قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء

13 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|شبهات المشركين|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس الثالث عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له الصلاة والسلام على نبينا محمد. دعا الناس الى عبادة ربهم - 00:00:20ضَ

ونهاهم عن الشرك صغيره وكبيره اما بعد ايها الاخوة المستمعون نواصل الحديث معكم في موضوع العقيدة الاسلامية ونخص في هذه الحلقة بيان الشبه التي يدلي بها المشركون قديما وحديثا لتبرير ما هم عليه من الانحراف عن هذه العقيدة السليمة - 00:00:37ضَ

ونذكر الجواب عنها ان شاء الله فنقول انه بسبب رواج الشبه والحكايات التي ظل بها اكثر الناس واعتبروها ادلة يستندون اليها في تبرير ظلالهم وشركهم استمرؤوا ما هم عليه فكان لابد من كشف زيفها وبيان بطلانها ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة - 00:00:58ضَ

وهذه الشبه منها ما هو قديم ادلى به المشركون من الامم السابقة ومنها ما ومنها ما ادلى به مشركوا هذه الامة ومن هذه الشبه اولا شبهة تكاد تكون مشتركة بين طوائف المشركين - 00:01:24ضَ

في مختلف الامم وهي شبهة الاحتجاج بما كان عليه الاباء والاجداد. وانهم ورثوا هذه العقيدة خلفا عن سلف كما قال الله تعالى عنهم وكذلك ما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا اباءنا على امة - 00:01:43ضَ

وانا على اثارهم مقتدون وهذه حجة يلجأ اليها من يعجز عن اقامة الدليل على دعواه وهي حجة داحضة لا يقام لها وزن في سوق المناظرة فان هؤلاء الاباء الذين قلدوهم ليسوا على هدى. ومن كان كذلك لا تجوز متابعته والاقتداء به - 00:02:03ضَ

قال تعالى ردا عليهم قال اولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه اباءكم. وقال تعالى او لو كان اباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون وقال تعالى او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون - 00:02:27ضَ

وانما يكون الاقتداء بالاباء محمودا اذا كان الاباء على حق كما قال تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام انه قال واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ذلك من فضله - 00:02:45ضَ

بالله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون وقال تعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وشبهة الاحتجاج بما كان عليه الاباء متغلغلة في نفوس المشركين يقابلون بها دعوات الانبياء عليهم الصلاة والسلام. فقوم نوح لما قال لهم نوح عليه السلام - 00:03:04ضَ

يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره افلا تتقون؟ فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا الا بشر مثلكم ان يتفضل عليكم ولو شاء الله لانزل ملائكة ما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين - 00:03:34ضَ

فجعلوا ما عليه اباؤهم الاولون حجة يعارضون بها ما جاءهم به نبيهم نوح عليه الصلاة والسلام وقوم صالح يقولون له اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا وقوم ابراهيم يقولون له بل وجدنا ابائنا كذلك يفعلون - 00:03:52ضَ

وفرعون يقول لموسى عليه السلام فما بال القرون الاولى ومشرك العرب يقولون لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة ان هذا الا اختلاط - 00:04:13ضَ

ومن الشبه التي يدلي بها عباد القبور اليوم ظنهم ان مجرد النطق بلا اله الا الله يكفي لدخول الجنة. ولو فعل الانسان ما فعل فانه لا يكفر وهو يقول لا اله الا الله بزعمهم - 00:04:33ضَ

متمسكين بظواهر الاحاديث التي ورد فيها ان من نطق بالشهادتين حرم على النار والجواب عن هذه الشبهة ان هذه الاحاديث ليست على اطلاقها وانما هي مقيدة باحاديث اخرى. جاء فيها انه لابد لمن قال لا اله الا - 00:04:49ضَ

الله ان يعتقد معناها بقلبه ويعمل بمقتضاها فيكفر بما يعبد من دون الله كما في حديث عتبان. فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله - 00:05:09ضَ

والا فالمنافقون يقولون لا اله الا الله بالسنتهم وهم في الدرك الاسفل من النار. ولم ينفعهم النطق بلا اله الا الله انهم لا يعتقدون ما دلت عليه بقلوبهم وفي صحيح مسلم من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله - 00:05:27ضَ

فعلق النبي صلى الله عليه وسلم حرمة المال والدم على امرين الاول قول لا اله الا الله. الثاني الكفر بما يعبد من دون الله. ولم يكتفي بمجرد النطق. فدل على ان الذي يقول لا - 00:05:50ضَ

اله الا الله ولا يترك عبادة الموتى والتعلق بالاضرحة لا يحرم ماله ولا دمه. وكذلك من لم يتبرأ من المشركين ومن الشبه التي يدلون بها ايضا دعواهم انه لا يقع في هذه الامة المحمدية شرك - 00:06:06ضَ

وهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله. وان هذا الذي يمارسونه عند الاضرحة من عبادة الموتى ودعائهم من دون الله ما يسمى شركا عندهم والجواب عن هذه الشبهة ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه سيكون في هذه الامة مشابهة مشابهة - 00:06:24ضَ

انه سيكون في هذه الامة مشابهة لليهود والنصارى فيما هم عليه. ومن جملة ذلك اتخاذهم احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله واخبر صلى الله عليه وسلم انها لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من من امته بالمشركين - 00:06:47ضَ

وحتى تعبد فئام من امته الاوثان وقد حدث في هذه الامة من الشرك والمبادئ الهدامة والنحل الضالة ما خرج به كثير منه كثير من الناس عن دين الاسلام وهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله - 00:07:06ضَ

ومن الشبه التي تعلقوا بها قضية الشفاعة حيث يقولون نحن لا نريد من الاولياء والصالحين قضاء الحاجات من دون الله ولكن نريد منهم ان يشفعوا لنا عند الله لان انهم اهل صلاح ومكانة عند الله فنحن نريد بجاههم وشفاعتهم - 00:07:24ضَ

والجواب ان هذا هو عين ما قاله المشركون الاولون في تبرير ما هم عليه وقد كفرهم الله وسماهم مشركين. كما في قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم - 00:07:44ضَ

لا ليقربونا الى الله زلفى وقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله والشفاعة حق ولكنها ملك لله وحده. كما قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا - 00:07:59ضَ

فهي تطلب من الله لا من الاموات لان الله لم يرخص في طلب الشفاعة من الملائكة ولا من الانبياء ولا غيرهم لانها ملكه سبحانه وتطلب منه ليأذن للشافي ان يشفع - 00:08:18ضَ

وليس الامر كما هو عند المخلوقين من تقدم الشفعاء لديهم بدون اذنهم ويضطرون الى قبول الشفاعة لحاجتهم وان لم يرضوا عن المشفوع فيه لانهم يحتاجون الى الاعوان والوزراء. اما الله سبحانه فلا يشفع احد عنده الا باذنه - 00:08:33ضَ

ورضاه عن المشفوع فيه. وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى ومن شبه هؤلاء انهم يقولون ان الاولياء والصالحين لهم مكانة عند الله. ونحن نسأل الله بجاههم ومكانتهم - 00:08:53ضَ

والجواب ان المؤمنين كلهم اولياء الله ولكن الجزم لشخص معين انه ولي لله يحتاج الى دليل من الكتاب سنة وحتى لو ثبتت ولايته بالكتاب والسنة فانه لا يجوز لنا الغلو فيه والتبرك به. لان ذلك من وسائل الشرك - 00:09:14ضَ

والله امرنا بدعائه مباشرة دون اتخاذ وسائط بيننا وبينه وهو قريب مجيب ولان هذا هو التعليل الذي علل به المشركون من قبل انهم اتخذوا هؤلاء شفعاء ووسائط بينهم وبين الله يسألون الله - 00:09:35ضَ

وبجاههم وقربهم فانكر الله عليهم ذلك. وحكم عليهم بالشرك والكفر ايها المستمعون الكرام الى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين - 00:09:52ضَ