قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء
19 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|الشرك في الطاعة|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ
ان حفظه الله الدرس التاسع عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى وانزل عليه الكتاب بالحق ليحكم بين الناس بما اراه الله الصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وكل من اتبع هداه - 00:00:20ضَ
الى يوم الدين وسلم تسليما وبعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تتحدث اليكم في هذه الحلقة امتدادا لما سبق في مواضيع العقيدة ونخص الحديث الان عن وجوب التحاكم الى كتاب الله - 00:00:42ضَ
وسنة رسوله في جميع المنازعات والخصومات وشؤون الحياة لان هذا هو مقتضى العبودية لله بالتوحيد لان التشريع حق لله وحده الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين وهو الحكم واليه الحكم - 00:01:04ضَ
قال تعالى وما اختلفتم وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا - 00:01:24ضَ
فالتحاكم الى شرع الله ليس لطلب العدل فقط وانما هو في الدرجة الاولى تعبد لله وحق لله وحده وعقيدة يدان لله بها فمن احتكم الى غير شرع الله من سائر الانظمة والقوانين البشرية - 00:01:41ضَ
فقد اتخذ واظعي تلك القوانين والحاكمين بها شركاء لله في تشريعه قال الله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله قال تعالى وان اطعتموهم انكم لمشركون - 00:02:02ضَ
وقد نفى الله الايمان عمن تحاكم الى غير شرعه قال تعالى المتر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد وقد امروا ان يكفروا به - 00:02:19ضَ
الى قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فمن دعا الى تحكيم القوانين البشرية فقد جعل لله شريكا في الطاعة والتشريع - 00:02:37ضَ
ومن حكم بغير ما انزل الله يرى انه احسن من حكم الله او مساويا لما انزل الله او انه يجوز الحكم بذلك وبما شرعه الله فهو كافر بالله. وان زعم انه مؤمن - 00:02:57ضَ
لان الله انكر على من يريد التحاكم الى غير شرعه وكذبهم في زعمهم الايمان لان لان قوله يزعمون متظمن لنفي ايمانهم لان هذه الكلمة تقال غالبا لمن يدعي دعوة هو فيها كاذب - 00:03:15ضَ
ولان تحكيم القوانين تحكيم للطاغوت والله تعالى قد امر بالكفر بالطاغوت وجعل الكفر بالطاغوت ركن التوحيد كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فمن حكم القوانين لم يكن موحدا. لانه اتخذ لله شريكا في التشريع والطاعة - 00:03:34ضَ
ولم يكفر بالطاغوت الذي امر ان يكفر به واطاع الشيطان كما قال تعالى ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا قد اخبر الله عن المنافقين انهم حينما يدعون الى التحاكم الى شرع الله يأبون - 00:04:00ضَ
ويعرضون فقال سبحانه واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا كما اخبر انهم يريدون الفساد كما اخبر سبحانه عنهم انهم يرون الفساد صلاحا - 00:04:17ضَ
بانتكاس فطرهم وفساد قلوبهم واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون فالتحاكم الى غير شرع الله من اعمال المنافقين وهو من الفساد في الارض - 00:04:35ضَ
قال الامام ابن القيم رحمه الله قال اكثر المفسرين لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء الى طاعة غير الله بعد اصلاح الله لها ببعثة الرسل وبيان الشريعة والدعاء الى طاعة الله - 00:04:55ضَ
فان عبادة غير الله والدعوة الى غيره والشرك به هو اعظم فساد في الارض بل فساد الارض في الحقيقة انما هو بالشرك ومخالفة امره الشرك والدعوة الى غير الله واقامة معبود غيره ومطاع متبع غير الرسول صلى الله عليه وسلم هو اعظم فساد في الارض - 00:05:12ضَ
ولا صلاح لها ولا لاهلها الا بان يكون الله وحده هو المعبود المطاع والدعوة له لا لغيره والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم وغيره انما تجب طاعته اذا امر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:05:39ضَ
فاذا امر بمعصيته وخلاف شريعته فلا سمع ولا طاعة ومن تدبر احوال العالم وجد كل صلاح في الارض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك فسببه مخالفة رسوله والدعوة - 00:05:58ضَ
والى غير الله ورسوله قد سمى الله كل حكم يخالف حكمه بانه حكم الجاهلية بانه حكم الجاهلية. قال تعالى افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون قال ابن كثير رحمه الله - 00:06:22ضَ
ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل الى ما سواه من الاراء والاهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله - 00:06:41ضَ
كما كان اهل الجاهلية يحكمون به من الجهالات والضلالات كما يحكم به التتار من السياسات المأخوذة عن جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب احكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية - 00:06:59ضَ
والملة الاسلامية وفيها كثير من الاحكام اخذها عن مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعا يقدمونها على الحكم بالكتاب والسنة قال فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع الى حكم الله ورسوله - 00:07:19ضَ
فلا يحكم بسواه في قليل ولا كثير انتهى كلامه رحمه الله ومثل القانون الذي ذكره ابن كثير عن التتار وحكم بكفر من جعله بديلا من الشريعة الاسلامية مثله القوانين الوضعية التي جعلت اليوم في كثير من البلاد - 00:07:38ضَ
هي مصادر الاحكام والغيت من اجلها الشريعة الاسلامية الا فيما يسمونه بالاحوال الشخصية والدليل على كفر من فعل ذلك ايات كثيرة. منها قوله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون - 00:07:59ضَ
وقوله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وقوله تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون - 00:08:17ضَ
وهذا ولا هذا ولا بد للعبد من قبول حكم الله سواء كان له ام عليه وسواء وافق هواه ام لا قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم - 00:08:39ضَ
ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم - 00:08:54ضَ
ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما - 00:09:14ضَ
جئت به قال ابن رجب رحمه الله معنى الحديث ان الانسان لا يكون مؤمنا كامل الايمان حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الاوامر والنواهي وغيرها - 00:09:28ضَ
في حب ما امر به ويكره ما نهى عنه وقد ورد القرآن بمثل هذا المعنى في غير موضع ولما سبحانه من كره ما احبه الله واحب ما كرهه الله. كما قال تعالى ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا - 00:09:46ضَ
انه فاحبط اعمالهم الى ان قال وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه فقال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله - 00:10:04ضَ
وكذلك البدع انما تنشأ من تقديم الهوى على الشرع ولهذا سمي اهلها اهل الاهواء وكذلك المعاصي انما تنشأ من تقديم الهوى على محبة الله ومحبة ما يحبه وكذلك حب الاشخاص - 00:10:21ضَ
الواجب فيه ان يكون تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب على المؤمن محبة من يحبه الله من الملائكة والرسل والانبياء والصديقين والشهداء والصالحين عموما انتهى كلامه رحمه الله وبه تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:39ضَ
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:11:03ضَ