بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد - 00:00:00
يقول الله جل وعلا في سورة الحج لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الامر وادعوا الى ربك انك لعلى هدى مستقيم آآ يخبر جل وعلا انه جعل لكل امة من الامم - 00:00:16
من سكن اي متعبدا هم متعبدون هم متعبدوا الله فيه والمنسك اه المنسك اصله في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الانسان ويتردد اليه اما لخير او لشر ولهذا سميت مناسك الحج بذلك - 00:00:36
لترداد الناس اليها وعكوفهم عليها وهذا هو قول الطبري رحمه الله ان اصل المنسك في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الانسان ويتردد اليه اما لخير واما لشر. ولهذا سميت مناسك الحج - 00:01:04
اه بذلك لتردد الناس اليها كل سنة ولعبوفهم وبقائهم عندها ايام الحج يطلق ايضا المنسك على العبادة يقال تنسك اذا تعبد تنسك يعني اذا تعبد لله سبحانه وتعالى والمنسك وفيه لغتان - 00:01:23
منسك ومنسك وهي لغة قريش ومنسك يعني منسك بفتحه بفتح الميم والسين جميعا. منسك ومنسك بكسر السين مع فتح الميم وهما لغتان وبهما قرأ بهما قرأ في هذا الموطن وفي الموطن ايضا السابق - 00:01:57
ولهذا قرأ حمزة والكسائي منسكا ولكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه. وقرأ الباقون بفتحها منسكا هم ناسكوه المراد هنا كما قدمنا هو قول الامين الشنقيطي قال منسكا الاظهر في معناه اي متعبدا - 00:02:30
هم متعبدوه فيه لان اصل النسك التعبد ويدل له قوله تعالى لكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام ايضا يطلق النسك على الذبح والذبيحة يقال لها نسيكة - 00:02:56
لانه يتعبد لله جل وعلا بها ويتقرب الى الله جل وعلا بها فالحاصل ان التنسك في اللغة بمعنى التعبد والتأله تنسكا يعني اذا تعبد ومنه الناسك يعني العابد كذلك هنا مناسك يعني اماكن للعبادة - 00:03:19
يترددون عليها وقال ابن جرير الطبري المعنى هنا لكل امة جعلنا منسكا اي يعني لكل امة نبي منسك لان بعض الامم ليست لها ليس لها رسول لم يبعث فيها رسول - 00:03:39
وان كان الاظهر ان هذا القول وهذا التقييد انه لا وجه له لان المراد بالامم هنا الامم التي خلا فيها الرسل والصواب انه ما من امة الا بعث الله فيها نذيرا ورسولا - 00:04:05
كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال جل وعلا ومن امة الا خلى فيها نذير اذن لا داعي الى هذا التقدير لان العلماء يقولون ما لا يحتاج الى تقدير اولى مما يحتاج الى تقدير - 00:04:23
فيقال ولكل امة من الامم ومعلوم انها الامم التي ارسل التي ارسل اليها وقد ارسل الله جل وعلا الرسل الى الامم اه مبشرين ومديرين لئلا يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل - 00:04:42
اذا ولكل امة جعلنا منسكا متعبدا هم ناسكو هم هم متعبدون لله جل وعلا به قال الشيخ السعدي اي عاملون عليه بحسب احوالهم. فلا اعتراظ على شريعة من الشرائع ويقال ناس يكونوا متعبدون لله جل وعلا - 00:05:00
به يقول ابن كثير بعد ان ذكر قول ابن جرير الطبري يعني لكل امة نبيا منسكا هم ناسكو قال فان كان كما قال من ان المراد لكل امة لكل امة نبي جعلنا منسكا فيكون المراد بقوله فلا ينازعنك في الامر اي هؤلاء - 00:05:23
كون وان كان المراد لكل امة جعلنا مسكا جعلنا جعلا قدريا يعني قدرا جعلنا لكل امة من سكنوا متعبدا يتعبدون به دون غيرهم قال كما قال تعالى ولكل وجهة هو موليها - 00:05:45
ولهذا قال ها هنا هم ناسكوه اي فاعلوه فالضمير ها هنا عائد على هؤلاء على هؤلاء الذين لهم مناسك وطرائق اي هؤلاء انما يفعلون هذا عن قدر الله وارادته فلا تتأثر بمنازعتهم لك ولا يصرفك ذلك عن - 00:06:04
ما انت عليه من الحق ولهذا قال وادعو الى ربك انك لعلى هدى مستقيم. اي طريق واضح مستقيم موصل الى المقصود وهذا كقوله تعالى ولا يصدنك ولا يصدنك عن ايات الله بعد ان انزلت اليك وادعوا الى ربك - 00:06:21
وقوله وان جادلوك فقولي الله اعلم بما تعملون وكقوله وان كذبوك فقل لعملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون والايات في هذا نعم كثيرة قال نعم ويلاحظ هنا ان ابن كثير - 00:06:41
رحمه الله جعل يعني معنى الاية اما ان يكون المراد به هنا المنسك اي الشرعي منسكا شرعيا واما ان يكون قدريا واما ان يكون قدرية والذي يظهر والله اعلم انه شامل - 00:07:09
اولي الامرين فالله جل وعلا له جعل لكل امة منسكا شرعيا كما قال جل وعلا ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وهو ايضا كل شرعي فهو قدري قدر الله عز وجل ذلك. فالحاصل - 00:07:39
ان الله جل وعلا اخبر انه جعل لكل امة من الامم منسكا ومتعبدا يتعبدون الله جل وعلا فيه هم ناسكوه اي متعبدون لله جل وعلا فيه فلا ينازعنك في الامر - 00:07:59
فيكون هذا يعني تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتقوية له فلا ينازعنك كفار قريش في الامر حينما يعترضون عليك وعلى منسكك وعلى دينك وعلى شريعتك ومن ذلك اعتراضهم على - 00:08:13
النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه في مسألة اكلهم من الذبائح التي يذبحونها وتحرمهم اه وعدم اكلهم من الميتة كما قال ابن جرير الطبري قال فلا ينازعنك هؤلاء المشركون بالله يا محمد في ذبحك ومنسكك بقولهم اتأكلون ما قتلتم ولا - 00:08:34
يقولون الميتة التي قتلها الله فانك اولى بالحق منهم لانك محق وهم مبطلون. وقال السعدي نحو ذلك قال فلا ينازعنك اي لا ينازعنك المكذبون لك ويعترضون على بعض ما جعلتهم على بعض ما جئتهم به بعقولهم الفاسدة - 00:08:56
مثل منازعتهم في حل الميتة بقياسهم الفاسد يقولون تأكلون ما قتلتم يعني ما ذكيتموه انتم ولا تأكلون ما قتل الله وكقولهم انما البيع مثل الربا وقد ونحو ذلك من اعتراضاتهم التي لا يلزم الجواب عن اعيانها - 00:09:18
وهم منكرون لاصل الرسالة الى اخر كلامه رحمه الله اذا هذا هو الذي يظهر ان المراد ان الله جل وعلا قالينا يعني لنبيه صلى الله عليه وسلم فلا ينازعنك في الامر يعني هؤلاء المشركون - 00:09:41
لا يهمنك منازعتهم لك فانهم وان نازعوك فنزاعهم لا شيء وليس لهم ذلك لانك انت على منسك وشريعة من الله جل وعلا جعلك على شريعة تتعبد لله بها فما نازعوك به هؤلاء فلا تعبأ به - 00:10:02
وقيل ان معنى فلا ينازعنك يعني كما قال السمعاني قال يعني لا تنازعهم انت لان المنازعة تحصل بين طرفين قال فكأن المعنى يقول لا تنازعهم في الامر يعني لا يشق عليك ذلك - 00:10:24
ولا يحصل عندك يعني مجادلة لهم تحرج من اقوالهم لماذا؟ لانك انت على منسك علمك الله اياه وانزله عليك فلا تأبه بهم ولا تنازعهم ودعهم وضلالهم فانك على الحق ولكن الاولى - 00:10:44
الاول اولى لانه واظح لا ينازعنك. فالله جل وعلا يسلي نبيه ويقول دع منازعتهم لك وليس لهم ان ينازعوك لانك على الحق وهم على الباطل وربما احتجوا عليك ببعضهما في الامم السابقة فلا يهمنك ذلك لانا جعلنا لكل - 00:11:06
لامة منسكا هم ناسكوه اي متعبدون لله جل وعلا به. ثم قال وادعوا الى ربك انك لعلى هدى مستقيم وادعو الى ربك اي الى طاعته والى توحيده والى افراده جل وعلا بالعبادة. وهذا امر متفق عليه - 00:11:30
بين الانبياء. كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فادعوا الى ربك اي الى طاعته وعبادته وافراده جل وعلا بالعبادة قال انك لعلى هدى مستقيم. هذا - 00:11:48
تزكية من الله جل وعلا لنبيه وتزكية للدين الذي هو عليه وانه الحق الذي لا مرية فيه. فادع الى ربك فانك على الهدى وانك على الحق وان الدين الحق الذي لا اقبل سواه هو ما انت عليه. ولهذا قال انك لعلى هدى - 00:12:08
مستقيم. قال الشنقيطي لعلى هدى مستقيم قال طريق حق واضح لا اعوجاج فيه وهو دين الاسلام كما قال ثم ذكر كلاما ثم قال كما قال تعالى فلذلك فادعوا واستقم كما امرت - 00:12:27
وقال ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. فهو هدى مستقيم الاعوجاج فيه. وهو الصراط المستقيم الذي قال الله جل وعلا هي اهدنا الصراط المستقيم قال جل وعلا وان جادلوك فقل الله اعلم بما تعملون. ان جادلوك اي خاصموك بالباطل وكذبوك كما - 00:12:46
مر انهم يقولون انما البيع مثل الربا. وقالوا تأكلون ما تقتلون ولا تأكلون ما قتل الله. يعنون الميتة فان جادلوك وخاصموك اه بالباطل والكذب والبهتان فقل الله اعلم بما تعملون - 00:13:10
وهذا يتضمن التهديد والوعيد الشديد الاكيد لهم فيتضمن تهديدهم لانه يقول كأنه يقول لهم اعملوا الله اعلم باعمالكم وسيجازيكم عليها. يقول ولهذا يقول ابن جرير يقول قوله والله اعلم بما تعملون. يقول ابن كثير - 00:13:30
قوله والله الله اعلم بما تعملون. تهديد شديد ووعيد اكيد. كقوله هو اعلم بما تفيضنا فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم ولهذا قال الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون - 00:14:03
وهذه كقوله تعالى فلذلك فادعوا واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير. سبحانه وتعالى - 00:14:21
وهي ايضا كما قال امين الشنقيطي قوله الله اعلم بما تعملون كما انه تهديد ووعيد فهو العليم المحيط باعمالكم محصيها لكم وسيجازيكم عليها من اعتراضكم على الشريعة ومنازعتكم في الامر ومجادلتكم بالباطل قالوا وتتضمن ايضا الاعراض عنهم - 00:14:43
تتضمن امر النبي صلى الله عليه وسلم بالاعراض عنهم اذا جادلوك ولهذا قال جل وعلا وان كذبوك فقل لعملي ولكم عملكم انتم بريئون مما امن وانا بريء مما تعملون ثم قال جل وعلا الله يحكم بينكم يوم القيامة - 00:15:05
يحكم ان يفصلوا بينكم بين اولياءه واعدائه بين النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بين النبي والمؤمنين معه وبين الكفار المعارظين له. بين الحق والباطل بين اهل الايمان واهل الكفر. فالله يحكم بينهم - 00:15:22
وعلا ويفصل بينهم بالحق ويفلج اولياءه ويرفع شأنهم ويعلي قدرهم ويدخلهم الجنة ويحكم على اولئك بالخسار بالخسارة العذاب الشديد والنكال. نسأل الله العافية والسلامة. وقال الله يحكم بينكم يوم القيامة. نعم. يوم القيامة هناك الحكم. اما في - 00:15:40
دنيا فيترككم يبلو بعضكم ببعض فيترك اهل الحق مع اهل الباطل فيعادونهم ويعادونهم ويقاتلونهم ويعارضونهم ولكن يوم القيامة يكون الحكم والفصل بين المختلفين قال فيما كنتم فيه تختلفون. يعني يحكم بينكم ويفصل بينكم في الذي كنتم فيه تختلفون. فما هنا موصولة - 00:16:03
الذي كنتم تختلفون فيه وهو انهم انكم تدعون الى الايمان والحق وهم يخالفون في هذا ويأبون الا الشرك ثم قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير - 00:16:27
يقول ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه وانه محيط بما في السماوات وما في الارض فلا يعزب عنه مثقال ذرة فلا يأزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء. ولا اصغر من ذلك ولا اكبر وانه تعالى علم الكائنات كلها علم - 00:16:48
نأتي كلها قبل وجودها وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ كما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان الله قدر لمقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:17:13
وكان عرشه على الماء وفي السنن بسند صحيح من حديث جماعة من الصحابة ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم آآ قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب - 00:17:32
قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن فجرى القلم بما هو كائن الى يوم القيامة وقال الطبري نحوا من هذا القول فقال آآ ان ذلك في كتاب قال اي علمه بذلك في كتاب - 00:17:52
وهو ام الكتاب الذي كتب فيه الذي كتب فيه ربنا جل ثناؤه قبل ان يخلق خلقه ما هو كائن الى يوم القيامة اي آآ او نقول اتفقت يعني عبارات المفسرين على ان ان ذلك في كتاب المراد بالكتاب هو اللوح المحفوظ. ام الكتاب - 00:18:23
وذلك حينما خلق الله القلم اول ما خلقه قال له اكتب قال وماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وكان ذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:18:44
ايضا قول هنا الم تعلم هذا استفهام تقريري الم تعلم بقلبك الرؤية هنا علمية قلبية يعلم ما في السماء والارض من كل وجه فيعلمها خلقا ويعلمها وجودا ويعلمها ويعلم اعمالها - 00:18:57
واجالها وكل ما يتعلق بها لانه العليم الذي احاط علمه بكل شيء. ثم قال ان ذلك يعني علم علم ما في الكتاب علم هذه الاشياء علم ما في السماوات وما في الارض - 00:19:23
كل ذلك في كتاب وهو اللوح المحفوظ ان ذلك على الله يسير ذلك يعني علم ما في الكتاب علم ما في الكتاب وهو اللوح المحفوظ وكذلك الحكم بينهم كل هذا على الله يسير اي هين لانه جل وعلا لا يعجزه شيء - 00:19:46
لا يعجزه شيء فكل ذلك هين عليه جل وعلا لانه على كل شيء قدير. وهذا فيه اولا اثبات سعة علم الله جل وعلا وفيه عدل الله جل وعلا وكتابة ذلك واحصاؤه - 00:20:07
وفيها ايضا قدرته فلا يعجزه شيء فكل شيء عليه هين جل وعلا فهو القادر على كل شيء اه قال ابن كثير ملخصا يعني اه دلالة هذه الايات وهذا من تمام علمه تعالى انه علم الاشياء قبل - 00:20:21
وقوعها قبل كونها وقدرها وكتبها ايضا فما العباد عاملون قد علمه تعالى قبل ذلك على الوجه الذي يفعلونه فيعلم قبل الخلق ان هذا يطيع باختياره وهذا يعصي باختياره وكتب ذلك عنده واحاط بكل شيء علما وهو - 00:20:40
سهل عليه يسير لديه. ولهذا قال تعالى ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير ثم قال جل وعلا ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا. وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير. قال ابن - 00:21:00
كثير يقول تعالى مخبرا عن المشركين فيما جهلوا وكفروا وعبدوا من دون الله ما لم ينزل به سلطانا يعني حجة ولا برهان يعني لم ينزل به حجة ولا برهانا كقوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به - 00:21:18
فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون ولهذا قال ها هنا ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم قال اي ولا علم لهم فيما اختلفوا فيما اختلقوه واتفقوه - 00:21:38
وانما هو امر تلقوه عن ابائهم واسلافهم بلا دليل ولا حجة. واصله مما سول لهم الشيطان وزينه لهم ولهذا توعدهم تعالى بقوله وما للظالمين من نصير اي من ناصر ينصرهم من الله فيما - 00:21:56
يحل بهم من العذاب والنكال. نعم هذا تلخيص يعني من ابن كثير رحمه الله وهو تلخيص جميل فان الله اخبر عن هؤلاء الكفار آآ الذين ينازعونك في الامر والذين سبق ذكر شيء من اقوالهم انهم يعبدون من دون الله - 00:22:15
ما لم ينزل به سلطانا يتعبدون ويصرفون عبادتهم الى من هو الى غير الله الى من هو دون الله جل وعلا ولم ينزل الله عليهم سلطان ولا حجة بهذا بل عبدوه - 00:22:32
بل وكذلك ليس عندهم به علم وانما هو مجرد اجتهاد وجدوا اباءهم واباؤهم الشيطان سول لهم وحثهم على ذلك فاتبعوه فسبحان الله كيف كيف يكون دينا وكيف يصلح ان يكون الها؟ من لا سلطان ولا حجة في عبادته - 00:22:50
ومن قال انه اله ما عنده علم بذلك وانما قاله جهلا واتباعا لهوى نفسه وتسوي للشيطان له قال وما لهم من وما للظالمين من نصيب. وبين انهم ظالمون وهو الظلم الاكبر الشرك الكفر - 00:23:14
والاصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. وهؤلاء لا شك وضعوا عبادة وضعوا عبادة الاوذان في غير موضعها. وضعوها مكان عبادة الرحمن. والواجب ان يعبدوا الله وحده لا شريك له. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين - 00:23:34
له الدين. وكما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ثم قال جل وعلا واذا تتلى عليهم اياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا منكر يكادون يسطول بالذين يثنون عليهم اياتنا. قل افاؤنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا. وبئس المصير - 00:23:51
النار وعدها الله الذين كفروا فهنا يخبر جل وعلا عن حال هؤلاء الكفرة المجرمين انهم اذا تليت عليهم ايات الله قرئ عليهم القرآن اذا تتلى تقرأ عليهم اياتنا وهي ايات القرآن - 00:24:14
بينات واضحات جلية الدلالة تدل على الحق قال ابن كثير اي واذا ذكرت لهم واذا ذكرت لهم ايات القرآن والحجج والدلائل الواضحات على توحيد الله وانه لا اله الا هو وان رسلهم الكرام حق - 00:24:37
وان رسله الكرام حق وصدق يكادون يسطونا بالذين يثنون عليهم اياتنا اذا عندهم نفرة وعندهم حنق وضيق الصدر من تلاوة القرآن. وهكذا الكفار في كل زمان واهل البدع وامثالهم اذا احتجت عليهم بالنصوص يغضبون - 00:24:57
النصوص التي تخالف ما هم عليه. لانهم هم يعتقدون ثم يحتجون واهل السنة والجماعة يحتجون ثم يعتقدون يتلقون الادلة ثم يعتقدون بموجب ما دلت عليه. اما هم يعتقدون ويجعل لهم عقيدة معينة - 00:25:26
ثم بعد ذلك يذهبون يتلمسون فيجعلون الادلة تبع اعتقادهم تبعا لما اختاروه فافهموا فهم المستقلون بالتدين وبما يفعلون. بينما اهل السنة والجماعة لا يجعلون الكتاب والسنة عمدتهم فما امرهم الله به قالوا سمعنا واطعنا وما نهاهم عنه انتهوا - 00:25:47
وهذا هو منهج الحق ولهذا اخبر جل وعلا انه انه حينما تتلى الايات الواضحات واضحات في بيان الحق جليات تدل على الحق بلا خفاء تعرف الوجوه الذين كفروا المنكر يعني - 00:26:11
كما قال الطبري قال يتبين في وجوههم ما ينكره اهل الايمان بالله من تغيرها لسماع القرآن تعرف وجوه الذين كفروا المنكر ينكرون هذا الحق ويغظبون منه وتمتعظ يمتعظون منه وتسود وجوههم وتتلون - 00:26:30
انكارا له نسأل الله العافية والسلامة وهذي بلية ما بعدها بلية كون الانسان اذا سمع الحق يغضب ويتغير وجهه كراهية له وبغضا له نعوذ بالله من ذلك هذه حال الكفار. ثم قال جل وعلا يكادون يصفون بالذين يتلون عليهم اياتنا - 00:26:49
قال الطبري يكادون يعني يكادون يبطشون بالذين يتلون عليهم ايات الله لشدة تكرههم ان يسمعوا القرآن يتلى عليهم. وقال ابن كثير اي يكادون يبادرون الذين يحتجون عليهم بالدلائل الصحيحة من القرآن ويبسطون اليهم ايديهم والسنتهم بالسوء - 00:27:09
نعم اذا كاد من افعال المقاربة يقربون ويوشكون ان يسطونا مع السطو يعني من البطش يمد يده لظرب المسلم او قتل يسطونا بالذين يتلونون عليهم اياتنا سبحان الله ما يثلون شيء من قبلهم قال اياتنا واظافها الى نفسه لبيان انهم يتلون الايات التي جاءت من عند الله - 00:27:38
نصوص الكتاب والسنة ثم ما يتم ما يحتجون بشيء من قبلهم هؤلاء المؤمنون يحتجون بايات الله نعوذ بالله يغظبون ولهذا يكادون يسقون بالذين يتلون عليهم اياتنا فقال الله جل وعلا مهددا ومخوفا ومنذرا ومتوعدا - 00:28:06
افا انبئكم بشر من ذلكم قال الطبري يقول افا انبئكم ايها المشركون باكره اليكم من هؤلاء الذين تتكرهون قراءتهم القرآن عليكم هي النار وعدها الله الذين كفروا. ويقول ابن كثير - 00:28:27
آآ قل ايام محمد لهؤلاء الذين لهؤلاء فأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا اي النار عذابها قالها اشد واشق واطم واعظم مما تخوفون به اولياء الله المؤمنين في الدنيا - 00:28:46
وعذاب الاخرة على صنيعكم هذا اعظم مما تنالون منه. ان ان نلتم بزعمكم وارادتكم اذا الله قال افلا انبئكم ايخبركم بما هو شر من مما ترونه شرا هنا انتم ترونه شرا والا وليس بشر - 00:29:09
ولهذا هذا يصدق عليه ان يقال هذا افعل التفضيل هنا ليس بالطرف الاخر منه شيء لكن القصد انه بالنسبة لهم ترونه شر تغضبون تريدون السطو على من يتلو عليكم اخبركم بما هو اشر عليكم واعظم - 00:29:33
عقوبته عليكم ان التي وعدكم الله اياها في الاخرة جزاء وفاقا على اعمالكم هذه الخبيثة ولهذا قال ابن كثير وبئس المصير اي وبئس النار منزلا ومقيلا ومرجعا وموئلا ومقاما انها سعة مستقرا ومقاما. يعني بئس المصير - 00:29:56
مرجع والمآل الذي يسيرنا اليه عند الله جل وعلا وهو العذاب عذاب النار بما فيها من الاغلال والانكال. نسأل الله العافية والسلامة ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:30:19
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد - 00:00:00
يقول الله جل وعلا في سورة الحج لكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الامر وادعوا الى ربك انك لعلى هدى مستقيم آآ يخبر جل وعلا انه جعل لكل امة من الامم - 00:00:16
من سكن اي متعبدا هم متعبدون هم متعبدوا الله فيه والمنسك اه المنسك اصله في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الانسان ويتردد اليه اما لخير او لشر ولهذا سميت مناسك الحج بذلك - 00:00:36
لترداد الناس اليها وعكوفهم عليها وهذا هو قول الطبري رحمه الله ان اصل المنسك في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الانسان ويتردد اليه اما لخير واما لشر. ولهذا سميت مناسك الحج - 00:01:04
اه بذلك لتردد الناس اليها كل سنة ولعبوفهم وبقائهم عندها ايام الحج يطلق ايضا المنسك على العبادة يقال تنسك اذا تعبد تنسك يعني اذا تعبد لله سبحانه وتعالى والمنسك وفيه لغتان - 00:01:23
منسك ومنسك وهي لغة قريش ومنسك يعني منسك بفتحه بفتح الميم والسين جميعا. منسك ومنسك بكسر السين مع فتح الميم وهما لغتان وبهما قرأ بهما قرأ في هذا الموطن وفي الموطن ايضا السابق - 00:01:57
ولهذا قرأ حمزة والكسائي منسكا ولكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه. وقرأ الباقون بفتحها منسكا هم ناسكوه المراد هنا كما قدمنا هو قول الامين الشنقيطي قال منسكا الاظهر في معناه اي متعبدا - 00:02:30
هم متعبدوه فيه لان اصل النسك التعبد ويدل له قوله تعالى لكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام ايضا يطلق النسك على الذبح والذبيحة يقال لها نسيكة - 00:02:56
لانه يتعبد لله جل وعلا بها ويتقرب الى الله جل وعلا بها فالحاصل ان التنسك في اللغة بمعنى التعبد والتأله تنسكا يعني اذا تعبد ومنه الناسك يعني العابد كذلك هنا مناسك يعني اماكن للعبادة - 00:03:19
يترددون عليها وقال ابن جرير الطبري المعنى هنا لكل امة جعلنا منسكا اي يعني لكل امة نبي منسك لان بعض الامم ليست لها ليس لها رسول لم يبعث فيها رسول - 00:03:39
وان كان الاظهر ان هذا القول وهذا التقييد انه لا وجه له لان المراد بالامم هنا الامم التي خلا فيها الرسل والصواب انه ما من امة الا بعث الله فيها نذيرا ورسولا - 00:04:05
كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال جل وعلا ومن امة الا خلى فيها نذير اذن لا داعي الى هذا التقدير لان العلماء يقولون ما لا يحتاج الى تقدير اولى مما يحتاج الى تقدير - 00:04:23
فيقال ولكل امة من الامم ومعلوم انها الامم التي ارسل التي ارسل اليها وقد ارسل الله جل وعلا الرسل الى الامم اه مبشرين ومديرين لئلا يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل - 00:04:42
اذا ولكل امة جعلنا منسكا متعبدا هم ناسكو هم هم متعبدون لله جل وعلا به قال الشيخ السعدي اي عاملون عليه بحسب احوالهم. فلا اعتراظ على شريعة من الشرائع ويقال ناس يكونوا متعبدون لله جل وعلا - 00:05:00
به يقول ابن كثير بعد ان ذكر قول ابن جرير الطبري يعني لكل امة نبيا منسكا هم ناسكو قال فان كان كما قال من ان المراد لكل امة لكل امة نبي جعلنا منسكا فيكون المراد بقوله فلا ينازعنك في الامر اي هؤلاء - 00:05:23
كون وان كان المراد لكل امة جعلنا مسكا جعلنا جعلا قدريا يعني قدرا جعلنا لكل امة من سكنوا متعبدا يتعبدون به دون غيرهم قال كما قال تعالى ولكل وجهة هو موليها - 00:05:45
ولهذا قال ها هنا هم ناسكوه اي فاعلوه فالضمير ها هنا عائد على هؤلاء على هؤلاء الذين لهم مناسك وطرائق اي هؤلاء انما يفعلون هذا عن قدر الله وارادته فلا تتأثر بمنازعتهم لك ولا يصرفك ذلك عن - 00:06:04
ما انت عليه من الحق ولهذا قال وادعو الى ربك انك لعلى هدى مستقيم. اي طريق واضح مستقيم موصل الى المقصود وهذا كقوله تعالى ولا يصدنك ولا يصدنك عن ايات الله بعد ان انزلت اليك وادعوا الى ربك - 00:06:21
وقوله وان جادلوك فقولي الله اعلم بما تعملون وكقوله وان كذبوك فقل لعملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون والايات في هذا نعم كثيرة قال نعم ويلاحظ هنا ان ابن كثير - 00:06:41
رحمه الله جعل يعني معنى الاية اما ان يكون المراد به هنا المنسك اي الشرعي منسكا شرعيا واما ان يكون قدريا واما ان يكون قدرية والذي يظهر والله اعلم انه شامل - 00:07:09
اولي الامرين فالله جل وعلا له جعل لكل امة منسكا شرعيا كما قال جل وعلا ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وهو ايضا كل شرعي فهو قدري قدر الله عز وجل ذلك. فالحاصل - 00:07:39
ان الله جل وعلا اخبر انه جعل لكل امة من الامم منسكا ومتعبدا يتعبدون الله جل وعلا فيه هم ناسكوه اي متعبدون لله جل وعلا فيه فلا ينازعنك في الامر - 00:07:59
فيكون هذا يعني تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتقوية له فلا ينازعنك كفار قريش في الامر حينما يعترضون عليك وعلى منسكك وعلى دينك وعلى شريعتك ومن ذلك اعتراضهم على - 00:08:13
النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه في مسألة اكلهم من الذبائح التي يذبحونها وتحرمهم اه وعدم اكلهم من الميتة كما قال ابن جرير الطبري قال فلا ينازعنك هؤلاء المشركون بالله يا محمد في ذبحك ومنسكك بقولهم اتأكلون ما قتلتم ولا - 00:08:34
يقولون الميتة التي قتلها الله فانك اولى بالحق منهم لانك محق وهم مبطلون. وقال السعدي نحو ذلك قال فلا ينازعنك اي لا ينازعنك المكذبون لك ويعترضون على بعض ما جعلتهم على بعض ما جئتهم به بعقولهم الفاسدة - 00:08:56
مثل منازعتهم في حل الميتة بقياسهم الفاسد يقولون تأكلون ما قتلتم يعني ما ذكيتموه انتم ولا تأكلون ما قتل الله وكقولهم انما البيع مثل الربا وقد ونحو ذلك من اعتراضاتهم التي لا يلزم الجواب عن اعيانها - 00:09:18
وهم منكرون لاصل الرسالة الى اخر كلامه رحمه الله اذا هذا هو الذي يظهر ان المراد ان الله جل وعلا قالينا يعني لنبيه صلى الله عليه وسلم فلا ينازعنك في الامر يعني هؤلاء المشركون - 00:09:41
لا يهمنك منازعتهم لك فانهم وان نازعوك فنزاعهم لا شيء وليس لهم ذلك لانك انت على منسك وشريعة من الله جل وعلا جعلك على شريعة تتعبد لله بها فما نازعوك به هؤلاء فلا تعبأ به - 00:10:02
وقيل ان معنى فلا ينازعنك يعني كما قال السمعاني قال يعني لا تنازعهم انت لان المنازعة تحصل بين طرفين قال فكأن المعنى يقول لا تنازعهم في الامر يعني لا يشق عليك ذلك - 00:10:24
ولا يحصل عندك يعني مجادلة لهم تحرج من اقوالهم لماذا؟ لانك انت على منسك علمك الله اياه وانزله عليك فلا تأبه بهم ولا تنازعهم ودعهم وضلالهم فانك على الحق ولكن الاولى - 00:10:44
الاول اولى لانه واظح لا ينازعنك. فالله جل وعلا يسلي نبيه ويقول دع منازعتهم لك وليس لهم ان ينازعوك لانك على الحق وهم على الباطل وربما احتجوا عليك ببعضهما في الامم السابقة فلا يهمنك ذلك لانا جعلنا لكل - 00:11:06
لامة منسكا هم ناسكوه اي متعبدون لله جل وعلا به. ثم قال وادعوا الى ربك انك لعلى هدى مستقيم وادعو الى ربك اي الى طاعته والى توحيده والى افراده جل وعلا بالعبادة. وهذا امر متفق عليه - 00:11:30
بين الانبياء. كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فادعوا الى ربك اي الى طاعته وعبادته وافراده جل وعلا بالعبادة قال انك لعلى هدى مستقيم. هذا - 00:11:48
تزكية من الله جل وعلا لنبيه وتزكية للدين الذي هو عليه وانه الحق الذي لا مرية فيه. فادع الى ربك فانك على الهدى وانك على الحق وان الدين الحق الذي لا اقبل سواه هو ما انت عليه. ولهذا قال انك لعلى هدى - 00:12:08
مستقيم. قال الشنقيطي لعلى هدى مستقيم قال طريق حق واضح لا اعوجاج فيه وهو دين الاسلام كما قال ثم ذكر كلاما ثم قال كما قال تعالى فلذلك فادعوا واستقم كما امرت - 00:12:27
وقال ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. فهو هدى مستقيم الاعوجاج فيه. وهو الصراط المستقيم الذي قال الله جل وعلا هي اهدنا الصراط المستقيم قال جل وعلا وان جادلوك فقل الله اعلم بما تعملون. ان جادلوك اي خاصموك بالباطل وكذبوك كما - 00:12:46
مر انهم يقولون انما البيع مثل الربا. وقالوا تأكلون ما تقتلون ولا تأكلون ما قتل الله. يعنون الميتة فان جادلوك وخاصموك اه بالباطل والكذب والبهتان فقل الله اعلم بما تعملون - 00:13:10
وهذا يتضمن التهديد والوعيد الشديد الاكيد لهم فيتضمن تهديدهم لانه يقول كأنه يقول لهم اعملوا الله اعلم باعمالكم وسيجازيكم عليها. يقول ولهذا يقول ابن جرير يقول قوله والله اعلم بما تعملون. يقول ابن كثير - 00:13:30
قوله والله الله اعلم بما تعملون. تهديد شديد ووعيد اكيد. كقوله هو اعلم بما تفيضنا فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم ولهذا قال الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون - 00:14:03
وهذه كقوله تعالى فلذلك فادعوا واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير. سبحانه وتعالى - 00:14:21
وهي ايضا كما قال امين الشنقيطي قوله الله اعلم بما تعملون كما انه تهديد ووعيد فهو العليم المحيط باعمالكم محصيها لكم وسيجازيكم عليها من اعتراضكم على الشريعة ومنازعتكم في الامر ومجادلتكم بالباطل قالوا وتتضمن ايضا الاعراض عنهم - 00:14:43
تتضمن امر النبي صلى الله عليه وسلم بالاعراض عنهم اذا جادلوك ولهذا قال جل وعلا وان كذبوك فقل لعملي ولكم عملكم انتم بريئون مما امن وانا بريء مما تعملون ثم قال جل وعلا الله يحكم بينكم يوم القيامة - 00:15:05
يحكم ان يفصلوا بينكم بين اولياءه واعدائه بين النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بين النبي والمؤمنين معه وبين الكفار المعارظين له. بين الحق والباطل بين اهل الايمان واهل الكفر. فالله يحكم بينهم - 00:15:22
وعلا ويفصل بينهم بالحق ويفلج اولياءه ويرفع شأنهم ويعلي قدرهم ويدخلهم الجنة ويحكم على اولئك بالخسار بالخسارة العذاب الشديد والنكال. نسأل الله العافية والسلامة. وقال الله يحكم بينكم يوم القيامة. نعم. يوم القيامة هناك الحكم. اما في - 00:15:40
دنيا فيترككم يبلو بعضكم ببعض فيترك اهل الحق مع اهل الباطل فيعادونهم ويعادونهم ويقاتلونهم ويعارضونهم ولكن يوم القيامة يكون الحكم والفصل بين المختلفين قال فيما كنتم فيه تختلفون. يعني يحكم بينكم ويفصل بينكم في الذي كنتم فيه تختلفون. فما هنا موصولة - 00:16:03
الذي كنتم تختلفون فيه وهو انهم انكم تدعون الى الايمان والحق وهم يخالفون في هذا ويأبون الا الشرك ثم قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير - 00:16:27
يقول ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه وانه محيط بما في السماوات وما في الارض فلا يعزب عنه مثقال ذرة فلا يأزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء. ولا اصغر من ذلك ولا اكبر وانه تعالى علم الكائنات كلها علم - 00:16:48
نأتي كلها قبل وجودها وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ كما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان الله قدر لمقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:17:13
وكان عرشه على الماء وفي السنن بسند صحيح من حديث جماعة من الصحابة ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم آآ قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب - 00:17:32
قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن فجرى القلم بما هو كائن الى يوم القيامة وقال الطبري نحوا من هذا القول فقال آآ ان ذلك في كتاب قال اي علمه بذلك في كتاب - 00:17:52
وهو ام الكتاب الذي كتب فيه الذي كتب فيه ربنا جل ثناؤه قبل ان يخلق خلقه ما هو كائن الى يوم القيامة اي آآ او نقول اتفقت يعني عبارات المفسرين على ان ان ذلك في كتاب المراد بالكتاب هو اللوح المحفوظ. ام الكتاب - 00:18:23
وذلك حينما خلق الله القلم اول ما خلقه قال له اكتب قال وماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وكان ذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:18:44
ايضا قول هنا الم تعلم هذا استفهام تقريري الم تعلم بقلبك الرؤية هنا علمية قلبية يعلم ما في السماء والارض من كل وجه فيعلمها خلقا ويعلمها وجودا ويعلمها ويعلم اعمالها - 00:18:57
واجالها وكل ما يتعلق بها لانه العليم الذي احاط علمه بكل شيء. ثم قال ان ذلك يعني علم علم ما في الكتاب علم هذه الاشياء علم ما في السماوات وما في الارض - 00:19:23
كل ذلك في كتاب وهو اللوح المحفوظ ان ذلك على الله يسير ذلك يعني علم ما في الكتاب علم ما في الكتاب وهو اللوح المحفوظ وكذلك الحكم بينهم كل هذا على الله يسير اي هين لانه جل وعلا لا يعجزه شيء - 00:19:46
لا يعجزه شيء فكل ذلك هين عليه جل وعلا لانه على كل شيء قدير. وهذا فيه اولا اثبات سعة علم الله جل وعلا وفيه عدل الله جل وعلا وكتابة ذلك واحصاؤه - 00:20:07
وفيها ايضا قدرته فلا يعجزه شيء فكل شيء عليه هين جل وعلا فهو القادر على كل شيء اه قال ابن كثير ملخصا يعني اه دلالة هذه الايات وهذا من تمام علمه تعالى انه علم الاشياء قبل - 00:20:21
وقوعها قبل كونها وقدرها وكتبها ايضا فما العباد عاملون قد علمه تعالى قبل ذلك على الوجه الذي يفعلونه فيعلم قبل الخلق ان هذا يطيع باختياره وهذا يعصي باختياره وكتب ذلك عنده واحاط بكل شيء علما وهو - 00:20:40
سهل عليه يسير لديه. ولهذا قال تعالى ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير ثم قال جل وعلا ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا. وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير. قال ابن - 00:21:00
كثير يقول تعالى مخبرا عن المشركين فيما جهلوا وكفروا وعبدوا من دون الله ما لم ينزل به سلطانا يعني حجة ولا برهان يعني لم ينزل به حجة ولا برهانا كقوله ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به - 00:21:18
فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون ولهذا قال ها هنا ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم قال اي ولا علم لهم فيما اختلفوا فيما اختلقوه واتفقوه - 00:21:38
وانما هو امر تلقوه عن ابائهم واسلافهم بلا دليل ولا حجة. واصله مما سول لهم الشيطان وزينه لهم ولهذا توعدهم تعالى بقوله وما للظالمين من نصير اي من ناصر ينصرهم من الله فيما - 00:21:56
يحل بهم من العذاب والنكال. نعم هذا تلخيص يعني من ابن كثير رحمه الله وهو تلخيص جميل فان الله اخبر عن هؤلاء الكفار آآ الذين ينازعونك في الامر والذين سبق ذكر شيء من اقوالهم انهم يعبدون من دون الله - 00:22:15
ما لم ينزل به سلطانا يتعبدون ويصرفون عبادتهم الى من هو الى غير الله الى من هو دون الله جل وعلا ولم ينزل الله عليهم سلطان ولا حجة بهذا بل عبدوه - 00:22:32
بل وكذلك ليس عندهم به علم وانما هو مجرد اجتهاد وجدوا اباءهم واباؤهم الشيطان سول لهم وحثهم على ذلك فاتبعوه فسبحان الله كيف كيف يكون دينا وكيف يصلح ان يكون الها؟ من لا سلطان ولا حجة في عبادته - 00:22:50
ومن قال انه اله ما عنده علم بذلك وانما قاله جهلا واتباعا لهوى نفسه وتسوي للشيطان له قال وما لهم من وما للظالمين من نصيب. وبين انهم ظالمون وهو الظلم الاكبر الشرك الكفر - 00:23:14
والاصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. وهؤلاء لا شك وضعوا عبادة وضعوا عبادة الاوذان في غير موضعها. وضعوها مكان عبادة الرحمن. والواجب ان يعبدوا الله وحده لا شريك له. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين - 00:23:34
له الدين. وكما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ثم قال جل وعلا واذا تتلى عليهم اياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا منكر يكادون يسطول بالذين يثنون عليهم اياتنا. قل افاؤنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا. وبئس المصير - 00:23:51
النار وعدها الله الذين كفروا فهنا يخبر جل وعلا عن حال هؤلاء الكفرة المجرمين انهم اذا تليت عليهم ايات الله قرئ عليهم القرآن اذا تتلى تقرأ عليهم اياتنا وهي ايات القرآن - 00:24:14
بينات واضحات جلية الدلالة تدل على الحق قال ابن كثير اي واذا ذكرت لهم واذا ذكرت لهم ايات القرآن والحجج والدلائل الواضحات على توحيد الله وانه لا اله الا هو وان رسلهم الكرام حق - 00:24:37
وان رسله الكرام حق وصدق يكادون يسطونا بالذين يثنون عليهم اياتنا اذا عندهم نفرة وعندهم حنق وضيق الصدر من تلاوة القرآن. وهكذا الكفار في كل زمان واهل البدع وامثالهم اذا احتجت عليهم بالنصوص يغضبون - 00:24:57
النصوص التي تخالف ما هم عليه. لانهم هم يعتقدون ثم يحتجون واهل السنة والجماعة يحتجون ثم يعتقدون يتلقون الادلة ثم يعتقدون بموجب ما دلت عليه. اما هم يعتقدون ويجعل لهم عقيدة معينة - 00:25:26
ثم بعد ذلك يذهبون يتلمسون فيجعلون الادلة تبع اعتقادهم تبعا لما اختاروه فافهموا فهم المستقلون بالتدين وبما يفعلون. بينما اهل السنة والجماعة لا يجعلون الكتاب والسنة عمدتهم فما امرهم الله به قالوا سمعنا واطعنا وما نهاهم عنه انتهوا - 00:25:47
وهذا هو منهج الحق ولهذا اخبر جل وعلا انه انه حينما تتلى الايات الواضحات واضحات في بيان الحق جليات تدل على الحق بلا خفاء تعرف الوجوه الذين كفروا المنكر يعني - 00:26:11
كما قال الطبري قال يتبين في وجوههم ما ينكره اهل الايمان بالله من تغيرها لسماع القرآن تعرف وجوه الذين كفروا المنكر ينكرون هذا الحق ويغظبون منه وتمتعظ يمتعظون منه وتسود وجوههم وتتلون - 00:26:30
انكارا له نسأل الله العافية والسلامة وهذي بلية ما بعدها بلية كون الانسان اذا سمع الحق يغضب ويتغير وجهه كراهية له وبغضا له نعوذ بالله من ذلك هذه حال الكفار. ثم قال جل وعلا يكادون يصفون بالذين يتلون عليهم اياتنا - 00:26:49
قال الطبري يكادون يعني يكادون يبطشون بالذين يتلون عليهم ايات الله لشدة تكرههم ان يسمعوا القرآن يتلى عليهم. وقال ابن كثير اي يكادون يبادرون الذين يحتجون عليهم بالدلائل الصحيحة من القرآن ويبسطون اليهم ايديهم والسنتهم بالسوء - 00:27:09
نعم اذا كاد من افعال المقاربة يقربون ويوشكون ان يسطونا مع السطو يعني من البطش يمد يده لظرب المسلم او قتل يسطونا بالذين يتلونون عليهم اياتنا سبحان الله ما يثلون شيء من قبلهم قال اياتنا واظافها الى نفسه لبيان انهم يتلون الايات التي جاءت من عند الله - 00:27:38
نصوص الكتاب والسنة ثم ما يتم ما يحتجون بشيء من قبلهم هؤلاء المؤمنون يحتجون بايات الله نعوذ بالله يغظبون ولهذا يكادون يسقون بالذين يتلون عليهم اياتنا فقال الله جل وعلا مهددا ومخوفا ومنذرا ومتوعدا - 00:28:06
افا انبئكم بشر من ذلكم قال الطبري يقول افا انبئكم ايها المشركون باكره اليكم من هؤلاء الذين تتكرهون قراءتهم القرآن عليكم هي النار وعدها الله الذين كفروا. ويقول ابن كثير - 00:28:27
آآ قل ايام محمد لهؤلاء الذين لهؤلاء فأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا اي النار عذابها قالها اشد واشق واطم واعظم مما تخوفون به اولياء الله المؤمنين في الدنيا - 00:28:46
وعذاب الاخرة على صنيعكم هذا اعظم مما تنالون منه. ان ان نلتم بزعمكم وارادتكم اذا الله قال افلا انبئكم ايخبركم بما هو شر من مما ترونه شرا هنا انتم ترونه شرا والا وليس بشر - 00:29:09
ولهذا هذا يصدق عليه ان يقال هذا افعل التفضيل هنا ليس بالطرف الاخر منه شيء لكن القصد انه بالنسبة لهم ترونه شر تغضبون تريدون السطو على من يتلو عليكم اخبركم بما هو اشر عليكم واعظم - 00:29:33
عقوبته عليكم ان التي وعدكم الله اياها في الاخرة جزاء وفاقا على اعمالكم هذه الخبيثة ولهذا قال ابن كثير وبئس المصير اي وبئس النار منزلا ومقيلا ومرجعا وموئلا ومقاما انها سعة مستقرا ومقاما. يعني بئس المصير - 00:29:56
مرجع والمآل الذي يسيرنا اليه عند الله جل وعلا وهو العذاب عذاب النار بما فيها من الاغلال والانكال. نسأل الله العافية والسلامة ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:30:19