آيات وتفسير - سورة البقرة - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد رحمه الله
Transcription
اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج يومي من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد تنفيذ محمد سعيد الصفار اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان وتؤتوا الفقراء فهو خير لكم - 00:00:00ضَ
ويكفر عنكم من سيئاتكم الله بما تعملون خبير ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير اليكم وانتم لا تظلمون - 00:00:44ضَ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد لما حذر الله تبارك وتعالى المنفقين من المراءة وبين ان الرياء يحبط العمل ويبطله ذكر هنا ان اظهار الصدقات واعطائها علانية لا يضر صاحبها. ولا يبطلها اذا قصد وجه الله عز وجل - 00:01:36ضَ
ولم يرد بذلك رياء ولا سمعة. ولم يكن في اظهارها ايذاء للمعطى. بل قد يكون ذلك من مصلحته ولم يكن في اظهارها ايذاء للمعطى بل قد يكون ذلك من مصلحته. اذ قد يكون في ذلك لفت انتباه اهل الخير له. لشدة - 00:02:04ضَ
حاجته وقد امتدح الله تبارك وتعالى حينئذ اظهار الصدقة. حيث يقول عز وجل هنا ان تبدوا الصدقات فنعما اي ان تعطوا الصدقات علانية فنعم شيئا ابداؤها وهذا في الصدقات الواجبة ظاهر. وفي غير الواجبة اذا كان فيه اذا كان فيه مصلحة للمعطى كما وصفت قريبا - 00:02:23ضَ
فقد يسارع اهل الخير لاعطائه فيكون الذي اعطاه اولا واظهر عطيته له سببا في خير كثير الله ويقول للذي دل عليه بعطائه اجر مثل اجر الذي الذين يتصدقون عليه بسببه. فقد روى مسلم من حديث ابي مسعود الانصاري - 00:02:46ضَ
رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني ابدع بي فاحملني تبدع بي فاحملني. فقال ما عندي؟ فقال رجل يا رسول الله انا ادله على من يحمله. فقال رسول الله صلى - 00:03:06ضَ
الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله. كما ان الذي يظهر صدقته لمن يعلم ان الناس لا يتفطنون له ليتصدقوا عليه يكونوا قد سن سنة حسنة. فقد روى مسلم من طريق المنذر بن جرير عن ابيه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه - 00:03:26ضَ
وسلم في صدر النهار كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال فجاءه قوم حفاة عراة مجتابين او العباء متقلدي السيوف عامتهم من مدرب بل كلهم من مضارب - 00:03:46ضَ
فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج وامر بلالا فاذن واقام وصلى ثم خطب فقال يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة الى اخر الاية. ان الله كان عليكم رقيبا. والاية التي في الحشر اتقوا الله ولتنظر - 00:04:06ضَ
ما قدمت لغد واتقوا الله تصدق رجل من ديناره من درهمه تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة. قال فجاء رجل من الانصار بصرة - 00:04:32ضَ
كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت قومين من من طعام وثياب حتى رأيت قومين من طعام وثياب رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كانه مذهبا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:53ضَ
من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. وقوله - 00:05:18ضَ
وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. اي وان تبذلوا الصدقات سرا وتعطوها في الخفاء فهو خير لكم مدخر عند ربكم وكلمة خير يحتمل ان تكون للتفضيل فيكون اعطاء الصدقة سرا افضل من - 00:05:36ضَ
علنا وذلك اذا كانت الحالة واحدة اذا كانت الحالة واحدة في الابداء والاخفاء وكلمة خير يحتمل ان تكون للتفضيل سيكون اعطاء الصدقة سرا افضل من اعطائها علنا وذلك اذا كانت الحالة واحدة في الابداع والاخفاء - 00:05:56ضَ
ويخشى المتصدق على نفسه الرياء او الحاق المنفق عليه اذى. وعلى هذا يحمل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا يحمل ما ورد عن رسول لا صلى الله عليه وسلم من الحض على صدقة السر. فقد روى البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي - 00:06:17ضَ
صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. الامام العادل وشاب نشأ في الله ورجل قلبه معلق بالمساجد. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. ورجل - 00:06:40ضَ
طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله. ورجل تصدق بصدقة فاخفاها. حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. وروى الطبراني في الكبير باسناد وصفه المنزلي في الترغيب - 00:07:00ضَ
بانه اسناد حسن. من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب. وصلة الرحم تزيد في العمر. انتهى. ومعنى - 00:07:20ضَ
لا تزيد في العمر اي اي يصير اي يصير العمر مباركا يحصل لصاحبه فيه من الخير ما لا يحصل عليه غيره الا في يزيد عليه بكثير. اما اذا كان المنفق اما اذا كان المنفق لا يخاف على نفسه الرياء. ولا المن ولا الاذى بصدقته - 00:07:40ضَ
وكان اعلام الصدقة فيه مصلحة ظاهرة للمعطى كما ذكرت قريبا فان قوله تبارك وتعالى خير لكم لا يكون للتفضيل. بل يكون المقصود منه ان اعطاء الصدقة حال الاخفاء خير من الخيرات وطاعة من جملة الطاعات. وقوله عز وجل ويكفر عنكم من سيئاتكم. ويكفر عنكم - 00:08:00ضَ
من سيئاتكم هذه قراءة عبدالله بن عامر وحفص عن عاصم اي ويستر عليكم اي ويستر الله عليكم اي المنفقون ويغفر لكم من خطاياكم والتعبير بمين التي تفيد التبعيض ليكون العبد في مسيرته الى الله عز وجل بين الخوف والرجاء. وقرأ ابو عمرو وابن - 00:08:25ضَ
كثير وابو بكر عن عاصم ونكفر عنكم من سيئاتكم والواو على القراءتين للاستئناف لبيان مزيد بسم الله على عباده المنفقين ابتغاء وجهه. وقرأ نافع وحمزة والكسائي ونكفر بالنون وسكون الراء - 00:08:48ضَ
دوما على محل فهو خير لكم الواقعة في جواب الشرط. وقوله تبارك وتعالى والله بما تعملون خبير. وترغيب وترهيب. اي ان مطلع على جميع احوالكم في سائر اعمالكم. يعلم سركم وعلانيتكم واخفائكم وجهركم. فراقبوه في عموم افعالكم - 00:09:08ضَ
وقفوا عند حدوده واسلكوا صراطه المستقيم. ففي ذلك خير لكم في عاجلتكم واجلتكم. وقوله تبارك وتعالى ليس عليك هداه قوله تبارك وتعالى ليس عليك هداهم. ولكن الله يهدي من يشاء. تبصير الخلق - 00:09:28ضَ
بان قلوبهم بيد الملك الحق وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو افضل خلق الله قاطبة. وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو وافضل خلق الله قاطبة لا يقدر على تحويل قلوب العباد. الى طاعة الله. لا يقدر على تحويل قلوب العباد الى طاعة الله - 00:09:47ضَ
ولا يملك التصرف والتسلط والسيطرة عليهم. لان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء. فيهدي من اراد هدايته فضلا ويضل من اراد اضلاله وخذلانه عدلا كما قال عز وجل لست عليهم بمسيطر. وكما - 00:10:10ضَ
قال عز وجل ان عليك الا البلاغ. واذا كان محمد رسول الله. واذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك التصرف في قلوب الخلق. ولا يمكنه ان يسيطر على افئدة العباد. فهل يستطيع - 00:10:30ضَ
احد من خلق الله سواء كان ملكا مقربا او نبيا مرسلا او رجلا صالحا ان يتصرف في قلوب العباد وان يسيطر على نفوسهم كما يدعي بعض المنحرفين عن الحق كما يدعي بعض المنحرفين عن الحق من المنتسبين للاسلام بان اوليائهم يسيطرون على الكون ويفعلون ما يريدون تعالى الله - 00:10:48ضَ
وعما يقولون علوا كبيرا. وقد روى الترمذي من طريق شهر ابن حوشب قال قلت لام سلمة يا ام المؤمنين ما كان اكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان عندك - 00:11:12ضَ
قالت كان اكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قالت قلت يا رسول الله ما اكثر دعائك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قال يا ام سلمة انه - 00:11:26ضَ
ليس ادمي الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله فمن شاء اقام ومن شاء ازاغ الحديث قال الترمذي وفي الباب عن عائشة والنواس بن سمعان وانس وجابر وعبدالله بن عمرو ونعيم بن عمار قال - 00:11:46ضَ
حديث حسن انتهى. كما روى البخاري من طريق سالم عن عبدالله قال كثيرا ما مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف قال كثيرا مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلف لا ومقلب القلوب - 00:12:06ضَ
قلوب كما روى مسلم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان قلوب بني ادم لها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله - 00:12:22ضَ
ثم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. فقوله تبارك وتعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء من يشاء للفت انتباه المؤمنين الى حاجتهم الى الله عز وجل. فقوله - 00:12:42ضَ
قوله تبارك وتعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء للفت انتباه المؤمنين الى حاجتهم الى الله عز وجل وانه لا غنى لهم عنه طرفة عين. وان رسول الله صلى الله عليه وسلم وظيفته ان يبلغ الناس ما انزل اليه من ربه. فعلى الناس - 00:13:02ضَ
الى طاعته لمصلحتهم هم. ولذلك قال عز وجل بعدها مباشرة وما تنفقوا من خير فلانفسكم. اي وما تبذلوا من مال في وجوه الخير فنبعه لكم. وعائد عليكم وقوله عز وجل وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله. وما تنفقون الا - 00:13:22ضَ
وجه الله وما تنفقوا من خير يوفى اليكم وانتم لا تظلمون. اي وما دمتم تخرجون صدقاتكم وابتغاء مرضات الله. فقد اجركم على الله. ولن يضيع عليكم عند الله شيء من اعمال البر التي تعملونها. سواء كان المعطى الذي طلبها مستحقا له - 00:13:42ضَ
سواء كان المعطى الذي طلبها مستحقا لها في نفس الواقع او غير مستحق. لانكم لستم مطلعين على قلوب الناس ونياتهم قد روى البخاري ومسلم واللفظ لمسلم. من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رجل لا تصدق - 00:14:02ضَ
ان الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية. فاصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية. قال اللهم لك الحمد على زانية لا تصدقن بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد غني. فاصبحوا يتحدثون تصدق الليلة - 00:14:22ضَ
على غني قال اللهم لك الحمد على غنيه لا تصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق اصبحوا يتحدثون تصدق على سارق فقال اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق فاوتي - 00:14:42ضَ
يا ثقيل له فاتي فقيل له اما صدقتك فقد قبلت اما صدقتك فقد قبلت. اما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناه. فلعلها تستعف بها عن زناها لعل الغني يعتبر فينفق ما اعطاه ما اعطاه الله. ولعل السارق يستعف بها عن سرقته. والى الحلقة - 00:15:02ضَ
التالية ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايات وتفسير برنامج يومي من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد تنفيذ محمد سعيد الصفار - 00:15:29ضَ