Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا قول شيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في باب وجوب صوم رمضان. وقال الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفره فعدة من ايام اخر الاية. بسم الله الرحمن الرحيم قال - 00:00:20ضَ
الله تعالى في باب وجوب صوم شهر رمضان. قال الله عز وجل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن شهر رمضان الشهر هو ما بين الهلالين. وقد يكون تاما ثلاثين يوما. وقد يكون ناقصا - 00:00:40ضَ
تسعة وعشرين يوما وقول شهر رمضان رمضان من الرمضى وهي شدة الحر وذلك انهم لما ارادوا تسمية الشهور وقع شهر رمظان في شدة الحر والشدة الرمظاء فسمي رمظان شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن. اي ابتدأ انزاله. فانزال القرآن كان ابتداؤه في رمضان في ليلة - 00:01:00ضَ
القدر كما قال الله عز وجل انا انزلناه في ليلة القدر. وقال عز وجل حا ميم الكتاب المبين. انا انزلنا في ليلة مباركة انا كنا منذرين. الايات شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن والقرآن هو كلام الله - 00:01:28ضَ
الله عز وجل الذي انزله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل المبدوء سورة الفاتحة المختوم بسورة الناس. الذي انزل فيه القرآن هدى للناس. اي ان هذا القرآن هدى للناس - 00:01:48ضَ
هداية دلالة يدلهم على الخير ويرشدهم اليه. هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. اي ان فيه بينات ودلالات واضحات تبين للناس الهدى والفرقان وهو ما يفرق به بين الحق والباطل - 00:02:08ضَ
ولهذا قال هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فمن شهد منكم الشهر فليصمه. قيل من شهد يعني من حضر بجريل قوله ومن كان مريضا او على سفر وقيل من شهد يعني من شاهد وراء الهلال فانه يجب - 00:02:28ضَ
عليه ان يصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتموه فصوموا واذا رأيتموه فافطروا. فمن شهد منكم الشهر فليصمه اي فليبادر بصومه. ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وتقدم الكلام عليه - 00:02:48ضَ
في الاية السابقة. ثم قال يريد الله بكم اليسر. يريد ان يحب. فالارادة هنا بمعنى المحبة فهي ارادة شرعية وذلك ان ارادة الله عز وجل نوعان ارادة كونية وارادة شرعية. والفرق بينهما ان الارادة - 00:03:08ضَ
الكونية تكون فيما يحبه الله وما لا يحبه لحكمة. وثانيا انه لا بد فيها من وقوع المراد اما الارادة الشرعية فلا تكون الا فيما يحبه الله. ولا يلزم منها وقوع المراد. فقد يحبه شرعا - 00:03:31ضَ
ولكن لا يلزمونه الوقوع. يريد الله بكم اليسر اي التيسير. ولا يريد بكم العسر اي المشقة عليكم فهذه الشريعة ولله الحمد شريعة ميسرة احب الله تعالى واراد لعباده ان تكون ميسرة عليهم - 00:03:51ضَ
مسهلة والتيسير في الشريعة الاسلامية نوعان تيسير اصلي وتيسير عارض فاما الاول وهو التيسير الاصلي فالشريعة من اصلها ميسرة. فان الله عز وجل لم يكلف عبادة بما يشق عليهم وما يكون فيه عنة عليهم. بل جميع التكاليف في قدرتهم وفي استطاعتهم. ثم - 00:04:11ضَ
هناك ايضا تيسير ثان وهو تيسير عارض طارق. فاذا حصل ما يوجب التيسير فانه يحصل فمثلا يجب على الانسان ان يصلي الفريضة قائما وهي بحمد الله امر ميسر. فان لم يستطع ان يقوم فانه يجلس. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم صل قائما - 00:04:41ضَ
فان لم تستطع فقاعدا فان لم تستطع فعلى جنب. اوجب الله تعالى على عباده صوم شهر رمضان وهو امر يسير ولله الحمد. من استطاع ان يصوم وجب عليه. ومن لم يستطع ان يصوم وكان عجزه مستمرا - 00:05:09ضَ
انه يعجن الى البدل وهو الفدية. كما تقدم في الاية الكريمة. ولهذا من القواعد المفيدة المقررة شرعا ان الله تعالى اذا ابتلى العبد قدرا خفف عنه شرعا. فالمرض ابتلاء من الله عز - 00:05:29ضَ
قدرا فتجد ان الله تعالى يخفف عن العبد شرعا فلا يوجب عليه العبادات التي يكون المرض سبب وعائقا في عدم قدرته على القيام بها. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. ولتكملوا العدة - 00:05:49ضَ
اي لتتم العدة وهي وهي شهر رمضان. ولتكبروا الله على ما هداكم. تكبروا اي تعظموه بقلوبكم والسنتكم وجوارحكم. ولتكبروا الله على ما هداكم اي على هدايته اياكم. والهداية هنا كاملة بهداية الدلالة والارشاد وهداية التوفيق. اي ولتكبروا الله على ما دلكم على الخير. ووفقكم - 00:06:09ضَ
والسير في طريقه. ولعلكم تشكرون. اي ولاجل ان تشكروا. والشكر هو القيام بطاعة المنعم. والشكر يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح. فاما شكر الله عز وجل بالقلب فان تعتقد اعتقادا جازما ان الله تعالى هو الذي اسدى اليك هذه النعم وهو الذي - 00:06:39ضَ
اليك حتى ما جاءك من طريق الخلق هو الذي سبحانه وتعالى سخرهم لك حتى اوصلوه لك هذه نعمة فكل خير يأتي اليك فانه من فضل الله تعالى عليك. وكل شر يندفع عنك فانه من فضل الله عز وجل - 00:07:09ضَ
بالله عليك ويكون الشكر باللسان. وذلك بالثناء على الله عز وجل وحمده. ويكون الشكر بالجوارح وذلك اولا بان تستعمل هذه النعمة التي انعم الله تعالى بها عليك ان تستعملها في طاعة الله تبارك - 00:07:29ضَ
تعالى وثانيا ان يظهر اثرها عليك. فاذا انعم الله تعالى عليك بنعمة المال فانك اولا تستعمل هذا المال في طاعة الله وفيما يرضي الله من اداء الزكاة والنفقات الواجبة وقضاء - 00:07:49ضَ
الحوائج وغير ذلك. وايضا يظهر اثر هذه النعمة عليك. فاذا وسع الله عز وجل عليك الله عز وجل اثر هذه النعمة. اذا انعم الله تعالى عليك بنعمة العلم. فان من شكر نعمة العلم ان يظهر - 00:08:08ضَ
العلم عليك في عقيدتك وفي عبادتك وفي تعاملك وفي منهجك وسلوكك. ومن شكر نعمة الله عز وجل عليك ان تعلم الناس وان تنشر شريعة الله عز وجل. فان العلم اذا بذل ونشر بين الناس وحرص - 00:08:28ضَ
كانوا على بذله ونشره فان الله تعالى يزيده علما وهو هدى وتوفيق. كما قيل يزيد بكثرة في الانفاق منه وينقص ان به كفا شددتا. فالعلم متى بذلته للناس ونشرته للناس وحرصت على - 00:08:48ضَ
دعوته من الخير فان الله تعالى يزيدك علما وهدى وسدادا وتوفيقا. كما قال الله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وقال عز وجل واتقوا الله ويعلمكم الله. نسأل الله عز وجل ان يعلمنا ما ينفعنا - 00:09:08ضَ
وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وهدى وسدادا وتوفيقا انه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين - 00:09:28ضَ