من وحي القرآن - تفسير الآيات من سورة الأعراف للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- مشروع كبار العلماء

18-من وحي القرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي - تفسير سورة الأعراف - الآيات [172-173] - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين - 00:00:03ضَ

كنا بنية من بعدهم ماذا تهلكنا بما فعل المبطلون؟ واذكر يا نبي الله اذ اخذ حين اخذ ربك جل وعلا ربك معناه خالقك وسيدك ومدبر شؤونك والرب يطلق في لغة العرب - 00:00:32ضَ

على عشرة نعم منه السيد الذي يدبر الشؤون ويسوس الامور يقول العرب فلان رب هذه البلدة سيدها الذي يدبر شؤونها ويسوس امورها منه قول وعلقمة ابن عبدة التميمي وكنتم امرأة افضت اليك ربابتي - 00:01:03ضَ

سادتي سادتي وساسوني قوله واذا اخذ ربك من بني ادم من اولاد ابينا ادم وقوله من ظهورهم بدل من بني ادم بدل بعض منكم وقوله ذريتهم والكوفيون دعني عاصما وحمزة والكساع - 00:01:31ضَ

واذا خلا ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم في صيغة الافراد والذرية بالافراد تام وقرأ هنا وابو عمرو وابن عامر واذا خلا ربك من بني ادم من نورهم ذرياتهم - 00:02:04ضَ

في جمع السلامة وكلتاهما قراءة صحيحة متواترة. ومعناها صحيح واشهدهم على انفسهم الست بربكم اختلف العلماء في معنى هذا الاخ اخي ذريتي من ظهور بني ادم على قولين ذهبت جماعة من المفسرين الى ان معنى اخذهم من ظهور بني ادم - 00:02:26ضَ

هو وجودهم قرنا بعد قرن جيلا بعد جيل على طريق التناسل والمعنى ان الله خلق بني ادم وخلق من هؤلاء ذريات فانقضي هذا القرن ويخلق منها هذا القرن ذرية كما قال كما انشأكم من ذرية قوم اخرين - 00:03:00ضَ

وعلى هذا القول فالاخذ النوري هو استخراج النوق من اصلابهم على طريق التناسل بعد قرن وعلى هذا القول فقوله اشهدهم على انفسهم الذين قالوا هذا القول قالوا اشهدهم على انفسهم بلسان الحال - 00:03:25ضَ

لان الله نصب لهم من الادلة. هل ابحت ظاهرة على كمال قدرته وانه المعبود وحده ما لا يحتاج معه الى شيء. فلست بربكم اثبت لهم اثبت لهم عبوبية واستحقاقه للعبادة بما ركز فيهم من الفطرة والعقول - 00:03:50ضَ

وما نصب له من الادلة وعلى هذا القول فقوله قالوا بلى. قالوا ذلك ايضا للسان حالهم العرب تطبيق المقالة على مقال لسان الحال قال بعض العلماء منه قوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على - 00:04:18ضَ

بالكفر اي بلسان حالهم على القول بذلك قوله وانه على ذلك لشهيد. اي بلسان حاله عند من يقول ذلك. والذين قالوا هذا القول غير واحد من المحققين المتأخرين. قالوا الدليل على ان هذا هو المراد - 00:04:44ضَ

ان الله لم يخلق احدا من بني ادم ذاكرا ذاكرا الميثاق ليلة الوفاق وهم كالذر وما لا يذكره الانسان لا يكون حجة عليه وهذا كأنه جعل حجة مستقلة عليه. كما يدل عليه قوله - 00:05:12ضَ

شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل فعلى هذا القول فاخذ الذريات من ظهور بني ادم هو ايجادهم منهم قرنا بعد قرن وجيلا بعد - 00:05:36ضَ

عن طريق التناسل المعروف وعلى هذا القول فالاشهاد عليهم بلسان الحق بمعنى نصب له من الادلة وما ركز فيهم من الفطرة وقت واختار هذا ابن كثير والزمخشري وغير واحد من المتأخرين - 00:05:56ضَ

القول الثاني وعليه اكفار المتقدمين من السلف وهو الذي يدل له بعض الاحاديث الصحيحة والقرآن قد يرشد اليه انه هو الاخذ يوم الميثاق المعروف ان الله تبارك وتعالى اخذ من مهر ادم ومن ظهور ذريته كل نسمة سبق في علمه - 00:06:19ضَ

انها مخلوقة الى يوم القيامة. لا اخذه بيده جل وعلا بعضهم الجنة وبعضهم للنار. وجعل فيهم ادراكا وقال لهم الست بربكم؟ فقالوا بلى. الا ان هذا العهد لا يولد احد الا وهو ناس الله. والله جل وعلا ارسل الرسل يذكرون بهذا العهد - 00:06:46ضَ

وما ثبت عن الرسل هو وما حضره حضره الانسان للتحقيق واحد لان ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نحن ننجيه بوقوع اشد مما نجزم بما شاهدناه ولاحظناه وتذكرنا - 00:07:14ضَ

وهذا القول قال به كثير من السلف ودلت عليه احاديث كثيرة من اصحها واذلها عليك في الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم من حديث انس بن ما لك رضي الله عنه - 00:07:36ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال الله لاهون اهل النار عذابا يوم القيامة ارأيت لو كان عندك كل شيء اذا كنت مفتديا به فيقول نعم فيقول الله اردتم اردت منك اهون من ذلك اخذت عليك في ظهر ادم الا تشرك بي فابيت - 00:07:57ضَ

الا ان تشرك بي هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث انس وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان عدم اشراك اخذ عليهم وهم في ظهر ادم فدل ذلك على ان قوله واشهدهم على انفسهم الست - 00:08:24ضَ

انه استخراج الله لهم واشهاده عليهم ثم ردهم في ظهر ابيهم ادم ومما يدل على هذا ان الذين قالوا ان معنى اخذهم من ظهورهم هو تناسلهم قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل - 00:08:46ضَ

انهم جعلوا ما ركب فيهم من الفطرة السليمة والعقول. وما نصب لهم من الادلة القطعية في قيام الحجة عليهم والقرآن يدل على عدم صحة هذا القول. لان القرآن العظيم وهو كلام رب العالمين دل - 00:09:07ضَ

على انه لا يقطع عذر احد لنصب الادلة وتركيز الفطرة وخلق العقول. بل لا ينقطع عذر بني ادم الا بارسال الرسل في دار الدنيا. مؤيدين بالمعجزات. ولذا قال تعالى كما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ولم يقل حتى نخلق عقولا ونركز ادلة وننصب فقرا - 00:09:30ضَ

ان يقول شيئا من هذا وقال جل وعلا رسلا مبشرين في ان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فبين ان حجة الناس لا يقطعها الا وهذه الحجة التي بعث هنا في سورة موسى بين في سورة النساء انه - 00:10:00ضَ

وارسل الرسل لقطعها. بقول بان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اوضح هذه اخريات سورة طه واشهر لها في القصص قال في سورة طه ولو ان اهلكناهم بعذاب من قبلي فقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع - 00:10:28ضَ

اياتك من قبل ان نذل ونخزى ولم يقل لولا خلقت لنا عقولا ونصرت لنا اذلة وركبت في لم يقل شيئا من هذا واشار لها في القصص بقوله ولولا ان تصيبهم مصيبة لما قدمت ايديهم. فيقول ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع - 00:10:52ضَ

ونكون من المؤمنين. لانه قال لولا ارسلت الينا رسولا. والعلماء يقول لولا خلقت لنا عقولا هل ركزت فينا فطرا ورتبت لنا ادلة لم يقل شيئا من هذا؟ وقد صرح جل وعلا بان - 00:11:19ضَ

افواج النار الذين يدخلونها يوم القيامة انهم جميعهم انذرتهم الرسل في دار الدنيا وقطعت اعذارهم قبل الموت ذلك في قوله كلما القي فيها فرج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير؟ قالوا بلى - 00:11:39ضَ

فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كثير. فقوله كلما القي فيها فوز سألهم خزنتها يدل على ان جميع الافواه التي دخلت النار امرتهم الرسل في دار الدنيا - 00:12:01ضَ

وقد صرح الله بذلك في سورة الزمر التي ذكر فيها القيامة كانك تمر اليها قال موسيقى الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها رسول منكم - 00:12:23ضَ

يتلونا عليكم ايات ربكم ان يروا لكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حق كلمة العذاب على الكافرين لما قسم الله جل وعلا الخلائق قسمين في سورة فاطر فعلى المسلمين ثلاث طوائف - 00:12:46ضَ

في قوله ان ظالم لنفسه ومنهم مقتصد. ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ثم ذكر الكفار فقال والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي - 00:13:10ضَ

وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا عن عمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولا نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير. فقوله وجاءكم النذير. هو محل الشاهد. والذين كفروا الان في ما تقرر في الاصول ان صيغ الاصولات انها من صيغ العموم هي ان الاصول من المعلوم - 00:13:30ضَ

انه يؤم كل ما تشمله صلته كما هو معروف في محله وهذا معنى قوله وان اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذرياتهم واشهدهم على انفسهم على القول الاول بلسانه ما قال وعلى النار خلق فيهم عقول ادركوا بها واشهدهم على انفسهم بلسان ما قال - 00:14:00ضَ

لربكم قالوا بلى انت ربنا. واعلموا ان الاخوة بلاء في القرآن وفي اللغة العربية لمعنيين لا اله لهما احد معنى البلاء المشهورين في كلام العرب وفي القرآن العظيم ان بلى - 00:14:26ضَ

جاءوا بها لنفسي نفي قبلها فهي نقيضة لا. لان العلم في الاثبات ودلالين في النفي تقدموا قبلها نفي ذلك النفي. فيصير ما بعدها ان بات. لان نفي النفي اثبات وهذا الوجه كثير في القرآن وقال الذين كفروا لا تاتينا الساعة نفوا اتيان الساعة فنفى الله نسيهم اياها - 00:14:47ضَ

قال بلى ورد الى تأتينكم جاءنا الذين كفروا الذي يبعث قل بلى وربي لتبعثون. وهذا الوجه كثير في القرآن. فالقوا السلام ما كنا نعمل بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون. الوجه الثاني ان يؤتى بلهوة بلى - 00:15:17ضَ

جوابا لي قسم جوابا لي سؤال ان يؤتى بلى جوابا الاستفهام مقترن بالنفي خاصة ولا يجاب الاستفهام. الا الاستفهام المقترن بالنفي خاصة. واذا جاءت بلاء احالت ذلك الاستفهام المقترين الى طريق الاثبات ايضا. كقوله هنا الست بربكم؟ قالوا بلى. واذا جاءت العرب - 00:15:41ضَ

اجابت العرب استهان مقترنا بالنفي بغير بلاء فانه ليس على القواعد العربية فهو يحفظ ولا عليه قال بعض علماء العربية ربما ربما اجابت العرب بنعم جوابا سؤالا وهو شاب يحفظ ولا يقاس عليه. قالوا ومنه قول الشاعر اليس الليل يجمع اما امر - 00:16:11ضَ

لنا تداني. نعم. وترى الهلال كما اراه ويعلوها النهار كما يقول الشاعر بلى ولا يقول نعم. فلما قال نعم صار يحفظ ولا يقاس عليه. وربما اجابت العرب اذا كان ذلك الاستفهام يقصد به الاستبعاد والنفي. وهذا معروف في - 00:16:41ضَ

ولذا لما قال الاخ تل يعير الجحاف الا فسأل الجحافة هل انت ثائر بقتلى قال هل انت ثائر ولكن هذا الاستفهام بها يضمنه معنى انه لا يثأر به ولا يقتلوا قتلتهم ففهم ذلك واجاب ببلى. لان الاخ فلالا ما قال الا فاسأل الجحافة - 00:17:11ضَ

اجابه بلى سوف نبكي لكل مهند. وهذا معنى قوله الست بربكم البلاء وقوله شهيدنا اختلف العلماء هو من كلام من؟ فقال بعض العلماء هو من كلام الملائكة. وقال بعض العلماء من كلام الله والملائكة. وعلى يرقون يحصل الوقف على قوله بلى - 00:17:41ضَ

لما قال لما استخرجهم في في سورة الذر ليلة الميثاق واخذ عليهم الميثاق وقال لهم قالت بربكم؟ قالوا بلى. انت ربنا. قال الله والملائكة. شهدنا عليكم بهذا الايمان. وهذا الميثاق الذي التزمت - 00:18:23ضَ

ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. فقرأ هذا الحرف عامة القراء غير ابي عمرو ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين وقرأه ابو عمر وحده من السبعة ان يقولوا انا كنا - 00:18:43ضَ

او يقول انما اشرك اباؤنا من قبل بنية التحتية الدالة على الغيبة والمعنى ان الله الشهيد عليهم والملائكة لي ان لا يقولوا بعد هذا كنا غافلين عن هذا او اباؤنا هم الذين سموا الكفر - 00:19:03ضَ

فجعله طريقة لنا وشيء قيل هذا لا يولد احد الا وهو ناس الله وتذكير الرسل اياهم يجعله قطعيا كانهم يتذكرون سماعه من الله كما ذكرنا وقال بعض العلماء يشهد بعضهم على بعض فيقول هؤلاء شهدنا عليكم ايها - 00:19:23ضَ

في ان لا تقولوا يوم القيامة ان كنا عن هذا غافلين. ويقول البعض الاخر يا من شهد عليهم من الادميين شهدنا ان تقولوا يوم القيامة وعلى هذا القول فالشهادة من شهادة بني ادم لما استخرجوا من ظهور ابائهم ليلة - 00:19:53ضَ

الميثاق في سورة يشهد بعضهم على بعض وهذا معنى قوله ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا لم نعلم او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم اولادا سرنا على ما - 00:20:13ضَ

عليه اباؤنا ولم نخترع الكفر ولم نتخذ طريقا افتهلكنا بما فعل المبطلون؟ قد قدمنا مرارا انه اذا جاء كنزة استهام بعد هذا تعطف كيف ايها الواو لانها فيها وجه من التفسير للعلماء احدهما ان همزة الاستفهام تتعلق بمحلوف يذهب عاطفة - 00:20:33ضَ

وهذا الذي نال اليه ابن مالك في الخلاصة حيث قال وحيث مات وان بدا نستبيح وعلى هذا القول اتهلكنا بغي اتعاملنا بغير ما فعلنا. فتهلكنا بما فعل المبطلون وقال بعض العلماء الف همزة الاستفهام - 00:21:04ضَ

اصلها بعد الفاء الا ان لي اجتفاء صدر الكلام فتزحلقت الهمزة قبل الفاء والفاء قبل الهمزة في الرتبة فتكون ينسى عاطفة للجملة المصدرة للاستفهام على ما قبلها. والاول اظهر على معنى قوله افتهلكون - 00:21:27ضَ

بما فعل المبطلون المبطلون هم الذين يأتون بالباطل وهو ضد الحق. الذين عبدوا غير الله جل وعلا وهذا معنى قولي افتهلكنا بما فعل المبطلون - 00:21:47ضَ