Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض - 00:00:00ضَ
الصالحين في باب اداب المجلس والجليس وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو وبهؤلاء الدعوات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك يا ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين - 00:00:20ضَ
ما يهون علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط - 00:00:40ضَ
من لا يرحمنا. رواه الترمذي وقال حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مجلسا حتى يقول يعني عند قيامه من المجلس - 00:01:00ضَ
وقوله قلما مركبة من قل وما الكافة وهي زائدة وتستعمل كلمة قل ما تستعمل في النفي وتستعمل ايضا في الاثبات بحسب السياق والقرائن. الا يقول هؤلاء الدعوات اللهم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. اقسم لنا اي اجعل لنا قسما ونصيبا من - 00:01:20ضَ
يديك والخشية اخص من الخوف. لانها خوف مقرون بالعلم. وبعظمة المخشي بخلاف الخوف فقد يكون من ضعف الخائف. ومن قلة علمه بمن خاف منه. ولهذا قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده - 00:01:50ضَ
العلماء اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. اي ما يكون من خشيتك حائلا ومانعا لنا من ارتكاب مخالفتك ومعصيتك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك اي اقسم لنا من طاعتك ما تبلغنا به جنتك. بحيث نوفق الى الاعمال الصالحة. ومن اليقين - 00:02:10ضَ
ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اليقين هو اعلى درجات الايمان. فهو ايمان لا شك فيه. ولا تردد اجعلنا من اليقين ما اقسم لنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا بحيث يكون عندنا من - 00:02:40ضَ
اليقين ما نرزق به الصبر والاحتساب. لان الانسان اذا صبر واحتسب الاجر من اه وعلم ان هذه المصيبة من الله فان ذلك يهون عليه المصيبة. ولهذا قال علقمة رحمه الله - 00:03:00ضَ
في قوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من الله فيرضى ويسلم فمتى علم ان المصيبة من الله ورضي بذلك وصبر واحتسب الاجر عند الله هانت عنده هذه - 00:03:20ضَ
المصيبة ولهذا قال من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ثم قال اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما ابقيتنا. اي اجعلنا نتمتع بهذه القوى وهذه الحواس. مدة حياتنا بحيث تكون بعدنا كالميراث الذي يخلفه الميت. اي اننا نتمتع بها في حياتنا - 00:03:40ضَ
متعنا باسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما ابقيتنا واجعلها الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا الثأر في الاصل هو الاخذ بالدم. اي اجعلنا نستأثر على من ظلمنا بحيث تقتص لنا منه - 00:04:10ضَ
اما في الدنيا واما في الاخرة. ولهذا قال واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا سواء كانت العداوة في الدين ام كانت في الدنيا؟ اينصرن على اعدائنا وعلى اعدائك؟ والعدو ضد - 00:04:30ضَ
وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. المصائب نوعان مصائب دين ومصائب دنيا فمصائب الدين كالشرك والكفر والبدع والمعاصي والفتن التي تصد الانسان عن دين الله عز وجل لان كل ما يصد عن الدين فهو مصيبة. ومصائب دنيا من الامراض وتلف الاموال - 00:04:50ضَ
قال وفقد الاحبة ونحو ذلك. واعظم المصائب هي مصائب الدين. لان مصائب الدنيا وان عظمت فان انها تهون في جانب مصائب الدين لانها هي الاعظم. لان خسارة الدين امر عظيم. قال الله عز وجل قل ان الخاسرين - 00:05:20ضَ
ان الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة. فسأل الله عز وجل الا يجعل مصيبته في دينهم. ولا تجعل مصيبته انا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. لا تجعل الدنيا اكبر همنا بحيث - 00:05:40ضَ
ننغمس فيها ونلهو فيها ونترك ما خلقنا لاجله من الاخرة. ولا مبلغ علمنا بحيث اننا لا افكر ولا ندري عن الاخرة وهذا من شأن الكفار كما قال الله عز وجل يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم - 00:06:00ضَ
عن الاخرة هم غافلون. فعلى الانسان ان يتفكر في امره. وان لا يجعل الدنيا هي اكبر همه. ان منها ما حصل فرح واستبشر وان فقد منها ما فقد فانه يكون على الظد من ذلك. ولهذا قال ولا تجعل الدنيا اكبر - 00:06:20ضَ
ورا همنا ولا مبلغ علمنا. ثم قال ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. اي لا تسلط علينا بسبب ذنوبنا من لا يخافك من الخلق. ولا يرحمنا بحيث يكون منه البطش. ويكون منه القتل - 00:06:40ضَ
او نحو ذلك. وهذا التسليط يكون بحكمة الله عز وجل بسبب ذنوب العباد. لان كل كما يصيب العباد من المصائب فانها بما كسبت ايديهم. كما قال عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر - 00:07:00ضَ
بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. وقال عز وجل وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. فهذا الدعاء من الادعية الجامعة التي ينبغي للانسان ان يحفظها - 00:07:20ضَ
يدعو بها عند ختام مجلسه وفي صلاته وفي غير ذلك لانه من الادعية المأثورة عن النبي صلى الله الله عليه وسلم واعلم ان الادعية الواردة في الكتاب والسنة هي خير مما - 00:07:40ضَ
الانسان بنفسه لان بعض الادعية التي يختارها الانسان لنفسه او تكون مؤلفة من بعض الناس قد يكون فيها سوء ادب مع الله. فعلى الانسان ان يحرص على الادعية الواردة في الكتاب والسنة قدر المستطاع - 00:08:00ضَ
نعم قد يكون عند الانسان او للانسان حاجات ليست موجودة باعيانها وافرادها في نصوص الكتاب والسنة فلا حرج ان يدعو بذلك. ولكن ينبغي له ان يتأدب بحيث يختار من الالفاظ وما - 00:08:20ضَ
تشتمل عليه من المعاني ما لا يكون فيه سوء ادب مع الله عز وجل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:40ضَ