شرح (التفسير الميسر)

١٣. تفسير سورة البقرة | الشيخ د. عبدالله العنقري

عبدالله العنقري

من الشيطان الرجيم ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. الم تعلم ان الله على كل شيء قدير اي ما نبدل من اية او او نزلها من القلوب والاذهان. نأتي بانفع لكم منها - 00:00:00ضَ

او نأتي بمثلها في التكليف والثواب. ولكل حكمة. الم تعلم ايها النبي انت وامتك وان الله قادر لا يعجزه شيء. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:20ضَ

يقول الله عز وجل ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها النسخ في اللغة هو الازالة كما تقول العرب نسخت الشمس الظل والناس يطلق وله عدة معان - 00:00:40ضَ

وله عدة صور فمنه نسخ الحكم ونسخ النص الذي جاء فيه ومنه نسخ النص مع بقاء الحكم من ذلك مثال نسخ النص نسخ الحكم مع بقاء النص قول الله عز وجل - 00:01:00ضَ

اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة. فانه نسخ في الاية التي بعدها وبقي النص وتارة ينسخ الحكم وتارة ينسخ النص ويبقى الحكم مثل والشيخ والشيخة اذا زنيا فانكحوا فارجوهما - 00:01:27ضَ

البتة فالنسخ معلوم ومنصوص عليه في القرآن ومن حكمة الله البالغة ان الله تعالى يجعل احكاما لفترة معينة يعلمها علام الغيوب ثم انه سبحانه ينسخها كما ابيح نكاح المتعة ثم نسخ - 00:01:51ضَ

وكما ابيح في اول الاسلام امر الخمر ولم يجزم بتحريمه ثم نسخ في اثناء الصلاة لا يجوز ان يشرب احد الخمر عند الصلاة لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ثم نسخ بحمد الله بالكلية. والله عز وجل - 00:02:13ضَ

حكيم عليم تقول عائشة رضي الله عنها لو اول شيء نزل لا تشربوا الخمر لا تزنوا لقالوا لا ندعهما ابدا. لو ان هذه الاحكام منذ ان بعث النبي صلى الله عليه وسلم نزلت - 00:02:34ضَ

قبل ان تستقر في قلوبهم العقيدة والايمان الخوف والرجاء لما قبلوها لكن لما نسخ الله لما ثبت الله تعالى الايمان في قلوبهم ورسخ في قلوبهم سهل عليهم ان يطبقوا هذه الاحكام - 00:02:50ضَ

فكانت مؤقتة الى ان نسخت ولهذا لما نزل حكم الخمر في قوله تعالى انما الخمر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون الى قوله فهل انتم منتهون فتحوا ابوابهم وسكبوا دنان الخمر وقالوا انتهينا انتهينا. لان الايمان رسخ في قلوبهم. لكن لو نزل في مكة لا تشربوا الخمر مباشرة - 00:03:07ضَ

كما قالت ام المؤمنين قالوا لا ندعها ابدا الحاصل ان النسخ من حكم الله البالغة قد اجمع عليه المسلمون لا يحفل بتاتا بكلام الذين لا يعون ولا يفقهون كالمعتزلة واضرابهم - 00:03:35ضَ

ممن لهم تشبه باليهود ان اليهود هم الذين نفوا النسخ اهل الايمان على الاقرار. وهذه الاية دالة بصريح العبارة وهي من دلائل حكمة الله البالغة سبحانه. يقول تعالى ما ننسخ من اية او ننسها - 00:03:54ضَ

مما قد يرفعه الله تعالى نأتي بخير منها او مثلها وهذا من فضله عز وجل. يكون البديل اما مماثلا لهذا الذي نسخ او يكون خيرا منها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير - 00:04:10ضَ

نعم الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير اي اما علمت ايها النبي انتم وامتك وامتك انت وامتك ان الله تعالى هو المالك المتصرف في السماوات والارض - 00:04:26ضَ

يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويأمر عباده وينهاهم وينهاهم كيفما شاء وعليهم الطاعة والقبول والقبول والقبول وليعلم من عصى ان ليس لاحد من دون الله من ولي يتولاهم ولا نصير يمنعهم من عذاب الله - 00:04:48ضَ

الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض ومن له ملك السماوات والارض سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير. فالواجب على العباد الخضوع لامره سبحانه وبحمده والرضوخ وعدم التقدم بين يديه سبحانه - 00:05:12ضَ

وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير الولي الذي اليه المرد سبحانه. هو الله وحده لا شريك له فوجب على العبد مع هذا ان يسلم لربه فهو الذي له الملك - 00:05:29ضَ

وهو الذي على كل شيء قدير. وهو الذي اليه المرد والمصير سبحانه وبحمده فوجب على العبد ان يرضخ لحكمه وامره تعالى ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل - 00:05:45ضَ

ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل اي بل اتريدون ايها الناس ان تطلبوا من رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم اشياء بقصد العناد كما طلب مثل ذلك من من موسى عليه السلام - 00:06:00ضَ

واعلموا ان من من يختر الكفر ويترك ويترك الايمان من يختري الكفر ويترك الايمان من يختري الكفر ويترك ويترك الايمان فقد خرج عن صراط الله المستقيم الى الجهل ضلال نعم - 00:06:23ضَ

السؤال الذي يوجه لانبياء الله عليهم صلوات الله وسلامه يجب ان يكون سؤالا مؤدبا وفي محله وفيه نفع وقد نهيت هذه الامة عن الاسئلة التي لا خير فيها فان السؤال الذي في غير موضعه ولا - 00:06:45ضَ

فائدة فيه قد يترتب عليه شيء يضر الناس ولهذا نهينا في هذه الامة ان نسأل ما لا يليق وما لا ينبغي او ما لا فائدة فيه وكان بعض المنافقين يسألون النبي عليه الصلاة والسلام اسئلة على سبيل التعنت - 00:07:02ضَ

على سبيل على سبيل الله ينبغي نهوا عن ذلك وغظب عليه الصلاة والسلام من مثل هذا فمن الادب الا يسأل الانبياء الا ما يليق ان يسألوه ان لهم مقاما كريما والامر امر وحي - 00:07:20ضَ

والادب واجب على من يؤمن بالله ورسوله معهم ومع هذا الوحي ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل. موسى عليه الصلاة والسلام كان في امة في فيهم تعنت كثير جدا - 00:07:38ضَ

وكانوا يسألونه اسئلة لا تليق الله تعالى ولا تليق بنبي الله عليه الصلاة والسلام وكانوا يسألونهما لا يليق وما لا ينبغي وتعنتهم كثير وظاهر في كتاب الله عز وجل يطلبون من موسى - 00:07:53ضَ

ان يريهم الله تارة يطلبون منه ما لا يجوز ان يطلب من نبي من انبياء الله فحذر الله عز وجل هذه الامة ان تصنع صنيعها فان اولئك قوم فيهم قلة ادب الا من كان من الصالحين منهم فلا يليق - 00:08:13ضَ

للامة ان تسلك مسالك الهالكين ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره. ان الله على كل شيء قدير - 00:08:32ضَ

اي تمنى كثير من اهل الكتاب ان يرجعوكم بعد ايمانكم كفارا كما كنتم من قبل. تعبدون الاصنام بسبب الحقد الذي امتلأت به نفوسهم من بعد ما تبين لهم صدق النبي الله ورسوله محمد صلى الله - 00:08:54ضَ

الله عليه وسلم فيما جاء به فتجاوزوا عما كان منهم من اساءة وخطأ واصفحوا عن جهلهم حتى يأتي الله بحكمة بحكمه فيهم بقتالهم. وقد جاء ووقع وسيعاقبهم لسوء افعالهم. ان الله على كل شيء - 00:09:14ضَ

شيء قدير لا يعجزه شيء يخبر علام الغيوب الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء عن حال اهل الكتاب مع هذه الامة فان اهل الكتاب كانوا يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم حق المعرفة ويعرفون انه صادق - 00:09:36ضَ

ولكن عبثت بهم الاهواء والشياطين حتى صاروا على الحال الذي صاروا عليها من الهلاك الذي اصابهم في دنياهم والذلة والصغار العقاب الاليم والوخيم وهم باقون ومستمرون فحذر الله تعالى هذه الامة وبين مقاصد اهل الكتاب. وعلم انهم لا يمكن ان يحبوا لنا الخير - 00:09:57ضَ

وان محبتهم لنا انما هي في وقوعنا في الشر والضلال في ديننا ودنيانا ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا بعد ان من الله على هذه الامة بالايمان - 00:10:22ضَ

والهدى يتمنى اهل الكتاب ان تعود هذه الامة امة كافرة فاسدة فاجرة في دينها وفي اخلاقها ما السبب حسدا من عند انفسهم وهم قوم حساد قوم لا يريدون لهذه الامة الا ما يريده العدو المبغض ذي ذو الضغينة - 00:10:38ضَ

والحقد هذا هو ما يريد حسدا من عند انفسهم. هذا الحسد هل هو حسد جاهل لا يدري من بعد ما تبين لهم الحق وهذا هو الداء الذي لا شفاء له - 00:11:02ضَ

الا بعذاب في النار وقتال في الدنيا لان من يجهل يمكن ان يتعلم ومن يحسد يمكن ان يكون حسده ناشئا من جهل اذا زال جهله زال حسده لكن الحاسد الذي يحسد بعد ما تبين الحق - 00:11:18ضَ

هو عدو للحق. فلهذا عاد اهل الحق حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق في الفترة الاولى كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤمر بالصبر والصفح فاعفوا واصفحوا - 00:11:38ضَ

وكان يتحمل صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب شيئا كثيرا جدا قال حتى يأتي الله بامره فاتى الله بامره شرع جهادهم وقتالهم فاصابهم بحمد الله الذلة والصغار وكان اليهود ثلاثة وكانت اليهود ثلاث قبائل - 00:11:54ضَ

فاصاب الجميع ما اصابهم من الاجلاء والطرد عن المدينة في حال من الذلة والصغار بعد ان حوصروا ونزلوا على اساس ان يخرجوا من المدينة واصاب الهلاك بني قريظة الذين اجترأوا على نقض العهد مرتين. فان بني قريظة نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم عفا عنهم - 00:12:16ضَ

ثم لما جاءت الموقعة ذات الوقع الشديد على الناس حيث داهم المدينة ما لم يدهمها قط في غزوة الاحزاب من وجود عشرة الاف مقاتل وهذا العدد كبير جدا جدا في العرب - 00:12:43ضَ

لا تتصور ان هذا العدد مثل العدد الذي تسمعه الان فان المصيبة الكبيرة التي وقعت على المسلمين بقتل سبعين سماها الله تعالى مصيبة. لان السبعين قديما في العدد ليست كالسبعين الان - 00:13:00ضَ

جاء في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يحصى من يلفظ بالاسلام فاحصوا فوجدوا الفا وخمسمائة في فترة قطعا في فترة من الفترات ثم فتح الله عز وجل على الناس واسلموا حتى دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عشرة الاف - 00:13:14ضَ

الحاصل ان غزوة الاحزاب وقع فيها هذا الهول العظيم من مداهمة المدينة من تلك الاحزاب فعند ذلك نقض بنو قريظة مرة اخرى وهم خلف المسلمين لان القتال مع العدو الجنود الكثيرة امامك - 00:13:31ضَ

الذي خلفك عدو يمكن ان يصل الى النساء والاطفال وكان الامر في نقضهم هذه المرة شديدا فكان حكم الله تعالى فيهم ان يباد اعداء الله ابادة وقتلوا سبعمائة الى ثمانمائة في يوم واحد - 00:13:50ضَ

ولم يترك من ذلك الا النساء والذرية سبو وجاء الام للشافعي ان النبي صلى الله عليه وسلم باعهم في ثلاث جهات ايضا فكان ذلك من النكال وهذا الامر الذي امر الله وهذا الشيء الذي امر الله تعالى ان - 00:14:06ضَ

ينتظر حتى يأتي حتى يأتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير. ولا تزال عداوتهم. ويستحي الاستحالة تامة ان يحبوا اهل الاسلام او ان يرجوا لهم خيرا ولهذا يلعبون بقضايا المسلمين هذا اللعب منذ تلك السنين. ويكيدون لهم الكيد العظيم - 00:14:24ضَ

ويدخلون في داخل بلدانهم ويسعون فيما استطاعوا من افسادهم في اعراضهم ودينهم واخلاقهم واقتصادهم وكل شيء لانهم حقدة حقدة بعد ان تبين لهم الحق الواجب على الامة ان تعي امر اعداء الله من اليهود والنصارى. وان تكون على اشد ما يكون من الحذر منهم - 00:14:43ضَ

والوفاء بعقودهم وعهودهم شيء لكن امنهم واعتقاد صدقهم ومودتهم هذا من الحمق العظيم الدال على قلة علم الانسان في دينه ودنياه معا فان هؤلاء يتربصون بالامة الدوائر ويكيدون لها المكائد - 00:15:04ضَ

الواجب الحذر منهم فانه من اشد والد اعداء الله والايات صريحة ويأتينا قوله تعالى ان شاء الله في هذه الايات ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. فهذا هو الذي يرضيهم. فالذي يظن انه سيرظيهم بكذا وكذا - 00:15:25ضَ

من الامور فهو لا يعي امر دينه ولا دنياه نعم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما تعملون بصير اي واشتغلوا واشتغلوا ايها المؤمنون باداء الصلاة على وجهها الصحيح واعطاء الزكاة المفروضة واعلموا ان - 00:15:41ضَ

ان كل خير تقدمونه لانفسكم تجدون ثوابه عند الله في الاخرة انه تعالى بصير بكل اعمالكم. وسيجازيكم عليها. امر الله تعالى المؤمنين باقامة هذه الاركان الصلاة وايتاء الزكاة والاشتغال بطاعة الله تعالى. واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. ثم بين تعالى ان كل خير يقدمه العبد - 00:16:07ضَ

فانه يجده عند الله اذا كان فيه مخلصا. وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله. وهذا يعطي المؤمن ملاحظة امر الاخلاص. فان الخير الذي تقدمه والله تعالى سيجزيك عليه ان اخلصت به - 00:16:33ضَ

فلتكن همتك ونظرتك الى رضا الله والى ان تجده موفرا في القيامة. والا ينكد بشيء من العوارض التي تفسد الاعمال. وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه الله ان الله بما تعملون بصير - 00:16:50ضَ

وهذا يشعر والله اعلم المؤمن باهمية ان يجعل نظر ربه تعالى هو المقصد الاعلى والاسنى له الله تعالى يبصرك فيما عملت من عمل صالح من صيام من صدقة من صلاة - 00:17:07ضَ

من غيرها من الاعمال فما دام الله يبصرك فليهن عندك بصر كل احد سواه سبحانه وتعالى فعملك تجده والله يبصر سبحانه وتعالى وفي هذا والله اعلم ما يشعر باهمية ان يرقب الله تعالى وان يراد وحده بالاعمال - 00:17:22ضَ

نعم وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم. قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين اي ادعى كل من اليهود والنصارى ان الجنة خاصة بطائفة بطائفته لا يدخل - 00:17:41ضَ

غيرهم تلك اوهامهم الفاسدة قل لهم ايها الرسول احظروا دليلكم على صحة ما احضروا دليلكم على صحة ما تدعون ان كنتم صادقين في دعواكم. نعم. هذه من الاماني الاشياء التي يتعلل بها - 00:18:03ضَ

المفلسون اليهود والنصارى وهذا يدل على ان الاماني الفارغة انها لا تكون من ذوي الرشاد وذوي الايمان اليهود والنصارى يتمنون هذه الاماني جنة عرضها السماوات والارض اعدها الله لاهل التقوى واهل الايمان - 00:18:27ضَ

من الجن والانس اجمعين على مدار منذ ادم البشر الى اخر نسمة من المؤمنين وفي الجن جميع المؤمنين وبين الله طريقها على السنة رسله عليهم الصلاة والسلام وبما انزل من الكتب - 00:18:49ضَ

فمن اطاع الرسول المبعوث اليه فهو من اهل الجنة ممن كان قبلنا في قوم نوح في قوم هود في قوم صالح في قوم موسى في قوم عيسى لكل احد وفي هذه الامة بين الله على - 00:19:09ضَ

لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وبما انزل تعالى في كتابه الطريق الذي يصل به المؤمن الى الجنة بتقوى الله والاخلاص له تعالى واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم ادعت اليهود ان الجنة لهم دون غيرهم من النصارى او من المسلمين او من اي احد - 00:19:25ضَ

وقالت كل طائفة منهم ان الجنة لنا. وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا يعني قال هذا اليهود او نصارى اي قال هذا النصارى المراد ان اليهود قالوا ان الجنة لهم - 00:19:43ضَ

والنصارى قالت ان الجنة لهم. قال تعالى تلك امانيهم والاماني ما لا نهاية التعلل الظنون الكاذبة والاوهام التي لا اثر لها هذي يستطيعها كل احد. وهي صنيع المفلس الذي لا عمل عنده ولا علم - 00:19:57ضَ

قال تعالى قل هاتوا برهانكم الدليل المبين على ان الجنة لكم ما هو؟ ما البرهان قطعا لا برهان عندهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 00:20:18ضَ

اي ليس الامر كما زعموا ان الجنة تختص بطائفة دون غيرها. وانما يدخل الجنة من اخلص لله وحده وحده لا شريك له وهو متبع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كل اقواله واعماله فمن - 00:20:41ضَ

فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه في الاخرة وهو دخول الجنة وهم لا يخافون فيما يستقبلونه الامر الاخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا. نعم بين تعالى الطريق - 00:21:01ضَ

الذي به يوصل الى الجنة من اسلم وجهه لله وهو محسن هذه الاية تضمنت كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى شرطي قبول العمل الاخلاص والمتابعة اسلم وجهه لله على حال من الاخلاص - 00:21:19ضَ

وهو محسن ولا يكون محسنا الا اذا كان متبعا اذ ليس المحسن من ينشئ العمل من تلقاء نفسه دون دليل. فان هذا يصنعه كل احد من المشركين ومن غيرهم ويتقربون الى الله بما يظنون انه يقربهم وهو - 00:21:39ضَ

اشد ما يبعده منه تعالى فمعنى قوله من اسلم وجهه لله وهو محسن لا يمكن ان يكون الا فيمن جاء لله تعالى مخلصا متبعا للنبي المبعوث اليه. وقولوا هنا متبعا لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم يعني في هذه الامة والا فهذا في جميع الامم قبلنا. من اخلص لله واتبع - 00:21:59ضَ

الرسول الذي بعث اليه قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وهو الناجي والذين كانوا زمن نوح ممن اسلموا الوجه لله واخلصوا له تعالى واتبعوا نوحا هؤلاء ناجون. وهكذا من كانوا من قوم هود ومن قوم صالح ومن قوم ابراهيم ومن قوم موسى - 00:22:20ضَ

من قوم عيسى ممن كانوا على طريق الانبياء ولم يغيروا ولم يبدلوا. الى ان بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فانقطع طريق الى الجنة الا من الطريق الذي جعله الله تعالى على لسان هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم - 00:22:40ضَ

فلا يمكن ان يسلم احد في الاخرة ولا يمكن ان يدخل الجنة بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الا اذا كان متبعا له صلى الله عليه وسلم فمن اسلم وجهه لله تعالى واتبع محمدا صلى الله عليه وسلم وهو محسن هذا الذي له اجره عند الله - 00:23:00ضَ

وليس عليه خوف والخوف مما يستقبل ولا يصيبه حزن مما يفوته فهذا هو الطريق الحقيقي وهو طريق اهل العلم الراشدين الذين اذا تكلموا تكلموا بالبرهان كما قال تعالى قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين. فاما الاماني التي يقولها اليهود او يقولها النصارى فكما تقدم هذه اماني ليس لها - 00:23:19ضَ

حد وليس لها نهاية ويستطيعها. كل احد غير اليهود والنصارى من الوثنيين ومن البوذيين ومن اي احد الدعاوى شيء والعلم والبرهان شيء اخر - 00:23:45ضَ