(مكتمل) تفسير سورة الأنعام

140- تفسير القرآن | سورة الأنعام ١٠٩-١١٧ | يوم ١٤٤٥/٩/٣ | الشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

صلي وسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين - 00:00:00ضَ

ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقاؤنا هذا اليوم مع تفسير القرآن العظيم وقبل الدخول في تفسير ما وقفنا عنده ايها الاخوة في هذه الايام الناس يقبلون على قراءة القرآن الكريم. والذي ينبغي - 00:00:14ضَ

لقارئ القرآن ان يتأمل ثلاثة امور عند قراءته الامر الاول ان يعرف كيف يقرأه وان لم يكن يعرف كيف يقرأ يصحح قراءته وتلاوته الامر الاول القراءة الصحيحة الامر الثاني ان يعقل ما يقرأ. لا ان يقرأ وباله خارج القراءة. يقرأ - 00:00:41ضَ

نظر وتأمل وتعقل. الامر الثالث ان يكون لقراءته اثر عليه. اثر على قلبه يعني يتعظ بالقرآن ويعمل بالقرآن ويفهم لماذا يخاطبه الله؟ فهذه امور ينبغي تأملها وفهمها. القراءة السليمة ان يعقل ما يقرأ ثم يتعظ ويفهم ويكون للقراءة اثر عليه - 00:01:14ضَ

اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. في درسنا وقفنا عند الاية الثامنة بعد المئة من سورة الانعام وهي قول الله سبحانه وتعالى واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءتهم اية ليؤمنن بها - 00:01:49ضَ

هذا كلام المشركين الذين نزل عليهم القرآن وعاندوا وكفروا وجحدوا وحاربوا الدعوة هذا موقفهم. هذا موقف من مواقفهم. موقف من مواقفهم انهم اقسموا بالله. لماذا يقسمون؟ وجهد ايمانهم. يعني وقوة الايمان ان يقسموا بالله على اي شيء - 00:02:13ضَ

على انهم اذا جاءتهم اية ليؤمنن بها. يعني اذا جئتنا يا محمد باية نؤمن بك. ما هي الاية؟ القرآن نزل عليه ايات كثيرة قالوا لا القرآن ما نؤمن به نؤمن بالايات الحسية المشاهدة. مثل ما قال مثل ما قالوا في اول السورة لولا انزل عليه ملك. يريدون ايات حسية يقولون - 00:02:40ضَ

صالح عليه السلام اعطاه الله اية حسية الناقة وموسى اعطاه الله اية حسية وانت ما عندك يا محمد يعني ما الا ان تأتيكم ايات حسية كذب بها الاولون وهم سيكذبون بها. فما الفائدة؟ لو كان عندهم يعني مسكن من عقل قليل من عقل - 00:03:05ضَ

كان امنوا بالقرآن قرآن اعظم منها. من الايات الحسية الايات الحسية نزل ملك او او جبل اصبح ذهبا او كذا او جنة للنبي او نحو ذلك هذه الايات تأتي ثم تذهب - 00:03:29ضَ

بمجرد انك تراها خلاص تنتهي. لكن القرآن كما قال الله قال اولم يكفهم انا انزلنا اليك الكتاب يتلى عليهم هذا افضل اه وبعد ومع ذلك كله لما يخبر الله عنهم لا يؤمنون بها اسمع ماذا يقول قل انما الايات عند الله - 00:03:43ضَ

ما انا كرسول ونبي ما املك شيء. الذي يأتي بالايات هو الله. قل انما الايات عند الله وما يشعركم ايها المسلمون انها اذا جاءت لا يؤمنون يقول حتى لو جيناهم بايات حسية - 00:04:03ضَ

لا يؤمنون. لماذا؟ لانهم غرضهم العناد والكفر. لا غرضهم الوصول الى الحق ومع هذا العناد والكفر والاصرار على المعاصي والشرك والكفر تظن ان هذا يذهب؟ هذا يكون له اثر على القلوب. واثر على الشخص نفسه. الذنوب والمعاصي - 00:04:21ضَ

شؤمها عظيم. شف اسمع ماذا عاقبهم الله لما عاندوا. قال الله عز وجل ونقلب افئدتهم. اي قلوبهم ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. يقول كانه لم ينزل عليهم القرآن. يأتيهم الايات - 00:04:46ضَ

تهز القلوب ولا يؤمنون ليش؟ لان الله حال بينه وبين الايمان بسبب ذنوبهم. كلا بل ران على الذنوب تؤثر على القلوب. فلذلك عاقبهم الله. قال نقلب افئدتهم قلوبهم وابصارهم كما لم يؤمنوا بها اول مرة ونذرهم في في طغيانهم نتركهم. في كفرهم وطغيانهم واسرافهم على انفسهم - 00:05:06ضَ

يعمهون ولاحظ انه قال يعمهون العمة عمى القلب بحيث انه خلاص ما يعرف الحق من الباطل. ولا المعروف من المنكر. اصبح المعروف عنده منكرا والمنكر عنده معروف فهذه عقوبات واسمع حتى يتضح لك ان هم مجرد فقط عناد قال الله عز وجل ولو اننا - 00:05:34ضَ

نزلنا عليهم الملائكة كما كما يريدون وكلمهم الموتى ايضا هذا كما يريدون. يعني الملائكة كلهم ينزلون عليهم. او الموتى يخرجون من قبورهم ويكلمونهم. يقولون محمد صادق. وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. كل ما يريدونه - 00:06:02ضَ

ويدعونه ويطلبونه يحشر امامهم قبلا امامهم. ما كانوا ليؤمنوا ما يؤمنون لانهم لا يريدون الوصول الى الحق. هذا باختصار ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله. الا اذا اراد الله امر الامر لله سبحانه وتعالى - 00:06:27ضَ

ولكن اكثرهم يجهلون. وشف الفعل المظارع يجهلون يدل على استمرارهم في جهلهم اعراضهم اكثرهم يجهلون ولم يقل جميعا لماذا؟ لان فيهم عقلاؤهم وفيهم من امن لكن الاكثرية يجهلون وهؤلاء يعني هم اعداء للدعوة - 00:06:46ضَ

وليس في زمن النبي بل قبل النبي جعلنا الله في كل قرية اكابر مجرميها. وفي كل زمان يوجد قال الله سبحانه وتعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا كل نبي جعل الله له عدو يعاديه. يقف في وجه الدعوة - 00:07:14ضَ

يقول شياطين الانس والجن. يقول ليس هو فقط وحده لا معه شياطين من الانس ومعه شياطين من الجن شياطين الانس وبدأ بالانس لانهم هم الذين يقفون في الدعوة اشد. ولان شيطان الانس اقوى من شيطان الجن. شيطان الجن اذا - 00:07:39ضَ

بسم الله خنس وهرب. لكن شيطان الانس تتعوذ ولا ما تتعوذ امامك شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض. يوحي بعضهم الى بعض. ما المراد بالوحي هنا؟ كيف يوحي يوسوس - 00:07:59ضَ

يوسوس بعظهم الى بعظ ويزين بعظهم الى بعظ يعني شيطان الانس وشيطان الجن كل يزين للاخر. يوحي بعظهم الى بعظ زخرف القول غرورا. يعني يزينون كلام زخرف القول. القول يزخرفونه يجملونه ويحسنون الكلام. ويجعلون الناس يغترون - 00:08:19ضَ

هذا الكلام حتى اذا سمعت من هؤلاء الشياطين تغتر بكلامهم قال الله سبحانه وتعالى ولو شاء الله ما فعلوه. ولكن الله اراد هذا امتحانا لهؤلاء ولهؤلاء. وهذه حكمة الله ولو شاء الله ما فعلوا. فذرهم وما يفترون. اتركهم ولن يصيبك اذى منهم. اتركهم وافتراءاتهم. لن يضروك - 00:08:39ضَ

وسيظمح لكل ما يخططونه امامك. اما غير المسلم فانه يتأثر بمثل هؤلاء يتأثر بزخرف القول ويغتر بهم ولذلك اسمع ماذا يقول حتى نفهم القرآن ونتدبر قال الله بعدها ولتصغى يقول انتم ايها المؤمنون الله سبحانه وتعالى صرف عنك - 00:09:05ضَ

وحفظكم عنهم. طيب من الذي يغتر بهم؟ قال ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون الذين لا يؤمنون بالاخر ليس عندهم ايمان. هؤلاء لانهم لا يريدون الا الدنيا. هؤلاء تصغى اليه - 00:09:33ضَ

في افئدة تصغى اليه. شف كلمة تصغى الصغو صغو الاذن يعني يعني يسارعون اذا اعمى عندهم ويتأثرون به. ولم يقل تصغى اليه الاذان لا. لان الاذان تصغى وقد لا تصغى وقد لا تتأثر - 00:09:53ضَ

لكن لما تصغى الافدة هذا اشد ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون. يقول لتصغى اليه وليرضوا بهذا الشيء. ويقترفوا اكتسبوا ما هم مكتسبون منهم لانهم مصالح ويكتسب ما ما يكتسبون والنتيجة يجدونها بعد ذلك - 00:10:13ضَ

الله سبحانه وتعالى في بيان الحق من الباطل لانه بين لك الان الباطل شياطين الانس والجن وماذا يصنعون؟ وما هي اقوالهم قال الله عز وجل في بيان الحق افغير الله ابتغي حكما تريدون حكم غير الله؟ حكم حكم شياطين؟ افغير الله ابتغي حكما وهو - 00:10:45ضَ

الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا يقول يعني كيف تتحاكمون الى غير الله؟ وكيف ترضون بحكم غير الله؟ والقرآن عندكم مفصل وموضح تقرأ وتفهم. وتعرف مراد الله. تعرف مراد الله من ذلك - 00:11:09ضَ

انزل اليكم الكتاب مفصلا وانتم اذا كنتم تجهلون القرآن ولا تعرفونه ولا تريدون تعلم القرآن فان الذين اعطاهم العلم يعرفونه. قال والذي حين اتيناهم الكتاب من اليهود والنصارى يعلمون انه منزل من ربك بالحق. يعلمون ويعرفون ان هذا كلام الله بمجرد - 00:11:27ضَ

من ينظرون الى القرآن او يسمعونه يؤمنون يؤمنون به سواء اظهروا الايمان امام المسلمين او في في انفسهم يعرفون ان ذلك منزل من عند الله قال الله في بيان الحكم وبيان الحق وبيان القرآن. وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا - 00:11:50ضَ

تمت كلمة ظهرت وبانت وطويت كلمة الله وكملت لان كلمات الله تامة وكاملة ولا يصيبها النقص او الخلل. تمت كلمة ربك صدقا وعدلا. صدقا وعدلا. كيف؟ قال صدقا في اخباره - 00:12:14ضَ

وعدلا في احكامه ولا مبدل لكلمات الله. اما كلمات البشر قوانين البشر وكلمات البشر واحكامهم. تتبدل في كل لحظة. كلام الله لا حكم هنا والقرآن لا لا يتغير. لا مبدل لكلماته. وهو السميع لجميع الاقوال لمن يعترض على القرآن. او يأتي بغير القرآن - 00:12:34ضَ

عليم باحوال باحوال البشر قال الله سبحانه وتعالى وان تطع اكثر من في الارض يقول هذا كلام الله وهذا حكمه لكن لا تنظر الى من على الارض في احكامهم وما يظهرونه لا ان تطع اكثر من - 00:12:57ضَ

في الارض يضلوك عن سبيل الله. الحق واهل الحق قد يكون قليل في زمن من الازمان. فالحق يبقى هو الحق. ولو كثر اعداؤه وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وهذه سنة الله. يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون عند الظن. يتبعون - 00:13:16ضَ

والشكوك والتخرص. وان هم الا يخرصون اي يكذبون ويفترون على الله الكذب. قال الله وتعالى في بيان الحق ان ربك هو اعلم بمن يضل عن سبيله. الله اعلم بمن يضل - 00:13:36ضَ

وهو اعلم بالمهتدين. فاهل الضلال الله اعلم بحالهم. والله يكشف امورهم وعالم بهم. واهل الهداية الله ايضا اعلم بهم ويهديهم الى سبيل الرشاد طيب لعلنا نقف عند هذا القدر ان شاء الله في اللقاء القادم نستكمل ما توقف عنده. الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:56ضَ