاخرى التي تنزع الى ان تعطي الخصوصية لطائفة لا يستحقون هذه الصفة من اهل البدع من الخواص هم عباد الله المخلصون الذين اجتمع عندهم الفقه والعمل - 00:15:46ضَ

والاخلاص والتقوى والاستقامة. نعم. والقرآن مملوء من هذه الطريق وهي طريق الخواص. يستدلون بالله على افعاله يستدلون بالله على افعاله وما يليق به ان يفعله ولا يفعله. قال تعالى تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم قال ثم لقطعنا منه الوتين - 00:16:06ضَ

فما منكم من احد عنه حاجزين. وسيأتي لذلك زيادة بيان ان شاء الله تعالى. ويستدل ايضا باسمائه وصفاته على وحدانيته وعلى بطلان الشرك. كما في قوله تعالى هو الله الذي لا اله - 00:16:36ضَ

اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون واضعاف واضعاف ذلك في القرآن وهذه الطريق يقصد بالطريق هنا اي الاستدلال على الله تعالى باسمائه وصفاته - 00:16:56ضَ

هذه طريق لا يدركها الا الخاصة من اهل التقوى والاستقامة والفقه. نعم. وهذه الطريق قليل سالفها لا يهتدي اليها الا الخواص. وطريقة الجمهور الاستدلال بالايات المشاهدة. لانها اسهل اولا واوسع والله سبحانه يفضل بعض خلقه على بعض. فالقرآن العظيم قد اجتمع فيه ما لم - 00:17:20ضَ

نجتمع في غيره فانه الدليل والمدلول عليه. والشاهد والمشهود له. قال تعالى لمن طلب اية تدل على صدق رسوله. اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. ان في ذلك لرحمة - 00:17:50ضَ

لقوم يؤمنون احسنت. نسأل الله الجميع التوفيق والسداد. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:18:10ضَ