(مكتمل) شرح مقدمة تفسير التحرير والتنوير الطاهر ابن عاشور

17- شرح مقدمة تفسير الطاهر ابن عاشور ( التحرير و التنوير ) | يوم ١٤٤٥/٤/١٠ | الشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا كان بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله. الكتاب الذي بين ايدينا هو - 00:00:00ضَ

وكتاب التحرير والتنوير لابن عاشور رحمه الله تعالى والمقدمة الطويلة التي وضعها في كتابه بلغت حوالي يمكن مئة وخمسين او مئة واربعين صفحة هذه مقدمة او قريبة من ذلك ونحن الان في المقدمة العاشرة. المقدمة العاشرة. تفضل يا شيخ اقرأ - 00:00:20ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا والحاضرين والمستمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى وان علاقة هذه المقدمة التفسير هي ان مفسر القرآن وقفنا وقفنا عند - 00:00:50ضَ

الاعجاز. اعجاز العرب بالقرآن الكريم. ما نوع الاعجاز هذا؟ قال اختلف اهل العلم اختلف العلماء في تعليم في عجزهم. نعم. ونعم. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى. وقد اختلف العلماء في تعليل عجزهم عن ذلك - 00:01:20ضَ

فذهبت طائفة قليلة الى تعليله بان الله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة او سلبهم الداعي لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع مرأى ومسمع من جميع العرب. ويعرف هذا القول بالصرفة - 00:01:40ضَ

كما في المواقف للعبد والمقاصد للتفتزاني. ولعلها بفتح الصاد وسكون الراء وهي مرة من الصرف اصيغ بصيغة المرة للاشارة الى انها صرف خاص فصارت كالعلن بالغلبة. ولم ينسبوا هذا القول الا الى الاشعري فيما حكاه ابو الفضل - 00:02:00ضَ

في الشفاء والى النظام والشريف المرتضى وابي اسحاق فيما حكاه عنهم عضد الدين في المواقف وهو قول ابن حزم وهو قول ابن حزم صرح به في كتاب الفصل وقد وصاحب المقاصد في شرحه الى كثير من المعتزلة. واما النبي عليه جمهرة اهل العلم والتحقيق. وقد اقتصر عليه - 00:02:30ضَ

قمة الاشعرية وامام الحرمين وعليه الجاحظ واهل العربية كما في المواقف التعليل لعجز المتحدين به بان بانه بلوغ بان بانه بلوغ القرآن في درجات البلاغة بانه بلوغ القرآن في درجات البلاغة والفصاحة مبلغا تعجزه - 00:03:00ضَ

قدرة بلغاء العرب عن الاتيان بمثله وهو الذي نعتمده ونسير عليه في هذه المقدمة العاشرة. وقد بدا لي دليل قوي هذا وهو بقاء الايات التي نسخ حكمها وبقيت متلوة من القرآن ومكتوبة في المصاحف فانها لما نسخ حكمها لم يبقى وجه لبقاء - 00:03:20ضَ

تلاوتها وكتبها في المصاحف الا ما في مقدار مجموعها من البلاغة. بحيث يلتئم منها مقدار ثلاث ايات متحدا بالاتيان بمثلها قالوا ذلك اية الوصية في في سورة العقود وانما وقع التحدي بسورة اي وان كانت قصيرة دون ان - 00:03:40ضَ

بعدد من الايات لان من افانين البلاغة ما نرجعه الى الى مجموع نظم الكلام وصوغه وصوغه بسبب الغرض الذي فيه من فواتح الكلام وخواتمه وانتقال الاغراض والرجوع الى الغرض وفنون الفصل والايجاز والاطناب والاستطراد - 00:04:00ضَ

وقد جعل شرف الدين الطيبي هذا وجها وقد جعل شرف الدين الطيبي هذا هو الوجه ايقاع التحدي بصورة دون ان يجعل بعدد من الايات. وان واذ قد كان تفصيل وجوه الاعجاز لا يحصله المتأمل كان عليه - 00:04:20ضَ

ان نقبض ان نضبط ان نضبط معاقلها التي هي ملاكها. فنرى ملاك وجوه الاعجاز راجعا الى ثلاث جهات الجهة الاولى بلوغه لغاية مما يمكن ان يبلغه الكلام العربي البليغ من حصول كيفيات من حصول كيفيات - 00:04:40ضَ

في نظمه مفيدة من معاني دقيقة ونكتا من ونكتا من اغراضي الخاصة من بلاء العرب مما لا يفيده اصل وضع اللغة بحيث يكثر فيه بحيث يكثر فيه ذلك كثرة لا يدانيها شيء من كلام البلغاء من شعرائهم وخطباء - 00:05:00ضَ

الجهة الثانية ما ابدعه القرآن من افانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في اساليب العرب ولكنه غير خارج عما تسمح به الجهة الثالثة ما اودع فيه من المعاني الحكمية والاشارات الى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ - 00:05:20ضَ

فيه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة وهذه الجهة اغفلها المتكلمون في اعجاز القرآن من علمائنا مثل ابي بكر الباقلاني والقاضي عياض. وقد ادى كثير من العلماء من وجوه اعجاز القرآن ما يعد جهة رابعة هي من طوى - 00:05:40ضَ

عليه من الاخبار عن المغيبات مما دل على انه منزل من من علام الغيوب. وقد يدخل في هذه الجهة ما عده عياض في الشفاء الرابع من وجوه اعجاز القرآن وهو ما انبأ به من اخبار القرون السالفة مما كان لا يعلم لا يعلم منه - 00:06:00ضَ

القصة الواحدة لا يعلم منه القصة الواحدة الا الفذ من احبار اهل الكتاب. فهذا معجز للعرب الاميين خاصة وليس معجزا لاهل كتاب وخاصة وخاصة وخاص ثبوت اعجازه باهل الانصاف من الناظرين في نشأة الرسول صلى الله عليه - 00:06:20ضَ

وسلم واحواله وليس معجزا للمكابرين. فقد قالوا انما يعلمه بشر. فاعجاز القرآن من الجهتين الاولى متوجه الى العرب اذ اذ هو معجز لفصحائهم وخطبائهم وشعرائهم مباشرة. ومعجز لآمتهم بواسطة ادراكهم - 00:06:40ضَ

ان اجز مقارعيه عن معارضته مع توفر الدواء عليه وبرهان ساطع على انه تجاوز طاقة جميعهم. ثم هو بذلك دليل على صدق المنزل عليه لدى بقية البشر الذين بلغ اليهم صدى عجز العرب بلوغا لا يستطاع انكاره لمعاصريه بتوافر الاخبار - 00:07:00ضَ

ولمن جاء بعدهم بشواهد التاريخ فاعجازه للعرب الحاضرين دليل تفصيلي واعجازه لغيرهم دليل اجمالي ثم قد يشارك خاصة ثم قد يشارك خاصة العرب في ادراك اعجازه كل من تعلم لغتهم ومارس بليغ كلامهم - 00:07:20ضَ

ادابهم من من ائمة البلاغة العربية في مختلف العصور. وهذا معنى قول الشكاكي في المفتاح مخاطبا للناظر في كتابه متوسلا بذلك اي بمعرفة الخصائص البلاغية التي هو بصدد الكلام عليها الى ان الى ان تتأنى تتأنق في وجه الاعجاز - 00:07:40ضَ

في وجه الاعجاز في التنزيل متنقلا مما اجمله عجز المتحدين به عندك الى التفصيل والقرآن معجز من الجهة الثالثة للبشر قاطبة اعجازا مستمرا على على ممر العصور وهذا من جملة ما شمله قول ائمة الدين ان القرآن هو المعجزة المستمرة على تعاقب السنين. لانه قد يدرك اعجازه العقلاء من غير - 00:08:00ضَ

غير الامة العربية بواسطة ترجمة معانيه التشريعية والحكمية والعلمية والاخلاقية. وهو دليل تفصيلي لان لاهل تلك المعاني واجمالي لمن تبلغه شهادتهم بذلك. وهو من الجهة الرابعة عند الذين اعتبروها زائدة على الجهات الثلاث - 00:08:30ضَ

معجز لاهل عصر نزوله اعجازا تفصيليا. ومعجز لمن يجيء بعدهم ممن يبلغه ذلك بسبب تواتر نقل القرآن تعين صرف الايات المشتملة على على هذا الاخبار الى ما اريد منها. هذا ملاك الاعجاز بحسب ما انتهى اليه استقراؤنا - 00:08:50ضَ

ولنأخذ في شيء من تفصيل ذلك وتمثيله. اما الجهة الاولى فمرجعها الى ما يسمى بالطرف الاعلى من البلاغة اول مصطلح على تسميته حد الاعجاز. فلقد كان منتهى التنافس عند العربي بمقدار التفوق في البلاغة والفصاحة. وقد - 00:09:10ضَ

ائمة البلاغة والادب هذين الامرين بما دون له علم بما دون له علم المعاني والبيان. وتشدوا في ذلك بينما ورد في القرآن من دروب البلاغة وبين ابلغ ما حفظ عن العرب من ذلك مما عد في اقصى درجاتها. وقد صد - 00:09:30ضَ

سائل ابي بكر الباقلاني وابي هلال العسكري وعبد القاهر والسكاكي وابن الاثير الى الموازنة الى الموازنة بينما ورد في القرآن وبينما بلغ في بليغ كلام العرب من بعض فنون البلاغة بما فيهم مقنع مقنع للمتأمل - 00:09:50ضَ

ومثل للمتمثل وليس من حظ الواصف اعجاز القرآن وصفا وصفا جماليا كصنعنا ها هنا ان يصف هذه الجهة وصفا مفصلا لكثرة افانينها. فحسب فحسبنا ان نحيل في تحصيل كل نياتها وقواعدها على الكتب المجعولة لذلك مثل دلائل الاعجاز واسرار البلاغة. والقسم الثالث فما بعده من المفتاح - 00:10:10ضَ

نحو نحو ذلك وان نحيل في تفاصيلها الواصفة لايجاز اي القرآن على التفاسير المؤلفة في ذلك. وعمدتها كتاب الكشاف للعلامة الزمخشري وما ستستنبط وما وما سنستنبطه ونبتكره في تفسيرنا هذا ان شاء الله. غير اني ذاكر هنا اصول لنواحي - 00:10:40ضَ

في ايجازه من هذه الجهة وبخاصة ما لم يذكره الائمة او اجملوا في ذكره. وحسبنا هنا الدليل الاجمالي وهو ان الله الله تعالى تحدى بلغائهم ان يأتوا بسورة من مثله فلم يتعرض احد الى معارضته اعترافا بالحق وربأ بانفسهم عن التعريف - 00:11:00ضَ

بالنفس الى الاصطباح مع انهم اهل القدرة في افانين الكلام نظما ونثرا وترغيبا وزجرا. قد خصوا بين الامم بقوة وشدة الحافظة وفصاحة اللسان وتبيان المعاني. فلا يستصعب عليهم سابق من المعاني. ولا يجمح - 00:11:20ضَ

ولا يجمع بهم عسير من المقامات. قال عياض في الشفاء فلم يزل يقرعهم النبي صلى الله عليه وسلم اشد التفريع. ويوبخهم غاية التوبيخ. ويسفه احلامهم ويا حبوا اعلامهم وهم في كل هذا ناكسون عن معارضته مهجمون عن مماثلته يخادعون انفسهم بالتكذيب والاغراء بالافتراء - 00:11:40ضَ

وقولهم ان هذا الا سحر يؤثر وسحر مستمر وافك افتراه واساطير الاولين وقد قال تعالى فان لم افعلوا ولن تفعلوا فما فعلوا ولا قدروا ومن تعاطى ذلك من سخفائهم كمسلمة كشف عواره لجميعهم. ولما سمع الوليد بن المغيرة - 00:12:10ضَ

قوله تعالى وقوله تعالى ان الله يأمر بالعبد والاحسان. الاية قال والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اسفله لمقدم وانا اعلاه لمسمر وما هو بكلام بشر. وذكر ابو عبيدة ان اعرابيا سمع رجلا يقرأ فاصنع بما تؤمر - 00:12:30ضَ

فسجد وقال سجدت لفصاحته وكان موضع التأثير في هذه الجملة هو كلمة اصدع في عن الدعوة والجهر بها والشجاعة فيها. وكلمة بما تؤمر في ايجازها وجمعها. وسمع اخر رجلا يقول رجلا - 00:12:50ضَ

اقرأ فلما تيأسوا منه خلصوا نجيا فقال اشهد ان مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام. وقول النبي صلى الله عليه وسلم تحدى به وان العرب عجزوا عن معارضته مما علم بالضرورة اجمالا وتصدى اهل علم البلاغة لتفصيله. قال السكاكي في المفتاح واعلم ان شأن - 00:13:10ضَ

الاعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه لاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها او كالملاحة ومدرك الاعجاز ومدرك الاعجاز عندي هو الذوق ليس الا. وطريق اكتساب الذوق طول خدمة هذين العلمين المعاني والبيان - 00:13:30ضَ

نعم للبلاغة وجوههم متلثمة ربما تيسرت اماطة اللثام عنها. آآ لتجلي لبوء للبلاغة وجوه متلثمة ربما تيسرت اماطة اللسان عنها لتجلى لتجلى عليك اما نفس وجه الاعجاز فلا. كانت تفتزانين يعني ان كل ما ندركه بعقولنا ففي غالب الامر - 00:13:50ضَ

ومن التعبير عنه والاعجاز ليس كذلك. لانا نعلم قطعا من كلام الله ان من كلام الله انه بحيث لا لا تمكن لا تمكن لا يمكن للبشر معارضته والاتيان بمثله ولا يماثله شيء من كلام فصحاء العرب مع ان - 00:14:20ضَ

كلماته كلمات كلامهم وكذا هيئات تراكيبه. كما انا نجد كلاما نعلم قطعا انه مستقيم الوزن دون اخر. وكما انا ندرك من لاحد كون كل عضو منه كما ينبغي واخر كذلك او دون ذلك. لكن فيه لكن فيه - 00:14:40ضَ

شيئا نسميه الملاحة ولا نعرف انه ولا نعرف انه ما هو وليس مدرك الاعجاز عند المصنف سوى الذوق وهو قوة ادراكية لها اختصاص بادراك لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية كان حاصل فان كان حاصل فان كان حاصلا بالفطرة فذاك. وان اريد اكتسابه فلا فلا طريق اليه سوى الاعتناء - 00:15:00ضَ

بعلمي المعاني والبيان وطول ممارستهما والاشتغال بهما. وان جمع بين الذوق الفطري وطول خدمة العلمين لا غاية وراءه. فوجه الاعجاز امر من جنس البلاغة والفصاحة لا كما ذهب اليه النظام وجمع من المعتزلة ان اعجازه بالصرفة. بمعنى ان - 00:15:30ضَ

ان الله صرف العرب عن معارضته وسلب قدرتهم عليها. هناك ما ذهب اليه جماعة من ان اعجازه بمخالفة اسلوبه لاساليب كلامهم من الاشعار والخطب والرسائل لا سيما في المقاطع مثل يؤمنون وينفقون ويعلمون. قال السيد لا سيما في مطالع الصور ومقاطع - 00:15:50ضَ

الاي او بسلامته من التناقب قال السيد مع طوله جدا او باشتماله على الاخبار بالمغيبات والكل فاسد وقال السيد الجرجاني فهذه اقوال خمسة في وجه الاعجاز لا سادس لها. وقال السيد - 00:16:10ضَ

اراد المصنف ان الاعجاز نفسه وان لم يكن وصفه وكشفه وان لم يكن وصفه وكشفه وان لم يمكن وصفه وكشفه وقال السيد اراد المصنف ان الاعجاز نفسه وان لم يمكن وصفه وكشفه بحيث يدرك به. لكن الامور المؤدية الى كون الكلام معجزة اعني وجوه - 00:16:30ضَ

البلاغة قد تحتجب قد تحتجب فربما تيسر كشفها يتقوى بذلك ذوق البليغ على على مشاهدة الاعجاز السيد بهذا الكلام ابطال التدافع بين قول صاحب المفتاح يدرك ولا يمكن وصفه اذ نفى اذ نفى الامكان - 00:16:50ضَ

آآ وبين قوله نعم للبلاغة وجوه متلثمة ربما تيسرت اطالة اماطة اللثام عنها فاثبت تيسر وصف وجوه الاعجاز بان الاعجاز نفسه لا يمكن كشف القناع عنه. واما وجوه البلاغة فيمكن كشف القناع عنها - 00:17:10ضَ

واعلم انه لا شك في ان خصوصيات في ان خصوصيات الكلام البليغ ودقائقه مرادة لله تعالى في كون القرآن المعجزة وملحوظة للمتحدين به على مقدار ما يبلغ اليه بيان المبين. وان وان اشارات كثيرة - 00:17:30ضَ

القرآن تلفت الاذهان لذلك ويحضرني الان من ذلك امور. احدها ما رواه مسلم والاربعة عن ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى قسمت الصلاة اي سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل - 00:17:50ضَ

اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم. قال تعالى اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال اتدني عبدي وقال مرة فوض الي عبدي فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل - 00:18:10ضَ

صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. ففي هذا الحديث تنبيه على ما في نظم فاتحة الكتاب من خصوصية التقسيم. اذ قسم الفاتحة الى ثلاثة اقسام. وحسن التقسيم من المحسنات البديعية - 00:18:30ضَ

مع ما تضمنت مع ما تضمنه ذلك التقسيم من محسن التخلص. في قوله فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي. اذ كان ذلك مزيجا من القسمين الذي قبله والذي بعده. وفي القرآن - 00:18:50ضَ

الان يعني هو دخل في اعجاز القرآن الكريم. ومسألة اعجاز هذه مسألة تحدث عنها العلماء في حيث ما وجه الاعجاز في القرآن؟ وما يعني قدر القدر المعجز في القرآن وما وجوه الاعجاز؟ يعني - 00:19:10ضَ

ما وجه الاعجاز؟ وما وجوهه؟ وما مقدار الاعجاز؟ ورحمه الله تكلم عن ان هناك طائفة من المعتزلة كالنظام ومن سلك مسلكه وقالوا ان اعجاز القرآن للعرب هو الله سلب منهم القدرة على ان يأتوا مثله. يعني كأنهم كأنه يقول ان العرب يستطيعون ان يأتوا مثله لكن الله - 00:19:30ضَ

سلب منهم القدرة اخذ منهم القدرة على ان يقولوا مثل هذا القرآن. وهذا قول باطن بلا شك. يعني ما يمكن ان الله يسلب منهم القدرة ثم يتحداهم. انا اعطيك مثال الان لو ان انسانا امامك قد - 00:20:00ضَ

كتفت يديه وجبت السلاسل والاغلال ووظعته على يديه ورجليه ثم قلت هل تستطيع ان الحق بي هل تستطيع ان تدفع عني؟ اذا ضربتك؟ من المستحيل تتحداه تقول له اتحداك انا - 00:20:20ضَ

لحد الان ان تلحق بي واتحدى منك ان ترد علي اذا اذا اصبتك بضرب ونحوه كيف تتحدى واحد مسلوب القدرة ما يمكن هذا. فكذلك هنا نقول مستحيل ولا يمكن ان يكون الله عز وجل يتحداهم بالايات القرآنية - 00:20:40ضَ

فاتوا بسورة فاتوا بعشر سور فاتوا بحديث مثله. وهو قد سلب منهم القدرة. هذا قول باطل لا يمكن المؤلف ذكر اقوال او قول جمهور العلماء او الاكثر على ان القرآن معجز وان اعجازه - 00:21:00ضَ

بفصاحة وبلاغته. وثم استطرد في الكلام عن الفصاحة والبلاغة. وذكر يعني المصادر التي نرجع اليها واشهر هذه الكتب كتاب السيد الجورجاني. وله كتابان مهمان حقيقة. واذكر احد المشايخ يعني المعاصرين انه يقول ينبغي لطالب العلم الذي يريد ان يتخصص في - 00:21:20ضَ

تفسير وعلوم القرآن والبلاغة ان يقرأ هذين الكتابين حتى يتقنهما كتاب دلائل الاعجاز وكتاب اسرار البلاغة للسيد فهي من اهم كتب البلاغة. لا بد ان يشبع نفسه قراءة وتدبر وتأمل في هذين الكتابين - 00:21:50ضَ

واما من حيث التطبيق فكتاب الكشاف للزمخشري هو يعد من ابرز الكتب التي تتعلق بالاعجاب البلاغي في القرآن واعجز وابرز التفاسير التي لها اهتمام ولذلك الكشاف اعتنى به العلماء الذين جاءوا بعده - 00:22:10ضَ

من بعده نقلا وتعقبا وشرحا وتحشية حتى حشي باكثر من خمسين حاشية هذا هذا منهج الان وهذا الذي يظهر لنا الان الى الان ان المؤلف ان المؤلف صاحب الكتاب ابن عاشور يرى - 00:22:30ضَ

ان الاعجاز هو الاعجاز البلاغي. اعجاز بفصاحته وبلاغته. وان الله تحدى العرب ان يأتي بمثله فصاحة وبلاغة واضاف بعض الاشياء لكنني انا ارى الله اعلم ان الاعجاز ليس مقصورا على الفصاحة والبلاغة. وجوه الاعجاز كثيرة - 00:22:50ضَ

عندنا الاعجاز العلمي وعندنا الاعجاز الفقهي وعندنا الاعجاز البلاغي والاعجاز يعني اللغوي وعندنا الاعجاز ايضا الاشياء الغيبية الاشياء الغيبية اعجاز لما مضى من القرون الماظية وما جرى للامم الماظية ومع انبيائهم هذا اعجاز. لم لم يعرفه اهل مكة ولم يسمعوا بهذه الاخبار - 00:23:10ضَ

اعجازه عن اخباره السابقة واعجازه عن اخباره اللاحقة لما يقول غلبت الروم ثم قال وهم من بعد سيغلبون في بضع سنين يخبرك باشياء لم تحدث حتى الان وحتى يخبرك عن عن ما يجري يوم القيامة من - 00:23:40ضَ

اخبار كل هذا يعتبر وجوه اعجاز فوجوه الاعجاز في نظري انها ليست محدودة بحد لا يقال اعجاز او لغوي وانما الاعجاز في كل شيء حتى الاعجاز العلمي فيما يتعلق بعلم الفلك وعلم الاجنة - 00:24:00ضَ

وعلم الطب وكل هذه العلوم معجز. القرآن معجز فيها. ومعجز في مسائله الفقهية. معجز يعني يعني بصلاح القرآن لكل زمان ومكان. معجز بتأثير القرآن. على القارئ حتى غير العربي يتأثر بالقرآن. وهو لا يفهم معانيه. ومعجز بشفائه. فنقول حد الاعجاز - 00:24:20ضَ

غير مقصور على البلاغة ولا الفصاحة. ولكن المؤلف حتى الان لم يتضح لنا الامر. ولكنه يميل يميل لذلك وتطبيقاته في تفسيره واضحة انه يعتني الفصاحة والبلاغة. طيب الان سينتقل الى بعض وجوه - 00:24:50ضَ

الاعجاز البلاغي. فيتكلم عن التجنيس ما هو؟ ثم اذا تكلم عن التجنيس يتكلم ايضا عن ما يسمى بالمطابقة وما يسمى بالالتفات والاستعارة والتشبيه. طيب نشوف ماذا يقول؟ تفضل احسن الله اليكم. قال رحمه الله وفي القرآن مراعاة التجنيس في غير ما اية. والتجنيس من المحسنات ومنه قوله - 00:25:10ضَ

وهم ينهون عنه وينهون عنه. وفي التنبيه على محسن المطابقة. كقوله فانه يضله ويهديه الى هذا بالسعير والتنديد على ما فيه من تمثيل لقوله تعالى وتلك الانفال نضربها للناس وما يعقلون - 00:25:40ضَ

الا العالمون وقوله ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون. ولذا فنحن نحاول تفصيل شيء مما احاط به علم هنا من وجوه الاعجاز نرى من افانين الكلام الالتفات. وهو نقل الكليم من احد طرق التكلم او الخطاب او الغيبة - 00:26:00ضَ

الى طريق اخر منها. وهو بمجرده معدود من الفصاحة وسماه ابن ابن جني شجاعة العربية لان ذلك التغيير يجدد نشاط السامع فاذا انضم اليه اعتبار لطيف يناسب الانتقال الى ما انتقل اليه صار من افانيه - 00:26:20ضَ

البلاغة وكان معدودا عند بلاء العرب من النفائس. وقد جاء منه في القرآن ما لا يحصى كثرة مع دقة المناسبة في الانتقال وكان للتشبيه والاستعارة عند القوم وكان للتشبيه والاستعارة - 00:26:40ضَ

عند القوم المكان القسي والقدر العلي في باب والقدر العلي في باب البلاغة. وبه فاق امرؤ القيس ونبهت سمعته وقد جاء بالقرآن من التشبيه والاستعارة ما ما اعجز العرب كقوله واشتعل الرأس شيبا - 00:27:00ضَ

وقول واخفض لهما جناح الذل. وقوله واية واية لهم الليل نسلخ منه النهار. وقوله تعالى ابلعي ماءك وقوله صبغة الله الى غير ذلك من وجوه البديع. ورأيت من محاسن التشبيه - 00:27:20ضَ

في عندهم كمال الشبه. ورأيت وسيلة ذلك الاحتراس. واحسنهم ما وقع في في القرآن كقوله فيها انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه. وانهار من خمر اللذة للشاربين. احتراس - 00:27:40ضَ

عن كراهة الطعام وانهار من عسل مصفى احتراس عن ان تتخلله اقذاء من بقايا نحله انظر التمثيلية التمثيلية في قوله تعالى يود احدكم ان ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار. الاية ففيه اتمام جهات كمال تحسين التشبيه لاظهار ان الحسرة - 00:28:00ضَ

على تلفها اشد. وكذا قوله تعالى مثل نوره كمشكاة الى قوله يكاد زيتها يضيء. فقد ذكر من الصفات ولما فيه مزيد ما فيه مزيد وضوح المقصود من شدة ما فيه مزيد وضوح المقصود من شدة الضياء وما فيه تحسين - 00:28:30ضَ

وتزينه بتحسين شبهه واين من الايتين قول كعب شجت بذي سبب شد شد من ماء محمية صاف بابطح اضحى وهو مشمول تنفي الرياح القذى عنه وافرطه من صوب من صوب سارية بيض يعارير. ان نظم القرآن مبني على وفرة الافادة وتعدد الدلالة. فجمل - 00:28:50ضَ

القرآن لها دلالتها الوضعية التركيبية التي يشاركها في في الكلام العربي كله. التي يشاركها فيها الكلام العربي كله ولها دلالاتها البلاغية التي يشاركها في مجملها كلام البلغاء ولا يصل شيء من كلامهم الى مبلغ - 00:29:20ضَ

ولها دلالتها المطوية وهي ضياء وهي دياية ما يذكر على ما يقدر اعتمادا على وهذه الدلالة قليلة في كلام البلغاء. وكثرت في القرآن مثل تقدير القول وتقدير الموصوف وتقدير الصفة - 00:29:40ضَ

ولها دلالة مواقع جمله بحسب ما قبلها وما بعدها كوني جملة في موقع العلة لكلام قبلها او في موقع الاستدراك او في موقع جواب سؤال او في موقع تعريض او نحوه. وهذه - 00:30:00ضَ

لا تتأتى في كلام العربي لقصر اغراضه في قصائدهم وخطبهم بخلاف القرآن فانه لما كان من قبيل التذكير والتلاوة سمحت اغراضه بالاطالة وبتلك الاطالة تتأتى تعدد مواقع الجمل والاغراض ذلك قوله تعالى وخلق الله السماوات والارض بالحق. ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. بعد قوله - 00:30:20ضَ

الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. فان قوله وخلق الله السماوات الارض الى اخره مفيد بتراكيبه فوائد من التعليم والتذكير. وهو لوقوعه عقب قوله ام حسب الذين اجترحوا السيئات. واقع - 00:30:50ضَ

الدليل على انه لا يستوي من عمل السيئات مع من عمل الصالحات في نعيم الاخرة. وان للتقديم والتأخير في وضع الجمل جاءها في القرآن دقائق عجيبة كثيرة لا يحاط بها وسننبه على ما يلوح منها في مواضعه ان شاء الله - 00:31:10ضَ

اليك مثلا من ذلك يكون لك عونا على استجلاء امثاله قال تعالى ان جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا الى قوله ان للمتقين مفازا ذائقة واعنابا الى قوله وكأسا دهاقا. لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. فكان للابتداء بذكر جهنم ما - 00:31:30ضَ

المفاز في قوله ان للمتقين مفازا انه الجنة. لان الجنة مكان فوز ثم كان قوله لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ما يحتمل لضميري فيها من قوله لا يسمعون فيها ان يعود الى وكأسا دهاقا. وتكون في للظرفية المجازية اي - 00:31:50ضَ

في الملابسة او السببية. اي لا يسمعون في ملابسة شرب الكأس ما يعتري شاربيها في الدنيا من اللغو واللجاج وان يعود الى ما فاز بتأويله باسم المؤنث وهو جنة وتكون في ذي الظرفية الحقيقية اي لا يسمعون في الجنة - 00:32:10ضَ

كلاما لا فائدة فيه ولا كلاما مؤذيا. وهذه المعاني لا يتأتى جميعها الا بجمل كثيرة. لو لم لو لم يقدم ذكر لو لم لو لم يقدم ذكرى جهنم ولم يعقب بكلمة مفازا ولم يؤخروا كأسا بهاقا. ولم يعقب بجملة لا يسمعون فيها لهوا الى اخره - 00:32:30ضَ

طيب طيب بارك الله فيك. طيب الان يعني هو دخل في انواع البلاغة او وجوه البلاغة. وذكر شيئا منها مثل ما ذكر هنا قال ما يسمى بمراعاة التجنيس ويسمى احيانا بالجناس. الجناس التام والجناس - 00:32:50ضَ

الناقص يجينا ستة مثل قوله تعالى ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. فساعة هنا غير ساعة هنا هذا يسمى جنازة والجناس الناقص مثل ما ذكر هو وهم ينهون عنه وينأون. فالهاء والالف الهمزة. هذا يسمى - 00:33:10ضَ

يعني بلاغة الجناس. ثم ذكر المطابقة فانه يظله ويهديه يظل ويهدي. وكذلك يعني ذكر الالتفات وهو تغيير الظمائر من متكلم ومخاطب وغيبة غائب مثل حتى اذا كنتم انتم هذا يعني يخاطبهم هم مباشرة حتى اذا كنتم انتم اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم ظمير غائب - 00:33:30ضَ

غير هل نسميه؟ نسميه علم علم الالتفات وكذلك الاستعارة والتشبيه تكلم عنها وذكر واشتعل الرأس شيبا استعار آآ استعار يعني آآ الشيب سرعته بالاشتعال ما في اشتعال ولا في نار. لكن لما كان الشيب قد عم الرأس قال اشتعل. وهكذا. يعني الوجوه البلاغية والتشبيه - 00:34:00ضَ

التشبيه ومثل ما ذكرنا سابقا الفرق بين الاستعارة والتشبيه ان التشبيه توجد الاداة فاذا حذفت الاداة اصبح الأمر استعارة مثل استعن الشعب اشتعل الرأس شيبا. هذا ما في ما فيه اداة تشبيه لو وجد لو - 00:34:30ضَ

لو وجدت الاداة سمينا تشبيه. فاذا فاذا حذفت الاداة اصبح استعارة. تكلم عن التشبيه التمثيل وما التمثيل ونحوه وذكر وجوها من وجوه البلاغة والتقديم والتأخير كما في اية سورة النبأ - 00:34:50ضَ

ان جهنم كانت مرصادا الى اخره. الان سينتقل الى يعني ما يتعلق من نظم البلاغي يقول مما يجب التنبيه له ان مراعاة المقام في ان ينظم الكلام على خصوصيات بلاغية هذا ما يسميه العلماء - 00:35:10ضَ

بلاغة بالنظم البلاغي. نظم الكلام ونظم الاسلوب سيتكلم عنه ويتكلم عن وجوه اخرى في البلاغة وستلاحظ انه لا يزال الان في الاعجاز البلاغي الاعجاز البلاغي ويتضح لذلك ان شاء الله في اللقاء القادم وما بعده فيما يتعلق - 00:35:30ضَ

بموقف المؤلف من الاعجاز القرآني هل هو اعجاز بلاغي فقط؟ او ان هناك مثل ما ذكرنا وجوها كثيرة في الاعجاز البلاغ طيب نقف عند هذا القدر نكتفي به. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:35:50ضَ