شرح بلوغ المرام (مختصر)

18 | كتاب الحج | من شرح مختصر بلوغ المرام | فضيلة الشيخ أد. #سامي_الصقير| 13 ذو القعدة 1446هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام - 00:00:00ضَ

في باب صفة الحج ودخول مكة في حديث جابر رضي الله عنه قال ثم ركب حتى اتى الموقف فجعل بطن ناقته القسوة الى الصخرات. وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة. فلم يزل واقفا حتى غربت - 00:00:19ضَ

شمس وذهبت السفرة قليلا حتى غاب القرص ودفع. وقد شنق للقصواء الزمام حتى ان رأسها لا يصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى ايها الناس السكينة السكينة. كلما اتى حبلا ارخى لها قليلا حتى تصعد. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في صفة - 00:00:33ضَ

حج النبي صلى الله عليه وسلم في سياق حديث جابر رضي الله عنه قال ثم ركب حتى اتى الموقف اي بعد ان خطب الناس صلى الله عليه وسلم وصلى بهم الظهر والعصر جمعا وقد جمع جمع تقديم ركب ناقته صلى الله عليه وسلم - 00:00:53ضَ

حتى اتى الموقف والمراد بالموقف الموقف الذي اختاره لوقوفه. وهو عند الصخرات خلف الجبل الذي يسمى جبل عرفة او جبل هلال او يسمى ايضا جبل الرحمة. فوقف عند الصخرات وقال لاصحابه - 00:01:13ضَ

وقفت ها هنا وعرفت كلها موقف. اي لا تكلفوا انفسكم ان تقفوا في هذا الموقف. فجميع عرفة محل للوقوف. ثم انه صلى الله عليه وسلم تضرع الى الله عز وجل بالدعاء. لم يزل واقفا يدعو - 00:01:33ضَ

الله تعالى ويتضرع اليه. وقد قال صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - 00:01:53ضَ

ثم انه صلى الله عليه وسلم بعد ان وقف خلف الصخرات دفع حين غربت الشمس وغاب القرص وقد دفع بسكينة ووقار. وقد كان يقول لاصحابه ايها الناس السكينة السكينة. وكل - 00:02:11ضَ

كما اتى حبلا من الحبال ارخى لها قليلا حتى تصعد. فهذه الجملة من الحديث يستفاد منها فوائد منها بيان الموقف الذي وقفه النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة وهو عند الصخرات خلف الجبل. ومنها ايضا انه لا - 00:02:31ضَ

تسن صعود الجبل اعني جبل عرفة. فلا يسن الانسان ولا يشرع له ان يصعد الجبل وصعود الجبل له ثلاث حالات. الحال الاولى ان يصعد الجبل تعبدا وتقربا الى الله عز وجل - 00:02:51ضَ

فهذا لا اصل له. والحالة الثانية ان يصعد الجبل للدعوة الى الله تعالى والارشاد انكار ما قد يكون من منكر من بعض الحجاج الجهال. فهذا امر مطلوب بل قد يكون واجبا ولا سيما ممن - 00:03:10ضَ

ندب اليهم ذلك من اهل الحسبة. وممن ولاهم ولي الامر. والحال الثالثة ان يصعد الجبل بمجرد الاطلاع والفرجة والمعرفة فقط. فهذا مباح من حيث الاصل. فلا له ولا عليه. ولكن ان كان - 00:03:30ضَ

صعد الجبل ممن يكون قدوة واسوة للناس بحيث انه يتأسون به ويظنون ان صعود الجبل من الامور فانه ينهى عنه والا فهو مباح ومنها ايضا مشروعية الدعاء في هذا اليوم العظيم وهذا اليوم المبارك. فيشرع للمؤمن ان يجتهد في دعاء الله تبارك وتعالى - 00:03:50ضَ

وقد جاء في الحديث ان الله تعالى عشية عرفة يقول لملائكته انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا اشهدكم اني قد غفرت لهم فينبغي للمؤمن ان يكثر من الدعاء ومن التضرع الى الله عز وجل والالحاح في الدعاء وان - 00:04:15ضَ

على الاتصاف باسباب اجابة الدعاء من الالحاح والايقام بالاجابة ورفع اليدين واستقبال القبلة وغير ذلك من اداب الدعاء ومن فوائد هذا الحديث ايضا عدم مشروعية صيام هذا اليوم بالنسبة للحاج. ولهذا لم يصم النبي صلى - 00:04:40ضَ

الله عليه وسلم يوم عرفة. ولما تماروا في صيامه اخذ قدحا من ماء فشرب والناس ينظرون ليبين لهم صلى الله عليه وسلم انه لم يصم ذلك اليوم فلا ينبغي الحاج ان يصوم ذلك اليوم. بل قد ورد ولكن في الحديث ضعف ورد ان النبي صلى الله عليه - 00:05:03ضَ

وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. ومن الحكمة في ذلك ان هذا اليوم يوم دعاء ويوم وصيام الانسان قد يظعفه عن القيام بهذا الامر المشروع وهو الدعاء والصيام يمكن ان - 00:05:29ضَ

يحصله الانسان فيما بعد. لان الدعاء هنا مما يفوت لان له زمنا محددا فيفوت بفوت زمنه بخلاف الصيام واما غير الحاج فيسن له ان يصوم ذلك اليوم. بل قد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في صومه. فقال صلى الله عليه وسلم - 00:05:49ضَ

احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. فينبغي للمؤمن من غير الحجاج ان يحرص على صوم هذا اليوم. ومنها ايضا ان المشروع البقاء في عرفة الى ان - 00:06:13ضَ

غروب الشمس لان النبي صلى الله عليه وسلم بقي فيها ولم يدفع منها حتى غربت الشمس وغاب القرص. وهذا من الامور الواجبة فيجب على من وقف بعرفة نهارا ان يجمع بين الليل والنهار. وذلك بالا يدفع منها - 00:06:33ضَ

حتى تغرب الشمس فان دفع قبل ان تغرب الشمس كما لو دفع بعد العصر فان رجع قبل غروب الشمس فلا شيء عليه وان لم يرجع الا بعد ان غربت الشمس يعني لم يرجع الا ليلا فانه يكون قد ترك واجبا - 00:06:53ضَ

وجبات الحج وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال من ترك نسكا فليرق دما. واما من وقف بعرفة ليلا فقط فانه لا شيء عليه. ولهذا عروة ابن المضرس رضي الله عنه لما اتى النبي صلى الله عليه - 00:07:13ضَ

وسلم وهو في المزدلفة. واخبره انه ما ترك جبلا الا وقف عنده. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع. وكان قد وقف قبل ذلك بعرفة من ليل او نهار فقد تم حجه - 00:07:33ضَ

فالحاصل ان الواقف بعرفة ان وقف نهارا فيجب عليه ان يجمع بين الليل والنهار لا يدفع منها حتى تغرب الشمس. واما من وقف ليلا فقط فانه يجزئه ذلك الوقوف لعموم ما - 00:07:53ضَ

تقدم من الحديث وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:13ضَ