Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه وما يقوله بعد افطاره عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر متفق عليه. عن ابي عطية قال - 00:00:21ضَ
دخلت انا ومسروق على عائشة رضي الله عنها وقال لها مسروق رجلان من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو عن الخير. احد ما يعجل المغرب والافطار والاخر ويؤخر المغرب والافطار. فقالت من يعجل الفطر والافطار؟ قال عبد الله يعني ابن مسعود فقالت هكذا كان رسول الله - 00:00:36ضَ
صلى الله عليه وسلم يصنع رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب فضل تعجيل الفطر ثم ذكر حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا فطر - 00:00:56ضَ
قول لا يزال الناس الناس هنا عام اريد به الخاص وهم الصائمون لا يزال الناس بخير الخير وهو اعلى الحالين من كل امر مطلوب وقوله لا يزال الناس في خير اي في خير في دينهم ما عجلوا الفطر ما هنا مصدرية ظرفية اي مدة تعجيل - 00:01:15ضَ
دينهم الفطر فدل هذا الحديث على مسائل منها اولا ان الخير كل الخير في التقيد بالاحكام الشرعية ومنها ايضا مشروعية المبادرة بالفطر وتعجيله. بقول لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر - 00:01:40ضَ
وفيه ايضا دليل على مشروعية الفطر لانه اذا رتب الحكم على وصف من اوصاف العبادة دل ذلك على مشروعية اصل العبادة لانه لا يمكن ان يؤتى بالوصف الا بالاتيان بالاصل - 00:02:02ضَ
ومنها ايضا ان تعجيل الفطر سبب لاستمرار الخير في هذه الامة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر. فان اليهود والنصارى يؤخرون - 00:02:22ضَ
ومنها ايضا مشروعية المبادرة بالفطر اذا تحقق غروب الشمس. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اقبل الليل من ها هنا وادبر النهار منها هنا. وغربت الشمس فقد افطر الصائم اي حل له الفطر - 00:02:42ضَ
ويجوز الفطر بغلبة الظن اذا لم يكن هناك يقين بانه اذا تعذر يقين رجع الى غلبة الظن ولهذا في صحيح البخاري عن اسماء رضي الله عنها قالت افطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم - 00:03:02ضَ
ثم طلعت الشمس ومنها ايضا ان الحديث يدل على عدم مشروعية الوصال. والوصال هو ان يصل يوما بيوم في الصوم من غير فطر وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم امته عن الوصال. لما نهاهم عن الوصال قالوا يا رسول الله انك تحب - 00:03:22ضَ
واصل يعني وانت اسوتنا وقدوتنا. فقال صلى الله عليه وسلم اني لست كهيئتكم. اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني. فلما ابوا ينته لا اعتراضا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن ظنا منه - 00:03:46ضَ
منهم انه نهاهم رحمة ورأفة بهم لما ابوا ان ينتهوا واصل بهم يوما ثم اخر. وقال لو تأخر الشهر لزدتكم كالمنكل لهم. فالوصال ليس مشروعا بل الذي يباح منه ان يواصل الى السحر. فان الرسول صلى الله عليه وسلم لما نهى عنه قال فايكم اراد - 00:04:06ضَ
ان يواصل فليواصل الى السحر. ومنها ايضا ان اتباع السنة واظهار السنة سبب في استمرار الخير في هذه الامة. فمن علامات الخيرية في الامة ومن علامات ظهور الامة ان نتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن علامات انتكاسها وخذلانها ان تترك سنة الرسول صلى الله عليه - 00:04:30ضَ
وسلم واعلم ان الحرص على التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم له ثمرات وفوائد. منها اولا ان الانسان اذا تمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون قد اتخذ له اماما يقتدي به - 00:05:00ضَ
ويتأسى به لان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الاسوة وهو القدوة. ومنها ايضا انه يكون معه حجة امام الله عز وجل يوم القيامة. لانك يوم القيامة لن تسأل عما قال فلان او فلان من الائمة ومن العلماء بل ستسأل عما جاءت به الرسل. قال الله تعالى ويوم - 00:05:22ضَ
ويناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين. ومنها ايضا ان التمسك بالسنة طريق الى الوسطية والاعتدال في الدين. فان المتمسك بالسنة السائر على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم يكون في دين الله - 00:05:47ضَ
وسطا بين الغالي فيه والجافي عنه. فعلى المؤمن ان يحرص على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستمساك بهديه في اقواله وفي افعاله. قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وفق الله - 00:06:07ضَ
الجميع بما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:27ضَ