اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يقولون ولكن الظالمين بايات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى - 00:00:00ضَ

ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين - 00:00:49ضَ

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد بعد ان ذكر عز وجل مشهدا من مشاهد القيامة بين فيه موقف الذين كفروا حين عرضوا على النار وما اصابهم من الحسرة والندامة - 00:01:39ضَ

وانهم تمنوا ان يردوا الى الدنيا دار العمل ليؤمنوا وبين عز وجل انهم لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ثم ذكر عز وجل مشهدا اخر من مشاهد القيامة بين فيه موقف الذين كفروا حين عرضهم على ربهم يوم القيامة - 00:01:58ضَ

وذكر فيه اقرارهم بالحق وما يؤول اليه حالهم من الخسران والهلاك وسوء العذاب والحسرة والندامة ولفت تبارك وتعالى الانتباه الى حق البعث ورهب من الاغترار بالحياة الدنيا. ورغب في الاعمال الصالحة المورثة لجنات النعيم - 00:02:17ضَ

شرع هنا في تقرير ان كفار مكة شرع هنا في تقرير ان كفار مكة مقرون في قرارة قلوبهم بان محمدا هو رسول الله حقا وصدقا لما يعرفونه من صدق فانهم ما جربوا عليه كذبا قط قبل ان يخبرهم بانه رسول الله. وقد كانوا يلقبونه بالصادق الامين - 00:02:38ضَ

واشار عز وجل الى ان تكذيب قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو من باب جحود الحق مع اقرار القلب بحقيته. ثم واسى رسوله صلى الله عليه وسلم بان رسل الله عليهم الصلاة والسلام - 00:03:02ضَ

صبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصر الله. وهذه سنة الله. ولن تجد لسنة الله تبديلا. وفي ذلك يقول تبارك وتعالى قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك. ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. ولقد كذب - 00:03:22ضَ

رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا. واوذوا حتى اتاهم نصرنا. ولا مبدل لكلمات الله. ولقد جاءك من المرسلين ومعنى قد في قوله تبارك وتعالى قد نعلم هو التحقيق وتأكيد العلم بما ذكر في حيزها - 00:03:45ضَ

المفيد لتأكيد الوعيد والاصل في قد انها اذا دخلت على الفعل الماضي افادت التحقيق كقوله تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اما اذا دخل تعقاد اما اذا دخلت قاد على الفعل المضارع - 00:04:06ضَ

فانها تستعمل كثيرا في التقليل. نحو قد يصدق الكذوب كما تستعمل في التحقيق كما في قوله عز وجل هنا قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. وكما في قوله تبارك وتعالى قد نرى تقلب - 00:04:25ضَ

في السماء وكقوله تبارك وتعالى قد يعلم ما انتم عليه وكقوله تبارك وتعالى قد يعلم الله المعوقين منكم ونحو قول الشاعر الهزلي او عبيد او عبيد بن الابرص قد اترك القرن مصفرا انامله - 00:04:42ضَ

كأن اثوابه مجت بفرصاد. ولا تستعمل قد مع الفعل المضارع للتحقيق ولا تستعمل قد مع الفعل المضارع للتحقيق الا عند كون الامر في غاية الوضوح. بحيث لا يخطر على البال ارادة التقليل. ويكون التعبير بالمضارع لنكتة بلاغية - 00:05:03ضَ

كارادة التجدد اي قد علمنا ما يتجدد لك من الحزن والغم عندما يتجدد منهم ما يتجدد من سوء قولهم وتكذيبهم اياك. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأسف على ما يلاقيه من قومه من الاذى. وعلى - 00:05:24ضَ

كما يقابلون به دعوته من اقوالهم القبيحة. كقولهم انه ساحر او شاعر او كاهن او معلم مجنون. كما يصفون القرآن بانه سحر او شعر او كهانة او ان الذي يعلمه بشر او انه اساطير الاولين - 00:05:44ضَ

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على ايمانهم يكاد يبخع نفسه من الحزن. كما قال عز وجل فلعلك باقع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا - 00:06:04ضَ

وكما قال عز وجل لعلك باقع نفسك الا يكونوا مؤمنين. وقوله تبارك وتعالى فانهم لا يكذبونك. ولكن ان الظالمين بايات الله يجحدون كشف لحقيقة من طوت عليه نفوس المشركين من اهل مكة وانهم - 00:06:20ضَ

في قرارة قلوبهم يوقنون بان محمدا هو رسول الله حقا وصدقا. وان تكذيبهم له صلى الله عليه وسلم هو من باب جحود الحق مع العلم بحقيته عنادا واستكبارا. كما قال عز وجل في فرعون وقومه فلما جاءتهم - 00:06:40ضَ

اياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فانظر كيف كان عاقبة المفسدين وقد ابرز ابو طالب هذه الحقيقة واعلن انه موقن بان محمدا هو رسول الله وانما يمنعه - 00:07:00ضَ

من الدخول في الاسلام ما يخشاه من مسبة ابائه. الذين ماتوا في الجاهلية حيث يقول في لاميته المشهورة. فوالله لولا ان اجيء بسبتي تجر على اشياخنا في المحافل لكنا اتبعناه على كل حالة من الدهر - 00:07:20ضَ

غير قول التهازل لقد علموا ان ابننا لا مكذب. لقد علموا ان ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى قول الاباطل حببت بنفسي دونه وحميته ودافعت عنه بالذرة والكلاكل. وكما قال ابو طالب في - 00:07:40ضَ

المشهورة ودعوتني وعلمت انك صادق. ولقد صدقت وكنت قبل امينا. وعرضت دينا قد علمت بانه من خير اديان البرية دينا. لولا الملامة او حذاري سبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا وقوله تبارك وتعالى ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا مواساة - 00:08:00ضَ

لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسلية من الله تبارك وتعالى له عما عما يناله من المساءة بتكذيب قومه اياه على ما جاءهم به من الحق. ببيان ان اخوانه من المرسلين قد نالهم الاذى الشديد من اممهم فكذبوهم - 00:08:30ضَ

كما كذبت قريش والحقوا بهم من المكروه فصبروا على ما نالهم ما نالهم من التكذيب. والاذى حتى حكم الله بينهم فنصر رسلا والذين امنوا واهلك الكافرين فاصبر كما صبروا فان نصر الله قريب كما - 00:08:50ضَ

قال عز وجل حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا. جاءهم نصرنا فنجي من نشاء. ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ومعنى قوله عز وجل ولا مبدل لكلمات الله اي لا ناقض لما حكم الله وقد حكم في كتابه بنصر - 00:09:10ضَ

ورسله وعباده الصالحين. كما قال عز وجل ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. انهم لهم المنصورون وان لهم الغالبون. وكما قال تبارك وتعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد - 00:09:30ضَ

وكما قال تبارك وتعالى كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز. ومعنى قوله عز وجل ولقد حكم النبأ المرسلين اي ولقد قصصنا عليك من اخبار الرسل مع اممهم الذين كذبوهم وكيف نصرنا رسلنا على - 00:09:49ضَ

اعدائهم وايدناهم على من كذبوهم وجعلنا العاقبة الحسنى لعبادنا الصالحين واخذنا اعداء الله اخذ عزيز مقتدر كما قال عز وجل كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر. فدعا ربه اني مغلوب - 00:10:09ضَ

فانتصر ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر وحملناه على ذات تجري باعيننا جزاء لمن كان كفر. وقال عز وجل كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر. النار - 00:10:29ضَ

عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم اعجاز نقل من قعر فكيف كان عذابي وقال عز وجل كذب الثمود بالنذر فقالوا ابشر منا واحدا نتبعه انا اذا لفي ضلال وسعر او القي - 00:10:49ضَ

عليه من بيننا بل هو كذاب اشر. سيعلمون غدا من الكذاب الاشر. انا مرسل الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر الى قوله عز وجل انا ارسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم محتضر. وقال عز وجل كذبت قوم - 00:11:09ضَ

بالنذر. انا ارسلنا عليهم حاصبا الا ال لوط نجيناهم بسحار. نعمة من عندنا. كذلك نجزي من شكر وفي قوله تبارك وتعالى ولقد جاءك من نبأ المرسلين اشارة الى ان ما قص الله تبارك وتعالى من - 00:11:29ضَ

قصص الانبياء هو قصص بعضهم لا قصص جميعهم. كما قال عز وجل ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا ومنهم من لم نقصص عليك وقوله تبارك وتعالى وان كان كبر عليك اعراضهم فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما - 00:11:49ضَ

في السماء فتأتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين تأكيد وحظ لرسول الله الله عليه وسلم على الصبر. ببيان انه امر لا محيد عنه اصلا. وانه ليس بيد احد من خلق الله. هداية - 00:12:09ضَ

وان قلوبهم بيد الله وحده يهدي من يشاء فضلا ويضل من يشاء عدلا وان الجاهلين هم الذين لا يفوضون امورهم الى الله. ولا يستسلمون لاقدار الله ومعنى قوله عز وجل. وان كان كبر عليك اعراضهم فان - 00:12:29ضَ

استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين. اي وان كان عظم عليك يا محمد اعراض هؤلاء المشركين عنك وتكذيبهم لك وانصرافهم عن تصديقك فيما جئتهم به من - 00:12:49ضَ

وشق عليك ذلك ولم تصبر على ما يصيبك من اذاهم فلا يخطر على بالك اجابتهم الى ما يقترحونه من الايات انك لو صعدت الى السماء او هبطت الى اعماق الارض. لتأتيهم باية ليؤمنوا بها فلن يؤمنوا. وهذا ليس في استطاعة - 00:13:09ضَ

ومقدورك فما عليك الا الصابر. واحتساب ما يصيبك عند الله عز وجل. ولو شاء الله عز وجل هدايتهم لهداهم اجمعين فابعد الحزن عن نفسك ولا اشتد تحسرك على تكذيب ولا يشتد تحسرك على تكذيبهم ولا تجزع على اعراضهم عنك. لان الجزع من صفات الجاهلين - 00:13:29ضَ

لانهم هم الذين اذا مسهم الاذى جزعوا. اما المؤمنون فانهم اذا اصابتهم الضراء صبروا. وان اصابتهم النعمة ماء شكروا وانت اول المؤمنين. وقد تقرر ان رسول الله ان رسول الله تقرر ان رسول الله صلى الله عليه - 00:13:52ضَ

وسلم معصوم من المعاصي. فاذا ورد ناهيه عن شيء كقوله تعالى هنا فلا تكونن من الجاهلين. وكقوله تبارك وتعالى ولا تكونن من المشركين. ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان ذلك لا يقتضي امكان الوقوع فيه - 00:14:12ضَ

ان ذلك لا يقتضي امكان الوقوع فيه. لما تقرر من القاعدة الاصولية ان النهي عن الشيء لا يقتضي الوقوع فيه النفق في الارض هو الطريق النافذ في باطن الارض والسلم هو المصعد والدرج. وجواب الشرط في قوله عز وجل - 00:14:32ضَ

فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية محذوف للعلم به. تقدير فافعل اي انك لا ذلك فاصبر حتى يحكم الله. وقد صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما امره الله عز وجل - 00:14:52ضَ

فاصحابه على ذلك وبشرهم بان امر الاسلام سيتم. فقد روى البخاري في صحيحه من حديث خباب بن الارت رضي الله عنه قال شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل - 00:15:12ضَ

فقلنا الا تستنصر لنا؟ الا تدعو لنا؟ فقال كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض فيجعل في فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بامشاط بامشاط الحديد من دون لحمه وعظمه فما يسد - 00:15:31ضَ

ذلك عن دينه. والله ليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء من صنعاء الى حضرموت. والله ليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه - 00:15:51ضَ

لكنكم تستعجلون والى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته. ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد - 00:16:11ضَ