قصص الأنبياء - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

(13) إبراهيم عليه السلام (1) إبراهيم والشمس والقمر | الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

عبدالقادر شيبة الحمد

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد ايها المستمعون الكرام نتحدث اليكم في هذه الحلقة عن امام الحنفاء وابي الانبياء وخليل الرحمن واكثر الناس شبها بخلق وخلق محمد صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ

واحد السادة الكبار من اولي العزم من المرسلين الامة القانت الحنيف الاواه الحليم ابراهيم عليه السلام وابوه ازر من ذرية سام ابن نوح عليه السلام وقد ولد ابراهيم عليه السلام بارض بابل المعروفة ببلاد الكلدانيين - 00:00:26ضَ

وكان ابوه وقومه يعبدون الاصنام والاوثان ويسجدون للكواكب السبعة ويقيمون الهياكل لها فبعث الله اليهم امام الحنفاء ابراهيم عليه السلام فدعاهم الى وجوب اخلاص العبادة لله وحده واتخذ في دعوته من سبل الارشاد ما تقوم به الحجة - 00:00:49ضَ

وتنقطع به الشبهة وقد ساق الله تبارك وتعالى صورا من اساليب دعوة ابراهيم عليه السلام في محاورته لقومه وارشادهم الى الله تبارك وتعالى وفي ذلك يقول واذ قال ابراهيم لابيه ازر - 00:01:13ضَ

اتتخذ اصناما الهة اني اراك وقومك في ضلال مبين وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض اي نبين له وجه الاستدلال بايات الله الكونية في السماوات والارض على انه لا اله الا الله - 00:01:32ضَ

وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي اي اهذا يصلح لان يكون ربا يعبد فلما افل اي فلما غاب هذا النجم الذي يعبده قومه قال لا احب الافلين - 00:01:51ضَ

وهذا اسلوب حكيم في زلزلة قواعد باطلهم فلما رأى القمر بازغا اي طالعا قال هذا ربي اي اهذا يصلح لان يكون ربا يعبد فلما افل قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين - 00:02:09ضَ

وقد اراد عليه السلام بهذا القول ان يستدرج قومه ويعرفهم جهلهم وخطأهم في تعظيم وعبادة هذه الكواكب الافلة وان ناصية الخلق بيد الله وحده. فمن لم يهده الله فلا هادي له - 00:02:28ضَ

فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر. فلما افلت قال يا قومي اني بريء مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مائلا الى الدين القيم - 00:02:46ضَ

وما انا من المشركين وحذف الاستفهام في مثل قوله هذا ربي سائغ شائع في اللسان وهو استفهام انكار وتوبيخ لقومه عبدة الكواكب وقد جاء حذف حرف الاستفهام في مواضع من القرآن الكريم. ومنه قوله تعالى افإن مت فهم الخالدون. ايضا - 00:03:02ضَ

افهم الخالدون ويشير القرآن العظيم الى موقف قومه من هذه الحجة البالغة وانهم لما انقطعوا لجأوا الى فيه من بطش الهتهم به. وفي ذلك يقول الله عز وجل وحاجه قومه - 00:03:26ضَ

قال اتحاجوني في الله وقد هداني؟ ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا - 00:03:43ضَ

رأي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وتلك اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم - 00:04:03ضَ

ويذكر الله عز وجل سورة اخرى من صور قيام ابراهيم عليه السلام ببيان ان الله وحده هو المستحق للعبادة. وان غيره من معبوداتهم لا تسمع ولا تنفع. فيقول الله عز وجل - 00:04:22ضَ

واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون اي سألهم عن معبوداتهم ليبني على جوابهم ان هذه الالهة لا تستحق شيئا من العبادة ليقطع شبهتهم قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين - 00:04:38ضَ

قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون قالوا بل وجدنا ابائنا كذلك يفعلون. قال افرأيتم ما كنتم تعبدون. انتم واباؤكم الاقدمون. فانهم عدو لي الا رب العالمين. الذي خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين. واذا مرضت فهو يشفين. والذي يميت - 00:04:57ضَ

ثم يحيي والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين. رب هب لي حكما والحقني بالصالحين. واجعل لي لسان صدق في الاخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم. واغفر لابي انه كان من الضالين - 00:05:22ضَ

وهذا كان بسبب موعدة وعدها ابراهيم فهم منها ابراهيم عليه السلام ان اباه مقارب للايمان. فلما فتبين له انه عدو لله تبرأ منه. كما قال تعالى وما كان استغفار ابراهيم لابيه. الا عن موعدة وعدها اياه. فلما - 00:05:39ضَ

تبين له انه عدو لله تبرأ منه. ان ابراهيم لاواه حليم ثم يستمر ابراهيم في براعته الى الله وبسط دعوته لقومه فيقول ولا تخزني يوم يبعثون. ولا تخزني يوم يبعثون. يوم لا ينفع مال ولا بنون - 00:05:59ضَ

الا من اتى الله بقلب سليم وفي سورة مشرقة من صور عرض دعوة ابراهيم عليه السلام وموقفه من قومه بعد ان استجابت له زوجته سارة ولوط عليه السلام يقول الله تعالى - 00:06:19ضَ

قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم. ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم - 00:06:35ضَ

وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك كيف لا تستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى وما املك لك من الله من شيء. ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير - 00:06:49ضَ

ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم. لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم ومن يتولى فان الله هو الغني الحميد - 00:07:10ضَ

ويصف الله تبارك وتعالى موقفا مشرقا من مواقف ابراهيم عليه السلام مع ابيه ازر فيقول اذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا. اذ قال لابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر - 00:07:24ضَ

ولا يغني عنك شيئا يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني. اهدك صراطا سويا. يا ابتي لا تعبد الشيطان. ان الشيطان للرحمن عصيا. يا ابتي اني اخاف ايما استك عذاب - 00:07:41ضَ

اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن. فتكون للشيطان وليا قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لان لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا. قال سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا - 00:07:58ضَ

عظيم اللطف كثير الاحسان الي واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقي ربي شقيا وفي موقف اخر من مواقف ابراهيم عليه السلام مع ابيه وقومه يقول الله عز وجل ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا - 00:08:14ضَ

به عالمين اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين. قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ضلال مبين قالوا اجتنا بالحق يا منت من اللاعبين - 00:08:36ضَ

قال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين. وتالله لاكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم. لعلهم يرجعون. قالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين. قالوا سمعنا فتى يذكرهم ان يطعن عليهم. يقال له ابراهيم - 00:08:53ضَ

قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون قالوا انت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون فرجعوا الى انفسهم وقالوا انكم انتم الظالمون. ثم نكسوا على رؤوسهم - 00:09:17ضَ

لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال افتعبدون من دون الله؟ ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم اف لكم فيما تعبدون من دون الله افلا تعقلون. قالوا حرقوه وانصروا الهتكم. ان كنتم فاعلين. كنا يا نار كوني بردا - 00:09:36ضَ

سلاما على ابراهيم. وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين ويسوق الله عز وجل قصة ملك قصة ملك الكلدانيين في استجوابه لابراهيم عن ربه. وقول ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت يسوق الله عز وجل قصة ملك الكلدانيين في استجوابه لابراهيم عن ربه - 00:09:56ضَ

وقول ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت ويتطاول هذا الملك ويقول انا الذي احيي واميت فيفحمه ابراهيم بقوله ان الله يأتي بالشمس من المشرق تأتي بها من المغرب سينقطع هذا الكافر وفي ذلك يقول الله عز وجل الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه - 00:10:19ضَ

من اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت. قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب. فبهت الذي كفر. والله لا يهدي القوم الظالمين. هذا وقد - 00:10:43ضَ

بعض المفسرين ان ابراهيم قد جرت هذه المناظرة بينه وبين الملك لما جاء يطلب طعاما منه وان الملك رفض اعطاء الطعام ورفض اعطاءه الطعام وان ابراهيم قد اشتد حزنه عندما اقترب من منزل اهله وانه كيف يدخل على سارة واسحاق - 00:10:59ضَ

بدون طعام فعمد الى كثير من التراب. فملأ جرابيه منه ليؤنس اهله. فلما نام انقلب التراب دقيقا ابيض خالصا فلما فتحت سرة الجراب وجدت الدقيق فصنعت طعاما منه فلما استيقظ ابراهيم وجد الطعام فقال من اين - 00:11:23ضَ

لك هذا؟ قالت من جرابك الى اخره. فهذا كذب ظاهر. ولا اصل له بحمد الله. واسحاق لم يولد الا بالشام الى حلقة قادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:43ضَ