بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد - 00:00:00
قال باب قول اللهم اغفر لي ان شئت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله فهذه الكلمة اللهم اغفر لي ان شئت هذه غير لائقة في حق الله سبحانه وتعالى - 00:00:20
ونهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقول العبد لله اغفر لي ان شئت بل يقول اللهم اغفر لي وارحمني ليعزم المسألة ولا يجعل فيها استثناء فان الله قال صلى الله عليه وسلم - 00:00:44
فان الله لا مكره له نعم وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت - 00:01:01
ليعزم المسألة فان الله لا مكره له ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. فهذه الكلمة فيها محذوران. اللهم اغفر لي ان شئت احدهما انه يفهم منها ان الله سبحانه وتعالى - 00:01:18
له من يكرهه على الفعل والله جل وعلا لا مكره له يفعل ما يشاء سبحانه وتعالى والامر الثاني ان هذا الطلب فيه فتور كانه يقول ان حصل هذا والا فليس بلازم - 00:01:44
اغفر لي ان شئت يعني ان حصل والا فليس بلازم وهذا لفظ منهي عنه في حق الله جل وعلا نعم وقال الشارح الشيخ عبدالرحمن ابن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد - 00:02:08
قوله باب قول اللهم اغفر لي ان شئت يعني ان ذلك لا يجوز لورود النهي عنه في حديث الباب قال المصنف رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي - 00:02:26
ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله لا مكره له ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه بخلاف العبد فانه قد يعطي السائل مسألته لحاجته اليه - 00:02:47
او لخوفه او رجائه فيعطيه مسألته وهو كاره فاللائق بالسائل للمخلوق ان يعلق حصول حاجته على مشيئة المسؤول مخافة ان يعطيه وهو كاره بخلاف رب العالمين فانه تعالى لا يليق به ذلك - 00:03:08
لكمال غناه عن جميع خلقه وكمال جوده وكرمه وكلهم فقير اليه. محتاج لا يستغني عن ربه طرفة عين وعطاؤه كلام نعم فالمحظور من هذا والله اعلم لا يقول الله لي ربه اغفر لي ان شئت - 00:03:31
لانه كانه يقول ان حصل المطلوب والا فليس بلازم مع انه مضطر اليه مضطر الى ما يطلبه من ربه سبحانه وتعالى هذا من قبل العبد انه ليس يعني يدعو الله وهو ليس - 00:03:54
آآ ليس حريص ليس بحريص يقول ان حصل والا فمع انه باشد الحاجة الى ذلك والامر الثاني وهو اعظم ان هذا يفهم منه ان الله يعطي وهو مكره ولكن يضطره - 00:04:15
الموقف من ان يترك العبد وهذا منفي عن الله سبحانه وتعالى. هذا المعنى منفي عن الله عز وجل على كل حال المطلوب ان يعزم المسألة بدعوى في دعائه لربه ولا يتردد في حصول الطلب - 00:04:43
فان الله اول شيء لا مكره له حتى تقول ان شئت نعم والامر الثاني ان الله يحب ان يرحم عباده وهو لا يكرهه احد على ما يفعل سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء - 00:05:05
ويختار نعم بخلاف رب العالمين فانه تعالى لا يليق به ذلك لكمال غناه عن جميع خلقه وكمال جوده وكرمه وكلهم فقير اليه محتاج لا يستغني عن ربه طرفة عين وعطاؤه كلام - 00:05:28
وعطاؤه سبحانه وتعالى كلام بان يقول للشيء كن فيكون ولا يتردد في اكرامه لعبده اذا دعاه توسل اليه وتضرع اليه فانه جواد كريم يبادر سبحان بقظاء حاجة عبده وهو القريب المجيب - 00:05:49
السميع البصير الغني الكريم غني كريم جمع بين الصفتين انه غني وانه كريم نعم وفي الحديث يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة يمين الله اي آآ الله جل وعلا كلتا يديه - 00:06:22
يمين سبحانه وتعالى فيمين الله ملأى بالخير لا يغيظها نفقة فهو ينفق ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فانه لم يغض ما في يمينه - 00:06:50
الله جل وعلا ينفق ولا ينقص ما عنده لا ينقص ما عنده من الخير والفظل والاحسان خلاف المخلوق فانه اذا انفق نقص ما عنده وقد ينقظي ما عنده وينتهي نعم - 00:07:13
وفي الحديث يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. سحاء الليل والنهار لانها لانه جل وعلا ينفق بالليل والنهار على عباده ومع هذا لا ينقص ما في يمينه سبحانه وتعالى - 00:07:38
بل يزيد وفضله سبحانه يتجدد وخيره يتكاثر فاذا انفق فانه لا ينقص ما عنده خلاف المخلوق فانه اذا انفق نقص ما عنده نعم ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض - 00:08:03
فانه لم يغض ما في يمينه وفي يده الاخرى القسط يخفضه ويرفعه نعم الله جل وعلا ينفق بغير حساب ولا يغيظ ما في يمينه من الخير وما في يمينه من العطاء والكرم والجود - 00:08:31
خلاف المخلوق فانه اذا انفق ينقص ما معه حتى ربما يتناهى ولا يبقى معه شيء اما الله جل وعلا فانه ينفق ولا يغيظ ذلك ما في يمينه ويده سحاء بالعطاء الليل والنهار - 00:08:56
ماذا انفق منذ خلق السماوات والارض لا يحصيه الا الله ومع هذا لم ينقص ما في يمينه سبحانه وتعالى نعم. وفي يده الاخرى القسط يخفضه ويرفعه القسط وهو العدل بين الناس - 00:09:22
نعم. يعطي تعالى لحكمة ويمنع لحكمة وهو الحكيم الخبير يعطي لحكمة ويمنع لحكمة آآ هو سبحانه الحكيم الخبير من كل تصرفاته وعطائه وفضله واحسانه مبني على الحكمة والحكمة وضع الشيء - 00:09:43
في موضعه هذه هي الحكمة نعم يعطي سبحانه وتعالى لحكمة ويمنع لحكمة وهو الحكيم الخبير فاللائق بمن سأل الله ان يعزم المسألة فانه لا يعطي عبده شيئا عن كراهة ولا عن عظم مسألة - 00:10:13
نعم فالله جل وعلا لا يقال له ان شئت اغفر لي ان شئت ارحمني ان شئت ليعزم المسألة وليقل اللهم اغفر لي اللهم ارحمني ويترك لفظة ان شئت لانها تشعر بان الله - 00:10:35
آآ يعطي وهو يكره او ان احدا يكرهه على افعاله جل وعلا وهو العزيز الحكيم الرؤوف الرحيم القدير على كل شيء الغني الذي لا يغيظ الانفاق من ما معه او ما عنده - 00:10:55
من الخير والبركات. نعم وقد قال بعض الشعراء في من يمدحه ويعظم فيها ويعظم في عين الصغير صغارها ويصغر في عين العظيم العظائم نعم هذا المتنبي يعظم في عين الصغير صغارها اي مسائل نعم. ويصغر في عين العظيم العظائم - 00:11:24
ويصغر في عين العظيم وهو الله جل وعلا العظائم فهي صغيرة بالنسبة الى الله جل وعلا لكمال غناه وكمال رحمته وكمال جوده نعم وهذا بالنسبة الى ما في نفوس ارباب الدنيا والا - 00:11:50
فان العبد يعطي تارة ويمنع اكثر ويعطي كرها والبخل عليه اغلب وبالنسبة الى حاله هذه فليس عطاؤه بعظيم واما ما يعطيه الله تعالى عباده فهو دائم مستمر يجود بالنوال قبل السؤال - 00:12:13
من حين وضعت النطفة في الرحم فنعمه على الجنين في بطن امه دارة يربيه احسن تربية فاذا وضعت امه عطف عليها فاذا وضعت امه عطف عليه والديه ورباه بنعمه حتى يبلغ اشده - 00:12:38
هذا ما ينزل من الله من الرحمة والاحسان الى العبد اولا وهو في بطن امه فان الله جل وعلا يراعيه في بطن امه ويحفظه حتى يخرج سليما بالولادة السليمة ثم يربيه بنعمه - 00:13:05
حتى يكبر يكسب يقدر على الكسب فهو جل وعلا مع عبده منذ كونه منذ كونه نطفة الى ما لا نهاية له نعم ورباه بنعمه حتى يبلغ اشده. يتقلب في نعم الله مدة حياته - 00:13:34
فان كانت حياته على الايمان والتقوى ازدادت نعم الله تعالى عليه اذا توفاه اضعافا مضاعفة فان كانت حياته على الايمان والتقوى ازدادت نعم الله تعالى عليه اذا توفاه اضعاف اضعاف ما - 00:14:04
كان عليه في الدنيا من النعم التي لا يقدر قدرها الا الله مما اعده الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين ولا يزال نعم الله على العبد تتوالى منذ كونه في بطن امه - 00:14:25
ثم اخراجه الى الدنيا والله يرزقه ثم بعد ذلك اذا كبر فان فظل الله عليه دار الى ان ينتهي اجله والله ينفق عليه ويقدر له يقدر له الغنى ويرفع عنه الفقر - 00:14:45
ويكسبه الاموال كل ذلك من فظله واحسانه على هذا الانسان ولكن الانسان قل ان يشكر الله سبحانه وتعالى ويعرف هذه النعم من الله فيحمده عليها بسبب جهله بالله وبسبب غفلته عن الله جل وعلا - 00:15:14
نعم. فان كانت حياته على الايمان والتقوى ازدادت نعم الله تعالى عليه اذا توفاه اضعاف اضعاف ما كان عليه في الدنيا من النعم التي لا يقدر قدرها الا اه مما اعده الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين - 00:15:46
وكل ما يناله العبد في الدنيا من النعم وان كان بعضها على يد مخلوق فهو باذن الله وارادته واحسانه الى عبده نعم والمخلوق انما هو سبب فقط واما المسبب والمتفظل - 00:16:06
فهو الله سبحانه وتعالى ولكن المخلوق يحمد على حسب ما يقوم به من من الخير وما يقوم به من العمل نحو من يحسن اليه يحمد على ذلك بقدر ما يحصل بقدر ما يحصل منه من الفضل والاحسان - 00:16:27
واما الحمد المطلق والفظل المطلق هو من الله جل وعلا نعم وكل ما يناله العبد في الدنيا من النعم وان كان بعضها على يد مخلوق فهو باذن الله وارادته واحسانه الى عبده - 00:17:01
والله تعالى هو المحمود على النعم كلها فهو الذي شاءها وقدراها واجراها عن كرمه وجوده وفضله فله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ولهذا قال الله جل وعلا وما بكم من نعمة - 00:17:18
فمن الله نعم. فله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون. يعني تدعون الله جل وعلا ترفعون اصواتكم - 00:17:41
بالدعاء ليزيل الله عنكم هذه الكربة فانتم تدعونه لانزال الخير وتدعونه لرفع الشر عنكم نعم وقد يمنع سبحانه عبده اذا سأله لحكمة وعلم بما بما يصلح عبده من العطاء والمنع - 00:17:59
نعم قد يسأله الله لقد يسأل الله قد يسأل العبد ربه فيؤخر الاجابة عنه لحكمة عظيمة لعلمه ان هذا غير مناسب في هذا الوقت فيجريه له في وقت اخر احوج ما يكون - 00:18:24
اليه فهو يعلم احوال العبد وما يحتاج اليه في كل حالة فينزل عليه الفضل والاحسان في كل اوقاته وساعاته وفي كل احواله وهو يعلم سبحانه وتعالى ما يصلح هذا الانسان - 00:18:48
وما يصلح له فيعطيه عن علم وحكمة وارادة غالبة جل وعلا نعم وقد يمنع سبحانه عبده اذا سأله لحكمة وعلم بما يصلح عبده من العطاء والمنع وقد يؤخر ما سأله عبده لوقته المقدر - 00:19:13
او ليعطيه اكثر فتبارك الله رب العالمين. فلذلك جاء النهي ان الانسان يقول قد سألت وسألت فلم ارى يستجاب لي ثم يترك الدعاء الله جل وعلا يحثه على مداومة الدعاء من الله جل وعلا ولا ييأس ولا يقنط - 00:19:40
قد يكون تأخير الاجابة من صالحه الله اعلم سبحانه وتعالى بما يصلحه فيوخر الاجابة لان ذلك من مصالحه اذ لو اجابه في الحال نتضرر والله اعلم بمصالح عبادي فعلى العبد ان يدعو الله ويكثر من الدعاء - 00:20:03
ويداوم على الدعاء ولا ييأس ويقول انا دعوت ودعوت فلم اره يستجاب لي ثم يترك الدعاء. نعم. وقوله ولمسلم وليعظم الرغبة اي في سؤاله ربه حاجته فانه سبحانه يعطي العظائم كرما وجودا واحسانا - 00:20:28
نعم ولا يقول هذا ما يليق بي ان اسأل الله هذا هذا الشيء بل الله جل وعلا لا يتعاظمه شيء اعطاه فيعظم الرغبة عند الله ويعظم المسألة من الله والله يحب ذلك من عبده - 00:20:52
ويقدر على اعطاء عبده ما يليق به وباحواله يكل الامر الى الله سبحانه وتعالى ولا يقول انا قد دعوت ودعوت فلم اره يستجاب لي ثم يترك الدعاء نعم فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. اي - 00:21:14
ليس شيء عنده يعظم. وان عظم في نفس المخلوق. نعم. لان سائر المخلوق لا يسأله الا ما يهون عليه بخلاف رب العالمين فان عطاءه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:21:39
نعم والله جل وعلا يعطي وينفق الليل والنهار ولا يعلم مقدار عطائه الا هو سبحانه وتعالى فانه منذ خلق السماوات والارض وهو ينفق على عباده ولا ينقص ذلك مما في يمينه سبحانه وتعالى - 00:22:02
بخلاف المخلوق فانه اذا انفق نقص ما عنده وقد ينتهي ما عنده اما الله جل وعلا فانه لا تنقصه تنقص فضله واحسانه النفقة على عباده. نعم. فان عطاءه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:22:27
عطاؤه لا يكلفه شيئا سبحانه وتعالى انما يقول للشيء كن فيكون ولا ينال الله جل وعلا في ذلك مشقة كما ينال العبد وانما هذا يزيد من كمال الله وجلاله وعظمته نعم - 00:22:53
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره لا اله غيره ولا رب سواه سبحانه وتعالى. نعم قال المصنف رحمه الله فيه مسائل الاولى النهي عن الاستثناء في الدعاء ان يقول ان شئت اغفر لي ان شئت ارحمني - 00:23:18
ان شئت وتعليل ذلك فان الله لا مكره له نعم الثانية بيان العلة في ذلك لان الله لا مكره له هذه العلة. الثالثة قوله ليعزم المسألة ليعزم المسألة ولا يتردد - 00:23:41
او يقول هذا يعني يستحي من ربه ان ان يسأله فليسأله كل شيء نعم الرابعة اعظام الرغبة عظام الرغبة ولا يقول ان شئت اعطني ان شئت ارحمني ان شئت بل يعظم الرغبة من الله - 00:24:00
ويعزم المسألة والله جل وعلا لا مكره له نعم. الخامسة التعليل لهذا الامر. ان الله لا مكره له بل هو يفعل ما يشاء سبحانه نعم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:24:23
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد - 00:00:00
قال باب قول اللهم اغفر لي ان شئت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله فهذه الكلمة اللهم اغفر لي ان شئت هذه غير لائقة في حق الله سبحانه وتعالى - 00:00:20
ونهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقول العبد لله اغفر لي ان شئت بل يقول اللهم اغفر لي وارحمني ليعزم المسألة ولا يجعل فيها استثناء فان الله قال صلى الله عليه وسلم - 00:00:44
فان الله لا مكره له نعم وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت - 00:01:01
ليعزم المسألة فان الله لا مكره له ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. فهذه الكلمة فيها محذوران. اللهم اغفر لي ان شئت احدهما انه يفهم منها ان الله سبحانه وتعالى - 00:01:18
له من يكرهه على الفعل والله جل وعلا لا مكره له يفعل ما يشاء سبحانه وتعالى والامر الثاني ان هذا الطلب فيه فتور كانه يقول ان حصل هذا والا فليس بلازم - 00:01:44
اغفر لي ان شئت يعني ان حصل والا فليس بلازم وهذا لفظ منهي عنه في حق الله جل وعلا نعم وقال الشارح الشيخ عبدالرحمن ابن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد - 00:02:08
قوله باب قول اللهم اغفر لي ان شئت يعني ان ذلك لا يجوز لورود النهي عنه في حديث الباب قال المصنف رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي - 00:02:26
ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله لا مكره له ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه بخلاف العبد فانه قد يعطي السائل مسألته لحاجته اليه - 00:02:47
او لخوفه او رجائه فيعطيه مسألته وهو كاره فاللائق بالسائل للمخلوق ان يعلق حصول حاجته على مشيئة المسؤول مخافة ان يعطيه وهو كاره بخلاف رب العالمين فانه تعالى لا يليق به ذلك - 00:03:08
لكمال غناه عن جميع خلقه وكمال جوده وكرمه وكلهم فقير اليه. محتاج لا يستغني عن ربه طرفة عين وعطاؤه كلام نعم فالمحظور من هذا والله اعلم لا يقول الله لي ربه اغفر لي ان شئت - 00:03:31
لانه كانه يقول ان حصل المطلوب والا فليس بلازم مع انه مضطر اليه مضطر الى ما يطلبه من ربه سبحانه وتعالى هذا من قبل العبد انه ليس يعني يدعو الله وهو ليس - 00:03:54
آآ ليس حريص ليس بحريص يقول ان حصل والا فمع انه باشد الحاجة الى ذلك والامر الثاني وهو اعظم ان هذا يفهم منه ان الله يعطي وهو مكره ولكن يضطره - 00:04:15
الموقف من ان يترك العبد وهذا منفي عن الله سبحانه وتعالى. هذا المعنى منفي عن الله عز وجل على كل حال المطلوب ان يعزم المسألة بدعوى في دعائه لربه ولا يتردد في حصول الطلب - 00:04:43
فان الله اول شيء لا مكره له حتى تقول ان شئت نعم والامر الثاني ان الله يحب ان يرحم عباده وهو لا يكرهه احد على ما يفعل سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء - 00:05:05
ويختار نعم بخلاف رب العالمين فانه تعالى لا يليق به ذلك لكمال غناه عن جميع خلقه وكمال جوده وكرمه وكلهم فقير اليه محتاج لا يستغني عن ربه طرفة عين وعطاؤه كلام - 00:05:28
وعطاؤه سبحانه وتعالى كلام بان يقول للشيء كن فيكون ولا يتردد في اكرامه لعبده اذا دعاه توسل اليه وتضرع اليه فانه جواد كريم يبادر سبحان بقظاء حاجة عبده وهو القريب المجيب - 00:05:49
السميع البصير الغني الكريم غني كريم جمع بين الصفتين انه غني وانه كريم نعم وفي الحديث يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة يمين الله اي آآ الله جل وعلا كلتا يديه - 00:06:22
يمين سبحانه وتعالى فيمين الله ملأى بالخير لا يغيظها نفقة فهو ينفق ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فانه لم يغض ما في يمينه - 00:06:50
الله جل وعلا ينفق ولا ينقص ما عنده لا ينقص ما عنده من الخير والفظل والاحسان خلاف المخلوق فانه اذا انفق نقص ما عنده وقد ينقظي ما عنده وينتهي نعم - 00:07:13
وفي الحديث يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. سحاء الليل والنهار لانها لانه جل وعلا ينفق بالليل والنهار على عباده ومع هذا لا ينقص ما في يمينه سبحانه وتعالى - 00:07:38
بل يزيد وفضله سبحانه يتجدد وخيره يتكاثر فاذا انفق فانه لا ينقص ما عنده خلاف المخلوق فانه اذا انفق نقص ما عنده نعم ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض - 00:08:03
فانه لم يغض ما في يمينه وفي يده الاخرى القسط يخفضه ويرفعه نعم الله جل وعلا ينفق بغير حساب ولا يغيظ ما في يمينه من الخير وما في يمينه من العطاء والكرم والجود - 00:08:31
خلاف المخلوق فانه اذا انفق ينقص ما معه حتى ربما يتناهى ولا يبقى معه شيء اما الله جل وعلا فانه ينفق ولا يغيظ ذلك ما في يمينه ويده سحاء بالعطاء الليل والنهار - 00:08:56
ماذا انفق منذ خلق السماوات والارض لا يحصيه الا الله ومع هذا لم ينقص ما في يمينه سبحانه وتعالى نعم. وفي يده الاخرى القسط يخفضه ويرفعه القسط وهو العدل بين الناس - 00:09:22
نعم. يعطي تعالى لحكمة ويمنع لحكمة وهو الحكيم الخبير يعطي لحكمة ويمنع لحكمة آآ هو سبحانه الحكيم الخبير من كل تصرفاته وعطائه وفضله واحسانه مبني على الحكمة والحكمة وضع الشيء - 00:09:43
في موضعه هذه هي الحكمة نعم يعطي سبحانه وتعالى لحكمة ويمنع لحكمة وهو الحكيم الخبير فاللائق بمن سأل الله ان يعزم المسألة فانه لا يعطي عبده شيئا عن كراهة ولا عن عظم مسألة - 00:10:13
نعم فالله جل وعلا لا يقال له ان شئت اغفر لي ان شئت ارحمني ان شئت ليعزم المسألة وليقل اللهم اغفر لي اللهم ارحمني ويترك لفظة ان شئت لانها تشعر بان الله - 00:10:35
آآ يعطي وهو يكره او ان احدا يكرهه على افعاله جل وعلا وهو العزيز الحكيم الرؤوف الرحيم القدير على كل شيء الغني الذي لا يغيظ الانفاق من ما معه او ما عنده - 00:10:55
من الخير والبركات. نعم وقد قال بعض الشعراء في من يمدحه ويعظم فيها ويعظم في عين الصغير صغارها ويصغر في عين العظيم العظائم نعم هذا المتنبي يعظم في عين الصغير صغارها اي مسائل نعم. ويصغر في عين العظيم العظائم - 00:11:24
ويصغر في عين العظيم وهو الله جل وعلا العظائم فهي صغيرة بالنسبة الى الله جل وعلا لكمال غناه وكمال رحمته وكمال جوده نعم وهذا بالنسبة الى ما في نفوس ارباب الدنيا والا - 00:11:50
فان العبد يعطي تارة ويمنع اكثر ويعطي كرها والبخل عليه اغلب وبالنسبة الى حاله هذه فليس عطاؤه بعظيم واما ما يعطيه الله تعالى عباده فهو دائم مستمر يجود بالنوال قبل السؤال - 00:12:13
من حين وضعت النطفة في الرحم فنعمه على الجنين في بطن امه دارة يربيه احسن تربية فاذا وضعت امه عطف عليها فاذا وضعت امه عطف عليه والديه ورباه بنعمه حتى يبلغ اشده - 00:12:38
هذا ما ينزل من الله من الرحمة والاحسان الى العبد اولا وهو في بطن امه فان الله جل وعلا يراعيه في بطن امه ويحفظه حتى يخرج سليما بالولادة السليمة ثم يربيه بنعمه - 00:13:05
حتى يكبر يكسب يقدر على الكسب فهو جل وعلا مع عبده منذ كونه منذ كونه نطفة الى ما لا نهاية له نعم ورباه بنعمه حتى يبلغ اشده. يتقلب في نعم الله مدة حياته - 00:13:34
فان كانت حياته على الايمان والتقوى ازدادت نعم الله تعالى عليه اذا توفاه اضعافا مضاعفة فان كانت حياته على الايمان والتقوى ازدادت نعم الله تعالى عليه اذا توفاه اضعاف اضعاف ما - 00:14:04
كان عليه في الدنيا من النعم التي لا يقدر قدرها الا الله مما اعده الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين ولا يزال نعم الله على العبد تتوالى منذ كونه في بطن امه - 00:14:25
ثم اخراجه الى الدنيا والله يرزقه ثم بعد ذلك اذا كبر فان فظل الله عليه دار الى ان ينتهي اجله والله ينفق عليه ويقدر له يقدر له الغنى ويرفع عنه الفقر - 00:14:45
ويكسبه الاموال كل ذلك من فظله واحسانه على هذا الانسان ولكن الانسان قل ان يشكر الله سبحانه وتعالى ويعرف هذه النعم من الله فيحمده عليها بسبب جهله بالله وبسبب غفلته عن الله جل وعلا - 00:15:14
نعم. فان كانت حياته على الايمان والتقوى ازدادت نعم الله تعالى عليه اذا توفاه اضعاف اضعاف ما كان عليه في الدنيا من النعم التي لا يقدر قدرها الا اه مما اعده الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين - 00:15:46
وكل ما يناله العبد في الدنيا من النعم وان كان بعضها على يد مخلوق فهو باذن الله وارادته واحسانه الى عبده نعم والمخلوق انما هو سبب فقط واما المسبب والمتفظل - 00:16:06
فهو الله سبحانه وتعالى ولكن المخلوق يحمد على حسب ما يقوم به من من الخير وما يقوم به من العمل نحو من يحسن اليه يحمد على ذلك بقدر ما يحصل بقدر ما يحصل منه من الفضل والاحسان - 00:16:27
واما الحمد المطلق والفظل المطلق هو من الله جل وعلا نعم وكل ما يناله العبد في الدنيا من النعم وان كان بعضها على يد مخلوق فهو باذن الله وارادته واحسانه الى عبده - 00:17:01
والله تعالى هو المحمود على النعم كلها فهو الذي شاءها وقدراها واجراها عن كرمه وجوده وفضله فله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ولهذا قال الله جل وعلا وما بكم من نعمة - 00:17:18
فمن الله نعم. فله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. قال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون. يعني تدعون الله جل وعلا ترفعون اصواتكم - 00:17:41
بالدعاء ليزيل الله عنكم هذه الكربة فانتم تدعونه لانزال الخير وتدعونه لرفع الشر عنكم نعم وقد يمنع سبحانه عبده اذا سأله لحكمة وعلم بما بما يصلح عبده من العطاء والمنع - 00:17:59
نعم قد يسأله الله لقد يسأل الله قد يسأل العبد ربه فيؤخر الاجابة عنه لحكمة عظيمة لعلمه ان هذا غير مناسب في هذا الوقت فيجريه له في وقت اخر احوج ما يكون - 00:18:24
اليه فهو يعلم احوال العبد وما يحتاج اليه في كل حالة فينزل عليه الفضل والاحسان في كل اوقاته وساعاته وفي كل احواله وهو يعلم سبحانه وتعالى ما يصلح هذا الانسان - 00:18:48
وما يصلح له فيعطيه عن علم وحكمة وارادة غالبة جل وعلا نعم وقد يمنع سبحانه عبده اذا سأله لحكمة وعلم بما يصلح عبده من العطاء والمنع وقد يؤخر ما سأله عبده لوقته المقدر - 00:19:13
او ليعطيه اكثر فتبارك الله رب العالمين. فلذلك جاء النهي ان الانسان يقول قد سألت وسألت فلم ارى يستجاب لي ثم يترك الدعاء الله جل وعلا يحثه على مداومة الدعاء من الله جل وعلا ولا ييأس ولا يقنط - 00:19:40
قد يكون تأخير الاجابة من صالحه الله اعلم سبحانه وتعالى بما يصلحه فيوخر الاجابة لان ذلك من مصالحه اذ لو اجابه في الحال نتضرر والله اعلم بمصالح عبادي فعلى العبد ان يدعو الله ويكثر من الدعاء - 00:20:03
ويداوم على الدعاء ولا ييأس ويقول انا دعوت ودعوت فلم اره يستجاب لي ثم يترك الدعاء. نعم. وقوله ولمسلم وليعظم الرغبة اي في سؤاله ربه حاجته فانه سبحانه يعطي العظائم كرما وجودا واحسانا - 00:20:28
نعم ولا يقول هذا ما يليق بي ان اسأل الله هذا هذا الشيء بل الله جل وعلا لا يتعاظمه شيء اعطاه فيعظم الرغبة عند الله ويعظم المسألة من الله والله يحب ذلك من عبده - 00:20:52
ويقدر على اعطاء عبده ما يليق به وباحواله يكل الامر الى الله سبحانه وتعالى ولا يقول انا قد دعوت ودعوت فلم اره يستجاب لي ثم يترك الدعاء نعم فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. اي - 00:21:14
ليس شيء عنده يعظم. وان عظم في نفس المخلوق. نعم. لان سائر المخلوق لا يسأله الا ما يهون عليه بخلاف رب العالمين فان عطاءه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:21:39
نعم والله جل وعلا يعطي وينفق الليل والنهار ولا يعلم مقدار عطائه الا هو سبحانه وتعالى فانه منذ خلق السماوات والارض وهو ينفق على عباده ولا ينقص ذلك مما في يمينه سبحانه وتعالى - 00:22:02
بخلاف المخلوق فانه اذا انفق نقص ما عنده وقد ينتهي ما عنده اما الله جل وعلا فانه لا تنقصه تنقص فضله واحسانه النفقة على عباده. نعم. فان عطاءه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:22:27
عطاؤه لا يكلفه شيئا سبحانه وتعالى انما يقول للشيء كن فيكون ولا ينال الله جل وعلا في ذلك مشقة كما ينال العبد وانما هذا يزيد من كمال الله وجلاله وعظمته نعم - 00:22:53
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره لا اله غيره ولا رب سواه سبحانه وتعالى. نعم قال المصنف رحمه الله فيه مسائل الاولى النهي عن الاستثناء في الدعاء ان يقول ان شئت اغفر لي ان شئت ارحمني - 00:23:18
ان شئت وتعليل ذلك فان الله لا مكره له نعم الثانية بيان العلة في ذلك لان الله لا مكره له هذه العلة. الثالثة قوله ليعزم المسألة ليعزم المسألة ولا يتردد - 00:23:41
او يقول هذا يعني يستحي من ربه ان ان يسأله فليسأله كل شيء نعم الرابعة اعظام الرغبة عظام الرغبة ولا يقول ان شئت اعطني ان شئت ارحمني ان شئت بل يعظم الرغبة من الله - 00:24:00
ويعزم المسألة والله جل وعلا لا مكره له نعم. الخامسة التعليل لهذا الامر. ان الله لا مكره له بل هو يفعل ما يشاء سبحانه نعم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:24:23