بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم اقتضاء الصراط المستقيم. لمخالفة اصحاب الجحيم. لقاء مع فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ادش مئة وثمانية وثمانون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلا وسهلا بكم الى حلقة جديدة في برنامج اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة اصحاب - 00:00:23ضَ

لشيخ الاسلام احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله يشرح الكتاب في هذه الحلقات صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء في مطلع هذه الحلقة نرحب بشيخنا - 00:00:43ضَ

الكريم فحياكم الله شيخ صالح. حياكم الله وبارك فيكم سبق في الحلقة الماضية حديث المؤلف رحمه الله عن قول عمر انا نستشفع اليك بنبينا فتسقينا ونستشفع اليك بعم نبينا فاسقنا. قال المؤلف هنا رحمه الله - 00:00:58ضَ

فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به فيه اجمال واشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة يراد به التسبب به لكونه داعيا وشافعا مثلا او لكون الداعي محبا له مطيعا لامره مقتديا به فيكون التسبب - 00:01:15ضَ

اما لمحبة السائل له واتباعه له واما بدعاء الوسيلة وشفاعته. ويراد به الاقسام به والتوسل بذاته. فلا يكون التوسل لا لشيء منه ولا شيء من السائل بل بذاته او او بمجرد الاقسام به على الله - 00:01:34ضَ

فهذا الثاني هو الذي كرهوا كرهوه ونهوا عنه. وكذلك لفظ السؤال بشيء قد يراد به المعنى الاول وهو التسبب به لكونه سببا في حصول المطلوب وقد يراد به الاقسام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين - 00:01:50ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين التوسل بالشخص يحتمل معنيين معنى جائز جائز ومعنى ممنوع فان اريد بالتوسل بالشخص التوسل بدعائه وسؤاله لله عز وجل لله للغير - 00:02:05ضَ

فهذا شيء مطلوب. وقد كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو الله لهم بالغيث وغير ذلك وهذا شيء مشروع ومستحب وهو من بذل الخير وبذل البر - 00:02:29ضَ

والنفع للناس او وهو يكون التوسل بمحبة الشخص واتباعه والاقتداء به وهذا ايضا عمل عمل صالح فهو مشروع ايضا فاذا قلت اسألك بنبيك ان كنت تريد من ذلك اما باتباعك لنبيه ومحبتك ومحبتك له والاقتداء به فهذا عمل صالح وهو عملك تتوسل الى الله - 00:02:47ضَ

به وهذا امر مشروع هذا معنى. المعنى الثاني ان تتوسل بذاته وبشخصه من غير عمل منك ولا من الغير فهذا ممنوع وهذا لم يرد لا في كتاب ولا في سنة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن الاول حديث الثلاثة الذين اووا الى الغار. وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيره - 00:03:15ضَ

فان الصخرة انطبقت عليهم فقالوا ليدعو كل رجل منكم بافضل عمله. فقال احدهما اللهم انه كانت لي ابنة عم فاحببتها اشد ما يحب الرجال النساء وانها طلبت مني مئة دينار فلما اتيتها بها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه - 00:03:38ضَ

تركت الذهب وانصرفت فان كنت انا فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فانفرجت لهم فرجة او فرجة فرأوا منها السماء وقال الاخر اللهم انه كان لي ابوان شيخان كبيران وكنت لا اغبق قبلهما اهلا ولا مالا فناء بي طلب الشجر يوما فلم ارح عليهما - 00:03:58ضَ

حتى نام فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين. فكرهت ان اغبقا قبلهما اهلا او مالا فلبثت والقدح على يدي انتظر ايقاظهما حتى ورق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت - 00:04:17ضَ

الصخرة غير انهم لا يستطيعون الخروج منها وقال الثالث اللهم اني استأجرت اجراء فاعطيتهم اجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب. فدمرت اجره حتى كثرت منه الاموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله اد لي اجري. فقلت له كل ما ترى من اجرك. من الابل والبقر والغنم والرقيق. فقال يا عبد الله لا - 00:04:38ضَ

تهزئ بي. فقلت اني لا استهزئ بك فاخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون - 00:05:02ضَ

نعم وهذا من التوسل الى الله بالاعمال الصالحة وهو امر مشروع هؤلاء توسلوا الى الله باعمالهم الصالحة لما وقعوا في هذه الشدة الله جل وعلا فرج عنهم كما قال تعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. ففرج الله - 00:05:17ضَ

الله عن يونس عليه السلام بسبب سابقته في الاعمال الصالحة. نعم. قال فهؤلاء دعوا الله سبحانه بصالح الاعمال. لان الاعمال الصالحة هي اعظم ما يتوسل به العبد الى الله تعالى ويتوجه به اليه ويسأله به. لانه وعد ان يستجيب للذين امنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضل - 00:05:39ضَ

وقال ربكم ادعوني استجب لكم. وهؤلاء دعوه بعبادته وفعل ما امر به من العمل الصالح وسؤاله والتضرع اليه نعم قال ومن هذا يذكر عن الفضيل ابن عياض رحمه الله انه اصابه عسر البول فقال بحبي اياك الا فرجت عني ففرج عنه - 00:05:59ضَ

كذلك الفضيل بن عياض رحمه الله من العباد الزهاد رحمهم الله. اصابه ما اصابه من المرض الشديد توسل الى الله بحبه لله وحب وحب العبد لربه اعظم انواع العبادة ففرج الله عنه نعم - 00:06:19ضَ

وكذلك دعاء المرأة المهاجرة التي احيا الله ابنها لما قالت اللهم اني امنت بك وبرسولك وهاجرت في سبيلك وسألت الله ان يحيي ولدها ذلك. نعم وهذا كما قال المؤمنون ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا - 00:06:38ضَ

مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد. ومن التوسل الى الله بالاعمال الصالحة قول هؤلاء ربنا امنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان يعنون الرسول صلى الله عليه وسلم فامنا به. فاغفر لنا ذنوبنا - 00:07:00ضَ

قال الله جل وعلا بعد ذلك فاستجاب لهم ربهم. نعم. قال وسؤال الله والتوسل اليه بامتثال امره واجتناب نهيه وفعل ما يحب والعبودية والطاعة هو من جنس فعل ذلك. نعم - 00:07:20ضَ

رجاء لرحمة الله وخوفا من عذابه وسؤال الله باسمائه وصفاته نوع اخر النوع الاول انتهى وهو التوسل الى الله بالاعمال الصالحة الصادرة من السائل ومن العبد الامر الثاني التوسل الى الله باسمائه وصفاته. نعم. قال وسؤال الله باسمائه وصفاته كقوله اسألك بان لك الحمد - 00:07:34ضَ

انت الله المنان بديع السماوات والارض وبانك انت الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. ونحو ذلك يكون من باب تسبب فان كونه المحمود المنان يقتضي منته على عباده واحسانه الذي يحمده عليه - 00:07:57ضَ

وكونه الاحد الصمد والاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد يقتضي توحده بصمديته. فيكون هو السيد المقصود الذي يصمد اليه الناس في حوائجهم مستغني عما سواه وكل ما سواه مفتقرون اليه لا غنى بهم عنه. وهذا سبب لقضاء المطلوبات. وقد يتضمن معنى ذلك الاقسام عليه باسمائه وصفاته - 00:08:14ضَ

نعم التوسل الى الله باسمائه وصفاته عملا بقوله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وتقول يا رحمن ارحمني يا غفار اغفر لي يا رزاق ارزقني وغير ذلك من اسمائه وصفاته. نعم. واما قوله في حديث ابي سعيد اسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا - 00:08:34ضَ

هذا الحديث رواه عطية العوفي وفيه ضعف لكن بتقدير ثبوته هو من هذا الباب فان حق السائلين عليه سبحانه ان يجيبهم. حق المطيعين له ان يثيبهم. فالسؤال له والطاعة سبب لحصول اجابته واثابته - 00:08:58ضَ

فهو من التوسل به والتوجه به والتسبب به ولو قدر انه قسم لكان قسما بما هو من صفاته. لان اجابته واذا من افعاله واقواله سبحانه وتعالى هذا الحديث يروى اسألك بحق السائلين عليك - 00:09:14ضَ

وقد تشبث به بعض هؤلاء المبتدعة وظنوه من التوسل الى الله بالمخلوقين توسل بالمخلوقين حق السائلين وليس كذلك. الجواب عنه كما سبق من وجهين الوجه الاول انه حديث ضعيف. نعم. لانه من رواية عطية العوفي وهو ضعيف - 00:09:32ضَ

فلا يحتج به الوجه الثاني لو ثبت هذا الحديث فانه ليس توسلا بالمخلوقين وانما هو توسل بصفات الله جل وعلا فان حق السائلين عليه ان يجيبهم امن يجيب المضطر اذا دعاه اذا دعا وقال ربكم ادعوني استجب لكم والاستجابة من صفات الله - 00:09:55ضَ

سبحانه وتعالى ومن زوال الصفة والقريب المجيب. سبحان الله. فالتفاوى توسل الى الله باسمائه وصفاته وصفاته. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فصار هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك - 00:10:16ضَ

والاستعاذة لا تصح بمخلوق كما نص عليه الامام احمد وغيره من الائمة. فالاستعاذة بصفات الله سبحانه وتعالى. اعوذ برضاك هذه صفة من صفات الله من سخطك وبعفوك هذا من صفات الله انه العفو - 00:10:38ضَ

وهو من اسمائه سبحانه فهو استغاثة باسماء الله وصفاته نعم. قال وذلك مما استدلوا به على ان كلام الله غير مخلوق لقوله صلى الله عليه وسلم من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء ما دام - 00:10:53ضَ

ففي منزله ذلك فلو كانت ايات الله مخلوقة وهي القرآن لو لو كانت مخلوق او كلام الله عموما القرآن وغيره لو كان مخلوقا لما جازت الاستعاذة به. لان الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز. نعم - 00:11:15ضَ

قال ولانه قد ثبت في الصحيح وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق قالوا والاستعاذة لا تكون بمخلوق فاورد بعض الناس لفظ المعافاة فقال جمهور اهل السنة المعافاة من الافعال - 00:11:30ضَ

وجمهور المسلمين من اهل السنة وغيرهم يقولون ان افعال الله قائمة به. وان الخالق ليس هو المخلوق وعلى هذا جمهور اصحاب احمد والشافعي ومالك وهو قول اصحاب ابي حنيفة وقول عامة اهل الحديث والصوفية وطوائف من اهل الكلام وطوائف من اهل الكلام والفلسفة - 00:11:46ضَ

نعم وبهذا يحصل الجواب عما اوردته المعتزلة ونحوهم من الجهمية نقضا فان اهل الاثبات من اهل الحديث وعامة المتكلمة الصفاتية من الكلابية والاشعرية والكرامية وغيرهم. استدلوا على ان كلام الله غير مخلوق. فان الصفة اذا قامت بمحل عاد - 00:12:04ضَ

حكمها على ذلك المحل لا على غيره. واتصف به ذلك المحل لا غيره. فاذا خلق الله لمحل علما او قدرة او حركة او نحو ذلك كان هو عالم به القادر به المتحرك به. ولم يرجى ان يقال ان الرب المتحرك بتلك الحركة - 00:12:23ضَ

ولا هو العالم القادر بالعلم والقدرة على المخلوقين بل بما قام به من العلم والقدرة. قالوا فلو كان قد خلق كلاما في غيره كالشجرة التي نادى منها موسى لكانت الشجرة هي المتصفة بذلك الكلام. فتكون الشجرة - 00:12:39ضَ

تهي القائلة لموسى انني انا الله ولكان ما يخلقه الله من انطاق الجلود والايدي وتسبيح الحصى وتأويب الجبال وغير ذلك كلاما له كالقرآن والتوراة والانجيل بل كان كل كلام من في الوجود كلامه لانه خالق كل شيء وهذا قد التزمه مثل صاحب الفصوص وامثاله وامثاله من هؤلاء الجهمية الحلولية الاتحادية - 00:12:53ضَ

نعم هذا نقاش مع الفلاسفة والمبتدعة في صفات الله سبحانه وتعالى صفات الله غير مخلوقة كما ان ذاته سبحانه غير مخلوقة فهو سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته هو الخالق جل وعلا - 00:13:16ضَ

هو الخالق وما سواه مخلوق فهو مخلوق ومن صفاته كلامه من صفات الله كلامه فكلامه غير مخلوق الاستعاذة بكلامه استعاذة بصفة من صفاته نعم فاوردت المعتزلة صفات الافعال كالعدل والاحسان فانه يقال انه عادل محسن يعدل - 00:13:38ضَ

بعدل خلقه بغيره واحسان خلقه بغيره. فاشكل ذلك على من يقول ليس لله فعل قائم به. بل فعله هو المفعول المنفصل عنه. وليس خلقه مخلوقة واما من طرد القاعدة وقال ايضا ان الافعال قائمة به ولكن المفعولات المخلوقة هي المنفصلة عنه وفرق بين الخلق والمخلوق فاضطرد - 00:14:00ضَ

دليله واستقام والمقصود هنا هذا يعني قاسم مع المبتدعة بانواع من الفلسفة في الاسماء والصفات وهذا لا يعنينا نحن نؤمن باسماء الله وصفاته وان اسمائه وصفاته غير مخلوقة ولذلك يستعاذ بها ويسأل الله بها ولا يستعاذ بالمخلوق ولا يسأل المخلوق الا ما يقدر عليه وما لا يقدر عليه لا - 00:14:20ضَ

اسألوا اه لا يطلب منه فهذا فرق بين اسماء الله وصفاته وبين اسماء المخلوقين وصفاتهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والمقصود هنا ان استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم بعفوه بعفو الله ومعافاته من عقوبته مع انه لا يستعاذ - 00:14:47ضَ

كسؤال الله باجابته واثباته واثابته وان كان لا يسأل بمخلوق ومن قال من العلماء لا يسأل الا به لا ينافي السؤال بصفاته كما ان الحلف لا يشرع الا بالله كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:15:07ضَ

قال من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. وفي لفظ للترمذي من حلف بغير الله فقد اشرك قال الترمذي حديث حسن ومع هذا فالحلف بعزة الله ولا امر الله ونحو ذلك مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحلف به لم يدخل في الحلف بغير - 00:15:23ضَ

لله نعم ومن مثل سؤال الله باسمائه وصفاته الحلف فان الحلف لله او بصفة من صفاته كالحلف بالقرآن او باية من القرآن او سورة من القرآن هذا امر جائز وهو حلف بالله - 00:15:40ضَ

لانه حلف بصفة من صفاته وهي الكلام نعم قال لان لفظ الغير قد يراد به المباين المنفصل ولهذا لم يطلق السلف وسائر الائمة على القرآن وسائر صفات الله انها غيره. نعم. ولم يطلقوا عليها انها ليست - 00:15:57ضَ

صغيرة لان لفظ الغير فيه اجمال قد يراد به المباين المنفصل فلا يكون صفة الموصوفة بعضه داخلا في لفظ الغير وقد يراد بهما ممكن تصوره دون تصور ما هو غير له فيكون غيرا بهذا الاصطلاح - 00:16:13ضَ

هذا بحث في صفات الله هل هي غير الله او هي الله كلام دار بين العلماء بسبب دخول هؤلاء الجدلية في هذه الامور وهذا باب لا يجوز الدخول فيه ولا يقال ان اسماء الله غير الله او انها هي الله. لان هذا امر مجمل فيتوقف فيه ولا يبحث فيه. ونعتقد ان صفات الله - 00:16:29ضَ

ليست هي غير الله وليست هي مباينة لله او منفصلة عن الله سبحانه وتعالى. نعم ولهذا تنازع اهل النظر في مسمى الغير والنزاع في ذلك لفظي ولكن بسبب ذلك حصل في مسائل الصفات - 00:16:55ضَ

من الشبهات ما لا ينجلي الا بمعرفة ما وقع في الالفاظ من الاشتراك والابهامات. كما قد بسط في غير هذا الموضع. نعم ولهذا يفرق او يفرق بين قول القائل الصفات غير الذات وبين قوله صفات الله غير الله فان الثاني باطل - 00:17:10ضَ

لان مسمى اسم الله يدخل فيه صفاته. بخلاف مسمى الذات فانه لا يدخل فيه الصفات ولهذا لا يقال صفات الله زائدة عليه سبحانه. وان قيل الصفات زائدة على الذات لان المراد انها هي زائدة على ما اثبته المثبتون من الذات المجردة - 00:17:28ضَ

والله تعالى هو الذات الموصوفة بصفاته اللازمة. فليس اسم الله متناولا لذات مجردة عن الصفات اصلا. ولا يمكن وجود ذلك ولهذا قال احمد رحمه الله في مناظرته للجهمية لا نقول الله وعلمه والله وقدرته والله ونوره ولكن نقول الله بعلمه وقدرته - 00:17:44ضَ

ونوره هو اله واحد الله سأل جل وعلا باسمائه وصفاته هو المعبود المرجو والمدعو والمستعاذ به المستغاث به المقسم به فلا يتصورن اسماء الله وصفاته غير الله جل وعلا في الخارج اما في الذهن فيتصور ان الذات شيء والاسمى والصفات شيء اخر في التصور والذهن - 00:18:04ضَ

اما في الخارج المسمى الاسم داخل في المسمى والصفة داخلة في الموصوف. نعم. وقد بسط هذا في غير هذا الموضع قال رحمه الله واما قول الناس اسألك بالله وبالرحم وقراءة من قرأ تساءلون به والارحام فهو من باب التسبب بها فان الرحم توجب - 00:18:29ضَ

والصلة وتقتضي ان يصل الانسان قرابته فسؤال السائل بالرحم لغيره يتوسل اليه بما يوجب صلته من القرابة التي بينهما ليس هو من باب الاقسام ولا من باب التوسل بما لا - 00:18:49ضَ

تقتضي المطلوب بل هو توسل بما يقتضي المطلوب كالتوسل بدعاء الانبياء وبطاعتهم والصلاة عليهم الباء تأتي على معنيين معنى اه تأتي على معنيين معنى القسم مثل اقسم بالله وتأتي بمعنى السببية - 00:19:02ضَ

اه اسألك بكذا اي بسبب كذا. اسألك بالرحم اي بسبب الرحم وليس معناه اقسم عليك بالرحم فقوله اسألك بالرحم اي بسبب الرحم. مثل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. اي بسبب ما كنتم تعملون. نعم - 00:19:20ضَ

اليكم قال رحمه الله من هذا الباب ما يروى عن عبد الله بن جعفر انه قال كنت اذا سألت عليا رضي الله عنه شيئا فلم يعطنيه قلت له بحق جعفر - 00:19:40ضَ

الا ما اعطيتنيه فيعطيني. اي بسبب حق جعفر وليس المقصود انه يقسم بحق جعفر وانما المقصود انه يسأله بسببه وبسبب القرابة التي بينهما. الجعفر اخ لعلي. نعم السببية غير باء القسم - 00:19:50ضَ

نعم. او كما قال فان بعض الناس ظن ان هذا من باب الاقسام عليه بجعفر او من باب قولهم اسألك بحق انبيائك ونحو ذلك وليس كذلك بل جعفر هو اخو علي - 00:20:10ضَ

وعبدالله وابنه وله عليه حق الصلة. فصلة عبد الله صلة لابيه جعفر. كما في الحديث ان من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولي وقوله ان من برهما بعد موتهما الدعاء لهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا رحم لك الا من قبلهما - 00:20:20ضَ

نعم فهذا هو معنى اه يفسر عليه قراءة تساءلون به والارحام اي بسبب الارحام لا ان المراد الاقسام بالارحام. نعم. ولو كان هذا من الباب الذي ظنوه لكان سؤاله لعلي بحق النبي وابراهيم الخليل ونحوهما اولى من - 00:20:42ضَ

اله بحق جعفر لو كان المراد يسألك بجعفر او بحق جعفر. الاقسام لكان السؤال بحق ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب اولى من السؤال بحق جعفر فدل على ان المراد القرابة والعمومة - 00:21:02ضَ

نعم قال فكان علي الى تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته واجابته السائلة به فاسرع منه الى اجابة السائل بغيره لكن بين المعنيين فرق نعم لو كان كذلك لطالك بحق النبي - 00:21:21ضَ

ولم يقل بحق جعفر لان النبي اعظم عند علي وقدرا من غيره نعم. قال فان السائل بالنبي طالب به منتسب به. فان لم يكن في ذلك السبب ما يقتضي حصول مطلوبه. ولا كان مما يقسم به لكان باطلا. نعم - 00:21:37ضَ

قال واقسام الانسان على غيره بشيء يكون من باب تعظيم المقسم للمقسم به وهذا هو الذي جاء به الحديث من الامر بابرار القسم وفيه مثل هذا قيل ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره - 00:21:55ضَ

وقد يكون من باب تعظيم المسؤول به فالاول يشبه ما ذكره الفقهاء في الحلف الذي يقصد به الحظ والمنع والثاني سؤال للمسئول بما عنده من محبة المسؤول به وتعظيمه ورعاية حقه - 00:22:10ضَ

فان كان ذلك مما يقتضي حصول مقصود السائل حسن السؤال. كسؤال الانسان بالرحم وفي هذا سؤال الله بالاعمال الصالحة وبدعاء انبيائه وشفاعتهم. واما بمجرد الانبياء والصالحين ومحبة الله لهم وتعظيمه لهم - 00:22:23ضَ

ورعايته لحقوقهم التي انعم الله بها فليس فيها ما يوجب حصول مقصود السائل الا بسبب بين السائل وبينهم اما محبتهم وطاعتهم فيثاب على ذلك. واما دعاؤهم له فيستجيب الله شفاعتهم فيه - 00:22:40ضَ

انت حينما تسأل الله بحق النبي صلى الله عليه وسلم او غيره كما يفعله بعضهم فان كان يريد بذلك ان للمخلوق حقا على الله واجب هذا باطل فان الله جل وعلا لا يجب عليه شيء الا شيء اوجبه هو على نفسه. على نفسه سبحانه وتعالى - 00:22:57ضَ

وان كان يريد هذا المعنى فلا بأس. اسألك بحق السائلين اي الذي اوجبته على نفسك. في قولك وكان وكان حقك قال ربكم ادعوني ادعوني استجب لكم. فهذا امر سؤال لله بما اوجبه على نفسه. هو صفة من صفاته سبحانه وتعالى - 00:23:23ضَ

وسؤالك بصلاح الصالحين وعبادة العابدين دون ان يكون لك انت علاقة بها فهذا من العبث لان اعمالهم وصلاحهم لهم وليس لك منه شيء اما ان كنت تسأل بمحبتهم واتباعهم والاقتداء بهم - 00:23:44ضَ

فهذا عملك انت وهذا شيء مشروع وجائز لانه سؤال او اه دعاء بالعمل الصالح او الاستشفاء بالعمل الصالح توسل بالعمل الصالح. نعم. قال فالتوسل بالانبياء والصالحين يكونوا بامرين. اما بطاعتهم واتباعهم واما بدعائهم - 00:24:03ضَ

فمجرد دعائه بهم من غير طاعة منه لهم ولا شفاعة منهم له فلا ينفعه وان عظم جاه احدهم عند الله تعالى لان الشفاعة لانها جاهه وعمله له وليس للسائل علاقة به - 00:24:23ضَ

انما تكون له علاقة لو كان محبا لهم متبعا لهم مقتديا بهم فهذا عمل من السائل. يتوسل به الى الله سبحانه وتعالى وهو محبة هؤلاء الصالحين واتباعهم والاقتداء بهم. نعم. قال رحمه الله وقد بسطت هذه المسائل في غير هذا الموضع - 00:24:40ضَ

والمقصود هنا انه اذا كان السلف والائمة قالوا في سؤاله بالمخلوق ما قد ذكر فكيف بسؤال المخلوق الميت سواء سئل ان يسأل الله او سئل قضاء الحاجة ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس اما عند قبر الميت واما مع غيبته وصاحب الشريعة صلى الله - 00:25:02ضَ

عليه وسلم حسم المادة وسد الذريعة بلعنه من يتخذوا قبور الانبياء والصالحين مساجد. والا يصلى عندها لله ولا يسأل الا الله وحذر امته ذلك. فكيف اذا وقع نفس المحذور من الشرك واسباب الشرك؟ وقد تقدم الكلام على الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد - 00:25:20ضَ

نعم طلب الدعاء من الغير في حال الحياة امر لا بأس به. تطلب من الحاضر الحي من اهل الصلاح واهل الدين ان يدعو الله لك من الانبياء والرسل والصالحين وغير - 00:25:41ضَ

اذا كان حيا حاضرا واما بعد الموت فلا يطلب من الميت شيء لانه قد انقطع عمله من الدعاء وغيره. فلا يطلب منه الدعاء وهو ميت ولا يطلب منه قضاء الحاجات وهو ميت - 00:25:56ضَ

هذا يكون شركا بالله عز وجل اما الاتباع والاقتداء والمحبة فسؤال الله بمحبة الصالحين واتباع الصالحين والاقتداء به بهم فهذا جائز في حال حياتهم وفي حال موتهم لانه عمل الداعي - 00:26:13ضَ

لانه عمل من الداعي وهو باق بعد موتهم محبته لهم اتباعه لهم الاقتداء بهم هذا عمل باقي لا بأس ان يتوسل به لانه لا ينقطع بموت آآ الرسول فانت تقتدي به وتتبعه وتطيعه وتحبه وهو ميت عليه الصلاة والسلام وهذا عملك انت - 00:26:33ضَ

تثاب عليه فلك ان تتوسل به اما دعاء الرسول وغيره بعد الموت فهذا لا يجوز ولا يطلب من الميت. نعم. لكن حتى التوسل يا شيخ بما ذكرت من محبة الصالحين اسألك بحبي لعبادك الصالحين واتباع - 00:26:58ضَ

هل يقال ان سؤال الله باسمائه وصفاته مباشرة يا رحمن ارحمني. اسألك برحمتك استغيث. هو افضل او يقال انه هو افضل التوسل الى الله باسمائه وصفاته افضل من التوسل ان يجاب الداعي به افضل من التوسل باعمال العبد نعم هل في التوسل - 00:27:12ضَ

العبد شيء من المنة اسألك بحبي للصالحين او اتباع نبيك ما فيها شيء من المنة بالعمل؟ لا ما في شيء من المنة ولا اعجاب ولا اعجاب ولا اعجاب وانما هو من باب التقرب - 00:27:30ضَ

الله سبحانه وتعالى. مثل حديث اهل الغار الثلاثة نعم نعم شيخنا ايها الاخوة المستمعون الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم مع صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور صالح بهوزان الفوزان شكر الله لشيخنا ما تكرم به من الشرح والبيان - 00:27:42ضَ

وشكر لكم حسن استماعكم ونفعنا واياكم بما نقول ونسمع. هذه في الختام تحية اخي مهندس الصوت ناصر الطحيني. حتى نلقاكم في الحلقة القادمة ان شاء الله استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:28:01ضَ