آيات وتفسير - سورة البقرة - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد رحمه الله

(2) تفسير قوله تعالى {وإذ أخذنا ميثاقكم} الآية 63 {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها} الآية 66

عبدالقادر شيبة الحمد

اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج يومي من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد تنفيذ محمد عيد الصفار واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ماء اتينا - 00:00:00ضَ

ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة فاجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين - 00:00:35ضَ

الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد فهذه حكاية فهذه حكاية جناية اخرى من جنايات بني اسرائيل ونقضهم للعهود والمواثيق وانه لا يستقرون على عهد ولا يستقيمون على ميثاق على حد قوله تبارك وتعالى فيهم. اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثر - 00:01:25ضَ

لا يؤمنون وقوله عز وجل واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون. اي واذكروا يا بني اسرائيل وقت اخذنا عليكم العهد الموثق بان تحافظوا على الشريعة - 00:01:56ضَ

وان تؤيدوا المرسلين وان تؤمنوا بما يبعث الله من نبي وما يرسل من رسول وجعلنا لكم اية حسية وجعلنا لكم اية حسية للدلالة على قدرتنا عليكم. وانكم لا تستطيعون الافلات من عقوبة الله ان عصيتم - 00:02:15ضَ

وكذبتم رسلا اذ رفعنا الجبل فوق رؤوسكم كانه سحابة تظللكم حتى صرتم في رعب وفزع تخشون ان يسقط عليكم وامرناكم والحالة هذه ان تحافظوا على الشريعة وان تلتزموا باحكام التوراة ووصاياها وان تجتهدوا في - 00:02:35ضَ

لاوامر الله وطاعة المرسلين. لكي تجعلوا لانفسكم وقاية من عذاب النار وسخط الجبار واخذ الميثاق في قوله تعالى اخذنا ميثاقكم هو الزامهم بالعهد الموثق والتزامهم به وقوله ورفعنا فوقكم الطور - 00:02:57ضَ

اين تقنى فوقكم الجبل؟ نتقنا فوقكم الجبل حتى صار كأنه ظلة والطور الجبل كما فسرته اية الاعراف في قوله تعالى واذ نطقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وبعض اهل اللغة يخصون الطور بالجبل الذي ينبت - 00:03:17ضَ

فانه يسمى جبلا ويسمى طورا اما الجبل الذي لا ينبت فانه يسمى جبلا ويسمى طودا وقوله عز وجل خذوا ما اتيناكم بقوة اي خذوا ما انزلنا عليكم من الشريعة بجد وعزيمة ونشاط واجتهاد - 00:03:38ضَ

وقوله عز وجل واذكروا ما فيه اي احفظوه ولا تنسوه واجعلوه دائما على ذكر منكم بالعمل به وتطبيق ما فيه على شئون معاشكم ومعادكم. وقوله عز وجل لعلكم تتقون. اي لكي تجعلوا لانفسكم وقاية من سخط الله - 00:03:56ضَ

عذابه. ولتنتظموا في سلك عباده المتقين. وقوله عز وجل ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين. اي ثم نقضتم الميثاق وعرضتم عن الوفاء بما التزمتم به من بعد توكيده. فلولا احسان الله وجوده وفضله عليكم بامهالكم - 00:04:16ضَ

وعدم معاجلتكم بالعقوبة. ولولا حلم الله ورحمته لكنتم من الهالكين الذين ضيعوا دنياهم واخراهم وخسروا العاجلة والاجلة. وقوله عز وجل ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة - 00:04:42ضَ

قاسئين اي ولقد علمتم وعرفتم قصة اهل القرية التي كانت حاضرة البحر. اذ ابتلاهم الله عز وجل فكانت الحيتان ترفع رؤوسها فوق الماء مقبلة على الساحل يوم السبت ويسهل على من يريد صيدها ان يصيدها. والصيد محرم عليهم عليهم يوم السبت والصيد محرم عليهم يوم السبت - 00:05:01ضَ

فاذا ذهب يوم السبت اختفت من الماء القريب منهم فلا يرونها الى السبت الاخر فاحتالوا على صيدها بوسائل كان يحفروا حياضا كبيرة تتصل بالبحر فتدخلها الحيتان يوم السبت ولا تستطيع الرجوع الى البحر - 00:05:27ضَ

فيصيدونها يوم الاحد والايام الاخرى غير السد ثم غير السد ثم تجاهروا بالمعصية وصاروا يصيدون يوم السبت فوعظهم بعض الواعظين وذكروهم وخوفوهم عقوبة الله فلم يتعظوا. وقالت طائفة من بني اسرائيل لم تعظون - 00:05:44ضَ

هؤلاء وهم مستحقون لعقوبة الله. فقال الواعظون انما وعظناهم معذرة الى الله. ولعلهم يرجعون عن ضلالهم لا نيأس من من رحمة الله فلا نيأس من رحمة الله. فلما عتوا عمانهوا عنه قال الله للمعتدين كونوا قردة - 00:06:03ضَ

خاسئين. فمعنى قوله عز وجل علمتم اي عرفتم يا بني اسرائيل. والخطاب لمعاصري رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من بني اسرائيل قوله تعالى الذين اعتدوا منكم في السبت - 00:06:23ضَ

اي الذين تجاوزوا الحد الذي وجب عليهم ان ينتهوا عنده. فلم ينتهوا بل انتهكوه. والمراد بالسبت يوم السبت وكان قد حرم عليهم الصيد فيه. وقوله عز وجل فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. اي فصيرناهم قردة - 00:06:39ضَ

صاغرين مطرودين من شرف الانسانية الى اخوة القردة. والامر هنا في قوله تعالى كونوا هو امر كوني والامر في قوله تعالى والامر هنا في قوله تعالى كونوا هو امر كوني. اي انما قلنا لهم كونوا قردة فصاروا قردة - 00:06:57ضَ

ويعبر البلاغيون عنه بانه امر تسخير وتكوين والامر الكوني لا يتخلف. على حد قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وقد هلك هؤلاء الممسوخون بعد ذلك. هلك هؤلاء الممسوخون بعد ذلك. ولم يبق لهم - 00:07:17ضَ

كما روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قالت ام حبيبة قالت ام حبيبة اللهم متعها بزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبابي ابي سفيان وباخي معاوية - 00:07:39ضَ

وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم انك سألت الله لاجال مضروبة واثار موطوءة وارزاق مكسورة لا يعجل شيئا منها قبل حله لا يعجل شيئا منها قبل حله. ولا يؤخر منها شيء بعد حله. ولو سألت الله ان يعافيك من عذاب في النار. وعذاب - 00:07:57ضَ

في القبر ولو سألت الله ان يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك قال فقال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله - 00:08:20ضَ

عز وجل لم يهلك قوما او يعذب قوما فيجعل لهم نسلا. وان القردة والخنازير كانوا قبل ذلك انتهى اما ما يدعيه الملحد الزنديق. اما ما يدعيه الملحد الزنديق. دروين في نظريته الالحادية في التطور والارتقاء. بان - 00:08:37ضَ

الانسان نفسه من سلالة القرود فهو قول كاسد فاسد. عاطل باطل مردود. ولا يرضى به الا الزنادقة الملاحدة المنتكسون وكون القرود وكون القرود اقدر الحيوانات العجماوات. على تقليد الانسان في بعض الحركات. لا يفيد - 00:08:57ضَ

انها اصل الانسان. والناس يشاهدون في جهات شتى من العالم. الناس يشاهدون في جهات شتى من العالم. الوانا من القرود اعتني بها ويلبسها ويلبسها اصحابها الديباج يعتني بها ويلبسها اصحابها الديباج. ومع ذلك لم تخرج عما عرف - 00:09:17ضَ

به من الاف السنين وما ثبت في صحيح البخاري الذي اورده في باب ايام الجاهلية وما ثبت في صحيح البخاري الذي اورده في ايام الجاهلية من حديث عمرو بن ميمون رحمه الله. قال رأيت في الجاهلية قردة. اجتمع عليها قردة قد زنت - 00:09:37ضَ

فرجموها فان هذا لا يدل على رابطة بين الانسان والقرود. فان هذا لا يدل على رابطة بين الانسان والقرود. وقد اشار الله عز وجل الى انه اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. وقال تبارك وتعالى وما من دابة في الارض ولا - 00:09:57ضَ

الطائري يطير بجناحيه الا امم امثالكم. وقوله عز وجل فجعلناها نكالا اي فصيرنا هذه العقوبة بمسخ هؤلاء المعتدين قردة عبرة ورادعا وزاجرا. فالنكال الزجر والعقاب. والنكال والنكلة ما نكلت به غيرك. والنكل القيد الشديد. ويقال نكل به تنكيلا. اي صنع به صنيعا يحذر به غيره - 00:10:17ضَ

وقوله عز وجل لما بين يديها وما خلفها اي عبرة لمن عاصرهم ولمن يجيء بعدهم ممن يعلم خبرهم قصتهم فلا يقعون في مثل ما وقعوا فيه من معصية الله ومخالفة امره - 00:10:47ضَ

والاحتيال والاحتيال في نقض في نقض الشرع والاحتيال في نقض فلا يتبعون فلا يقعون قوله تبارك وتعالى لما بين يديها وما خلفها. اي عبرة لمن عاصرهم ولمن يجيء بعدهم ممن يعلم خبرهم ويعرف قصتهم. فلا يقعون - 00:11:03ضَ

في مثل ما وقعوا فيه من معصية الله ومخالفة امره والاحتيال في نقض شرعه. وكما قال عز وجل في فرعون لعنه الله اخذه الله نكال الاخرة والاولى. وقوله عز وجل وموعظة للمتقين. اي عبرة وزاجرا وتخويفا - 00:11:25ضَ

للمتقين الذين يخافون الله ويخشون عقوبته. وخص المتقين بالذكر لانهم هم الذين يعتبرون ويحرصون على سلامة انفسهم ووقايتها من عذاب الله وصيانتها من وصيانتها من اسباب سخطه. وكما قال عز وجل ان في ذلك لعبرة لمن يخشى - 00:11:45ضَ

وقد ساق الله تبارك وتعالى قصة اخذ الميثاق على بني اسرائيل. ورفع الجبل فوقهم وما كان منهم من نقض الميثاق ومعصيتهم ومعصيتهم للانبياء والاعتداء في السبت في غير موضع من كتابه الكريم - 00:12:05ضَ

الله تبارك وتعالى قصة اخذ الميثاق على بني اسرائيل ورفع الجبل فوقهم وما كان منهم من نقض الميثاق ومعصية للانبياء والاعتداء في السبت في غير موضع من كتابه الكريم. بحسب بحسب مقتضيات الاحوال من الايجاز - 00:12:25ضَ

والاطناب والمساواة. فقال تبارك وتعالى في سورة البقرة ايضا. واذا اخذنا ميثاقك ورفعنا فوقكم الطور. خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا. واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم. قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين - 00:12:45ضَ

وقال عز وجل ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدو في السبت واخذنا ميثاقا غليظا. فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق - 00:13:05ضَ

وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا. وقال عز وجل واذ نطقنا الجبل فوقهم انه ذلا وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون. وقال عز وجل واسألوا - 00:13:22ضَ

عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت حيتانه يوم سبتهم شرعا. ويوم لا يسبتون لا تأتيهم. كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. واذ قالت امة منهم لما تعظون - 00:13:42ضَ

قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون. فلما نسوا ما ذكروا به جئنا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا - 00:13:57ضَ

خاسئين. واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم ولقد ابتلى الله تبارك وتعالى ابتلى الله تبارك وتعالى اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في نحو ما ابتلى - 00:14:17ضَ

بني اسرائيل فنجح اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الامتحان وفازوا فيه. حيث حرم على المسلمين صيد البر وهم حرم. حيث حرم على المسلمين صيد البر وهم حرم ابتلى الله تبارك وتعالى اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في نحو ما ابتلى به بني اسرائيل فنجح اصحاب - 00:14:44ضَ

ابو محمد صلى الله عليه وسلم في الامتحان وفازوا فيه حيث حرم على المسلمين صيد البر وهم حرم. وقد خرج اصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريدون البيت الحرام وهم محرمون. فجعل الصيد فجعل الصيد فجعل - 00:15:09ضَ

الصيد يسقط عليهم. تناله ايديهم ورماحهم. فعصمهم الله عز وجل من تناوله. وحماهم من معصية امره سبحانه وتعالى وفي ذلك يقول الله عز وجل في سورة المائدة يا ايها الذين امنوا لا يبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم - 00:15:29ضَ

ما حكم ليعلم الله من يخافه بالغيب؟ فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم. هذا هذا وتذليل قوله عز وجل واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه - 00:15:49ضَ

يقوله لعلكم بقوله تذليلوا بقوله لعلكم تتقون. وتذليل قوله عز وجل فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها بقوله عز وجل وموعظة للمتقين هذا وتذليل قوله عز وجل. واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. بقوله لعل - 00:16:05ضَ

تتقون وتذليل قوله عز وجل فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها. بقوله عز وجل وموعظة للمتقين تأكيد ولفت انتباه الى وجوب الحرص على تقوى الله عز وجل وملازمة الخوف منه والوقوف عند حدوده بتحليل - 00:16:32ضَ

فيما احل وتحريم ما حرم. ولذلك جعل هدى القرآن للمتقين في صدر سورة البقرة. حيث قال عز وجل ولذلك جعل الله هدى القرآن للمتقين في صدر سورة البقرة. حيث قال عز وجل ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى - 00:16:54ضَ

للمتقين وبين ان صلاح الاعمال واستجلاب فرج الله بين ان صلاح الاعمال واستجلاب فرج الله والانتصار على الاعداء انما يكون بتقوى الله عز وجل حيث يقول يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا - 00:17:14ضَ

يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. وقال تبارك وتعالى ومن يتق الله لا يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وقال عز وجل ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. ذلك امر الله انزله - 00:17:36ضَ

ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا. وقال عز وجل ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم. والله ذو الفضل العظيم. والى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:17:56ضَ

ايات وتفسير برنامج يومي من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد تنفيذ محمد سعيد الصفار - 00:18:17ضَ