Transcription
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فسبحان الله وما انا من المشركين. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وارزقنا العلم النافع - 00:00:00ضَ
العمل الصالح. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله في لقائنا المعتاد لقاء الثلاثاء وهذا اليوم هو اليوم الرابع من شهر الله المحرم من عام اربعة واربعين والف واربع مئة. من الهجرة. اسأل - 00:00:30ضَ
الله سبحانه وتعالى يجعلنا اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما. وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما. خير ما يقضي المسلم وقته مع القرآن العظيم كتاب الله سبحانه وتعالى المعجز. هذا كتاب المعجز الذي اعجز - 00:00:50ضَ
الخلق جميعا. ولو اجتمعوا في ساحة واحدة ان يأتوا باية واحدة. من مثل هذا الكتاب لم يستطيعوا لم يستطيعوا ابدا هذا القرآن ايها الاخوة انزل الله سبحانه وتعالى لنتأمله لنتدبره لنعمل - 00:01:10ضَ
اجتماعنا هذا تحفه الملائكة. تغشاه الرحمة. تنزل عليه السكينة النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن عظمة هذا القرآن وفضله وفضل تعلمه. فقال صلى الله عليه وسلم لاصحابه ايعجز احدكم ان يذهب الى بطحان او الى العقيق مكان قريب من المدينة. فيحصل - 00:01:30ضَ
على ناقتين كوماوين اي سمينتين طيبتين. قالوا يا رسول الله كلنا لا يعجز. قال يذهب احدكم الى بيت من بيوت الله يتعلم اية او ايتين خير له من ناقة وناقتين. وثلاث خير له من ثلاث واربع - 00:02:00ضَ
خير له من اربع. لو جلست في مثل هذه المجالس الطيبة تعلمت اية واحدة ايتين ثلاث لحصل عليك لحصل لك هذا الفضل العظيم السورة التي تناولناها في لقاءنا الماضي. مثل ما مر معنا هي صورة عبس - 00:02:20ضَ
تأملناها واخذنا شيئا منها. السورة اذا نظرت اليها نظرة عامة وهذا الذي يعني يحثك على التدبر التأمل ان تقرأ السورة تنظر اليه نظرة عامة تتأملها تعرف كل سورة لها مقصد لها يعني هدف - 00:02:40ضَ
كل سورة من القرآن سواء السورة طويلة كالبقرة. او قصيرة حتى ولو كانت ثلاث ايات. مثل سورة الكوثر لا هدف ولا غاية. ينبغي للمسلم ان يقف عند هذا المقصد. سورة عبث هذه السورة العظيمة هدفها وغايتها - 00:03:00ضَ
بيان عظمة هذا القرآن الكريم. كلا انها تذكرة. فمن شاء ذكره. وعظم الله هذا الكتاب عظمه لما قال في صحف مطهرة مرفوعة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفر الملائكة. الملائكة وعظمه - 00:03:20ضَ
يعني غاية التعظيم وعرفنا ان السورة تدور حول هذا الامر وبيان موقف من اقبل على هذا القرآن واراد الاستفادة منه وبيان من اعرض عن هذا القرآن واستغنى واستغنى. ثم بعد ذلك لما بين الله عظمة هذا - 00:03:40ضَ
قرآن وموقف هذا وموقف هذا المقبل وموقف هذا المعرض بين سبب اعراض هذا الانسان ما هو؟ ما الذي دعاه الى ان يعرض والا يقبل على هذا القرآن؟ هو كفره وطغيانه واستكباره. ولذلك - 00:04:00ضَ
الله ذم مثل هؤلاء. الذين يستكبرون ولا ولا يريدون الحق ولا يقبلون على القرآن الكريم. ذمهم الله بقوله تعالى قتل الانسان ما اكفره. هذه الاية وقف عندها اهل البلاغة وقفة عجيبة. جمعت من معاني - 00:04:20ضَ
البلاغة الشيء العجيب. الذي حير اهل البلاغة قتل الانسان هذه الصديقة وش تسمى هذه الصيغة يسميها اهل العرب او يسميها لاهل البلاغة صيغة الذم وصيغة السب والشتم واللعن. قتل الانسان يعني لعن الانسان. لعن الانسان ما اكفره. وكلمة - 00:04:40ضَ
قتل معناها لعن. قاتلهم الله لعنهم وطردهم وابعدهم عن رحمته. وقوله قتل الانسان هذا الانسان المقصود به الكافر ليس كل انسان. المقصود به الكافر. كيف عرفت انه الكافر؟ بعده قال ما اكفره. فالانسان هنا - 00:05:10ضَ
قتل الانسان اي لعن وطرد وابعد واقصي عن رحمة الله. هذه الصيغة صيغة السب وشتم ولعن. قتل ثم بعدها قال ما اكفره هذي صيغة بلاغية سميها العلماء صيغة التعجب. تتعجب من شدة كفره - 00:05:30ضَ
طغيانه واستكباره. قتل الانسان ما اكفره. ما اشد كفره واشد اعراضه واشد عدم قبوله للحق ما اكفره! قتل الانسان ما اكفره. ثم قال بعدها. من اي شيء خلقه؟ هذه الصيغة صيغة استفهام - 00:05:50ضَ
وليس استفهام استفهام على حقيقته استعلام الله يعلم. لكنه استفهام انكار وتوبيخ ما قتل الانسان من اي شيء خلقه. استفهام كار استفهام تقرير ينكر عليه ويقرر عليه الوقت قتل من اي شيء خلق هذا الانسان حتى يتكبر؟ لماذا تتكبر؟ من وين انت حتى تتكبر؟ ما اصلك؟ من اي شيء خلقه؟ ثم اجاب - 00:06:10ضَ
سبحانه وتعالى قال من نطفة خلقه والنطفة هي الماء الرقيق القليل والكل يعرف النطفة هي الانسان الماء من اي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره. يقول خلقت انت ايها المتكبر المتغطرس المعرض - 00:06:40ضَ
الذي لا تقبل الحق انت اصلك جيفة اصلك ماء مهين خلقت من هذا الماء فلماذا تتكبر ماذا تتكبر؟ من اي من من نطفة خنقة فقدره. لما خلقه الله سبحانه وتعالى خلقه بتقدير. فقدره في بطن امه - 00:07:00ضَ
تقديرا عظيما فقدرنا فنعم القادرون وقدر الله سبحانه وتعالى مدة بقائه في بطن امه واشهرا من نطفة خلقه فقدره قال لما اوجز لك شفا يعني الايجاز اطناب من بلاغة القرآن الكريم. اوجز لك حياة الانسان في بطن امه. المرحلة الاولى كلها بكلمتين. من نطفة خلقهم فقد - 00:07:20ضَ
قدره ان يبقى هذه المراحل التي يمر بها ثم يخرج. قال ثم السبيل يسره. السبيل ما المراد به؟ اختلف المفسرون في معنى السبيل. فبعضهم قال السبيل هو سبيل الخير والشر. انا هديناه السبيل - 00:07:50ضَ
اما شاكرا واما كفورا. انا هديناه النجدين طريق الخير والشر ثم السبيل يسره يعني لما خلقه الله سبحانه وتعالى واوجده في هذه الدنيا وضعه بين له معالم الخير ومعالم الشر - 00:08:10ضَ
فاسلك طريق الخير او اسلك طريق الشر. هذا رأي وهذا قول لبعض المفسرين. والقول الثاني ثم السبيل يسره اي يسر له طريقه في خروجه من بطن امه. في خروجه. هو في بطن امه فقدر الله قدر الله له هذه المدة - 00:08:26ضَ
وهذه المراحل. لما انتهت السبيل يسره. جعل له لو لم ييسر الله له السبيل لما خرج. ولكن الله يسر له فهو سهل له السبيل. السبيل يسره. قولان للمفسرين الذي يؤيد سياق الاية والحديث - 00:08:46ضَ
عن هذا الانسان هو ان يقال ان السبيل هو خروجه من بطن امه. بدليل ما قبل الاية وما بعد الاية. حتى نتدبر ونتأمل نتأمل اكثر. قال من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم اماته فاقبره - 00:09:06ضَ
اذا هي تمر بمراحل حياة الانسان كلها. ثم اماته فاقبره. العجيب ايها الاخوة الحياة لم تذكر الحياة الدنيا طويت مرة بحقارتها وعدم التفات اليها. قدرها ثم السبيل يسره الى الدنيا خرج ثم اماته - 00:09:26ضَ
الحديث عن الدنيا وحياته ما ذكر وهذه الاية مثلها في سورة المؤمنون ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين قال فكسونا نظام الاحمد ثم انشأناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين. ثم انكم بعد ذلك لميتون. وين الحياة - 00:09:46ضَ
ما في ذكر لحقارتهم. لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح مو ببعوضة لا جناح بعوضة. يعني ما تسوى الدنيا شيء حتى إنسان يأمل فيها ويعيش لأجلها ويظلم ويكذب ويأخذ حقوق الناس ثم في اخر المطاف - 00:10:06ضَ
يوقف ويحاسب. على ويترك الدنيا وراءه. لن تخرج بشيء من هذه الدنيا. جئت ليس معك شيء. تخرج الا عملك الصالح. قال ثم اماته فاقبره. فاقبره غير ثمرة فرق بينهما. اقبره يعني امر بقبره. قبره يعني باشر دفنه. الله سبحانه وتعالى - 00:10:26ضَ
هذا يأمر ولا يباشر. ولذلك شف حتى هذه وقف عندها الامام الفراء وهو من علماء اللغة وقفة عجيبة. قال فرق بين قبره واقبره. اقبره امر بقبره. قبره باشر دفنه الفرق بينهم اماته الله هو الذي اماته لا يميته اي انسان الا الله ولا اي مخلوق. من خصائص الله اكبره هو الذي امر - 00:10:56ضَ
في قبره ثم اماته فاقبره هذا من يعني من من اكرام الله لهذا الانسان ان الله جعل له هذا القبر يكرم فيه ويدفن فيه لا كسائر الحيوانات تلقى في الطرقات وتأكلها السباع او تلقى في النفايات والزبالات هذا انسان كرمه الله سبحانه وتعالى - 00:11:26ضَ
جعل له هذا القبر الذي يحفظ فيه. الذي يحفظ فيه ثم اماته فاقبره. ثم اذا شاء انشره انشره يعني بعثه. اخرجه من قبره. يوم البعث والنشور نشرت الشيء على المنشر اي اخرجته ووضعته - 00:11:51ضَ
هو اخراج من القبور هو النشور يوم ثم اذا شاء انشره. لاحظ انه قال اذا شاء ما قال ثم انشره ثم اقبر قال ثم اذا شاء. لان يوم القيامة ما احد يعرفه. مخفي لا يعلمه الا الله. فالذي اذا اراد مجيئه هو الله الذي يريد - 00:12:11ضَ
مجيئه وحلول هذا اليوم. قال ثم اذا شاء انشره ثم قال بعدها كلا كلا زجر وردع لهذا الانسان الطاغية المسرف المعرض عن ذكر الله. يقول كلا لما يقظي ما امره يعني لم يقضي هذا الانسان حقوق ربه. بل اهملها وضيعها. وكلمة لما في لغة العرب تختلف عن لم - 00:12:31ضَ
لم للنفي المطلق. ولما لنفي سيأتي. يقول لك هل حضر زيد؟ تقول لما يحضر. يعني سيحضر لما تقول يقول لك هل حضر زيد؟ تقول لم يحضر. هذا خلاص مطلقا. لم يحضر. لما يعني سيحضر كلا لما - 00:13:01ضَ
يقضي ما امره اي لن تقوم الساعة حتى كل انسان يقضي ما امره. وهذا الانسان لم يقضي ما امره. لانها جاءت بالنفي. لم يقضي ما امره الله وفرضه عليه وشرعه له واوجبه عليه لم يقضي هذا الانسان ما امر - 00:13:21ضَ
حديث ايها الاخوة حديث عن خلق الانسان وايجاده وبيان الفرق بين المؤمن والكافر لان الله ذم في هذه ايات الكافر الطاغية المسرف. ومن دلالة المفهوم اذا ذم الله هذا فان ما سواه الذي - 00:13:41ضَ
ربه وعرف من اين جاء واين والى اين يذهب سيعرف حقوق الله وسيأتي بحقوق الله ما استطاع فرق بين هذا وهذا. السورة لما بينت عظمة هذا القرآن وموقف الناس المعرض والمستغني - 00:14:01ضَ
والمقبل على هذا القرآن الذي جاء يسعى بيان عظمة القرآن بيان اصل هذا الانسان من اين جاء؟ هذا المتكبر بعدما بين الله خلق هذا الانسان تأتي الايات بعدها تبين رزق هذا الانسان. رزق هذا فلينظر الانسان - 00:14:21ضَ
الى طعامه. رزق هذا الانسان خلقه ورزقه ثم نهايته. ثم نهاية فاذا جاءت الصخة. انتهى امره وهذا وهذا مصيره. ان شاء الله يأتي الحديث عن بيان رزق هذا الانسان ثم الحديث عن نهاية هذا الكون كله - 00:14:41ضَ
ومصير الخلق جميعا. اسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بما قلنا وبما سمعنا. وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين موفقين لكل خير الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:15:01ضَ
وسبحان الله وما انا من المشركين - 00:15:21ضَ