Baheth

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد ايها المستمعون الكرام تحدثت في الحلقة السابقة عن صور مشرقة من دعوة ابراهيم عليه السلام وذكرت في اخرها ما كان من المناظرة بين الخليل عليه السلام وبين ملك الكلدانيين. الذي حاج ابراهيم في ربه - 00:00:00ضَ

وكيف اقام ابراهيم عليه السلام الحجة الدامغة فبهت الذي كفر ولم يزل ابراهيم عليه السلام يوالي دعوة قومه الى الله ويحاول اخراجهم من الظلمات الى النور. وفي ذلك يقول الله عز وجل - 00:00:25ضَ

وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا. ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا. فابتغوا عند الله الرزق - 00:00:43ضَ

واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. وان تكذبوا فقد كذب امم من قبلكم. وما على الرسول الا البلاغ المبين اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ان ذلك على الله يسير - 00:01:01ضَ

قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشأ النشأة الاخرة. ان الله على كل شيء قدير يعذب من يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون. وما انتم بمعجزين في الارض ولا في السماء. وما لكم من دون الله من ولي ولا - 00:01:17ضَ

والذين كفروا بايات الله ولقائه اولئك يأسوا من رحمتي. واولئك لهم عذاب اليم. فما كان جواب قومه الا ان قالوا اقتلوه. الا ان قالوا اقتلوه او فرقوه فانجاه الله من النار. ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون. وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بين - 00:01:35ضَ

في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا. ومأواكم النار وما لكم من ناصرين. فامن له لوط وقال اني مهاجر الى ربي انه هو العزيز الحكيم - 00:01:59ضَ

وقد هاجر ابراهيم عليه السلام ومعه زوجته سارة ولوط الى الشام وفي ذلك يقول الله عز وجل قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم - 00:02:16ضَ

وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين وقد اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى تعاون الوزغ الى تعاون الوزغ مع قوم ابراهيم. في محاولة احراقه. وان الوزغ كان ينفخ على ابراهيم - 00:02:32ضَ

روى البخاري ومسلم من حديث ام شريك رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بقتل الوزغ وفي لفظ وفي لفظ كان ينفخ على ابراهيم وفي لفظ للبخاري كان ينفخ على ابراهيم وقد ثبت في الصحيحين ان رسول الله صلى الله - 00:02:54ضَ

الله عليه وسلم قال اختتن ابراهيم النبي عليه السلام اختتن ابراهيم النبي عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم. وقد نزل ابراهيم عليه السلام بالشام وهي بلاد الكنعانيين ومعه زوجته سارة ولوط - 00:03:14ضَ

وارسل الله عز وجل لوطا الى اهل سدوم وعامورة من دائرة الاردن. وسار ابراهيم وسارة الى مصر واخبر ملك مصر اخبرك ملك مصر بجمال زوجة ابراهيم. واغري بها فنجاها الله منه - 00:03:35ضَ

واخدمها هاجر ووهبتها لابراهيم فرزقه الله منها اسماعيل عليه السلام ورجع ابراهيم باهله الى الارض المقدسة بفلسطين وصار بين سارة وهاجر سار بين سارة وهاجر بعض الشيء لما قضاه الله عز وجل - 00:03:52ضَ

ان يعمر ولدها اسماعيل مع ابيه البيت الحرام بمكة وهربت هاجر من سارة وامر الله عز وجل ابراهيم ان يحمل هاجر واسماعيل الى مكة واتخذت هاجر منطقا تشد به وسطها وترسل طرفها كذيل خلفها يعفي اثارها على سارة - 00:04:12ضَ

فقد رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اول ما اتخذ النساء المنطق من قبل ام اسماعيل اتخذت منطقا لتعفي اثرها على سارة ثم جاء بها ابراهيم وبابنها اسماعيل. وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت - 00:04:33ضَ

عند دوحة فوق زمزم في اعلى المسجد وليس بمكة يومئذ احد. وليس بها ماء ووضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى ابراهيم منطلقا فتبعته ام اسماعيل فقالت يا ابراهيم اين تذهب وتتركنا بهذا الوادي؟ الذي ليس فيه انس الذي ليس فيه انيس ولا شيء - 00:04:53ضَ

فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت اليها فقالت له الله امرك بهذا؟ الله الذي امرك بهذا؟ قال نعم قالت اذا لا يضيعنا. ثم رجعت فانطلق ابراهيم حتى اذا كان عند الثنية. حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت - 00:05:19ضَ

ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل فداة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون - 00:05:40ضَ

وجعلت ام اسماعيل ترضع اسماعيل وتشرب من ذلك الماء. حتى اذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر اليه يتلوى او قال يتلبط انطلقت كراهية ان تنظر اليه - 00:05:57ضَ

هددت الصفا اقرب جبل في الارض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى احدا فلم ترى احدا فهبطت من الصحة هبطت من الصفا. حتى اذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها رفعت طرف درعها ثم سعت - 00:06:13ضَ

سعي الانسان المجهود حتى جاوزت الوادي. ثم اتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى احدا؟ فلم ترى احدا قالت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس رضي الله عنهما. قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك سعي الناس بينهما - 00:06:31ضَ

فلما اشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صهي تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت ايضا فقالت قد اسمعت ان كان عندك غوات فاذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه او قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من - 00:06:50ضَ

في سقائها وهو يفور بعدما وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابن عباس رضي الله عنهما. قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم اللهم اسماعيل لو تركت زمزم او قال لو لم تغرف من زمزم لكان الزمزم عينا معينا - 00:07:13ضَ

قال فشربت وارضعت ولدها فقال لها الملك لا تخاف الضيعة لا تخافوا الضيعة فانها هنا بيتا لله. يبني هذا الغلام وابوه. وان الله لا يضيع اهله. وكان البيت مرتفعا من الارض كالرابية - 00:07:31ضَ

تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم او اهل بيت من جرهم مقبلين من طريقك فنزلوا في اسفل في اسفل مكة فرأوا طائرا عائفا - 00:07:47ضَ

فقالوا ان هذا الطائر لا يدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيهما. فارسلوا جليا او جريين اي رسولا او رسولين فاذا هم بالماء فرجعوا فاخبروهم. فاقبلوا وام اسماعيل عند الماء. فقالوا اتأذنين لنا ان ننزل عندك؟ قالت نعم. ولكن لا حق لكم في الماء؟ قالوا نعم - 00:08:02ضَ

قال ابن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم فالفى ذلك ام اسماعيل وهي تحب الانس فنزلوا فارسلوا الى اهلهم فنزلوا معهم حتى اذا كانوا بها اهل ابيات وشب الغلام وتعلم العربية منهم وانفسهم واعجبهم حين شب - 00:08:24ضَ

فلما ادرك زوجوه امرأة منهم وماتت ام اسماعيل. فجاء ابراهيم بعدما تزوج اسماعيل يطالع تركته. فلم يجد اسماعيل. فسأل امرأته عنه. فقالت خرج يبتغي لنا وفي رواية يصيد لنا. ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت نحن بشر - 00:08:44ضَ

نحن في ضيق وشدة وشكت اليه. قال فاذا جاء زوجك اقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه. فلما جاء اسماعيل عليه السلام كأنه انس شيئا. فقال هل جاءكم من احد - 00:09:04ضَ

قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا. فسألنا عنك فاخبرته فسأل كيف عيشنا؟ فاخبرته انا في جهد وشدة. قال الاوصاكي بشيء؟ قالت نعم. امرني ان اقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك. قال ذاك ذاك ابي. وقد - 00:09:19ضَ

امرني ان افارقك الحقي باهلك فطلقها وتزوج منهم اخرى. فلبث عنهم ابراهيم ما شاء الله ثم اتاهم بعد فلم يجد. فدخل على امرأته فسأل عنه قالت خرج يبتغي لنا قال كيف انتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم. قالت نحن بخير وسعة واثنت على الله. فقال ما - 00:09:39ضَ

اللحم قال فما شرابكم؟ قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه. قال فهما لا يخلو عليهما احد بغير مكة الا لم يوافقا. قال فاذا - 00:10:02ضَ

جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وامريه يثبت عتبة بابه. فلما جاء اسماعيل قال هل اتاكم من احد؟ قالت نعم. اتانا شيخ حسنوا الهيئة واثنت عليه. فسألني عنك فاخبرته. فسألني كيف عيشنا؟ فاخبرته انا بخير. قال فاوصاك بشيء؟ قالت - 00:10:22ضَ

نعم يقرأ عليك السلام ويأمرك ان تثبت عتبة بابك. قال ذاك ابي وانت العتبة. امرني ان امسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك واسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبة من زمزم - 00:10:42ضَ

فلما رآه قام اليه فصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد. قال يا اسماعيل ان الله امرني بامر. قال فاصنع ما امرك قال وتعينني؟ قال واعينك قال فان الله امرني ان ابني بيتا ها هنا. واشار الى اكمة مرتفعة على ما حولها. فعند ذلك رفع القواعد من البيت فجعل - 00:10:59ضَ

قال اسماعيل يأتي بالحجارة وابراهيم يبني حتى اذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني واسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم والى حلقة قادمة ان شاء الله - 00:11:23ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:43ضَ