بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فيقول الله عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. وبذي القربى - 00:00:00ضَ

واليتامى الاية. امر الله تعالى في هذه الاية الكريمة بعدة اوامر اولها واعظمها واهمها عبادة سبحانه وتعالى. فقال واعبدوا الله اي تذللوا له بالطاعة فعلا للمأمور وتركا للمحظور. وذلك لان العبادة تطلق على معنيين على - 00:00:18ضَ

التعبد الذي هو فعل العابد. ومعناها التذلل لله عز وجل حبا وتعظيما فبالحب يكون الطلب وبالتعظيم يكون الهرب. فانت تتقرب الى الله عز وجل لمحبتك له. سبحانه وتعالى وتبتعد عن مخالفته ومعصيته خوفا من عقابه. وتعظيما له. وتطلق العبادة وهو الاطلاق الثاني على - 00:00:46ضَ

تعبد به يعني ما تتعبد لله عز وجل به وقد عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. قال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا لما امر - 00:01:15ضَ

الله سبحانه وتعالى بعبادته نهى عن ضد ذلك. وهو الاشراك به لان عبادة الله تقتضي اخلاص سادتي له والتذلل له. فلا تعبد الا الله عز وجل. ولهذا قال ولا تشركوا به شيئا. وشيئا هنا - 00:01:35ضَ

ذكر في سياق النهي فيشمل كل شرك سواء كان اكبر ام اصغر. وذلك لان الشرك والعياذ بالله الشرك نوعان. شرك اكبر وشرك اصغر. فالشرك الاكبر هو ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير - 00:01:55ضَ

الله عز وجل كما لو دعا غير الله يأتي الى من يدعي انه ولي او الى صاحب القبر ويطلب منه المدد المدد المدد او يذبح لصاحب القبر او ينذر له او يستغيث به او يستعين به من دون الله - 00:02:15ضَ

كل هذا من الشرك الاكبر والذنب الذي لا يغفر والنوع الثاني من الشرك شرك اصغر. وهو ما كان وسيلة الى الشرك الاكبر. ولكنه لا يخرج من الملة او كل ما اطلق الشارع عليه اسم الشرك الا انه لا يصل الى درجة الشرك الاكبر - 00:02:35ضَ

والشرك الاكبر له خصائص. منها اولا انه مخرج من الملة. فمن اشرك بالله شركا اكبر فقد خرج من ملة الاسلام وثانيا ان الله عز وجل لا يغفر ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما - 00:02:58ضَ

دون ذلك لمن يشاء وثالثا من خصائصه انه محبط لجميع الاعمال. فجميع الاعمال التي عملها الانسان قبل شركه كلها تحبط قال الله عز وجل ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. وقال تعالى لئن اشركت ليحبطن عملك - 00:03:18ضَ

الوقت ولا تكونن من الخاسرين. رابعا من خصائص الشرك الاكبر ان صاحبه والعياذ بالله مخلد في نار جهنم. قال الله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار - 00:03:41ضَ

وما للظالمين من انصار. فعلى الانسان ان يحذر من الشرك بنوعين. الشرك الاكبر وان يحذر من الشرك الاصغر. ومع الاسف ان الشرك الاصغر قد يكون منتشرا بين الناس. ويتكلمون او يتلفظون به بالسنتهم غير غير مبالين بذلك. فمن الشرك الاصغر الحلف بغير الله - 00:04:01ضَ

عز وجل بان يحلف بالنبي والنبي لافعلن كذا. وهذا موجود عند بعض الناس. تجد انه يقول والنبي لا تفعل هكذا او النبي لافعلن كذا او وحياتك لافعلن كذا او وحياتي لافعلن كذا وكل هذا من الحلف بغير الله وقد - 00:04:31ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. وقال من كان حالفا فليحلف بالله يصمت. فعلينا اذا رأينا او سمعنا شخصا يحلف بغير الله ان ننبهه على ذلك - 00:04:51ضَ

نقول وان نبين له ان هذا من الشرك وان نسوق له الحديث. لانك اذا قلت هذا شرك قال اين الدليل؟ فقل له قول النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. ولهذا قال ابن مسعود رضي الله - 00:05:11ضَ

لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. يقول لو دار الامر رضي الله عنه بين ان احلف بالله اقول والله اني لم افعل كذا او فعلت كذا وانا كاذب هذا خير من ان اقول والنبي او وحياة - 00:05:31ضَ

قيل افعلن كذا او لقد فعلت كذا وانا صادق. لماذا؟ لان قولك مثلا والله لم افعل كذا هذا كذب. كذب مجرد ومعصية لكن كونك تقول والنبي لقد فعلت كذا. او وحياتي لقد فعلت كذا فهذا شرك - 00:05:53ضَ

الشرك اعظم من المعصية. ولهذا قال ابن مسعود لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا. من بك ايضا من الشرك الاصغر يسير الرياء ان يعمل الانسان العمل ليري الناس او يسمع بان يرفع صوته مثلا بذكر - 00:06:13ضَ

او بتلاوة قرآن او نحو ذلك. من اجل ان يثني عليه الناس ولاجل ان يمدحه الناس. قال اهل العلم رحمهم الله وترك العمل لاجل الناس رياء. ترك العمل لاجل الناس رياء. بعض الناس تجد انه يترك العمل الصالح - 00:06:33ضَ

تقول لماذا؟ قال اخشى ان اكون ارائي او ان يقول الناس هذا رياء. فيقال ترك العمل كونك تترك تترك العمل من اجل الناس او خوفا من ان يصفك الناس بانك مراعي هذا من الرياء. فما دمت مخلصا في قلبك لله وليس في - 00:06:53ضَ

قلبك اشراق بغيره سبحانه وتعالى فاعمل العمل ولا تبالي. الناس لن ينفعوك في شيء سواء مدحوك ام ذموك فلا تجعل ثناءهم ومدحهم حافزا لك على العمل ولا تجعل ذمهم ايضا مثبطا لك عن - 00:07:13ضَ

امل لانه لانه اذا كان ثناؤهم يحفزك وقدحهم يثبطك فمعنى ذلك ان في قلبك ان في قلبك شيئا من الرياء ومن عدم الاخلاص لله. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من المخلصين له. المتبعين لرسوله - 00:07:33ضَ

صلى الله عليه وسلم وان يهب لنا منه رحمة انه الوهاب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:07:53ضَ