كتاب التوحيد - الشرح الثاني - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

17 - كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى ( حتى إذا فزع عن قلوبهم...) - الشيخ سعد بن شايم الحضيري

سعد بن شايم الحضيري

والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا زدنا علما يا كريم وبعد ايها الاخوة قراءتنا هذه الليلة في كتاب التوحيد للباب السادس عشر - 00:00:00ضَ

قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير وفي الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله - 00:00:24ضَ

كأنه سلسلة كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فيستمعها مفترق السمع ومسترق السمع كهكذا بعضه فوق بعض - 00:00:50ضَ

وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه هكذا. بعضهم فوق بعض ثم بدد بين اصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر والاخر الى الذي الى من تحته حتى - 00:01:16ضَ

يلقيها على لسان الساحر او الكاهن. فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها وربما القاها اها قبل ان يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا كذا وكذا - 00:01:39ضَ

فيصدق بتلك الكلمة التي سمعها من السماء وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم - 00:02:01ضَ

بالوحي اخذت السماوات منه رجفة رجفة او قال رعدة او قال رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل. فاذا سمع ذلك اهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون اول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما اراد - 00:02:18ضَ

ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير. فيقولون فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي الى حيث امره الله عز وجل - 00:02:43ضَ

فهذه هذا الباب وهذه الاحاديث اوردها المصنف لبيان ان ان عليكم السلام ورحمة الله ان الملائكة على عظم شأنهم وقوتهم انهم عبد عبيد من عبيد الله ليس لهم من الامر شيء وانهم يصعقون هيبة لله فلا يتقدمون بين يديه تبارك وتعالى - 00:03:09ضَ

هذا بامر ولا يفعلون الا ما يريد او ما يأمرهم به كما قال عز وجل لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وقال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا ان الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى - 00:03:39ضَ

دل على انهم خاضعون لله واردفه المصنف اردف هذا الباب للباب الذي قبله وهو ان العباد والخلق ليس لهم من الامر شيء وان الامر كله لله وذكر فيه قول الله عز وجل حتى اذا فزع عن قلوبهم - 00:03:56ضَ

وزع اي زال عنها الفزع كشف الفزع فزع اي كشف وازيل. لانهم ينالهم خوف وفزع اذا سمعوا صوت الجبار عز وجل كما فسرته الاحاديث التي بعدها فاذا انكشف عنهم الخوف - 00:04:19ضَ

وبعد الصعقة التي تصيبهم يتساءلون ماذا قال ربكم ما الامر الذي امر به ثم يرجع بعضهم الى بعض ويقولون قال الحق وهو العلي الكبير يعظمونه ويجلونه بالثناء عليه اورد المصنف تفسيرا لهذه الاية وبيانا لمعناها حديثين. حديث ابي هريرة وحديث النواس ابن سمعان - 00:04:41ضَ

والحديث في الصحيح في صحيح البخاري قال حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قظى الله الامر في السماء اي قظاه قظاء وامر به اذا قضى الامر اي امر به - 00:05:08ضَ

وتكلم به كما فسرته رواية النواس ابن سمعان يقول اذا قظى الامر ظربت الملائكة باجنحتها خظعانا او خظعانا روي بهذا وروي بهذا يعني روي خضعانا اي خاضعين او خضعانا اي خظوعا له - 00:05:23ضَ

آآ خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك اي كأن الصوت الذي يسمعونه صوت السلسلة من الحديد الذي جرت على الصفاة الصفاة من من الارض من الحجر كبيرة صفوان يسمى الصفوان. لها صعقة لها قوة صليل - 00:05:46ضَ

كأنه يشبه تشبيه مئة تقريبي مثالي. تقريب للناس لشدة ذلك على الاسماع ينفذهم حتى اذا فزع عن قلوبهم كشف الروع عنهم والخوف تساءلوا ماذا قال ربكم؟ فيسألون جبريل لانه ينزل بالامر - 00:06:14ضَ

سيمر باهل كل سماء فيسألون فيقول الحق قال الحق وهو العلي الكبير. اي امر بكذا وقضى بكذا يخبر مما يجوز الاخبار له. مما اذن له ان يخبر عنه فيستمعها اهل السماوات الدنيا السماء الدنيا فيتكلم بها اهل السماء الدنيا او من من دونها اذا نزل جبريل - 00:06:34ضَ

عند ذلك يسمعها الشياطين مسترق السمع فيسمعها مفترق السمع لان الشياطين يصعد بعضها على بعض كانت حتى تصل الى المكان يسمعون فيه صوت الملائكة في السماء الدنيا لا يستطيعون اكثر من ذلك - 00:06:56ضَ

فيستمعون فاذا اجتمعوا تكلم الملائكة بما قضي من الامر جعل الله ذلك بلاء وابتلاء للعباد فيسمعها يسمع الكلمة انه سيموت فلان من يعني مشاهير الناس او يقضى بكذا او ينزل كذا. فيستمع الكلمة الواحدة - 00:07:17ضَ

فعند ذلك يلقيها ومسترق السمع هكذا بعضهم فوق بعض بعضهم فوق بعض قال فبددها سفيان. سفيان ابن عيينة روى الحديث فحرفها وبددها. قال يعني بعضهم هكذا. بعضهم فوق بعض يسمع الكلمة - 00:07:35ضَ

فينزل عليه الشهاب شهب ورجوما للشياطين فينزل فيلقيها كل كل اه شيطان جني الى الذي تحته ثم يصقعهم الشهاب ويصعقهم. الشهاب هذا يضربهم لكن قد يسمعها بعضهم وينجو ستصبح هذه عند الشياطين يلقيها الى الكهان. لان الكهان لهم رأي من الشياطين نأتيهم باخبار - 00:07:55ضَ

يعطيه الكلمة انه سيكون في هذه السنة الفلانية هذه السنة كذا مثل زلزال او آآ امر فيضان او غير ذلك من الامور. كلمة واحدة يسمعها. فعند ذلك هذا الكاهن يخبر بها ويكذب معها - 00:08:30ضَ

مائة كذبة قضايا اخرى قال فيصدقه الناس يقولون اليس يصدقونه بتلك الكلمة؟ بسبب تلك الكلمة التي صدق بها صدق بواحدة وكذب بي مئة فيقولون نعم هو صدق في كذا اذا هو يصدق في البقية. فيصبح الكاهن مصدقا عندهم لانه صدق مرة واحدة - 00:08:51ضَ

عند ذلك ولذلك اصبح الناس حتى في هذا الزمان يسمعون يظهر كهنة وسحرة في في القنوات ويسألونهم عما يكون من الذي يفوز من الذي ينهزم من الذي يفعل كذا؟ ما الذي فيقولون تكلموا مثل هذا؟ يكذبون - 00:09:16ضَ

فيصدق مرة واحدة فيقولون والله صدق في المكان في الوقت الفلاني. توقع كذا يسمونه متوقعات انه يتوقع فيقولون توقع فاصاب. فيصبح يتعلقون به. يقول الله في السنة الفلانية اصاب لما اخبر عن كذا فصار مثل ما قال كل هذا من الكهان. من الكذب من الداعي علم الغيب لان الغيب لا يعلمه الا الله - 00:09:37ضَ

ابن القيم لا يعلمه الا الله. كيف يعلمه الجن؟ قال الله على للنبي صلى الله عليه وسلم قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير - 00:10:01ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله وافضل الخلق لا يعلم الغيب. فكيف بالجن وكان هذا كله من الكذب. هذا كله من الكذب وليس لهم من الامر شيء المهم ان مفاد هذا الباب اراد المصنف ان يبين فيه ان الملائكة وهم الملائكة على عظم شأنهم يخافون الله عز وجل اذا امر - 00:10:13ضَ

الامر وسمعوه لا يتقدمون بين يديه ويصعقون يصيبهم صعق ويخافون فكيف يستطيعون ان يفعلوا شيئا لم يأذن به الله. فكذلك من هو دونهم من الخلق لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا - 00:10:36ضَ

اراد المصنف ان بهذا ان يبين ان هؤلاء الذين يأتون الى القبور الى قبر قبور الاولياء والصالحين ويسألونهم شفاء المرضى او يسألون منهم الرزق ويسألونهم كذا وينذرون لهم. ويطلبون منهم الشفاعة ليس لهم من الامر شيء - 00:10:56ضَ

لا يستطيعون ذلك ان يتقدموا بين يدي الله ولا ان يفعلوا شيئا ولا ان يشفعوا لاحد الا اذا كان يوم القيامة الشفاعة ان لها شروطها ولها آآ ضوابطها لان الشفاعة لله جميعا لا يستطيع ان يتقدم الا ان يأذن الله لمن يشاء - 00:11:13ضَ

ويرضى يأذن لمن يشاء من ان يشفع ان يكون من الصالحين الذين ياذن الله ان يشفع ويرظى عن المشفوع له وان يكون المشفوع له ممن رظي الله عنه اما من يفعل - 00:11:33ضَ

شرك فلا يرظى الله عنه ولا يقبل منه ولا يقبل فيه شفاعة لان الله يقول فما تنفعهم شفاعة الشافعين لا يأذن الله ان يشفع للمشرك. فكيف بالذي يفعل الشرك عند القبر عند الصالح اما ينذر له او يستغيث به او يدعوه والدعاء لا يكون الا لله - 00:11:43ضَ

ثم يقول اني يشفع لي فلان ما يشفع الصالح ما يشفع في الكافر فما يشفع في المشرك. ما يشفع في الذي يفعل الشرك. ولذلك المصنف رحمه الله بعدما ذكر هذه المقدمات - 00:12:03ضَ

ذكر بعدها باب الشفاعة قال باب الشفاعة وقول الله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. وقوله قل لله الشفاعة جميعا الى اخر الادلة ذكرها لاجل لاهمية الموضوع قد ذكر باب الشفاعة فيه لان كثير - 00:12:17ضَ

من الشرك بل الشرك الاولين الذين وقعوا في الشرك شرك العرب وقعوا بسبب الشفاعة لانهم يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فالشرك الاول الذي وقع فيه الناس قديما انما هو بسبب اعتقادهم ان هؤلاء يشفعون - 00:12:40ضَ

لهم من دون الله هذا الذي سيكون ان شاء الله تعالى الكلام عليه في الدرس المقبل بعون الله وتوفيقه والمدد منه عز وجل انه ولي ذلك والقادر عليه والله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:13:03ضَ