(مكتمل) شرح مقدمة تفسير التحرير والتنوير الطاهر ابن عاشور

19- شرح مقدمة تفسير الطاهر ابن عاشور ( التحرير و التنوير ) | يوم ١٤٤٥/٤/٢٣ | الشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين - 00:00:00ضَ

بين ايدينا هو كتاب التحرير والتنوير لابن عاشور تفسير معروف وضخم ويقع في اكثر ما يقرب من ثلاثين مجلدا وكتبه المؤلف رحمه الله في اربعين سنة المؤلف هو ابن عاشور من علماء تونس - 00:00:15ضَ

توفي سنة الف وثلاث مئة وثلاثة وتسعين توفي فيها الامام الشنقيطي صاحب اضواء البيان الف وثلاث مئة ثلاثة وتسعين وابن عاشور قيل انه قارب المئة لان ولادته الف الف ومئتين وستة وتسعين - 00:00:35ضَ

الف وثلاث مئة وثلاثة وتسعين سبعة وتسعين سنة عاش رحمه الله رحمة واسعة. كتابه هذا يعتبر من افضل الكتب المتعلقة ببلاغة القرآن. يهتم بالبلاغة ولذلك مقدمة العاشرة كلها حول حول بلاغة القرآن - 00:00:55ضَ

طيب نحن وقفنا عندما من اساليب القرآن التفنن يعني ما معنى التفنن ان القرآن يغير الالفاظ على سبيل التفنن تفنن لغوي يعني ابداع هو تغيير الالفاظ قال لك ليش قال هنا مرة كذا ومرة قال من باب التفنن - 00:01:13ضَ

يعني هذا العرب يتفنن الشاعر قصيدتي بحيث يذكر يذكر اشياء ويترك اشياء هذي يسمونها التفنن يسمونه التفنن بسم الله الرحمن الرحيم وصلى وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا - 00:01:40ضَ

الحاضرين والمستمعين رحمه الله تعالى ومن اساليبه ما اسميه بالتفنن وهو تنقلاته من فن الى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذليل والاتيان بالمترادفات عند التكرار تجنبا لثقل تكرير الكلام كذلك الاكثار من اسلوب الالتفات المعدود من اعظم اساليب التفنن عند بلغاء العربية - 00:02:08ضَ

فهو في القرآن كثير الرجوع الى المقصود فيكون السامعون في نشاط متجدد بسماعه واقبالهم عليه من ابدع امثلة ذلك قوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون - 00:02:37ضَ

بكم عمي فهم لا يرجعون. او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا - 00:02:56ضَ

ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم. ان الله على كل شيء قدير حيث كان اكثر اكثر اساليب القرآن حيث كان اكثر اكثر اساليب القرآن من الاساليب البديعة للعزيز مثلها في شعر العرب - 00:03:14ضَ

في نفر بلغائهم من الخطباء واصحاب بدأت واصحابي بدأت الاجوبة وفي هذا التفنن والتنقل مناسبات بين المنتقل منه المنتقل منه والمنتقل اليه في منتهى الرقة والبداعة بحيث لا يشعر سامعه وقارئه بانتقاله الا عند حصوله وذلك التفنن مما يعين على اجتماع السامعين ويدفأ سآمة الاطالة عنهم - 00:03:34ضَ

ان من اغراض القرآن استكثار ازمان قراءته كما قال تعالى علم ان لن تحصوه فتاب عليكم. فاقرأوا ما تيسر من القرآن. فقوله ما تيسر يقتضي الاستكثار بقدر التيسر وفي تناسب اقواله وتفنن اغراضه مجلبة لذلك التيسير. وعون على التكفير - 00:04:11ضَ

نقل عن ابي بكر ابن العربي انه قال في كتابه سراج المريدين رباط اي القرآن بعضها مع بعض حتى تكون كالكلمة الواحدة توسعة متسعة منتظمة المباني علم عظيم ونقل الزركشي عن عز الدين ابن عبد السلام - 00:04:31ضَ

المناسبة علم حسن ويشترط في حسن ارتباط الكلام ان يقع في امر متحد مرتبط اوله مرتبط اوله باخره فان فان وقع على اسباب مختلفة لم يقع فيه ارتباط والقرآن نزل في نيف وعشرين سنة في احكام مختلفة شرعت لاسباب - 00:04:51ضَ

مختلفة وما كان كذلك وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض وقال شمس الدين محمود آآ شمس الدين محمود الاصفهاني الاصفهاني في تفسيره نقلا عن الفخر الرازي انه قال ان القرآن كما انه معجز بسبب فصاحة الفاظه وشرف معانيه هو ايضا معجز بسبب - 00:05:13ضَ

ترتيبه ونظم اياته. ولعل الذين قالوا انه معجز بسبب اسلوبه ارادوا ذلك ان بلاغة الكلام لا تنحصر لا تنحصر في احوال تراكيبه اللفظية بل تتجاوز الى الكيفيات التي التي تؤدي بها تؤدي - 00:05:35ضَ

التي تؤدى بها تلك التراكيب ان سكوت المتكلم البليغ في جمله سكوتا خفيفا قد يفيد من التشويق الى ما الى ما يأتي بعده ما يفيده ابهام بعض كلامه ثم تعقيبه - 00:05:53ضَ

ببيانه ثم تعقيبه ببيانه اذا كان من مواقع البلاغة نحو نحو الاتيان بلفظ الاستئناف البياني فان السكوت عند كلمة وتعقيبها وتعقيبها ما بعدها يجعل ما بعدها بمنزلة الاستئناف البياني وان لم - 00:06:08ضَ

وان لم آآ وان لم يكنه عينه مثاله قوله تعالى هل اتاك حديث موسى اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى فان الوقف على قوله موسى يحدث في نفس السامع ترقبا - 00:06:29ضَ

لما يبين حديث موسى اذا جاء بعده اذ ناداه ربه الى اخره حصل البيان مع ما يحصل عند الوقف على كلمة موسى من قرينة من قرائن الكلام لانه على سجعة الالف - 00:06:48ضَ

مثل قوله طوى طغى تزكى الى اخره قد بينت عند تفسير قوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. انك ان وقفت على كلمة ريب كان من قبيل ايجاز الحذف - 00:07:02ضَ

اي لا ريب انه الكتاب فكانت جملة فيه هدى للمتقين ابتداء كلام وكان مفاد حرف في انزال طائر المعاندين اي ان لم يكن كله هدى فان فيه هدى وان وصلت فيه كان من قبيل الاطناب وكان ما بعده مفيدا ان هذا الكتاب كله - 00:07:16ضَ

ان هذا الكتاب كله هدى من اساليب القرآن ان العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تقتضي التكرير من تهويل ونحوه مما عدل فيه عن ومما عدل فيه عن تكريم الصيغة - 00:07:42ضَ

قوله تعالى ان تتوب الى الله فقد صغت قلوبكما فجاء بلفظ قلوب جمعا مع ان المخاطبة امرأتان فلم يقل قلباكما. تجنبا لتعدد صيغة المثنى ومن ذلك قوله تعالى وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا - 00:07:59ضَ

ورعي معنا ماء الموصولة مرة فات فاتى بضمير الجماعة المؤنث وهو خالصة ورعي لفظ ما الموصولة اوتي بمحرم مذكرا مفردا ان المقام قد يقتضي شيئين متساويين او اشياء متساوية فيكون البليغ مخيرا في احدهما - 00:08:22ضَ

وله ذكرهما تفننا وقد وقع في القرآن كثير من هذا ومن ذلك قوله وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة فكلا آآ الجنة وكلا منها رغدا رواو العطفي في سورة البقرة وقوله في الاعراف فكلا بفاء التفريع وكلاهما مطابق للمقام فانه امر ثان وهو امر مفرع عن الاسلام - 00:08:44ضَ

كان فيجوز ان ان يحكي يجوز ان يحكى بكل من الاعتبارين ومنه قوله في سورة البقرة واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها وفي سورة الاعراف. وقيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا. فعبر مرة بادخلوا ومرة باسكنوا - 00:09:04ضَ

وعبر مرة بواو العطف ومرة بفاء التفريع. وهذا التخالف بين الشيئين يقصد لتلوين المعاني المعادة حتى لا تخلو اعادتها عن تجدد معنى تغاير وتغاير اسلوب فلا تكون اعادتها مجرد تذكير - 00:09:23ضَ

قال في الكشاف في تفسير قوله تعالى قل ربي اعلم قل ربي يعلم القول في السماء والارض في سورة الانبياء ليس بواجب ان يجادى ان يجاء بالاكد في كل موضع - 00:09:38ضَ

ولكن يجاء بالتوكيد تارة وبالاكد اخرى. كما يجاء بالحسن في موضع وبالاحسن في غيره ليفتن الكلام ليفتن الكلام افتنانا ومنها اتساع ادب اللغة في القرآن لم يكن ادب العرب السائر فيهم - 00:09:51ضَ

غير الشعر فهو الذي يحفظ وينقل ويسير في الافاق. وله اسلوب خاص من من انتقاء الالفاظ وابداء المعاني وكان غيره من الكلام عسير العلوق بالحوافظ. وكان الشعر خاصا باغراض وابواب معروفة اشهرها واكثرها - 00:10:08ضَ

النسيب والحماسة والرثاء والهجاء والفخر وابواب اخر لهم فيها شعر قليل وهي الملح والمديح. ولهم من غير ولهم من غير الشعر الخطب والامثال والمحاورات تأمل خطب فكانت تنسى بانتهاء المقامات المقولة فيها فلا يحفظ من الفاظها شيء. وانما يتبقى في السامعين التأثر بمقاصدها زمانا قليلا - 00:10:28ضَ

العمل به تأثر المخاطبين بها جزئي ووقتي اما الانفال فهي الفاظ قصيرة. يقصد منها الاتعاظ بمواردها. واما المحاورات فمنها عادية لا يهتمون بما تتظمنه. اذ ليست من الاهمية بحيث تنقل - 00:10:58ضَ

وتسير ومنها محاورات نواد وهي المحاورات الواقعة في في المجامع العامة والمنتديات. وهي التي اشار اليها لبيد بقوله وكثيرة غربائها مجهولة ترجى نوافلها ويخشى ذامها غلب تشذر بالذحول كانها جن جن البدي رواسيا اقدامها - 00:11:17ضَ

انكرت باطلها وبئت بحقها عندي ولم يفخر علي كرامها وتلك مثل مجامعهم عند الملوك وفي مقامات المفاخرات وهي نادرة الوقوع قليلة السيران وحيدة الغرض لا تعدو المفاخر والمبالغات فلا يحفظ منها الا ما فيه نكتة او ملحة او فقرات مسجوعة مثل خطاب امرئ القيس مع شيوخ بني - 00:11:42ضَ

بني اسد وجاء القرآن باسلوب في الادب غض جديد صالح لكل العقول متفنن الى افانين اغراض الحياة كلها. معط كل فن ما يليق به من والألفاظ واللهجة تضمنا المحاورة والخطابة - 00:12:10ضَ

والجدل والانفال اي الكلمة الجوامع والقصص والتوصيف والرواية وكل وكان لفصاحة الفاظه وتناسبها في تراكيبه وترتيبه على ابتكار اسلوب الفواصل العجيبة المتماثلة وان لم تكن متماثلة الحروف في الاشجاع كان لذلك سريع العروق كان لذلك سريع العلوق بالحوافظ خفيف الانتقال - 00:12:28ضَ

في القبائل مع كون مادته ولحمته هي الحقيقة دون المبالغات الكاذبة والمفاخرات المزعومة فكان بذلك له صولة فكان بذلك له صولة الحق قولة الحق وروعة لسامعيه وذلك تأثير روحاني وليس بلفظي ولا معنوي - 00:12:51ضَ

قد رأيت المحسنات في البديع جاءت في القرآن اكثر مما جاءت في شعر العرب وخاصة الجناس كقوله وهم يحسبون انهم محسنون صنعا كقوله كتب عليه انه من تولاه فانه يضله ويهديه الى عذاب السعير. وقد الف ابن ابي الاصبع - 00:13:15ضَ

كتابا في بديع القرآن وصار لمجيئه وصار لمجيئه نثرا ادبا جديدا غضا ومتناولا لكل الطبقات وكان لبلاغته وتناسقه نافذ الوصول الى القلوب حتى وصفوه بالستر ام يقولون شاعر نتربص به ريب المنون - 00:13:39ضَ

بارك الله فيك يعني هذا الان الان في هذه المقدمة يذكر فيها البلاغة القرآنية القرآني يقول من اعجاز القرآن ما يسمى بالتفنن بحيث ان القرآن يملك التفنن باستعمال العبارات مرة يستعملها بعبارة مرة هذي العبارة مرة هذي عبارة ويغير فيها - 00:13:58ضَ

في قصص القرآن وغيرها يعني مثلا في موسى قال وادخل يدك في جيبك مرة قال اسلك ومثل ما ذكر هنا قال في في قصة قال فكلا وكلا رغدا مرة قدم مرة اخر وكذلك في قصة بني اسرائيل لما قال - 00:14:21ضَ

القرية ادخلوا القرية وهكذا هذا يسمى من باب التفنن في العبارات الالفاظ وذكر الالفاظ ثم ذكر التفنن في موضوعات القرآن حتى القرآن في موضوعات كثيرة مثلا ان الشعر قال الشعر هو - 00:14:41ضَ

قال الشعر يأتي في فنون فنون الشعر معروفة وذكر قال مثل النسيب والحماسة. قال النسيب المراد به ماذا؟ المراد به الغزل او شيء من الغزل والحماسة والرثاء والهجاء والفخر والوصف - 00:14:57ضَ

ما قالوا قالوا واذا الوصف اذا وصف امرؤ القيس امرؤ القيس يقولون مثلا الوصف عند ابن القيس تميز به ومثلا الفخر عند عمرو ابن كلثوم وهكذا يعني يقول ان القرآن يعني مثل ما ان الشعر له اغراظ وفنون القرآن ايظا له اغراظ اغراظ وفنون - 00:15:13ضَ

قال ان القرآن يعني يأتي بالجدل والمحاورة والخطاب والامثال وهكذا الان سينتقل في هذه المقدمة الى ما يسمى بمبتكرات القرآن ما المراد بالمبتكرات؟ نشوف احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى - 00:15:41ضَ

القرآن هذا وللقرآن مبتكرات تميز بها نظمه عن بقية كلام العرب فمنها انه جاء على اسلوب يخالف الشعر لا محالة وقد نبه عليه العلماء المتقدمون وانا اضم الى ذلك ان - 00:16:04ضَ

يخالف اسلوب الخطابة بعض المخالفة بل جاء بطريقة كتاب يقصد حفظه وتلاوته وذلك من وجوه اعجازه. اذ كان نظمه على طريقة مبتكرة ليس فيها اتباع بطرائقها القديمة في ليس فيها اتباع لطرائقها القديمة في الكلام. واعد من ذلك انه جاء بالجمل الدالة على معان مفيدة محررة - 00:16:19ضَ

شأن الجمل العلمية والقواعد التشريعية. فلم يأتي بعموميات شأنها التخصيص غير مخصوصة ولا بمطلقات تستحق التقييد غير مقيدة غير مقيدة كما كان يفعله العرب لقلة اكتراثهم بالاحوال القليلة والافراد النادرة. مثاله قوله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين - 00:16:43ضَ

اولي الضرر والمجاهدون وقوله ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. فبين ان الهوى قد يكون محمودا اذا كان هوى المرء عن هدى وقوله ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا ومنها - 00:17:09ضَ

ومنها ان جاء على اسلوب التقسيم والتسوي وهي سنة جديدة في الكلام العربي ادخل بها عليه طريقة التبويب والتصنيف وقد اومأ اليها في الكشاف اماء منها الاسلوب القصصي في حكاية احوال النعيم والعذاب في الاخرة. وفي تمثيل الاحوال. وقد كان لذلك تأثير عظيم في نفوس العرب. اذ كان - 00:17:27ضَ

القصص مفقودا من ادب العربية الا نادرا كان في بعض الشعر كابيات نابغة في الحية التي قتلت الرجل وعاهدت اخاه وغدر بها فلما جاء القرآن بالاوصاف بهت به العرب كما في سورة الاعراف من وصف اهل الجنة واهل النار واهل واهل الاعراف. ونادى اصحاب الجنة اصحاب - 00:17:53ضَ

النار الى اخره وفي سورة الحديد فضرب بينهم بسور الايات ومما يتبع هذا ان القرآن يتصرف في حكاية اقوال المحكي عنهم فيصوغها على ما يقتضيه اسلوب اعجازه على الصيغة التي صدرت فيها - 00:18:14ضَ

هو اذا حكى اقوالا غير عربية صاغ مدلولها في صيغة تبلغ حد الاعجاز بالعربية. واذا كان حكى اقوالا عربية تصرف فيها تصرفا يناسب اسلوب المعبر مثل مثل ما يحكيه عن العرب فانه لا يلتزم حكاية الفاظهم بل يحكي حاصل كلامهم - 00:18:31ضَ

وللعربي في حكاية الاقوال اتساع وللعرب في حكاية الاقوال اتساع مداره على الاحاطة على الاحاطة بالمعنى دون التزام بالالفاظ. فالاعجاز الثابت للاقوال المحكية في القرآن هو اعجاز للقرآن لا للاقوال المحكية - 00:18:51ضَ

وهذا ومن هذا القبيل حكاية الاسماء الواقعة في القفص فان القرآن يغيرها الى ما يناسب حسن مواقعها في الكلام من الفصاحة مثل تغيير شاول الى طالوت وتغيير اسم تارح ابي ابراهيم الى ازر - 00:19:11ضَ

وكذلك التمثيل فقد كان في ادب العرب الامثال وهي حكاية احوال مرموز لها بتلك الجمل البليغة التي قيلت فيها او قيلت لها المسماة او قيلت لها المسماة بالامثال. فكانت تلك الجمل مشيرة الى تلك الاحوال الا انها لما تداولتها الالسن في الاستعمال. وطال عليها الامد نسيت الاحوال - 00:19:32ضَ

التي وردت فيها ولم يبق للاذهان عند النطق بها الا الشعور بمغازيها التي تقال لاجلها اما القرآن فقد اوضح المثال وابدع تركيبها في قوله تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف - 00:19:56ضَ

قوله ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق وقوله والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء الى قوله فما له من نور - 00:20:14ضَ

وقوله والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه لم يلتزم القرآن اسلوبا واحدا واختلفت صوره وتفننت فكاد تكون لكل سورة لهجة خاصة فان بعضها بني - 00:20:30ضَ

الا فواصل وبعض وبعضها ليس كذلك وكذلك فواتحها. منها ما افتتح بالاحتفال كالحمد الحمد الحمد لله يا ايها الذين امنوا الف لام ميم ذلك الكتاب. وهي قريب مما نعبر عنه في صناعة الانشاء بالمقدمات - 00:20:51ضَ

ومنها ما افتتح بالهجوم على الغرض من اول الامر نحو الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم وبراءة من الله ورسوله لحظة شوي الان هو يتكلم عن مبتكرات القرآن - 00:21:12ضَ

ماذا يقصد بمبتكرات القرآن؟ يقول ان القرآن اتى باشياء جديدة مخالفة العرب يقول اشياء على اسلوب يخالف الشعر ويأتي باشياء تخالف ثم ذكر وجوه الابتكار. ما هي الابتكار التي يعني ذكرها القرآن - 00:21:28ضَ

ذكر عدة وجوه هنا القصص واسلوب التقسيم والتشوير واسلوب كذا ترتيبك تجد ان كل سورة لها منهج لها طريقة. هذه مبتكرات القرآن التي لم توجد في الشعر لكن مع ان المؤلف اجتهد في هذا الشيء الا انه يعني ما ادري قد قد يخالف في مثل هذه لما قال - 00:21:47ضَ

يعني من اه من اه حكاية الاسماء الواقعة في القصة القرآنية تغيير الاسماء ما ادري عنه يقول ان اسم اسم اه والد ابراهيم اسمه تارة والقرآن سماه ازر قال انه خالف - 00:22:08ضَ

كيف القرآن خالف القرآن صرح قال واذ قال ابراهيم لابيه ازر سماه ازر لما ننظر يقول كيف سماه ازر واسمه تارح؟ يقول من اين اتيت بتارة؟ قال والله نظرت في كتب - 00:22:29ضَ

التاريخ وانهم قالوا ان ان ابي ابراهيم او ان ابا ابراهيم اسمه نقول هذا عندنا كتب تاريخ من صنع البشر عندنا قرآن. القرآن يقول ازر اما ان يكون انه مثلا له اسم اخر - 00:22:44ضَ

او يلقب بكذا لكن القرآن صرح قال مثل ما قال طالوت قال طالوت طالوت هو قائد من قوات المسلمين من بني اسرائيل الذي اعطاه الله الملك قتل جالوت او داؤود قتل جالوت بقيادة طالوت - 00:23:05ضَ

قال القرآن اسمه طالوت تأتي تقول ان اسمه شاول صعب يعني مثل هذا الامر قال اوضح السمين الحلبي ان من عادة العرب تتلاعب بالاسماء الاعجمية بما يتناسب مع لغتها خميس القرآن يعني - 00:23:25ضَ

العرب ممكن لكن القرآن العرب غيروها فالقرآن سار على ذلك اي لكن في احيانا مثلا بعض الالفاظ هي ليست عربية الابراهام عندهم يسمونه ابراهام. القرآن يسمي ابراهيم. لان العرب استعملوا كلمة ابراهيم. ابراهيم ابراهيم فقال ان القرآن وقد يكون ابراهيم يعني مرة يسمونه ابراهيم ومرة - 00:23:50ضَ

ام ابراهيم لكن لما نقول ابراهيم هو اسماعيل نقول اسماعيل ابراهيم هذا فيه غلط لما يقول الله عز وجل طالوت ثم انجينا نقول نحن اسم شاول مما يكون له اسمان ممكن. لكن نجي نقول هذا عبر بهذا وهذا عبر بهذا - 00:24:11ضَ

هذا فيه فيه نظر يعني ممكن يقع في الشعر لكن القرآن لا القرآن له قدسيته له احترامه لا يمكن نقول هذه مكان هذا طيب نشوف الاساليب اساليب الابتكار شف قال ماذا - 00:24:28ضَ

ومن ابدع الاساليب قال رحمه الله تعالى ومن ابدع الاساليب في كلام العرب الايجاز وهو وتنافسهم وغاية وغاية تتبارى اليها فصحاؤهم قد جاء القرآن بابدعه اذ كان مع ما فيه من الايجاز المبين في علم المعاني فيه ايجاز عظيم اخر وهو صلحية معظم اياته لان تؤخذ منها معان متعددة كلها - 00:24:41ضَ

لا تصلح لها العبارة باحتمالات لا ينافيها اللفظ بعض تلك الاحتمالات مما يمكن اجتماعه. وبعضها وان كان فرض واحد منه يمنع من فرض اخر تحريك الاذهان اليه واخطار واخطاره بها يكفي في حصول المقصد من التذكير به للامتثال او الانتهاء - 00:25:08ضَ

قد اشرنا الى هذا في المقدمة التاسعة ولولا ايجاز القرآن لكان اداء لكان اداء ما يتضمنه من المعاني في اضعاف في اضعاف مقدار القرآن واسرار التنزيل ورموزه في كل في كل باب بالغة من اللطف والخفاء حدا يدق - 00:25:28ضَ

يدق عن تفطن العالم ويزيد عن تبصره ولا ينبئك مثل خبير انك تجد في كثير من تراكيب القرآن حذفا ولكنك لا تعثر على حذف يخلو الكلام من دليل عليه من لفظ او سياق - 00:25:52ضَ

زيادة على جمعه المعاني الكثيرة في الكلام القليل قال في الكشاف في سورة المدثر الحذف والاختصار هو نهج التنزيل قال بعض بطارقة الروم لعمر بن الخطاب لما سمع قوله تعالى - 00:26:11ضَ

ومن يطع الله والرسول ويخشى الله ويتقي يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه فاولئك هم الفائزون قد جمع الله في هذه الاية ما انزل على عيسى من احوال الدنيا والاخرة - 00:26:30ضَ

من ذلك قوله تعالى واوحينا الى ام موسى ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه يعني طاعة الله وخشيته وتقواه هذي جمعة كل ما عند اه كل ما في الانجيل - 00:26:47ضَ

اية واحدة يعني كانه الان يتكلم عن باختصار نعم رحم الله من ذلك قوله تعالى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه الاية جمع بين امرين ونهيين وبشارتين ومن ذلك قوله ولكم في القصاص حياة - 00:27:05ضَ

مقابلا اوجز مقابلا اوجز كلام عرف عندهم وهو القتل انفار القتل من ذلك قوله تعالى وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء ولقد بسط السكاتي في المفتاح اخر قسم البيان نموذجا مما اشتملت عليه هذه الاية من من البلاغة والفصاحة. وتصدى ابو بكر الباقلاني في كتابه المسمى اعجاز القرآن - 00:27:26ضَ

الى بيان ما في سورة النمل من الخصائص ارجع اليها فارجع اليهما واعدوا من انواع ايجازه ايجاز الحذف مع عدم الالتباس وكثر ذلك في حذف القول من ابدع الحذف قوله تعالى - 00:27:55ضَ

في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر اي يتذاكرون شأن المجرمين فيقول يقول من عملوا شأنهم سألناهم هم فقلنا ما سلككم في سقر قال في الكشاف قوله ما سلككم في سقر ليس ببيان للتساؤل عنهم وانما هو حكاية قولي - 00:28:11ضَ

المسؤولين اي ان المسؤولين يقولون للسائلين قلنا لهم ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ومنه حذف المضاف كثيرا. في قول في قوله تعالى ولكن ولكن البر من امن بالله - 00:28:32ضَ

وحذف الجمل التي يدل عليها الكلام على تقديرها نحو قوله تعالى فاوحينا الى اوحينا الى موسى ان اضرب واوحينا واوحينا الى موسى نضرب بعصاك البحر فانفلقوا اذى التقدير فضرب فانفلق عندي في الحاشية وردت في الاية في التفسير واوحينا والصواب فاوحينا - 00:28:48ضَ

روحيني. نعم التقدير فضرب فانفلق ومن ذلك الاخبار عن امر خاص بخبر يعمه وغيره لتحصل فوائد فائدة الحكم العام وفائدة الحكم الخاص وفائدة ان هذا المحكوم ان هذا المحكوم ان هذا المحكوم عليه - 00:29:21ضَ

من حكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام وقد تتبعت اساليب من اساليب نظم الكلام في القرآن وجدتها مما لا عهد بمثلها في كلام العرب مثال ذلك قوله تعالى - 00:29:40ضَ

انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات. فابدالوا رسولا من ذكرى ان هذا الذكر ذكر هذا الرسول وان مجيء الرسول هو ذكر لهم وان وصفه بقوله يتلو عليكم ايات الله. يفيد ان الايات ذكر - 00:29:54ضَ

ونظير هذا قوله حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. الاية وليس المقام بسامح لايراد عديد من هذا ولعله يأتي في اثناء التفسير من بديع الايجاز في القرآن واكثره ما يسمى بالتضمين - 00:30:11ضَ

وهو يرجع الى ايجاز الحذف تضمين ان يضمن الفعل او الوصف معنى معنى فعل او وصف اخر يشار الى المعنى المظمن بذكر بذكر ما هو من متعلقاته من حرف او معمول - 00:30:30ضَ

يحصل في الجملة معنيان من هذا الباب مجتمع ما اشتمل عليه من الجمل الجارية مجرى الامثال وهذا باب من ابواب البلاغة نادر في كلام بلغاء العرب وهو الذي لاجله عدت قصيدة زهير في المعلقات - 00:30:43ضَ

وجاء في القرآن ما يفوق ذلك كقوله تعالى الكل يعمل على شاكلته وقوله طاعة معروفة. وقوله ادفع بالتي هي احسن لو سألك القرآن مسلك الاطناب لاغراض من البلاغة ومن اهم مقامات الاطناب - 00:30:58ضَ

مقام توصيف الاحوال التي يراد بتفصيل وصفها ادخال الروع في قلب السامع وهذا وهذه طريقة عربية في مثلها في عربية في مثل هذا قول ابن زيادة نبئت عمرا غارزا رأسه - 00:31:15ضَ

في سنة في سنة يوعد اخواله ومن ايات القرآن فمن ايات القرآن في مثله في مثله تعالى الا اذا بلغت الترابي ويقصد اه فمن ايات القرآن في مثله. نعم. اي في مثل - 00:31:37ضَ

من ايات القرآن في مثله تعالى الا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق وقوله فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون وقوله مخطئين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء وافئدتهم هواء - 00:32:02ضَ

من اساليب القرآن المنفرد بها التي اغفل المفسرون اعتبارها انه يرد فيه استعمال اللفظ المشترك في معنيين او معان اذا صلح المقام بحسب اللغة العربية لارادة ما يصلح منها استعمال اللفظ في معناه الحقيقي او المجازي - 00:32:22ضَ

اذا صلح المقام لارادتهما وبذلك تكثر معاني الكلام مع الايجاز وهذا من اثار كونه معجزة خارقة لاعادة كلام البشر ودالة على انه منزل من لدن من لدن العليم العليم بكل شيء والقدير عليه. وقد نبهنا على ذلك وحق وحققناه في المقدمة التاسعة - 00:32:40ضَ

ومن اساليبه الاتيان بالالفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها او اختلاف حركات حروفها ومن اسباب اختلاف كثير من من القراءات وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن اناثا قرأ عند بالنون دون الف قرأ عباد - 00:33:04ضَ

الموحدة والف بعدها اذا قومك منه يصدون بضم الصاد وكسرها قد اشرنا الى ذلك في المقدمة التاسعة. واعلم ان السادسة. في المقدمة عفوا في المقدمة السادسة واعلم ان مما يندرج تحت جهة الاسلوب ما سماه ائمة نقد الادب بالجزالة - 00:33:23ضَ

وما سموه بالرقة وبينوا لكل منهما مقاماته وهما راجعتان الى معاني الكلام. ولا تخلو سورة من القرآن من من تكرر هذين الاسلوبين وكل منهما بالغ رايته في موقعه بينما تسمعه يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله - 00:33:46ضَ

ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. ويقول يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا تسمعه يقول فان اعربوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. قال عياض في الشفاء - 00:34:07ضَ

ان عتبة ابن ربيعة لما سمع هذه الاية امسك بيده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ناشدتك الله والرحم الا ما كففت يعني الان هذا المؤلف يتكلم على وجوه اه وجوه البلاغة او الاعجاز البلاغي - 00:34:21ضَ

قال منه الايجاز والحذف والاختصار وقد تفرد القرآن بهذا ذكر ايضا من اساليب اساليب نظم الكلام انه يعني لم لم تذكر في القرآن ومثل يعني التظمين تضمين المراد به ان يضم الفعل فعلا اخر - 00:34:39ضَ

احيانا الاحرف لا تنطبق مع الافعال مثلا من لا تنطبق من الافعال فيضمنونه لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجك اسأل الى قال لا ان سؤال هنا يظمن معنى انه يعني يأتي بمعنى اخر غير السؤال مثلا - 00:35:03ضَ

لقد لقد ظلمك بسؤال نعجته لنعجك اي بضم نعجته يقول سؤال يعني اراد ظمها يأتون هذا يسمى باسلوب التظمين يعني اسلوب بلاغي من اسباب من اساليب العرب هنا يقول ان ايضا من - 00:35:23ضَ

اعجازه اعجاز القرآن البلاغي استعمال بعض الالفاظ استعمال شسمه مثال تقول ازفت الازفة مثلا اه تقول اه بين ذلك وسط يعني يأتون بمثل هذه كل يعمل على شاكلته استعمالها القرآن - 00:35:43ضَ

استعمال الامثال وذكر هناك ايضا مثل ما انه يختصر ايضا يطنب احيانا في اية اية القيامة قال الا اذا بلغت التراقي وقيل من ناق وظن انه فراق والتفت يقول هذا كله اتناقض توسع لكنه اطناب - 00:36:04ضَ

معجز وهكذا يعني كأنه ذكر عدة وجوه يندرج كلها في قضية الاعجاز البلاغي قالوا من الاعجاز البلاغي القراءات التي تعطي اكثر من معنى وجعل الملائكة الذين هم عباد الرحمن الذين هم عند الرحمن - 00:36:21ضَ

عند غير عباد وهكذا. طيب بقي عندنا في هذه المقدمة العاشرة الاخيرة عادات القرآن ما المراد بعادات القرآن؟ هو يقصد بالعادات القرآن يعني طريقة القرآن ومنهجه طريقة ومنهجه يعني القرآن - 00:36:40ضَ

يعني له طريقة ولو عادة يمشي عليها يمشي على هذي يعني مثل ما تقول مصطلحات القرآن هذا مقصود بالعادات هذه يأتي كلامي عنها ان شاء الله اللقاء القادم باذن الله نقف عند هذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:36:56ضَ