Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا الوالدين من مشايخنا وولاة امورنا ولجميع المسلمين امين هذا الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب امر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها - 00:00:01ضَ
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فان سابه احد او قاتله فليقل اني صائم متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة - 00:00:26ضَ
في ان يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب امر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه ثم ذكر حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان صوم يوم احدكم - 00:00:46ضَ
هذا يشمل كل صوم حتى صوم النافلة فلا يرفث الرفث يطلق على الجماع ومقدماته ومنه قول الله عز وجل فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج - 00:01:08ضَ
ويطلق الرفث وهو المراد هنا على الكلام القبيح. فالمراد بقول لا يرفث اي لا يتكلم بالكلام القبيح ولا يسخر اي يرفع صوته بهذا الكلام. قال فان سابه احد او قاتله. فان سابه يعني شتمه - 00:01:28ضَ
لعنه او قبحه او نحو ذلك او قاتله يعني اراد ان يؤذيه بضرب او نحوه فليقل اني صائم ليقل لمن سب او اراد ان يقاتله اني صائم وظاهر الحديث انه يقول ذلك في الفريضة والنافلة. وظاهره ايضا انه يجهر بذلك. بقوله فليقل - 00:01:49ضَ
والحكمة من كون الانسان اذا سبه احد او شتمه انه يقول اني صائم اولا ان فيه اعزازا للنفس وانه لم يمنعه من مقابلة هذا السب والشتم الضعف. ولكن حرصا على حفظ صيامه وصون صيامه. وامتثال - 00:02:15ضَ
الشرع ففيه رد اعتبار له من حيث اعزاز النفس. وثانيا ان الشاب والشاتم اذا قال له من سبه او شتمه اني صائم فانه ينقطع. لانه يعلم انه لن يقابله بهذا السب والشكر - 00:02:40ضَ
ومنها ايضا من فوائد ذلك ان فيه تعليما بالفعل والتعليم بالفعل ابلغ من التعليم بالقول. اما الحديث الثاني وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به - 00:03:00ضَ
والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. قالوا من لم يدع يدع من الودع وهو الترك ومنه قول الله عز وجل في قراءة سبعية ما ودعك ربك وما قلى. اي ما تركك وما هجرك وما قلاك - 00:03:18ضَ
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات يعني عن تركهم. فقالوا من لم يدع اي يترك من لم يدع قول الزور والعمل به. وقول الزور هو كل قول مائل عن الحق الى الباطل. كالكلام المحرم - 00:03:38ضَ
من الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم ونحو ذلك. والعمل به اي العمل بقول الزور كشهادة الزور والغش والخداع والنظر المحرم والسمع المحرم. والجهل المراد بالجهل هنا السفه وليس المراد به عدم العلم بل المراد بالجهل هنا هو السبب. وهو الكلمات النابية - 00:03:59ضَ
التي قد لا تصل الى درجة التحريم. فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. يعني ان الله عز وجل لم يرد من عباده ان يدعوا الطعام والشراب وانما اراد منهم تحقيق امر فوق ذلك. وهو تحقيق تقوى الله عز وجل. كما قال الله تعالى يا ايها الذين - 00:04:29ضَ
امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ولهذا قال فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. فدل هذا الحديث والذي قبله على انه ينبغي للصائم ان يحفظ لسانه - 00:04:54ضَ
جوارحه عما حرم الله عز وجل. فكما انه يصوم عن الطعام والشراب فلتصم جوارحه عما حرم الله تعالى فلا يتكلم بكلام محرم. ولا ينظر نظرا محرما ولا يسمع سماعا محرما - 00:05:14ضَ
بان هذه المحرمات وان لم تكن مبطلة للصوم لكنها تنقص اجره وثوابه. ولهذا الصائم حظه من صيامه الجوع والعطش. يجوع ويعطش فقط ولكن ثوابه واجره قد حبط. بسبب ما فعله من المحرمات من غيبة او نميمة او غش او خداع للمسلمين. فالواجب على المؤمن ان يحرص على - 00:05:33ضَ
صيانة صومه مما ينقضه ويفسده ومما ينقص ثوابه واجره. وفي مقابل لذلك ان يحرص على الازدياد من الخير ومن الحسنات بالاقبال على الله عز وجل الجود احسان وكثرة قراءة القرآن وكثرة الاعمال الصالحة في هذا الشهر ولا سيما هذا الصيام فان الاعمال الصالحة - 00:06:03ضَ
والحسنات لها شأن عظيم في هذا الشهر وفي هذا الموسم الرابع الكريم. اسأل الله ان يوقظ قلوبنا واياكم من رقدات الغفلة وان يرزقنا التزود ليوم النقلة. وان يوفقنا للهدى والصلاح. وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته - 00:06:33ضَ
وان يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين - 00:06:57ضَ