دروس التفسير في المسجد الحرام - الجزء الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

19 من 102|دروس التفسير في الحرم المكي|تفسير سورة البقرة|040-046|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. دروس التفسير في المسجد الحرام للشيخ صالح من فوزين الفوزين حفظه الله. تفسير سورة البقرة. الدرس التاسع عشر. الحمد لله رب العالمين - 00:00:00ضَ

صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال الله تعالى يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوف بعهدكم واياي فارهبوني وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم - 00:00:18ضَ

ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم - 00:00:52ضَ

وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون في هذه الايات الكريمات وجه الله النداء الى بني اسرائيل خاصة - 00:01:24ضَ

بعدما وجه النداءات السابقة الى جميع الناس وبنو اسرائيل هم شعب اليهود واسرائيل هو نبي الله يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهم الصلاة والسلام فاسمه يعقوب واسمه اسرائيل ايضا واسرائيل يقولون بلغة - 00:01:59ضَ

العبرية عبد الله لان اسر عبد وئيل هو الله. اذا فيكون اسرائيل بلغتهم عبد الله وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام وهم ذريته يقال لهم الاسباط وقطعناهم اثنتي عشرة اسباط امما - 00:02:39ضَ

لان اولاد يعقوب عليه السلام اثنى عشر لان ابناء يعقوب عليه السلام اثنى عشر كل ابن صار له ذرية وتناسلوا فصاروا هذا الشعب الكبير بنو اسرائيل ناداهم الله باسم اسرائيل ولم يقل يا معشر اليهود - 00:03:11ضَ

او يا اهل الكتاب بل قال يا بني اسرائيل تذكيرا لهم بابيهم يعقوب عليه السلام نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله من اجل من اجل ان يرجعوا الى دين ابيهم يعقوب عليه السلام الذي تركوه - 00:03:48ضَ

وانحرفوا عنه يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم كان من اليهود طائفة نزلوا في المدينة نزلوا في المدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون بعثة نبي - 00:04:17ضَ

يبعث في اخر الزمان يجدون اوصافه عندهم في التوراة والانجيل فنزلوا في المدينة لانهم يعلمون ان هذا النبي الذي سيبعث سيهاجر الى المدينة فيتبعوه ويقاتلوا المشركين كما قال سبحانه ولما جاءهم كتاب من عند الله - 00:04:52ضَ

مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا. يقولون سيبعث نبي في اخر الزمان نتبعه ونقاتلكم نقاتلكم معه فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به لما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:21ضَ

ورأوا انه من العرب ومن ذرية اسماعيل حسدوه لانهم يريدون ان يحتكروا النبوة في بني اسرائيل فلما كان هذا النبي من من ولد اسماعيل ومن العرب حسدوه وتكبروا عن اتباعه - 00:05:49ضَ

فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ما عرفوا اوصافه وتيقنوه كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا هذا السبب باغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده. الذي حملهم على هذا هو البغي وهو الحسد - 00:06:13ضَ

لا عن جهل به وانما عن عناد وحسد وتكبر كما حصل من ابليس مع ابينا ادم عليه الصلاة والسلام بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده. فباءوا بغضب على غضب وللكافرين - 00:06:43ضَ

عذاب مهين واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما انزل علينا ما دام الذي انزل عليكم من الله وهذا من الله فلماذا فلماذا تقتصرون على ما عندكم - 00:07:09ضَ

وتتركون ما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم. والكل من عند الله ويكفرون بما وراءه يعني يكفرون بما ليس عندهم وهذا من التعصب الممقوت المذموم فالمؤمن يتبع الحق - 00:07:32ضَ

اينما وجد ولا يقتصر على ما عنده بل اذا جاءه الحق قبله وهو الحق مصدقا لما معه هذه هذه صفة اليهود مع بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حسدوه فكفروا به عن علم - 00:07:53ضَ

ومعرفة به عليه الصلاة والسلام. وكانوا في المدينة ثلاث قبائل بنو قينقاع وبنو النظير وبنو قريظة كلهم من اليهود وكلهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم الا افرادا منهم من الله عليهم - 00:08:20ضَ

بالهداية اتبع الحق لكن الغالبية منهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم عقد معهم العهد والهدنة عقد معهم العهد والهدنة على ان يكفوا شرهم عن المسلمين - 00:08:42ضَ

ولهم ان يعيشوا في المدينة على املاكهم وعلى عقاراتهم عقد معهم العهد على المسالمة والمصالحة لكنهم ايظا نقظوا العهد فسلط الله عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم فقتل منهم من قتل - 00:09:13ضَ

واجلى منهم من اجلى الى ارض الشام والى خيبر وفي النهاية امر صلى الله عليه وسلم باخراجهم من جزيرة العرب فاخرجوا من جزيرة العرب في عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه - 00:09:40ضَ

كل هذا بسبب كفرهم وعنادهم وتكبرهم على الحق فذكرهم الله جل وعلا في هذه الايات يا بني اسرائيل انتم اولاد نبي كان الاجدر بكم ان تتبعوا هذا النبي والانبياء عليهم الصلاة والسلام يؤمن بعضهم ببعض ويصدق بعضهم - 00:10:03ضَ

بعضا لانهم اخوة فالواجب عليكم ان تؤمنوا بهذا الرسول كما كان ابوكم يعقوب عليه الصلاة والسلام يؤمن به كما قال جل وعلا ولقد اخذ الله ولقد اخذ واذ اخذ الله ميثاق النبيين - 00:10:32ضَ

لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا - 00:10:54ضَ

وانا معكم من الشاهدين فالانبياء عليهم الصلاة والسلام ومنهم يعقوب جد بني اسرائيل يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم اخذ الله عليهم الميثاق انه اذا بعث واحد منهم موجود ان يتبعه ويؤمن به - 00:11:15ضَ

فالله جل وعلا يذكرهم بابيهم اسرائيل عليه السلام الذي هو من جملة الانبياء الذين اخذ الله عليهم الميثاق ليتبعن محمدا صلى الله عليه وسلم ثم قال اذكروا نعمتي التي انعمت علي. ان كفركم بهذا الرسول هو من كفران النعمة - 00:11:45ضَ

من اعظم كفران النعمة والواجب عليكم ان تشكروا نعمتي التي انعمت علي فان الله سبحانه وتعالى اكرم بني اسرائيل ببعثة الانبياء منهم وانزال الكتب عليهم وجعلهم خير العالم في زمانهم - 00:12:10ضَ

غير العالم في زمانهم بما اعطاهم الله من الرسالات ومن الكتب وميزهم بذلك على غيرهم من العالمين فكان الواجب ان يشكروا هذه النعمة فيؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:12:38ضَ

كفر بهذه النعم اذكروا نعمتي التي انعمت علي ومعنى ذكر النعمة شكرها اذكروها فاشكروها والشكر له ثلاثة اركان الشكر يكون باللسان بان تذكر النعمة ويثنى على الله بها واما بنعمة ربك - 00:13:06ضَ

فحدث تذكر باللسان الركن الثاني الاعتراف بها في القلب بانها من الله جل وعلا ولا يكفي ان يذكرها بلسانه وهو ينكرها بقلبه بل لا بد ان يعترف بقلبه انها من الله جل وعلا - 00:13:37ضَ

وانها فضل من الله الركن الثالث العمل ان تستخدم هذه النعمة بالعمل في طاعة الله سبحانه وتعالى. ولا تستعمل في معصية الله عز وجل ولا تستعمل للكبر والفخر والخيلاء بل تستعمل في طاعة الله. هذه اركان الشكر - 00:14:01ضَ

التحدث بها ظاهرا والاعتراف بها باطنا وصرفها في طاعة مسديها وموليها وهو الله سبحانه وتعالى. فان اختل ركن من هذه الاركان فان فان الشكر يكون غير موجود يكون غير موجود - 00:14:28ضَ

ولا يتحقق الشكر الا بتحقق هذه الاركان الثلاثة اذكروا نعمتي التي انعمت علي فكان الواجب عليكم من شكر هذه النعمة ان تؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلما كفرتم بمحمد صلى الله عليه وسلم كفرتم بجميع نعم الله سبحانه وتعالى. واني فضلتكم على العالمين - 00:14:55ضَ

اه اتقوا اشكروا اذكروا نعمتي التي انعمت علي. واوفوا بعهدي هذا امر اخر امر ثاني اوفوا بعهدي الله جل وعلا اخذ عليهم العهد ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:15:26ضَ

واخذ عليهم العهد ان يطيعوه بما امرهم به ويجتنب ما نهاهم عنه اخذ عليهم العهد في ذلك ان يطيعوه فيما امرهم الله به. ومن ذلك انه امرهم بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:15:49ضَ

قالوا وهذا العهد هو المذكور في قوله تعالى واذ اخذ الله ميثاق بني اسرائيل ولقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا. وقال الله اني معكم لان اقمتم الصلاة - 00:16:17ضَ

واتيتم الزكاة وامنتم برسلي لاحظ هذا وامنتم برسلي ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم وعزرتموهم يعني وقرتموهم التعزير هنا معناه التوقير والاكرام والاحترام واقرظتم الله قرظا حسنا. قدمتم من اموالكم - 00:16:36ضَ

قدمتم من اموالكم في سبيل الله للمحتاجين والفقراء والايتام هذه صدقة وهي قرض تقرضونه الله جل وعلا لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار فمن كفر بعد ذلك منكم - 00:17:02ضَ

فقد ظل سواء السبيل فبما نقظهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم من بعد مواضع يحرفون الكلمة عن مواضعه ومن جملة نقضهم هذا الميثاق كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:17:25ضَ

فهذا نقض للميثاق والعهد الذي اخذه الله عليهم وعلى انبيائهم ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اوفوا بعهدي ومن جملة العهد امنتم برسلي ومنهم وافضلهم محمد صلى الله عليه وسلم - 00:17:49ضَ

فلما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم كفروا بجميع الرسل لان من كفر برسول واحد كفر بجميع الرسل اوفوا بعهد اوفي بعهدكم الجزاء من جنس العمل ان من وفى مع الله جل وعلا فان الله جل وعلا يجزيه الجزاء الاوفى - 00:18:13ضَ

الجزاء من جنس العمل فمن وفى وفي له ومن لم يوفي فانه يستحق العقوبة من الله سبحانه وتعالى اوفوا بعهدي الذي اخذته عليكم ومن جملته الايمان برسله ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم - 00:18:44ضَ

اوفي بعهدكم لان الله جل وعلا كريم لا يضيع اجر من احسن عملا. فمن وفى بعهد الله فان الله سبحانه وتعالى يوفي بعهده وينجز وعده له لان الله جل وعلا لا يخلف وعده - 00:19:09ضَ

ومن اوفى من الله جل وعلا واياي فاتقون اياي فاتقون ولا تتقوا غيري الانسان يراقب الله جل وعلا فيؤدي ما امره ما امره الله به ويجتنب ما نهاه الله عنه - 00:19:33ضَ

ولا يترك طاعة الله من اجل غرظ اخر او من اجل ارضاء احد من الخلق بل يجب عليه ان يتقي الله جل وعلا وان يخاف من الله ولا يخاف احدا - 00:20:03ضَ

غير الله الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله هذا هو المؤمن اما الذي اما الذي يخشى الناس او يتبع هواه او يترك الحق جهدا به فهذا لم يتق الله سبحانه وتعالى - 00:20:25ضَ

وفي تقديم المعمول في قوله اياياي فاتقون ما يفيد الحصر ما يفيد الحصر وهو ان تكون التقوى لله وحده ولا يتقى غير الله ولا يخاف ويخشى من غير الله سبحانه وتعالى - 00:20:54ضَ

ثم قال لما امرهم بهذه الاوامر نهاهم عن اشيب ولا تلبسوا الحق بالباطل اوفوا بعهدي اوف بعهدكم واياي فاتقون. ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون نعم وامنوا بما انزلتوا - 00:21:16ضَ

نعم وامنوا بما انزلت مصدقا لما معه امنوا بما انزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن مصدقا لما معكم موافقا لما معكم من التوراة والانجيل لم يخالف الثورات والانجيل في شيء بل هو موافق ومصدق - 00:21:44ضَ

فما وجه كفركم بالقرآن مع انه موافق لما معكم وانتم تزعمون انكم تؤمنون بالتوراة والانجيل فلماذا تكفرون بالقرآن وهو يوافقها ولا يخالفها ويصدقها امنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به - 00:22:11ضَ

شوف اول كافر الواجب ان تكونوا اول مؤمن به لانكم اهل علم واهل معرفة فالواجب ان تبادروا بالايمان به قبل غيركم لكنكم عكستم فصرتم اول كافر به والعياذ بالله عن عن عناد وعن استكبار - 00:22:39ضَ

ولا تكونوا اول كافر به هذا تعيير له في انهم يعلمون انه الحق فكان الواجب عليهم ان يبادروا بالايمان ولكنهم عكسوا الامر فصاروا اول كافر به لا حول ولا قوة الا بالله - 00:23:09ضَ

فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به الذي حملهم على هذا هو الحسد والبغض للحق والبغض لمحمد صلى الله عليه وسلم لانه ليس من ليس من قبيلهم وانما هو من قبيل العرب. ومن ولد اسماعيل عليه الصلاة والسلام - 00:23:29ضَ

فمحمد صلى الله عليه وسلم من ولد اسماعيل ابن ابراهيم وبقية انبياء بني اسرائيل من ذرية اسحاق ابن ابراهيم كلهم من ذرية ابراهيم عليه الصلاة والسلام ولا تكونوا اول كافر به - 00:23:53ضَ

وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به واياي فارهبوه اياياي شوف مثل اياي فاتقون ارهبون يعني خافوا. الرهب هو الخوف خافوا من الله جل وعلا ان تغيروا دينه - 00:24:16ضَ

وانتم تعلمون لان من فعل ذلك فانه يستحق اشد العقوبة من الله سبحانه وتعالى فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا يعني لا تستبدلوا الايمان بالكفر الاجتراء هو الاستبدال - 00:24:36ضَ

بدل ان تؤمنوا لايات الله وهي القرآن والتوراة والانجيل بدل ان تؤمنوا بها تكفروا بها طمعا في الدنيا او طمعا في الجاه لانهم يظنون انهم اذا اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقدوا - 00:25:04ضَ

فقدوا عزهم وفقدوا جاههم وفقدوا مكانتهم وهذا هو اغلب ما يمنع الناس من الايمان حب الرياسة والعياذ بالله حب الرياسة وحب الترفع يسبب الكفر بالحق لانه يتخيل انه اذا امن بالحق - 00:25:25ضَ

سيتخلى عن منصبه ولا يعلم ان انه اذا امن بالحق فان الله سيرفعه ويعزه ويعطيه من الدنيا والاخرة ما هو خير من منصبه ومكانتي لانه لا يثق بالله سبحانه وتعالى - 00:25:52ضَ

ولا تشتروا باياتي ثمنا قليل وهذا يشمل كل من ترك الايمان خوفا على منصبه او خوفا على ماله او خوفا على جاهه فان هذا يشمله انه اشترى بايات الله ثمنا قليلا. الدنيا كلها قليل - 00:26:13ضَ

لو ان الانسان اعطي الدنيا كلها فهي متاع قليل. لا تغني عن الاخرة شيئا ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا فتكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن خوفا على مناصبكم وخوفا على اموالكم - 00:26:38ضَ

وخوفا على شرفكم كما تزعمون ولهذا جاء في الحديث ما ذئبان جائعان ارسلا في زريبة غنم لافسد لها من حرص الانسان على المال والشرف لدينه الانسان قد يترك الحق طمعا في المال او يترك الحق طمعا في الرياسة - 00:27:02ضَ

والمنصب فيشتري المتاع القليل يشتري المتاع القليل بالاخرة التي لا يعادلها شيء وهذا من اعظم الغبن ومن اعظم الخسارة والعياذ بالله ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فارهبون اي خافوني ولا تخافوا غيري - 00:27:31ضَ

ولا تلبسوا الحق بالباطل هذا نهي اخر ايه لبس الحق بالباطل يعني خلط خلط الحق مع الباطل الواجب ان يميز الحق من الباطل وان يؤخذ بالحق ويترك الباطل اما الخلط بين الحق والباطل والكفر والايمان - 00:28:03ضَ

فهذا مناف دين الله سبحانه وتعالى وهذا يغرر بالناس يغرر بالناس اذا ترك الامر من غير تمييز بين الحق والباطل فان الناس يتضررون بذلك يقعون في الباطل يظنونه حق وواجب العلماء ان يميزوا بين الحق والباطل - 00:28:26ضَ

كان من واجب بني اسرائيل وهم علماء ان يميزوا بين الحق والباطل فما هم عليه من اليهودية والنصرانية بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فهو باطل وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق وحده - 00:28:56ضَ

فلا يجوز الخلط بين اليهودية والنصرانية والاسلام ويقال كله سوا كله دين لا هذا خلط بين الحق والباطل بل يقال ان الاسلام هو الدين الحق وما عداه فهو باطل لانه اما منسوخ بالاسلام واما محرف ومغير عما انزل الله سبحانه وتعالى - 00:29:18ضَ

ولم يبق بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وانزال القرآن دين غير الاسلام ان الدين عند الله الاسلام وقال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه - 00:29:46ضَ

وهو في الاخرة من الخاسرين فالذين الان في هذا الوقت يدعون الى الحوار بين الاديان والى التقارب بين الاديان يريدون لبس الحق بالباطل يريدون ان يقولوا ان اليهودية دين من الله والنصرانية دين من الله والاسلام دين من الله - 00:30:07ضَ

باطل والعياذ بالله لانه ليس هناك دين بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. وانزال القرآن غير الاسلام اما اليهودية والنصرانية فانها قد نسخت ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:30:36ضَ

قال الله سبحانه وتعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي - 00:30:58ضَ

قيل معه تبعه لابد من الاتباع اولئك هم المفلحون. قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا رسالته عامة لليهود والنصارى والعرب والعجم وكل الثقلين الجن والانس يجب على الجميع طاعته واتباعه - 00:31:33ضَ

ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا دخل النار فهذه الدعوة الى التحاور بين الاديان الثلاثة والى المهادنة بين الاديان الثلاثة - 00:31:57ضَ

والتقارب بين الاديان الثلاثة هي من لبس الحق بالباطل والعياذ بالله ولا تلبسوا الحق بالباطل وكذلك كذلك الذي يؤول الصفات صفات الرب سبحانه وتعالى يؤول اسماء الله وصفاته عن معانيها الصحيحة - 00:32:28ضَ

الى معان باطلة هذا من لبس الحق من لبس الحق بالباطل من لبس الحق وهو تنزيه الله لانهم زعمهم ينزهون الله عن النقايص. هذا هذا حق لكن نفيهم للاسمى والصفات التي اثبتها الله لنفسه هذا باطل - 00:32:51ضَ

فهذا من لبس الحق بالباطل. نسأل الله العافية. اذا قيل لهم لماذا تفعلون هذا؟ قالوا نريد ان ننزه الله سبحانه وتعالى نعم تنزيه الله واجب لكن ليس معناه اننا ننفي ما اثبته الله لنفسه - 00:33:17ضَ

من الاسماء والصفات هذا من لبس الحق بالباطل كذلك الذي يدعو غير الله الذي يدعو غير الله من اصحاب القبور يتقرب اليهم ويذبح لهم وينذر لهم فاذا قيل له هذا شرك بالله قال لا ما هو هذا شرك - 00:33:35ضَ

الشرك عبادة الاصنام فقط اما هذا فهو توسل وطلب للشفاعة فهذا من لبس الحق بالباطل لان التوسل المشروع ليس عبادة القبور والاظرفة توسل المشروع هو التوسل باسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى - 00:34:04ضَ

التوسل الى الله هو التوسل بالاعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد الى ربه التوسل الى الله هو طلب الدعاء من الصالحين الاحياء الصالحين الاحياء تقول لهم ادعوا الله لي بكذا وكذا فيدعون الله - 00:34:29ضَ

هذا التوسل المشروع اما التوسل بالقبور والذبح للاضرحة والنذر للاضرحة والطواف بها والعكوف عندها فهذا شرك اكبر جاءت جميع الرسل وجميع الكتب بابطاله هم يقولون لا هذا ما هو بشرك - 00:34:51ضَ

هذا انما هو تقرب الى الله باوليائه نقول هذا لبس الحق بالباطل والعياذ بالله كذلك الذي يلوي عنوقا اعناق النصوص ويحرفها ويحل الحرام ويحرم الحلال من اجل اهواء الناس او رغبته وشهوته هذا من لبس الحق بالباطل - 00:35:11ضَ

الذي يفسر النصوص بغير تفسيرها الصحيح من اجل ان توافق مذهبه او توافق مذهب من يقلده هذا من لبس الحق بالباطل فلبس الحق بالباطل باب واسع يدخل فيه كل ما هو تغيير للحق عن وضعه الذي وضعه الله عليه - 00:35:37ضَ

الى وضع اخر يتنافى مع الحق ولا تلبسوا الحق بالباطل ومن ذلك ان تقولوا نحن نحن اتباع موسى ونحن على حق ويقول النصارى نحن اتباع عيسى فنحن على حق فلسنا ملزمين باتباع محمد صلى الله عليه وسلم - 00:36:02ضَ

نقول هذا من لبس الحق بالباطل لانكم تعلمون ان ان الله اوجب عليكم بل اوجب على انبيائكم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وان هذه الاديان تنتهي ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. انتم تعلمون هذا - 00:36:25ضَ

فهذا من اعظم لبس الحق بالباطل والعياذ بالله ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون هذي المصيبة كتمان الحق وعدم اظهار الحق من اجل ان يحقق الانسان شهوته او رغبة غيره - 00:36:50ضَ

او طاعة لغيره من الناس ما يقدر يزعل الناس ما هو مبين ان الحق يخشى انه يغضب الناس او يغضب فلان وعلان؟ هذا من كتمان الحق والعياذ بالله قال الله جل وعلا ان الذين يكتمون ما انزلنا - 00:37:18ضَ

من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم وقال سبحانه واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس - 00:37:37ضَ

لتبيننه للناس ولا تكتمونه. فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ومن كتمان الحق كتمان وجوب الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فهم كتموا ما عندهم من الادلة - 00:38:07ضَ

على وجوب اتباع محمد صلى الله عليه وسلم فغرروا بعوامهم وجهالهم تتحملوا اثامهم ولهذا لما كسب النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقل عظيم الروم يعني النصارى قال له اسلم تسلم يؤتيك الله اجرك مرتين - 00:38:33ضَ

والا فانما عليك اثم الاريسين فانما عليك اثم الاريسين يعني الفلاحين والعوام والجهلة يعني اذا لم تؤمن بي فانك تتحمل تتحمل كفرك وتتحمل كفر من اتبعك من الجهال والا فانما عليك اثم الاريسين والعياذ بالله - 00:38:59ضَ

فكتمان الحق يلزم عليه امور ومحاذير كثيرة منها التغرير بالناس. تغرير بالعوام الذين لا يعلمون يظنون انك على حق لانك ما اظهرت لهم الحق فهؤلاء اليهود فهؤلاء اليهود كتموا ما عندهم من الحق على عوامهم وعلى - 00:39:28ضَ

اتباعهم هذا الحق الذي هو الامر باتباع محمد صلى الله عليه وسلم هذا من اعظم كتمان الحق وتكتم الحق وانتم تعلمون يعني انتم على عمد في هذا الامر ليس عن جهل - 00:39:56ضَ

والانسان اذا عصى الله على علم اشد اثما من الذي يعصي الله على جهل ارأيت من اتخذ الهه هواه واظله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعده - 00:40:16ضَ

السبب في هذا انه عصى الله على علم فاصابته هذه المصائب العظيمة ختم الله على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فلا يقبل الحق بعد ذلك والعياذ بالله. لانه لما تركه من اول - 00:40:40ضَ

امر حرمه الله من اتباعه فيما بعد عقوبة له وتكتم الحق وانتم تعلمون فلا يجوز لمن علم الحق ان يكتمه عن الناس بل عليه ان يبينه للناس حتى يكون الناس على بصيرة - 00:41:00ضَ

هذا واجب العلماء هذا واجب العلماء بيان الحق للناس وعدم كتمان شيء من الحق لان هذا العلم انزله الله للناس ما انزله لك وحدك تختزنه في صدرك وتترك الناس على جهلهم - 00:41:23ضَ

وعلى ظلالهم وعلى كفرهم والعلم عندك مخزون هذا لا يجوز فالواجب على كل عالم ان يبين ان يبين للناس ما انزل الله سبحانه وتعالى رظي من رظي وسخط من سخط - 00:41:47ضَ

حتى تبرأ ذمته وحتى ينفع الله من اراد له الهداية ثم قال جل وعلا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين اقيموا الصلاة التي هي احد اركان الاسلام الصلوات الخمس - 00:42:06ضَ

اقيموا الصلاة لم يقل صلوا بل قال اقيموا لان المقصود الاقامة ليس المقصود مجرد صورة الصلاة اقامة الصلاة هو الاتيان بها قائمة يعني تامة باركانها بشروطها واركانها وواجباتها واقامة الصلاة على نوعين - 00:42:34ضَ

اقامة ظاهرة واقامة باطنة الاقامة الظاهرة ان يأتي بالصلاة مستوفية لشروطها واركانها وواجباتها والاقامة الباطنة هي الخشوع الخشوع في الصلاة هذه اقامتها الباطنة فلا تكفي الاقامة الظاهرة عن الاقامة الباطن - 00:42:59ضَ

قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والمقصود من الصلاة ولبها وروحها هو الخشوع بين يدي الله سبحانه وتعالى واقيموا الصلاة التي هي اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين واتوا الزكاة وهي حق واجب في المال - 00:43:28ضَ

في اموال الاغنياء للفقراء حق واجب في اموال الاغنياء للفقراء والمحتاجين ليست تبرعا وانما هي حق واجب ركن من اركان الاسلام هي قرينة الصلاة دائما يذكرها الله مع الصلاة الزكاة امرها مهم جدا - 00:44:01ضَ

واتوا الزكاة اي ادفعوها اتوها يعني ادفعوها للفقراء والمحتاجين والمصارف التي عين الله في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين الى اخر الاية واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين شوف لم يكتفي بقولها اقيموا الصلاة - 00:44:31ضَ

بل قال واركعوا مع الراكعين فهذا يدل على انه لا تكفي الصلاة منفردا بل لابد من الصلاة مع الجماعة اركعوا مع الراكعين يعني صلوا مع المصلين وعبر عن الصلاة بالركوع لان الركوع من اهم اركان الصلاة - 00:44:59ضَ

فقوله واركعوا مع الراكعين بعد قوله اقيموا الصلاة هذا يدل على انه لا يجوز للانسان ان يصلي منفردا من غير عذر شرعي بل يجب عليه ان يصلي مع الجماعة واركعوا - 00:45:23ضَ

مع الراكعين فهذا فيه دليل على وجوب صلاة الجماعة وان من صلى وحده وترك الجماعة من غير عذر فانه عاص لله سبحانه وتعالى واثم في ذلك لان صلاة الجماعة واجبة - 00:45:41ضَ

وترك صلاة الجماعة نفاق فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر وقال جل وعلا في المنافقين ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى - 00:46:05ضَ

ولا ينفقون الا وهم كارهون وقال سبحانه وتعالى يرى واذا قاموا الى الصلاة ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس فالذي يتخلف عن صلاة الجماعة من غير عذر هذا متصف بصفات المنافقين - 00:46:24ضَ

نسأل الله العافية والسلامة واركعوا مع الراكعين ثم قال جل وعلا اتأمرون الناس بالبر يعني بالاعمال الصالحة البر هو الاعمال الصالحة وتنسون انفسكم اي تتركون انفسكم يوجهون الامر الى غيركم - 00:46:57ضَ

واما انتم فلا تأمرون انفسكم بل تخالفون وتعصون الله سبحانه وتعالى تأمر الناس بالطاعة وانت تعصي ربك عز وجل تأمر الناس بالصلاة وانت لا تصلي تأمر الناس بالصلاة مع الجماعة وانت ما تصلي مع الجماعة - 00:47:22ضَ

تنهى الناس عن المنكر وان تأتي المعاصي والمخالفات هذا لا يجوز لابد من الامرين الامر الاول ترك ترك المعاصي واداء الواجبات الامر الاول لا بد من اداء الواجبات وترك المحرمات - 00:47:48ضَ

الامر الثاني الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاذا فاذا اصلحت نفسك فانك تحاول اصلاح الاخرين اما العكس وهو انك تريد اصلاح الناس ولا تصلح نفسك فهذا يخالف ما امر الله جل وعلا. وقد عاب الله عليه اهل الكتاب اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم - 00:48:09ضَ

ونبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام يقول لقومه وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله يشترط بالذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ان يبدأ بنفسه اولا - 00:48:43ضَ

لكن ليس معنى ذلك ان الانسان اذا كان عنده بعظ التقصير وبعض المعاصي انه يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا الواجب عليك امران اولا الاستقامة في نفسك الثاني الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:49:09ضَ

فاذا تركت واحدا لم يسقط الاخر اذا كنت على بعض المخالفات لم يسقط عنك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولولا ولو كان لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر الا من هو كامل ما امر احد ولا نهى احد - 00:49:30ضَ

ان النقص لا يسلم منه احد لا يسلم منه احد ولكن باب التوبة مفتوح عليك بالتوبة واصلاح نفسك اما ان تأخذ هذه الاية دليلا على ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقول انا ما علي الا من نفسي - 00:49:51ضَ

ما دام عندي مخالفات فانه لا يجوز لي ان امر بالمعروف وانهى عنه هذا غلط بل الواجب عليك الامران اصلاح نفسك اولا واصلاح الاخرين فاذا تركت واحدا لم يسقط عنك - 00:50:14ضَ

الاخر مثلا اذا تركت الامر في نفسك لم يسقط عنك امر الناس اذا تركت امر الناس لم يسقط عنك امر نفسك بل لابد ان تقوم بالاثنين جميعا اصلاح نفسك واصلاح - 00:50:33ضَ

الاخرين اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم يعني تتركونها. ليس المراد بالنسيان هنا الذهول وانما لان الله جل وعلا يقول ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا النسيان معفو عنه لكن المراد بالنسيان هنا الترك - 00:50:53ضَ

وهو لم يذهل ولم ينسى وانما ترك ترك نفسه وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب التوراة والانجيل والقرآن فيها انه يجب على من يأمر الناس ان يأتمر هو اولا في نفسه - 00:51:17ضَ

ولا يأمر الناس وهو مخالف لهم فيما يأمرهم به هذا يخالف العقل افلا تعقلون هذا يخالف العقل ولهذا يقول الشاعر لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت وخيم - 00:51:39ضَ

هذا من جهة العقل عار عليك انك تامر الناس بشيء وانت تخالفه هذا يخالف العقل فضلا عن مخالفة الشرع افلا تعقلون؟ ثم قال جل وعلا واستعينوا بالصبر والصلاة ما اعظم شأن هذه الصلاة - 00:52:05ضَ

كم كررها الله في هذه الايات واستعينوا بالصبر لما وجه لهم هذه الاوامر وهذه النواهي ارشدهم الى ما يعينهم على تنفيذها لان هذه احمال ثقيلة هذه الاوامر والنواهي مسؤوليات واحمال ثقيلة ما الذي يعين على ادائها - 00:52:29ضَ

الذي يعين على ذلك امران الصبر والصلاة استعينوا بالصوم والصبر هو حبس النفس الصبر في اللغة الحبس تقول صبرته اي حبسته واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم اي احبسها مع الصالحين - 00:52:57ضَ

ولا تجالس غيرهم اصبر نفسك احبسها مع الصالحين ولا تجالس غيرهم هذا الصبر في اللغة الحبس اما الصبر في الشرع فهو ثلاثة انواع ثلاثة انواع صبر عن صبر عن محارم الله - 00:53:20ضَ

صبر على طاعة الله هذا الاول لان الطاعة تحتاج الى صوم لان فيها مشقة فيها تعب فيحتاج الانسان الى الصبر عليها مثلا الذي يقوم اخر الليل ويترك النوم هذا فيه مشقة على النفس - 00:53:47ضَ

يحتاج الى صبر الذي يجاهد في سبيل الله ويتعرض للموت والجراح هذه مشقة عظيمة نحتاج الى صبر الذي يهاجر ويترك وطنه والى بلاد الاسلام هذا مشقة على النفس لان مفارقة الاوطان فيها مشقة على النفوس - 00:54:08ضَ

ولكن الصبر يعينك على هذا صبر صبر على طاعة الله هذا الاول. الثاني صبر عن محارم الله الله حرم عليك اشياء يجب عليك تجنبها لكن نفسك تنازعك اليها وشياطين الانس والجن يدعونك اليها ويرغبونك فيها - 00:54:33ضَ

فتحتاج في تركها الى صبر الى صبر وتحمل هذا الثاني الثالث صبر على اقدار الله المؤلمة بان تحبس نفسك عن الجزع ولسانك عن التشكي ويدك عن شق الجيوب ولطم الخدود - 00:55:02ضَ

الصبر على اقدار الله المؤلمة اذا اصابك مصيبة تؤلمك في نفسك او في اهلك او في مالك لا تجزع يا اخي اصبر وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون - 00:55:25ضَ

يصبرون ولا يجزعون ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بقدر الله وقضاءه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بقضائه وقدره ومن يتق الله نعم ومن يؤمن بالله يهدي قلبه - 00:55:49ضَ

ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. فاعلم هذا انه بقضاء الله وقدره ومن يؤمن بالله يعني يصبر على هذه المصيبة يهدي قلبه يهدي قلبه يثبته على الايمان ومن يجزع - 00:56:15ضَ

فانه يضر نفسه المصيبة نازلة نازلة على كل حال ما قضى الله لا بد ان يقع لكن ان صبرت فلك الاجر وان جزعت فعليك السخط ان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا - 00:56:33ضَ

ومن سخط فعليه السخط فانت تخسر الامرين المصيبة تقع بك وهذه خسارة وتخسر الصبر والاجر ولا حول ولا قوة الا بالله قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم - 00:56:52ضَ

استعينوا بالصبر الصبر امره عظيم لابد من الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى والصبر عن محارم الله والصبر على اقدار الله جل وعلا استعينوا بالصوم الامر الثاني الصلاة لان الصلاة - 00:57:18ضَ

دخول على الله جل وعلا ووقوف بين يديه وذكر لله جل وعلا فاذا دخلت في الصلاة فانك تجد الراحة والسكون بين يدي الله سبحانه وتعالى اذا كانت الصلاة على الصفة المشروعة فانها تعينك - 00:57:39ضَ

لانها تصلك بالله جل وعلا ولانها تقوي الايمان في قلبك وتبعث اليقين في نفسك ولهذا كان صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر يعني وقع في شدة فزع الى الصلاة - 00:58:03ضَ

وقال يا بلال اقم الصلاة ارحنا بها وهذا انما هو في الصلاة التي تؤدى على الوجه المشروع بالخشوع لله عز وجل والاقبال على الله فانها تعينه على مشاق الحياة والفائدة الثانية من الصلاة - 00:58:25ضَ

انها تنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الصلاة تعين على المشاق والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتربي المسلم على الخير والطاعة ثم قال جل وعلا وانا لكبيرة الصلاة كبيرة يعني شاقة - 00:58:55ضَ

كل يوم خمس مرات وربما تقوم بالليل وتصلي وتهجد ورواتب صلوات فيها مشقة على النفوس النفوس ظعيفة الايمان تشق عليه الصلاة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اثقل الصلوات على المنافقين - 00:59:26ضَ

صلاة العشاء وصلاة الفجر لانهم ليس عندهم ايمان فهي ثقيلة عليهم الا على الخاشعين الذين يدخلون في الصلاة دخول الخاشعين المخبتين لله فانها تكون قرة عين له تكون سهلة عليهم ويفرحون بها - 00:59:48ضَ

المؤمن يفرح بالصلاة اذا اقبل وقتها يفرح بالاذان اذا سمعه يفرح بالذهاب الى المسجد يفرح بقيام الليل لانه يرتاح ارتاح في ذلك. اما المنافق وضعيف الايمان فان ذلك يكون شاقا عليه - 01:00:14ضَ

ولهذا لما قيل لبعض الكسالى يا فلان لماذا لا تصلي مع الناس لماذا اذا جاءت الصلاة تأخذ تقبل وتدبر قال لا تقول يا اخي والله اني الصلاة عندي اثقل من الجبل - 01:00:34ضَ

الصلاة عندي اثقل من الجبل ماذا اعمل هذا لان ما فيه خشوع والعياذ بالله ولا فيه ايمان فالصلاة صارت عليها ثقل من الجبل فلا يعين على الصلاة الا الخشوع وانها - 01:00:51ضَ

لكبيرة الا على الخاشعين. من هم؟ الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون يظنون يعني يتيقنون لان الظن هنا المراد به اليقين قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليل يظنون انهم ملاقوا الله يعني يتيقنون - 01:01:09ضَ

انهم ملاقوا الله فالظن هنا المراد به اليقين الذين يظنون ان يتيقنون انهم ملاقوا الله يوم القيامة ان هناك بعث ونشور ان هناك جنة ونار ان هناك تاب وجزى هؤلاء هم الذين - 01:01:33ضَ