Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فهذا حديث عن ذكر الله امرنا الله تعالى بذكره وطاعته فقال - 00:00:04ضَ
يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وسبحوه بكرة واصيلا وقال عليه الصلاة والسلام لمن طلب منه ان يوصيه لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. رواه الترمذي وكان النبي صلى الله عليه وسلم اكمل الناس ذكرا لله - 00:00:29ضَ
كان كلامه في ذكر الله وما والاه يثني على الله عز وجل ويمجده ويسبحه ويحمده ويسأله ويدعوه كان يذكر الله في كل احيانه واحواله يذكر الله قائما وقاعدا وعلى جنبه - 00:00:54ضَ
ويذكره ماشيا وراكبا ويذكره اثناء سيره ونزوله وفي ظعنه واقامته واذا استيقظ من نومه واذا استفتح الصلاة واذا خرج من بيته واذا دخل المسجد وفي المساء والصباح وعند لبس الثوب ودخول المنزل ودخول الخلاء - 00:01:16ضَ
وعند الوضوء وسماع الاذان ورؤية الهلال. والاكل والعطاس وغير ذلك من الاوقات والاحوال والقلوب لا غنى لها عن قوام الحياة والنماء فهي تصدأ بالغفلة وتظمأ بالاعراض وتجف باتباع الهوى. ولهذا تحتاج الى جلاء - 00:01:42ضَ
يزيلان عنها الصدأ والظمأ والقسوة. والمرء في هذه الحياة محاط بالاعداء من كل جانب نفسه الامارة بالسوء وهواه وشيطانه. فهو في حاجة الى ما يؤمنه ويحرزه وان من اكثر ما يزيل تلك الادواء ويحرسها من الاعداء ذكر الله والاكثار منه. فهو - 00:02:07ضَ
القلوب ودواؤها والذاكر الحي والمستقيم الحق يراقب ربه في كل حال وحيثما كان. فحث الدين الحنيف على اتصال المسلم بربه ليحيى ضميره وتزكو نفسه ويتطهر قلبه ويستمد منه العون والسداد - 00:02:37ضَ
ولاجل هذا جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية الامر بالاكثار من ذكر الله على كل حال قال تعالى واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ذكر الله تعالى منزلة من منازل هذه الدار يتزود منها الاتقياء. ويتجر فيها الانقياء - 00:03:02ضَ
وهو قوت القلوب متى ما فارقها صارت الاجساد لها قبورا. الذاكرون المخبتون يعيشون لربهم مصلين حامدين عاملين قطعوا اغراءات العاجلة وجواذب الاخلاد الى الارض. يبتغون وجهه ويذكرون اسم الله في جميع - 00:03:28ضَ
وشؤونهم المسلم الذاكر صاحب قلب سليم مستسلم لله وهو في جانب اخر صاحب كدح شريف لا تؤثر فيه مشاعر الرغبة والرهبة من غير الله تستوي عنده الخلوة والجلوة قال ابن عباس رضي الله عنهما الشيطان جاثم على قلب ابن ادم - 00:03:53ضَ
فاذا سهى وغفل وسوس فاذا ذكر الله خنس فالذنوب يرتكبها العاصي اذا غفل ونسي ذكر الله الذكر ميزان الرفعة والتكريم. وخير ما يعطر به اللسان ذكر الله شفاء وذكر الناس داء - 00:04:23ضَ
النفس حال قصورها عن تحقيق مرامها تشعر بالضيق والقلق الا ان ذكر الله يحيي فيها استشعار عظمة الله والاستسلام للقضاء فيتحول حالها الى السعادة والطمأنينة الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب - 00:04:45ضَ
دوام ذكر الرب يوجب الامان من نسيانه. الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده وهو نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في ميعاده. يسعى بين يديه على الصراط. فما استنارت القلوب والقبور بمثله - 00:05:13ضَ
انه باب مفتوح بين العبد وبين ربه ما لم يغلقه العبد بغفلته قال الحسن البصري رحمه الله تفقد الحلاوة في ثلاثة اشياء. في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن فان وجدتم الحلاوة والا فاعلموا ان الباب مغلق - 00:05:38ضَ
هو غراس الجنة. به ترفع الدرجات وتغفر السيئات. وتستدفع الافات وتكشف قربات وتهون به على المصاب الملمات. سمع الله تسبيح يونس في الظلمات ففرج الله عنه كربة. قال تعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. الذكر يجلب الفرح والسرور - 00:06:03ضَ
والرزق والمهابة. ويوجب مراقبة الله وكثرة عبادته والانابة اليه والقرب منه وهو سبب للنجاة من عذابه. وسبب نزول السكينة وغشيان الرحمة وحث الملائكة بالذاكر بل ويرقى بالذاكرين الحال الى ان يباهي بهم ربهم ملائكته. قال معاوية رضي الله عنه خرج - 00:06:36ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم على حلقة من اصحابه فقال ما اجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا قال الله ما اجلسكم الا ذاك؟ قالوا والله ما اجلسنا الا ذاك - 00:07:07ضَ
قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكنه اتاني جبريل فاخبرني ان الله يباهي بكم الملائكة من عرف عظمة الله اكثر من ذكره. ومن ذكر الله في الرخاء ذكره في الشدة - 00:07:32ضَ
وكما ان ذكر الله طمأنينة للقلوب فهو من اعظم اسباب الفوز والفلاح باعظم المطلوب ومن اهم وسائل السلامة من كل مكروه ومرهوب ذكره يوجب طمأنينة القلوب وخشيتها ووجلها واخباتها. قال تعالى وبشر المخبتين - 00:07:53ضَ
الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم وهو من اسباب العصمة من الشيطان والنصر على الاعداء قال عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون - 00:08:19ضَ
الاكثار منه جسر يصل به العبد الى مرضات ربه. وهو فكاك من اسر الهوى. وهو يحيي القلوب قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي - 00:08:41ضَ
والميت رواه البخاري. فطوبى لمن انفق الفضل من ما له. وامسك الفضل من قوله واكثر من ذكر ربه والمحروم من غفل عن ذكر الله واستعبده هواه وشيطانه وشغل عن ذكره فاطره وبارئه. ومن شاء ان يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالسه - 00:09:01ضَ
الذكر فانها رياض الجنة. مجالس الذكر مجالس الملائكة وما من ساعة تمر بابن ادم لا يذكر الله فيها الا تحسر عليها يوم القيامة وما احوج المسلمين الى ذكر الله واستغفاره ومناجاته - 00:09:30ضَ
احب الكلام الى الله سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله كنز من كنوز الجنة ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر - 00:09:53ضَ
ومن قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة. وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. ذكر الله هو ختام الاعمال الصالحة - 00:10:19ضَ
فهو ختام الصلاة. فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم هو ختام الصيام. ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم. وهو ختام الحج اذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا. وهو ختام الدنيا. قال - 00:10:42ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. وقال عليه الصلاة والسلام لقنوا موتاكم لا اله الا الله فاعمروا اوقاتكم بذكره على وفق الشرع في خشوع لله وتضرع ومناجاة. وذل وانكسار - 00:11:12ضَ
فهو حياة القلوب وتربية النفوس. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من الذاكرين الله كثيرا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:38ضَ